أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - القضية الفلسطينية .. تحرر أم دولة















المزيد.....



القضية الفلسطينية .. تحرر أم دولة


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تمهيد:
شكلت فكرة الدولة شكلا ومضمونا، وما زالت تشكل هاجسا لكل شعوب الأرض، منذ حلم أفلاطون بمدينته الفاضلة التي لم ولن تتحقق، بسبب تناقض المصالح بين طبقات وفئات المجتمع المختلفة، لأن الطبقة الأقوى هي التي تحدد شكل الدولة ومضمونها الاجتماعي والاقتصادي.
وقد تطورت الحياة من مرحلة البداوة وعدم الاستقرار، إلى مرحلة من الاستقرار، وقد اعتمدت هذه المرحلة على الزراعة بدلا من الرعي، مما نتج عنه بروز ملكية الأراضي التي هيمن عليها الأقوياء بالقوة، وأصبحت طبقة الإقطاعيين هي المهيمنة على المقدرات الإنتاجية في ذلك الوقت، بعد أن كانت القبائل تتصارع على مصادر المياه والأماكن التي ينمو فيها العشب باعتبارها الوسيلة الرئيسة لاستمرار الحياة.
انقسم المجتمع إلى طبقات أو شرائح من الأشراف والنبلاء، وطبقة الجند الذين يقومون بحماية مصالح الفئة الأولى، وطبقة الأقنان أو العبيد الذين هم ملح الأرض ووسيلة إنتاج الخيرات لطبقة الأسياد، وقد حاول هؤلاء العبيد التمرد على الظلم بشكل فردي في البداية، فكان من يخرج عن طاعة سيده يعاقب بالقتل على يد وحش كاسر، أو على يد على زميل له حين يجبرهما السادة على المبارزة حتى يقتل أحدهما الآخر.ثم تطور الأمر إلى ثورات جماعية للعبيد ضد الظلم، وقد قاد سبارتاكوس إحدى هذه الثورات.
ومع بداية التطور الصناعي وظهور الآلة البخارية بدأ نفوذ الإقطاعيين يضمحل، وتبلورت طبقات جديدة في المجتمع، على رأسها طبقة ملاك وسائل الإنتاج من الرأسماليين الجدد، وطبقة العمال التي حلت محل طبقة العبيد، والطبقة الوسطى من الموظفين والجند، ولما تنامى الظلم ضد العمال بدأت تتبلور طبقة عمالية تحاول الدفاع عن حقها في الحياة، ودعا كارل ماركس إلى إقامة حكم البروليتاريا ( ديكتاتورية البروليتاريا) في مقابل حكم الرأسماليين، وتنبأ بأن الثورة العمالية ستتحقق في بريطانيا لأنها أكثر الدول الصناعية تطورا في ذلك الوقت، ومع ذلك لم تتحقق نبوءة ماركس، فقد انفجرت الثورة البلشفية العمالية في روسيا القيصرية أضعف حلقات التطور الرأسمالي وأقربها إلى مرحلة الإقطاع وشبه الإقطاع.
والآن عودة إلى العنوان الذي يطرح علينا في ثناياه مجموعة من الأسئلة، مثل: هل يسبق التحرر قيام الدولة وهل يتوقف بعد قيامها؟ أم أن عملية التحرر تستمر حتى بعد قيام الدولة؟ وهل هناك تناقض بين الدولة والتحرر؟ أم أن العلاقة بينهما علاقة جدلية تتسم بالتكامل؟ وهل تقتصر عملية التحرر على التخلص من السيطرة الأجنبية؟ أم أن عملية التحرر تتواصل حتى ما بعد الحصول على الاستقلال؟ لأن الاستعمار يترك بقاياه الفكرية في عقول من يهيمنون على المقدرات الاقتصادية للبلد أو القطر الذي تخلص حديثا من الاستعمار؟ وسيتم التطرق إلى هذه الأسئلة في ثنايا هذه الدراسة.
ثانيا : مفهوم الدولة ومقوماتها:
1 - مفهوم الدولة:
أ – الدولة لغة:
ترتبط الدولة من الناحية اللغوية بالنغير والتبدل من حال إلى حال، وقد ورد في المعجم الوسيط (ج1 ص 165): دال الدهر: انتقل من حال إلى حال، ودالت الأيام دارت، داول الله الأيام بين الناس أدارها وصرفها، قال تعالى: " وتلك الأيام نداولها بين الناس"، ودوَّل الأمر : جعله للدول جميعا، ودول الأرض جعلها ملكا للدولة، والدولة: الاستيلاء والغلبة. وقد جاء في المورد ص 902: state بمعنى دولة أو ولاية ، أو حكومي ، أو طبقة اجتماعية أو سياسية مثل طبقة النبلاء أو رجال الدين.
الدولة اصطلاحا:
عرف هارولد لاسكي الدولة بأنها السلطة الإجبارية العليا في أي مجتمع سياسي، وهي تستخدم لحماية مصالح الذين يملكون أدوات الإنتاج.
