أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - انا ضد تكريد كركوك















المزيد.....

انا ضد تكريد كركوك


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 01:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


نشرت كل من صحيفتي الشرق الاوسط والاتحاد الاماراتية, في العدد الصادر يوم السادس والعشرين من مارس مقالاً للاستاذ الدكتور سعد بن طفلة العجمي, بعنوان تكريد كركوك. وكان من الطبيعي ان يلفت نظري ليس لأنه مكتوب عن كركوك وحسب, بل لأنني اقرأ تقريباً كل ما يجود به قلم الاستاذ سعد الذي استمتع والى ابعد مدى بقراءة مقالاته, فالرجل معروف بموضوعيته وجرأته وكذلك عمق الرؤية التي تميز الكثير من كتاباته. والكتابة عن قضية بحجم كركوك من حيث الاهمية والحساسية, ومن قبل كتاب كالاستاذ سعد هو دليل على حسن حظ العراقيين وخصوصاً الكرد منهم, لأن من المهم جداً اخراج هذه القضية المصيرية الحساسة من دائرة الشعارات المتخندقة المتقاتلة, ومن ثم الخروج الى المساحات الشاسعة المنفتحة للعقل, واتمنى ان يشكل مقال الاستاذ سعد بداية جديدة للدخول ثانية الى هذه المساحات الرحبة المكشوفة على بعضنا البعض. ومما يعزز من اهمية مثل هذه الكتابات هو التوقيت الذي جاء فيه المقال, حيث ان الساحة الاعلامية مغرقة هذه الايام بالكثير من الآراء المتخندقة والمجحفة, لا بل والمتجنية الى ابعد مدى يمكن تصوره ايضاً. وقد اصاب كبد الحقيقة عندما كتب ((ان مدينة كركوك واحدة من اصعب الاختبارات التي يواجهها العراق الجديد...)) وكذلك((ان امام القيادات العراقية – على اختلافها – فرصة تاريخية لضرب مثل للتعايش العراقي متمثلاً بالتعايش في مدينة كركوك, فالمدينة تتشكل فيها كل الوان الطيف العراقي...)), ومما يؤكد ايضاً صدقه وللمرة الالف ايضاً تلك المشاعر النبيلة التي يستهل بها مقاله, وينهيه بالتمني للعراقي الكردي ((ألا يأتي اليوم الذي يخجل فيه من النظر في عيني اخيه العراقي العربي او التركماني.)).
بعض الثغرات التي شابت المقال تؤكد بأننا لكي ننصف كركوك القضية, ولكي ننصف العراق وطوائفه المختلفة, يجب اولاً ان نغير الزاوية التي ننظر منها الى القضية, وهذا الكلام قد يطول لذا سأحاول ان اختصر قدر الامكان. لا اظن ان نجد شخصين يختلفان على ان ماحدث من ظلم وتشويه بحق كركوك والعديد من مناطق كردستان الاخرى, من جرائم تطهير عرقي اتخذت شكل التعريب, لا بل كان الهدف الاساس هو تعريب هذه المناطق. هنا بالضبط يكمن جوهر المشكلة, وهو اننا وعن قصد احيان كثيرة, ودون قصد بالتأكيد في بعض الاحيان نقع في فخ الفهم الشائع المغلوط لما حدث في كركوك. ان ممارسات التعريب التي اختزلت – قسراً – الى (عملية ترحيل وتهجير عشرات الآلاف – وليس الآلاف – كما يقول الاستاذ سعد من الكرد والتركمان دمناطق سكناهم واسكان العرب فيها), والحقيقة هي ان هذا هو احد الاشكال والصيغ العديدة التي تكونت منها استراتيجية تعريب كركوك المدروسة والموضوعة بدقة متناهية, فالأنظمة التي اقترفت هذه الجريمة بحق كركوك لم تدخر في عملية تنفيذها لهذه الاستراتيجية اشكالاً وصيغاً إلاّ وقامت بتجربتها, منها على سبيل المثال, القيام بتعريب اسماء كل ما