أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد الكحل - شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.














المزيد.....

شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 12:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



إن حادث الاغتيال الإرهابي الذي سرق المناضل التونسي شاكر بلعيد من بين أهله وشعبه وكل الديمقراطيين ، لم يكن مفاجئا وإن كان دخيلا على المجتمع التونسي الذي تشبع بقيم التسامح والاختلاف عبر تاريخه الذي امتزجت فيه ثقافات البحر الأبيض المتوسط وجنوب الصحراء . كانت كل المؤشرات تدل على دخول تونس نفق التطرف والإرهاب بتخطيط وتواطؤ من الحكام الجدد الذين ترسم لهم حركة النهضة الإسلامية مسار الحركة واتجاهها . فرغم ما صدر عن حليفي حركة النهضة ووزيرها في الداخلية من وعود بفرض النظام وتطبيق القانون على كل من يهدد أمن الأفراد والمجتمع ، ظل المتطرفون يتحركون بكل حرية وينشرون تطرفهم من أعلى المنابر وعبر المواقع الإلكترونية كما يمارسون عنفهم المادي والرمزي مباشرة ضد المواطنين والمؤسسات . تونس تجني اليوم ما زرعته حركة النهضة منذ توليها الحكم من خلال تواطئها مع تيار التطرف الذي تتقاطع مصالحهما عند التغلغل في مفاصل الدولة وفرض نمط التدين الغريب على المجتمع التونسي . ذلك أن حزب النهضة يضمن للمتطرفين حرية الحركة والتنظيم وتشكيل الميليشيات والجمعيات مقابل منحه أصواتهم الانتخابية حتى يزداد تمكنه من الدولة وتغلغله في مفاصلها ( عين 1400 من عناصره في المراكز الأساسية في الدولة ). هذا المخطط كشفه تسريب لفيدو جمع الغنوشي بممثلي التيار السلفي في شهر فبراير 2012 ظل يحذرهم من احتمال فقدان ما تحقق لهم وللإسلاميين من مكاسب على اعتبار أن المؤسستين العسكرية والأمنية في تونس "غير مضمونتين" فضلا عن كون "الاعلام والاقتصاد والإدارة التونسية بيدهم ( يقصد العلمانيين) بيدهم الجيش، الجيش ليس مضمونا، والشرطة ليست مضمونة (..) اركان الدولة مازالت بيدهم". لتجاوز "خطر" العلمانيين ، حرض الغنوشي حزبه والتيار السلفي على اعتماد إستراتجية الهيمنة على الدولة والمجتمع بقوله "الآن، ليس لنا جامع (فقط) بل لدينا وزارة الشؤون الدينية، (..) عندنا الدولة (..) انا اقول للشباب السلفي (..) المساجد بأيدينا درسوا (فيها) متى شئتم (..) استدعوا الدعاة من كل مكان (..) المفروض أن نملأ البلاد بالجمعيات (الدينية) وننشئ المدارس (القرآنية) في كل مكان ". إن الشيخ الغنوشي يُعدّ العدة لمواجهة ما اسماه بالمؤامرة : "انظروا المؤامرات التي حولنا، كلهم (العلمانيون) يتجمعون (..) ضد الإسلام ، ضدنا". إن هذا التواطؤ مع المتطرفين لا بد وأن يقود إلى إشاعة العنف والترهيب ، ويشجع كل ذي نفس مريضة بالكراهية والحقد لكي تنتقل إلى الفعل والانتقام ممن يحمل همّ تونس وأمنها واستقرارها وتنميتها . فكان الهجوم على كلية منوبة ثم إغلاقها على مدى شهور وإنزال العلم التونسي ووضع علم القاعدة مكانه دون أن تتحرك الحكومة وأجهزتها الأمنية والقضائية لمعاقبة الجناة رغم ما توعد به الرئيس المرزوقي من حسم وحزم . وكذلك كان الحال حين وقع الاعتداء على الصحافيين وتم منع المهرجانات الفنية والثقافية ضدا على إرادة وزير الثقافة الذي هَدد فأخلف . وتوالت حوادث إحراق الفنادق وتخريب المقاهي وتدمير القبور والأضرحة والمزارات تحت سمع وبصر الحكومة التي ظهر عجزها وفشلها ، بفعل التواطؤ المقيت مع المتطرفين ،حتى عن تثبيت الأئمة الرسميين في منابرهم أو تحرير غالبية المساجد من قبضة المتشددين ، أو حماية الأئمة والخطباء من العنف أو الاغتيال الذي ذهب ضحيته الشيخ القلال المعروف عنه انتقاده الحاد لتيار السلفية الجهادية . لم تتحرك الأجهزة الأمنية ولا الحكومة لوقف التدهور الأمني وتغوّل التطرف الديني . لم تكن جريمة اغتيال الشيخ القلال عارضة ، بل تدخل ضمن إستراتيجية ترهيب الضمائر الحية والأصوات الحرة وعموم المواطنين الذين يحلمون بالحرية والديمقراطية والكرامة وخاضوا ثورتهم من أجلها . فالاغتيال أسلوب مخطط له من طرف الجهات التي تريد جر تونس إلى الفتنة لتصفية ضمائرها والقضاء على عناصر المقاومة الديمقراطية حتى يخلو لها الجو وتنفرد بالبلاد والعباد . فالحكومة التي عجزت عن مراقبة حدودها ضد تسلل الإرهابيين ، وسمحت بتداول الأسلحة دون ترخيص ، وفشلت في اعتقال أبو عياض ، زعيم المتطرفين الموالين لتنظيم القاعدة ، حتى وهو يلقي خطبته الشهيرة في جامع الفتح ، يوم الجمعة 13 سبتمبر 2012 ، تحدى فيها الحكومة بقوله «أمسكوني إن استطعتم» ، هي مسئولة عن الاغتيال. ففي مناخ ، سكتت فيه الحكومة التونسية عن غياب الأمن وذيوع خطاب التكفير والتخوين ، لا بد أن تشيع الجريمة وتمتد أيدي الغدر لتغتال شكري بلعيد رأس لائحة المستهدفين من الأحرار الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن حقوق الإنسان وإرساء دولة الحق والقانون تتسع لكل المواطنين أيا كانت توجهاتهم الفكرية وقناعاتهم السياسية . وما يهمنا في المغرب هو أن نتعظ مما يجري في تونس ونجعل منها مختبرا للاختيارات السياسية المطروحة أمام الشعب المغربي . فالتواطؤ الذي ينسجه إسلاميو الحكومة مع التيار السلفي بكل أطيافه على حساب قيم المجتمع وثوابته لا بد أن ينتهي بالتجربة المغربية إلى ما هي عليه تونس اليوم من تمزق خطير وفتنة حالقة ماحقة