وفي اعتقادي أن الدولة هي ذلك الجهاز التنفيذي الذي يمتلك قوات عسكرية تستخدم في فرض إرادة ملاك وسائل الإنتاج بالقوة على من لا يملكون شيئا منها في الداخل، ويمكن استخدامها في بسط هيمنة الدولة على دول أخرى كما حدث في حركة التوسع الاستعماري من أجل نهب ثروات الشعوب الأخرى وزيادة تراكم رأس المال، ولذا فإن شكل الدولة يتغير بتغير الشكل الاقتصادي، فدولة الإقطاع تختلف عن دولة الرأسماليين وعن دولة العمال، لأن كل دولة لها قوانينها التي تحمي تلك الطبقة المسيطرة في المجتمع.
يرى هارولد لاسكي أن إدراك أية نظرية عن الدولة يقع ضمن زمانها، لأن فكرة الناس عن الدولة تأتي نتيجة للتجربة التي يخوضونها " نظرية الدولة وأسس التنظيم والسيادة"، وقد استغرق نمو فكرة الدولة ونضجها ثلاثمائة عام.
إن تجاهل مصالح الطبقات والشرائح الاجتماعية الفقيرة والمسحوقة، يدعو هذه الفئات إلى محاولة تغيير الأمر الواقع، مما يؤدي إلى اصطدامهم بملاك أدوات الإنتاج، وبالتالي إلى قيام ثورة اجتماعية تهدف إلى الإطاحة بقوى الاستغلال والظلم، ولعل ماركس هو أول من دعا، في العصر الحديث، إلى الثورة على الاستغلال وهيمنة العمال على الحكم فيما دعاه ب " ديكتاتورية البروليتاريا".
ب - تطور مفهوم، الدولة من حيث الشكل والمضمون:
التطور والتغير والحركة عناصر تقوم عليها سنة الحياة، لأن السكون صنو الموت، ولا يكاد يوجد شيء ساكن لا يتحرك في هذا الكون، والدولة باعتبارها نتاجا للفكر الإنساني، تخضع لقانون التطور، فمنذ المجتمع المشاعي الأول والحياة القبلية، لم يعرف الإنسان فكرة الدولة، بل كانت القبيلة وزعيم القبيلة هما الناظم للحياة البدوية، وكانت القبائل الأقوى تجبر القبائل الأضعف على الخضوع لسيطرتها أو الاحتماء بها، أو إلى الانتقال إلى مناطق أقل مياها وخصبا.
وبعد اكتشاف النار والزراعة أخذت القبائل تستقر، وبدأت تنتج طعامها وطعام ماشيتها، وتطورت حاجتها إلى ضرورة وجود سلطة تنظم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وقد تولى هذه السلطة من يملكون الأراضي والعبيد، فيما عرف بعصر الإقطاع الخاضع لهيمنة الكنيسة وسلطة رجال الدين، وقد استمر ذلك العصر زمنا طويلا حتى أفرز المجتمع فئات تقاوم الإقطاع من خلال التطور العلمي والصناعي، فولدت الدولة البورجوازية الحديثة، والتي حولت العبيد والأقنان إلى عمال وفلاحين.
وقد حلم أفلاطون بمدينته الفاضلة التي يصعب تحقيقها على أرض الواقع ما دام هناك بشر لا يقنعون بنصيبهم في الحياة، وتسيطر عليهم الرغبة في الاستحواذ على مصادر الإنتاج بأشكالها المختلفة، وقد دعا الإسلام إلى دولة الحق، فقد أكد الإسلام على أن دولة الظلم ساعة وأن دولة الحق إلى قيام الساعة، وقد بذل أمير المؤمنين الفاروق عمر جهودا لا يمكن إنكارها على طريق تأسيس دولة الحق، حين طبق قانون من أين لك هذا؟ على الولاة حماية للرعايا، كما قام بنفسه بتتبع أمور الرعية وقضاياها باعتباره مسئولا عن راحة هذه الرعية، وهو الذي حمل المسئولية بصدق، حين قال: " لو عثرت بغلة في العراق، لسئلت عنها يوم القيامة"، كما كان علي كرم الله وجهه نصيرا للفقراء، وقد قال: " لو كان الفقر رجلا لقتلته بسيفي".
لقد بذل القادة المسلمون جهودا جبارة من أجل إرساء قواعد دولة الحق والعدل، ولكن الملاك وكبار التجار الذين خسروا نفوذهم بعد انتصار الدعوة الإسلامية، ظلوا لهم بالمرصاد، فقام أبو لؤلؤة المجوسي باغتيال الخليفة عمر، وتم اغتيال الخليفة علي بن أبي طالب أثناء صلاة الفجر، لقد شكل هؤلاء القادة العظام خطرا أكيدا على أصحاب النفوذ السابقين حين دعوا إلى العدل والمساواة على اعتبار أن الناس سواسية كأسنان المشط، وأنه لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
وقد استطاع الإسلام توحيد الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه، ومن شماله إلى جنوبه، فهل تستطيع الحركات الإسلامية أن تنجز مثل هذا الهدف في الوقت الحالي؟ إن وحدة العرب هي الأساس المتين لوحدة المسلمين في كل بقاع الأرض.