يمت بصلة الى كركوك, مروراً بالشوارع والساحات العامة والمدارس والمؤسسات, وصولاً الى اسم المنطقة نفسها, لا بل وحتى اسماء ابناء المنطقة, فكان تسمية المواليد الحديثة بأسماء غير عربية ممنوعاً ويترتب عليه من جملة مترتبات باتت اليوم معروفة للقاصي والداني, ان يفرض على المولود الجديد اسم عربي وطبعاً بصورة قسرية. ثم كانت الجريمة الكبرى التي اقترفها البعث بحق كركوك هو تقطيع اوصال المحافظة وتشويه الخريطة الطبيعية للواء كركوك التاريخي... فاستقطعت من كركوك العديد من المدن والقصبات والمناطق الشاسعة والحقت قسراً بمحافظات اخرى, وقد قام النظام باستقطاع اقضية كلار وجمجمال بكامل نواحيها وقراها والحقها بمحافظة السليمانية.. ثم استقطع قضاء طوزخورماتو بكامل نواحيه وقراه والحق هذه المنطقة برمتها الى محافظة تكريت(صلاح الدين), كما والحق كامل منطقة قضاء كفري بمحافظة ديالى.. لعل الجزء الاسهل من هذه الاستراتيجية هو جلب العرب الى مناطق سكنى الكرد والتركمان في كركوك. ان اي كلام عن التطبيع واحقاق الحقوق في كركوك, يتجاهل حجم الجريمة وابعادها وادواتها وصيغها المختلفة هذه, شئنا ام ابينا هو كلام مبتور لايتمكن من الارتقاء الى اصابة الحقيقة والانصاف, بل والاسوء من ذلك ايضاً فإن هذا الطريق لا يؤدي إلاّ الى المزيد من التيه والمغالطة. ومن هنا بالضبط تأتي بعض الثغرات التي شابت مقال الاستاذ سعد وهي غير مقصودة بالتأكيد, ولكنها نتيجة حتمية لزاوية النظر التي لا تنتج وبالضرورة إلاّ رؤية مبتورة. لذا فقد كان تركيزه على((الاخبار التي ترد من كركوك)) و((التي تتحدث عن مشاعر عدائية لدى بعض الاكراد ضد العرب والتركمان المقيمين فيها)) ويترتب على ذات الاخبار – التي وردت – كلام الاستاذ سعد عن ((حملة تطهير عرقي منظمة وإن كانت غير معلنة)) وكذلك يترتب عليها حديثه حول ((انتهاكات لحقوق الانسان ولاغتصاب تعرضت له بعض النساء العربيات في المدينة بغية ارغامهن على تركها والرحيل منها)). والخلل هنا يكمن في ان زاوية النظر تفقد اعلامي بموضوعية وحرفية الاستاذ سعد في مجال الاعلام موضوعيته المعهودة وتجبره على الاعتماد على (الاخبار التي ترد), ومثل هذه الاخبار لايمكن اعتمادها لأنها غير موثقة, وعلاوة على ذلك يشوبها الكثير من التهويل والمبالغة, انا لا ادعي قطعاً عدم وجود اخطاء, وهذه الاخطاء يشترك فيها الجميع ويشرفني انني كتبت عنها في حينها ولم استثني احداً من النقد, وبالتالي من تحميل المسؤولية, بما فيهم الاحزاب الكردية. ومن هنا يتأكد الفخ الذي يقع فيه الاستاذ سعد عندما يتحدث عن تعالي اصوات كردية تريد اعادة الزمن الى الوراء, ولا يتحدث عن الاصوات الكردية الكثيرة التي تدعو الى التعايش والاخوة والتسامح وحل المشاكل العالقة في كركوك بالطرق الانسانية. وهنا تأتي لحظة الاختلاف مع الاستاذ سعد في مسألتين, الاولى تسميته للتطبيع واحقاق الحقوق في كركوك بعملية اعادة الزمن الى الوراء, وهذا على ما يلاحظ الاستاذ سعد معنا الآن لايخلو من اجحاف وتجاوز على الحقيقة, فلا يمكن للزمن ان يعود الى الوراء وليس هناك كردي واحد يريد ذلك.. وعلى الرغم من وجود افراد قلائل من ابناء كركوك من الكرد قد يكون حجم الظلم الهائل