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب ومالي
- معركة عزل الأئمة وضرورة مساندة وزير الأوقاف.
- برلمانيون بدون ضمير أخلاقي ولا حس وطني أو إنساني.
- مواطنو الدرجة الممتازة
- شكرا لشجاعة الشيخ الفيزازي الابن .
- أزهار الربيع التونسي تصبح أحجارا.
- مرسي المصري ولشكر الاتحادي وجهان لعملية النسف الممنهج .
- 2 الدكتور أحمد الريسوني من الدعوة إلى الفتنة .
- ألا في الفتنة سقطوا !!
- افتراء وزيرة في موضوع المحْرم.
- يوم صار قياس التدين لدى المواطنين مهمة وزارية !!
- وفاء لروح الفقيد السي أحمد الهاشمي .
- المتطرفون لا يمثلوننا ، بل يكرسون الإسلاموفوبيا .
- اختلال الموازين في التعامل مع غياب البرلمانيين وغياب المدرسي ...
- الرسائل الواضحة والمشفرة لخطاب العرش .
- حزب العدالة والتنمية يقرر الإجهاز على مجانية التعليم
- تضامنا مع فتيحة التي قتلت مغتصبها .
- المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!
- حوار لفائد الصباح المغربية
- حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد الكحل - شاكر بلعيد يفدي تونس بروحه.