أما في أوربا، فقد أسس الأوروبيون دولة المدينة، وأصبح لكل مدينة دولتها الخاصة، إلى أن استطاع غاريبالدي توحيد المدن الإيطالية في دولة واحدة، ونجح بسمارك في توحيد ألمانيا، وقد فكر حكام الأقاليم في كل من فرنسا وبريطانيا وغيرهما في شن ما عرف بالحروب الصليبية من أجل السيطرة على المشرق العربي وبقية دول العالم الإسلامي.
وها هي أوروبا الآن، على الرغم من اختلاف لغاتها، تحاول توحيد القارة من أجل تقاسم النفوذ وإعادة اقتسام العالم بينها وبين الولايات الأمريكية المتحدة، وكأننا مقبلون على سايكس بيكو جديدة.
2 - أنظمة الحكم وتغيرها عبر الزمن.
يشكل التطور الاقتصادي العامل الرئيس في تطور أنظمة الحكم عبر الزمن، فعندما كان الصراع على ملكية الأرض باعتبارها مصدر الإنتاج في العصر الرعوي، والعصر الزراعي فيما بعد، أدى ذلك إلى ظهور الدول التي تحكمها الطبقات الإقطاعية التي تسيطر على الأرض، وتستعبد بقية الناس في خدمتها وخدمة أغراضها، وحين جاءت الثورة الصناعية في أوروبا، بدأت الكنيسة وطبقة الإقطاعيين تفقدان نفوذهما، وقد أدت الرغبة في زيادة تراكم الأموال بأيدي فئة أو طبقة محدود إلى ظهور الحركة الاستعمارية التي تهدف إلى الاستئثار بالمواد الخام المكدسة في أراضي الدول التي يتم استعمارها.
3 – الدولة الموحدة والدولة الاتحادية:
استطاعت أمريكا أن تبني دولتها الموحدة بعد حرب أهلية ضروس، وقسمت البلد إلى ولايات تخضع لسلطة رئيس واحد، يتم انتخابه عن طريق الاقتراع العام، بينما استطاع لينين بعد حرب أهلية طاحنة تحويل المناطق الخاضعة لسلطة إمبراطور روسيا إلى اتحاد جمهوريات ما عرف بالاتحاد السوفييتي، وذلك على الرغم من التعدد العرقي والقومي والديني.
4 – الدولة وصراع الطبقات:
عندما يغيب العدل، وينتشر الظلم، تفكر شرائح المجتمع المختلفة في الانضواء تحت مظلة إطار يجمعها ويدافع عن مصالحها، وإذا لم تنجح المقاومة السلمية الفكرية والسياسية في إقناع الطبقة المهيمنة بضرورة مراعاة العدالة في توزيع الثروات، وفي بسط سيادة القانون، لا بد عندها من انفجار ثورة للطبقات الكادحة ضد من يستغلونهم استغلالا بشعا، كما حدث في روسيا القيصرية في ثورة 1905، وثورة 1912م، واللتان فشلتا في رفع الظلم عن العمال والفلاحين، إلى أن انتصرت ثورة أكتوبر التي اندلعت في سنة 1917م، واستمرت حتى عام 1921م ، إلى أن تهاوى النظام القيصري، وتم إعلان ديكتاتورية البروليتاريا.
ثالثا : مفهوم التحرر:
أ – التحرر لغة:
ورد في المعجم الوسيط ج 1 ص 178: حرره : أعتقه، الحرية الخلوص من الشوائب أو الرق أو اللؤم، بينما ورد في لسان العرب ج 4 ص 178: حرِرْت يا رجل: ، قال ابن سيدة أراه إنما يعني الحر لا الحرية، ، بنما يرى الكسائي أن حررت يا رجل من الحرية لا غير، وقال ابن الأعرابي: حرَّ يحرُّ حرارا إذا أعتق،، وحر يحر حرية إذا عُتِق.
وقد ورد في المورد ص 526: Liberation بمعنى تحرير أو إعتاق، Liberate بمعنى يحرر.
1 – الفرق بين التحرر والتحرير والحرية:
أعتقد أن التحرر فعل إرادي نابع من الذات، يأتي تلبية لرغبة في تغيير الظروف التي يمر بها شعب من الشعوب أو فرد أو مجموعة من الأفراد بهدف تخليص الإرادة الفردية أو الجمعية من قيود طارئة تكبلها وتعوق حركتها نحو الأسمى والأفضل، بينما يأتي التحرير من الخارج بهدف تخليص فرد أو جماعة من ظروف قاهرة تكبل إرادة الفرد أو الجماعة، كما يحدث في محاولات تخليص الرهائن، والتي قد تنجح وقد تفشل، أو كا يحدث حين تدعي دولة استعمارية أنها ترغب في تحرير شعب من الشعوب، كما حدث في ليبيا، في حين أن الفعل الإرادي مصيره النجاح آجلا أم عاجلا.