الذي لحق ببلدهم ومدينتهم واهلهم, افقدهم بعضاً من الموضوعية فأخذوا يستعجلون تطبيع الاوضاع لااكثرالذي باتوا ينتظرونه عقوداً طويلة مضنية, وهذا كما قلنا جاء نتيجة طبيعية لهذا الظلم المتراكم, على الرغم من وجود هذه الاقلية – ان وجدت – فلن تجد كردياً ينادي او يدعو او حتى يقبل مجرد الكلام عن تطهير عرقي بحق اخوته من طوائف كركوك المتنوعة. المسألة الثانية التي اختلف فيها مع الاستاذ سعد مئة في المئة, هي انه لا يرى بأساً وخطيئة في عملية تكريد المدينة – كركوك – شريطة ان يتم بشكل سلمي وحضاري. بقدر محاربتنا ونضالنا ضد عمليات تعريب كركوك ورفضنا لها, فإننا نرفض كذلك مجرد الكلام عن تكريد كركوك, وللحقيقة فالمطالبات الكردية ليست, دعوة للعودة بالزمن الى الوراء, ولاهي دعوات لتكريد كركوك, كما يشاع وسوف اكون اول من يحتقر ويدين اية دعوة لتكريد كركوك او غيرها, ولايمكن ان يكون التكريد الاّ الوجه القبيح الآخر لجرائم التعريب التي مارسها البعث. ان ما يدعو اليه الكرد هو مطالبة مشروعة بتطبيع الاوضاع في كركوك مما يعني التطبيع الكامل بما فيه اعادة المناطق المقتطعة قسراً الى كركوك, واحقاق الحقوق العادلة المشروعة, وكذلك الاقرار بكردستانية كركوك. وكردستانية كركوك لا تعني بأي شكل من الأشكال تكريدها. اذ ان العرب والتركمان والآشوريين لا يسكنون في كركوك فقط, بل هم يتوزعون على مناطق ومحافظات لا يختلف حتى الاعلام العربي على تسميتها بالكردية. ان كردستان بلد لجميع اقوامه وطوائفه, وهو ملك لهم كلهم, ولايستطيع احد ان ينازعهم عليه وكذلك الحال بالنسبة لكركوك ايضاً, وبالتالي فإن عودة كركوك الى احضان اقليم كردستان الذي هو جزء من العراق – وليس ضم او الحاق – المدينة بكردستان كما هو شائع , لايعني بأي شكل من الأشكال خروجها من كونها مدينة عراقية, إلاّ اذا اعتبرنا اقليم كردستان الحالي بلداً منفصلاً عن العراق وهذا غير صحيح طبعاً ومن هنا تأتي حقيقة ان كردستانية كركوك تكتمل بأنها عراقية ايضاً. ليس امام العراق والعراقيين إلاّ طريق واحد وهو النجاح في هذا الاختبار المصيري الذي يتجسد في كركوك اكثر من اية بقعة اخرى من العراق, فنجاحنا في كركوك يعني الخير والازدهار لكل العراق, وحتى لأجياله المقبلة, وإلاّ فإن الفشل – سمح الله – لا يمكن ان يعني إلاّ العديد من الكوارث التي قد يكون التقسيم اهونها. اللهم احفظ العراق والهم اهله الحكمة والمحبة والاخوة والتسامح..



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتمية تلازم المسارين السوري واللبناني حتى في معركة التحرير
- مثلث الحريري-لحود لا يكتمل الاّ بأنطوان لحد
- اين كان الرئيس اللبناني عندما كان الرعاع يحاكمون حكومة الأوا ...
- هل سيكرر ابو مازن الخطأ القاتل لمسخادوف
- عواصف دمشق ستسبق زلازل طهران
- كيف اغتالت سوريا رفيق الحريري؟
- ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت
- معضلة السلام الشياشانية تحتاج الى قيادة جديدة
- هذا التشنج هو الذي سيقصم ظهر العراق
- الأب القائد المؤسس
- احوال المسيحيين في كردستان العراق واوهام سليم مطر المريضة
- استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - انا ضد تكريد كركوك