أما الحرية فهي حالة يعيشها الفرد أو المجتمع ويحاول الحفاظ عليها بكل طاقته، وتحقق له هذه الحالة حرية القول والفعل دون كوابح أو معوقات في حدود عدم الإضرار أو المس بمصالح الآخرين أو بحريتهم.
والتحرر فعل سياسي قابل للتطبيق في كافة المجالات الحياتية، وليس شعارا فارغا من أي مضمون، فالإنسان أي إنسان مطالب أن يحرر إرادته وعقله من الأوهام، وأن يتسلح بالتفكير المنطقي المبني على فرضيات سليمة تؤدي إلى نتائج صحيحة في مجال التطبيق العلمي والاقتصادي والصحي والاجتماعي والنفسي، بما يصون وحدة المجتمع وتماسكه.
2 - الأدوات الضرورية لتحقيق التحرر:
لعل وحدة الإرادة من أهم أدوات التحرر، وخصوصا في مجال النضال ضد المحتل، لأن تعدد الرؤى والإرادات يؤدي إلى شلل الفعل على أرض الواقع، كما يقود إلى الصراع الفكري وتضارب الرؤى، ولعل تجربة حرب التحرير الفيتنامية خير خليل على أهمية وحدة الإرادة، فقد كانت جبهة تحرير فيتنام تضم في إطارها أربعة وأربعين حزبا ومنظمة، ولم يحاول أي تنظيم من تنظيماتها أن ينسب الفضل لنفسه أو أن يتعالى على الآخرين أو أن يمن عليهم متباهيا بإنجازاته.
لم يكن الناس يعرفون الفصائل المكونة لجبهة تحرير فيتنام، كل ما كانوا يعرفونه هو جبهة تحرير فيتنام الجنوبية وذراعها العسكري الفييتكونغ، وقد كانت فيتنام الشمالية بقيادة هوشي منه هي العمق الإستراتيجي للثورة الفيتنامية، وكذلك كان الحال في الثورة الجزائرية التي شكلت مصر بقيادة عبد الناصر الظهير الأقوى لها، إلى أن انتصرت هذه الثورة ، ليظهر بعد النصر الصراع على الاستئثار بالسلطة، ولكن الشعب الجزائري وضع حدا لهذا الصراع قبل أن يندلع ، فقد خرجت جماهير الشعب الجزائري برجالها ونسائها وشيوخها وشبانها وولدانها إلى الشوارع ومنعت الاقتتال بين جيش الداخل وجيش الخارج، وانتصرت إرادة الشعب الجزائري، وقد تولى القائد أحمد بن بللا قيادة سفينة الاستقلال إلى بر الأمان.
رابعا : الاستعمار ودوره في نشأة وقيام الدول الحديثة في القرن العشرين:
1 – تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ:
فضحت الثورة البلشفية في روسيا ما تم الاتفاق عليه في سايكس بيكو من تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ للدول التي خاضت الحرب ضد ألمانيا وتركيا التي كانت تعرف بالرجل المريض في نظر الغرب الاستعماري، وقد تم تقسيم الشام إلى قسمين، حيث سيطرت فرنسا على سوريا ولبنان، بينما سيطرت بريطانيا على فلسطين وشرقي الأردن، وفي عام 1921م جعل تشرشل من شرقي نهر الأردن إمارة يحكها الأمير عبد الله بن الحسين، وعينت فرنسا الأمير فيصل الأول ملكا على سوريا، ولكنه عزل بعد عامين تقريبا فعينته بريطانيا ملكا على العراق، وبذلك دانت العائلة الهاشمية بالولاء لبريطانيا الاستعمارية التي تولت مسئولية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بعد صدور وعد بلفور سنة 1917م، وكانت بريطانيا قد احتلت مصر عام 1881م بعد الثورة العرابية، لأن مصر تقع على ملتقى القارات الثلاثة، آسيا وأفريقيا وأوروبا، ولأن الدول الاستعمارية خشيت من طموحات محمد على إلى توحيد أقطار الوطن العربي تحت حكمه، حيث قام بضم السودان إلى مصر، وسيطر على الشام والحجاز، ودق الجيش المصري أبواب تركيا، كما هزم الجيش الروسي في موقعة القرم، فقامت الدول الغربية بمهاجمة الأسطول المصري، وفرضت على محمد على ألا يزيد عدد جنود الجيش المصري عن ثمانية عشر ألف جندي، وأن تبقى الشام والحجاز تحت سيطرة مصر لفترة محدودة.
كما تم تقسيم المغرب العربي إلى مناطق نفوذ، فسيطرت فرنسا على تونس والجزائر والمغرب ، وسيطرت إيطاليا على ليبيا، كما سيطرت أسبانيا على بعض المدن الساحلية المغربية، وعلى إقليم ريو دو أورو أو ما عرف باسم الصحراء الأسبانية وموريتانيا الحالية.
2 الثورات في منتصف القرن العشرين، ومدى نجاحها في تحقيق التحرر:
ثارت الشعوب العربية ضد السيطرة الاستعمارية، فقد ثار الشعب السوري على الملك فيصل، فمنحته بريطانيا حكم العراق، وقامت في فلسطين عدة ثورات سنة 1921م، 1929م، 1936م، ولكن هذه الثورات باءت بالفشل بسبب صراع القيادات العائلية الفلسطينية وتسابقها إلى إظهار الولاء لهذه الجهة أو تلك، وقاد سعد زغلول ثورة في مصر، فقامت بريطانيا بنفيه خارج مصر، كما فعلت مع قادة الثورة العرابية، أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي، وغيرهم.
وبعد حرب فلسطين ومشاركة الدول العربية فيها تشكل تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بقيادة البكباشي" المقدم" جمال عبد الناصر، وقد قاد هذا التنظيم ثورة بيضاء ضد النظام الملكي الفاسد، بدأت الثورة بانقلاب أبيض أدى إلى تنحي الملك عن سلطاته لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، وتم تعيين مجلس وصاية، إلى أن تم إلغاء النظام الملكي في مصر وتأسيس النظام الجمهوري حيت تم تعيين اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية، إلى تم عزله بعد حوالي عام، وتولى مسئولية قيادة الجمهورية جمال عبد الناصر الذي انتقل بمصر نقلة نوعية فتحول الانقلاب إلى ثورة، وبدأ تطبيق مبادئ الثورة الستة التي أعلنت الثورة التزامها بتطبيقها، ومن هذه المبادئ: بناء جيش وطني قوي، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وغيرها، وقد نفذت الثورة قانون الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين بعد أن حددت ملكية الإقطاعيين السابقين بحيث لا تزيد على مائتي فدان للإقطاعي السابق.
ثم اندلعت شرارة الثورة الجزائرية، فقامت مصر الناصرية بمد يد العون لهذه الثورة إلى أن نجحت في دحر الاحتلال الفرنسي وإعلان أول جمهورية جزائرية بقيادة المناضل أحمد بن بللا، وقد قامت الثورة في العراق سنة 1958م ضد النظام الملكي الهاشمي، فحاول حلف السنتو التدخل ضد الثرة العراقية، ولكن الجمهورية العربية المتحدة التي نشأت قبل وقت قصير، أعلنت أن أي عدون على العراق هو عدوان على الجمهورية العربية المتحدة تلتزم برده بالقوة فتراجع الحلف عن خوض مغامرة عسكرية ضد العراق، واندلعت ثورة اليمن سنة 1961م، وأطاحت بحكم الأئمة في اليمن، الإمام أحمد ومن بعده سيف الإسلام البدر، وتم الإعلان عن أو جمهورية في اليمن بقيادة المشير عبد الله السلال.
ولكن الغرب وقف لجهود مصر الوحدوية بالمرصاد، فدبر انقلابا في سوريا حيث أعلن الانفصاليون فصل الإقليم السوري عن دولة الوحدة، وقد فكر عبد الناصر في إنهاء الانفصال بالقوة، فأرسل الأسطول المصري إلى سوريا ولكنه أصدر أوامره بعودة الأسطول إلى المياه الإقليمية المصرية، وربما كان السبب وراء ذلك خشيته من أن تتكرر تجربة عام 1840 حين دمر الغرب أسطول محمد على وأجبره على توقيع معاهدة 1840م، ثم اندلعت الثورة الليبية بقيادة العقيد معمر القذافي وأطاحت بحكم الملك إدريس السنوسي، فانحسرت الأنظمة الملكية في الوطن العربي في السعودية والمغرب والأردن وفي إمارات الخليج العربي.
خامسا: فلسطين بين التحرر وبناء الدولة:
تمر القضية الفلسطينية في مرحلة من أخطر مراحلها، فالقضية الآن على مفترق طرق، حيث إن كل الاحتمالات مفتوحة، ولعل الانقسام هو الخطر الذي قد يؤدي إلى تدمير القضية الفلسطينية وشطبها من أجندة الاهتمام العربي والدولي، فقد بدأت المخططات الخبيثة تطل برأسها من جديد، مثل مشروع التوطين في سيناء الذي ثار سكان قطاع غزة ضده في عام 1955م، وهتفوا بسقوطه، كما طالبوا بالتجنيد والتسلح، مما أدى إلى عقد أول صفقة أسلحة تشيكية مع الكتلة الشرقية، وظهرت طائرات الميج 17 في سماء قطاع غزة، ولكن المشروع الذي اعتقدنا أنه دفن يطل علينا من جديد، في محاولة لطمس معالم القضية الفلسطينية عن طريق ضم غزة إلى مصر، وما يتبقى من الضفة إلى الأردن، وذلك على طريق تطبيق رؤية شمعون بيريس ووزيرة خارجية أمريكا للشرق الأوسط الجديد، ولعل ما يجري على الساحة العربية خير دليل على استغلال أمريكا للتذمر الشعبي من أنظمة الحكم المستبدة من أجل إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها، وإلهاء الشعوب العربية في صراعات داخلية تستنزف طاقاتها وتمنع تقدمها وتطورها.
إن تحقيق التحرر الفلسطيني يحتاج إلى وحدة حقيقية بين كافة القوى العاملة على الساحة الفلسطينية إذا أردنا بناء دولة حقيقية، ولنا في تجارب الشعوب الأخرى قدوة، لأن إرادة هذه الشعوب لم تنكسر ولم تنقسم في مرحلة الكفاح من أجل التحرر الذي يصعب إنجازه دون وحدة كل العاملين من أجل إنجازه.
إن من يحلمون بإمكان إعلان الخلافة الإسلامية في غزة أو بإنجاز دولة في الضفة يخدعون أنفسهم ويخدعون الناس، إذ كيف يمكن تحقيق خلافة إسلامية ونحن لا نستطيع توحيد أبناء الوطن المحتل حول فكرة واحدة وموحدة من أجل إنجاز مشروع التحرر الذي لا يكتمل ولن يكتمل بالتخلص من الاحتلال، بل يحتاج إلى التحرر الاقتصادي والاجتماعي والفكري والثقافي، وذلك من خلال استلهام تراثنا الماضي والتطلع لبناء مستقبل أفضل.
إن الضفة وغزة مجتمعتان لا تملكان مقومات الدولة، ولعل أزمات الرواتب في كل من غزة والضفة الغربية خير دليل على ذلك، لأن من لا ينتج غذاءه وكساءه سيظل عالة على الآخرين، ورهينة لإراداتهم ورؤيتهم.
إن قرار الجمعية العامة بقبول فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة هو قرار لا يقل أهمية عن قرار الجمعية العامة بإقامة إسرائيل، عندما صدر قرار التقسيم سنة 1947م، هذا القرار على الرغم من كونه قرارا جائرا بحق الفلسطينيين، فقد أخطأت الزعامات التقليدية الفلسطينية عندما رفضت القرار، ولا أريد أن اتهم هذه القيادات بأنها كانت تتلقى التوجيهات من دول الغرب مباشرة، أو من دول عربية ترتبط بالغرب، وقد استفادت الحركة الصهيونية من رفض الفلسطينيين للقرار واستولت على حصتها من فلسطين بالقوة، كما استولت على أكثر من نصف أراضي الدولة الفلسطينية المقترحة.
إن قرارات الأمم المتحدة الصادرة عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة تبقى حبرا على ورق ما دام الطرف العربي بصفة عامة والفلسطيني بصفة خاصة، لا يملكان الإرادة ولا القوة لتنفيذ هذه القرارات وترجمتها عمليا على أرض الواقع، كما فعلت الحركة الصهيونية ومن ورائها دول الغرب بعد صدور القرار عام 1947م، حيث احتلت قوات هذه الحركة معظم فلسطين على الرغم من دخول سبعة جيوش عربية إلى المعركة، وقد رفضت إسرائيل بعد قيامها عمليا على أرض الواقع قرار التقسيم الذي قدمه الكونت برنادوت عام 1949م، وقامت باغتيال الرجل، ودأبت منذ ذلك الوقت على رفض كل قرارات الأمم المتحدة الصادرة بخصوص القضية الفلسطينية، فبقيت قرارات الأمم المتحدة مهملة على الرفوف لأنها لا تجد من يمتلك القوة لتحريكها وتطبيقها على أرض الواقع.
إن العالم لا يعترف إلا بالأقوياء أو من يمتلكون الإرادة القوية لإلحاق الضرر بمصالح من يساندون العدوان والمعتدين؛ فالحقوق تنتزع ولا تستجدى، ولن تحقق المفاوضات المباشرة ولا غير المباشرة آمال الفلسطينيين بتحرير وطنهم وتحقيق عودتهم إليه، لقد قالها شامير ذات مرة: " فاوضوا الفلسطينيين عشرين عاما ولا تعطوهم شيئا"، وها نحن نقترب من نهاية العشرين عاما دون أن ننجز أو نحقق شيئا مما نصبوا إليه.
لقد كان اتفاق أوسلو أسوأ اتفاق يمكن أن ينجزه مفاوض يفاوض من أجل حقوقه، لأن القبول بالحكم الذاتي هو اعتراف صريح بشرعية الاحتلال الإسرائيلي لكل التراب الفلسطيني، لقد رفض الدكتور حيدر عبد الشافي بقاء المستوطنات في الضفة الغربية على الرغم من وعد إسرائيل بإزالة المستوطنات من قطاع غزة، لنجد من يفاوض أثناء ذلك من وراء الكواليس ليحصل لنا على اتفاق أوسلو الهزيل الذي كان سببا في تفتيت الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما أدى إلى تكريس الصراعات الداخلية دون أن نجني أكثر من مراكز وهمية ورواتب ألهت البعض عن الهدف الرئيس.
إن المفاوضات غير المدعومة بقوة عربية اقتصادية وعسكرية يحسب حسابها، لن تؤدي إلى حل مقبول، وستظل إسرائيل تحاول ابتزاز الفلسطينيين للحصول على المزيد من التنازلات في ظل الضعف الفلسطيني الشامل، وعلينا ألا نخدع أنفسنا بالقول إننا نستطيع دحر الاحتلال بمساندة الرأي العام العالمي أو حتى العربي والإسلامي، علينا أن نتوحد في الداخل والخارج، في كل المناطق المحتلة قبل وبعد عام 1967م وفي الشتات، وأن تثبت الفصائل الفلسطينية أنها لا تتطلع إلى تحقيق التحرر من أجل الوصول إلى كرسي الحكم، وأنها ترنو إلى تحقيق نظام حكم ديمقراطي يشارك في كل أبناء الشعب عن طريق الاقتراع ومنح الثقة لمن يثبت جدارته في خدمة الشعب، وسحب الثقة ممن يستبد برأيه ويحاول فرض تصوره الحزبي أو الشخصي على أبناء الشعب، وبذلك فقط، ننجح في إنجاز تداول السلطة بشكل سلمي.
إن تحقيق التحرر الاجتماعي والاقتصادي بما يوفر العدالة للجميع يجب أن يشكل هدفا لجميع العاملين من أجل التحرر وبناء الدولة من خلق شرائح تستفيد من ممالأتها لقوى الغرب الداعمة للحركة الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي، إننا نلاحظ أن الحركتين الكبيرتين تحاولان خلق طبقة ثرية تكون الأقوى اقتصاديا، بحيث تستأثر بمقاليد ما يتوهمون أنه سلطة قد تؤدي إلى قيام دولتنا العتيدة، دولتنا لن تقوم ولن تنجح إن قامت إلا على قاعدة صلبة من العدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون، إن المؤشرات الحالية لا تبشر بخير، ولا تستطيع إقناع الجماهير الفلسطينية بمصداقية من يقولون إنهم يناضلون من أجل تحرره والحصول على حقه في حياة حرة كريمة.
ما واجب الفلسطينيين نحو التحرر وبناء الدولة:
الفلسطينيون جميعا مطالبون بالعمل الجاد من أجل إشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال وملاحقة من ارتكبوا الجرائم بحق أبناء الشعب، فالنضال كل واحد لا يتجزأ، ولا يمكن لأي طرف أن يهمل أي شكل من أشكال، أو أن يقتصر على شكل نضالي واحد فقط، لقد كان الفيتناميون يقاتلون في فيتنام الجنوبية ويفاوضون في باريس، وقد استمرت المفاوضات خمسة أعوام إلى أن استطاع القيتناميون دحر الاحتلال الأمريكي وتحقيق وحدة شطري فيتنام، وإعادة تأهيل العملاء واستيعابهم في المجتمع، وكذلك فعل الجزائريون، قاتلوا وفاوضوا إلى أن تم توقيع اتفاقية إيفيان سنة 1963م، علينا أن نبني بيد وأن نقاوم الاحتلال باليد الأحرى، وأن تكون حربنا ضد الاحتلال حربا شعبية تشارك فيها جماهير الشعب كل حسب قدراته وطاقاته، بدلا من حصر النضال في فئات مختارة، دون تغليب شكل نضالي على بقية أشكال النضال.
وعلى أبناء الشعب أن يقوموا بعملية تقييم وتقويم لأداء الفصائل المناضلة، وألا يترددوا في توجيه النقد البناء لهذه الحركة أو تلك حتى يستقيم المسار وتتم عملية مراجعة شاملة بين الفينة والأخرى.إن على المنقسمين على فتات الوطن أن ينهوا حالة الانقسام، لأن الوطن ليس فتاتا يمكن أن نقتات عليها، أو أن نتصارع عليها كما يتصارع جياع أمريكا على فضلات الأغنياء التي يلقون بها في صناديق القمامة.
الكل التنظيمي والحزبي الفلسطيني مطالب بالعمل الجاد لإنهاء الانقسام، قبل أن تخرج جماهير الشعب إلى الشوارع مطالبة برحيل الجميع، فقد عاني شعبنا كثيرا من الصراعات العائلية على النفوذ المتوهم حتى ضاعت فلسطين، بعد أن قامت جماعة الهيئة العربية العليا باغتيال خصومها بادعاء أنهم من العملاء، لقد قادنا الصراع بين عائلات الحسيني والنشاشيبي والعلمي إلى فشل ثورة 1936م في تحقيق أهدافها، وفشلها في تحقيق التحرر أو بناء الدولة، وضاع معظم فلسطين وعانى الشعب من التشرد في المنافي وفي بقايا الوطن التي ما زلنا نتصارع عليها.
وما زالت جرثومة الصراع والانقسام تلاحقنا حتى داخل التنظيم الواحد، وخير دليل على ذلك، تلك الانقسامات والاغتيالات داخل حركة فتح، وانقسام الجبهة الشعبية إلى أكثر من جبهة، إضافة إلى تعدد التنظيمات والرؤى الإسلامية، والتي من واجبها أن تجتمع حول رؤية موحدة لطبيعة الصراع وكيفية تحقيق النضال الموحد على طريق تحرير فلسطين موطن أولى القبلتين وثالث الحرمين.
دون وحدة الإرادة ودون رؤية موحدة لطبيعة الصراع ومراحله، وطبيعة المستقبل الذي نريد بناءه، والدولة التي نحلم بإنجازها، لن يكون بإمكاننا أن ننجز شيئا على أرض الواقع، وسيظل نضال الجميع مجرد قفزات في الهواء تعيد من يقوم بها إلى الأرض ليبقى أسير جاذبية التقصير في حق الوطن والشعب.
سادسا : الخلاصة والتوصيات:
لقد بات واضحا لكل ذي عقل وبصيرة أن القضية الفلسطينية تمر في أخطر مراحلها، وأن علينا أن نتدارك أمورنا قبل فوات الأوان وحين لا ينفع الندم، علينا أن نتجاوز ذواتنا الفردية والحزبية، وأن نتخلى عن الأنانية والأطماع الحزبية، لأن الوطن ملك للجميع وليس ملكا لحزب أو فئة مهما امتلك هذا الحزب من القوة، ومهما تسلح بالنوايا الصادقة، وعليه فإن الجميع مطالبون بتجسيد الوحدة الوطنية قولا وفعلا على أرض الواقع، والسعي من أجل إنجاز تحالفات عربية وإسلامية نستفيد منها أكثر مما تستفيد منا كما يحدث الآن من متاجرة بالقضية الفلسطينية والتظاهر بالحرص عليها، قضيتنا ليست قضية مساعدات يمكن أن يمن علينا أصحابها بها، كما يجب أن نسعى إلى إنجاز تحالفات مع الشعوب المحبة للسلام في العالم والتي تتعاطف معنا وتساند حقنا في التحرر وبناء الدولة والعودة والتعويض عن معاناتنا واستغلال أراضينا لأكثر من أربعة وستين عاما، وعليه توصي الورقة بما يلي:
1 - إعادة إحياء قرار التقسيم الصادر عن مجلس الأمن في أواخر عام 1947م، والذي قامت إسرائيل وعلى أساسه وانطلاقا منه.
2 - العمل على تفعيل قرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة وبلورة رأي عالمي داعم لحق العودة، كما فعل الغرب في قضية مهجري البوسنة والهرسك، لأن العدالة الدولية يجب ألا تكيل بمكيالين.
3 – العمل على نفض الغبار عن جميع قرارات الأمم المتحدة الخاصة بقضية فلسطين.
4 – العمل على منع الوكالة من التنصل من مسئوليتها عن قضية اللاجئين، لأن نشأتها ارتبطت بهذه القضية، ولذا يجب ألا يتوقف عملها قبل أن تحل القضية الفلسطينية حلا عادلا، لأن العالم الذي منح إسرائيل حق الوجود، ملزم بتطبيق الشطر الثاني من قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين وإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة، عندها فقط يمكن أن تنهي الوكالة خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مجالات التعليم والإغاثة والصحة وصحة البيئة ونظافتها.
3 – الاتفاق على ماهية الدولة التي نطمح إلى بنائها بحيث تكون قائمة على أسس العدل والديمقراطية واحترام السلام العادل بين الأمم.



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب غزة .. مناورة بالذخيرة الحية
- شعب مصر يكتب صفحة ناصعة في التاريخ
- أيام الحزن والغضب في مصر
- تونس أيا خضرا .. - محمد أيوب
- موقع الهزيمة في روايات غسان كنفاني
- نقابة الحمير - قصة قصيرة جدا
- كلمة التجمع الوطني الديمقراطي
- تاجر نضال - قصة قصيرة جدا
- نفسي أنسى
- طهارة السلاح بين الماضي والحاضر والمستقبل
- الأحزاب والحريات في مناطق السلطة الوطنية الفسطينية
- الكاتب أحمد عمر شاهين - قراءة في أعماله الروائية - محمد أيوب
- الخامس والعشرين من يناير - استحقاقات وتساؤلات
- الحرباء - قصة قصيرة جدا
- أيها اليساريون .. الفرصة بين أيديكم فلا تضيعوها
- قراءة نقدية في مجموعة يسرا الخطيب القصصية
- خطاب مفتوح إلى من يهمه الأمر في حكومة غزة وحركة حماس
- جذور القضية الفلسطينية - د . أميل توما، عرض وتقديم: د . محمد ...
- جذور القضية الفلسطينية - د . أميل حبيبي -
- غزة إلى أين؟ د . محمد أيوب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - القضية الفلسطينية .. تحرر أم دولة