أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - العثمانيون وإبادة الارمن -2















المزيد.....

العثمانيون وإبادة الارمن -2


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 00:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ايها القارئ الكريم: احب ان أنبه الى انني أدرج المعلومات الموثقة وحدها، على الرغم من علمي انها جزء يسير من الجرائم والانتهاكات التي حدثت فعلا. ولكوني انقل في الاصل عن مصادر انكليزية وروسية احاول التدقيق قدر الامكان بأسماء المدن والاشخاص، حسب النطق العربي لها. والموضوع مؤلم بشكل خاص، إذ يعيد الى الذاكرة أحداث ممائلة عايشتها ونعايشها مثل عمليات تهجير الاكراد الفيليين والكاولية والمسيحيين واليزيديين والاقليات الاخرى التي حدثت وتحدث امام أعيننا اليوم، في العراق ومصر وسوريا وليبيا وتونس، أتمنى لو كنت استطيع تقديم اعتذاري وقفل الموضوع، ولكنه عارنا الذي سنحمله الى الابد.

لمحة تاريخية عن الارمن
الاثنية الارمنية تشكلت مابين القرن الثاني والقرن الرابع قبل الميلاد على اراضي شرق تركيا الحالية وارمينيا. في اوج عظمة المملكة الارمنية وصلت حدودها الى الفرات والبحر المتوسط والبحر الكاسبيسكي. في بداية القرن الرابع اصبحت ارمينيا الدولة الاولى التي تبنت المسيحية كدين رسمي للدولة. في عام 414 جرى ترجمة الانجيل الى اللغة الارمنية. المسيحية كانت العامل الرئيسي للحفاظ على الشخصية القومية، والكنيسة أصبحت رمزا للشخصية الارمنية. منذ عام 428، خضع غرب ارمينيا للبيزنطيين في حين خضع شرقها لفارس. منذ منتصف القرن السابع خضعت معظم الاراضي الارمنية للسلاطين العرب. في عام 860 تمكن الارمن من استعادة استقلالهم تحت راية بغراديتوف. في عام 1045 استولى البيزنطيين على آني عاصمة الارمن ولكن في عام 1080 تمكن الشريف روبين من تأسيس دولة ارمنية كيليكية. في 1198 جرى تنصيب ليفون الثاني ليحمل لقب قيصر. عام 1375 احتل المماليك دولة الكيليكيين لينتهي استقلال الارمن على ايد المسلمين المماليك. غير ان الارمن، المؤمنين بعمق بالمسيحية، رفضوا التخلي عن دينهم واعتناق الاسلام، لتبدأ الصدامات الدينية على طول فترة خضوع ارمينيا لسلطة السلاطين المسلمين ( العباسيين، السلجوقيين والاتراك). بنتيجة الاصطدامات والانتفاضات المتكررة، على خلفية رفض الخضوع الديني، انهار تعداد الارمن بصورة فظيعة على اراضي ارمينيا التاريخية. [1]

سكان الامبراطورية العثمانية ومصطلحاتها
في نهاية القرن التاسع عشر كان الانتماء الاثني لسكان الامبراطورية العثمانية كثير التنوع. كانت توجد اثنيات مسلمة مثل الترك والعرب والكرد والشركس، إضافة الى وجود اثنيات مسيحية مثل الارمن والاغريق اليونانيين والبلغار والاشوريين. بالطبع كانت توجد ايضا قوميات اخرى مثل اليهود واقليات اخرى. في صفوف الجيش العثماني كان يوجد ضباط عرب واكراد، وقد وصلوا الى مراكز رفيعة، وعلى الاخص في فترة السلطان عبد الحميد الثاني. بالطبع كان، في اوقات كثيرة، يتواجد ضباط ارمن واشوريين، غالبا في وحدات خاصة منفصلة. في ذات الوقت، لم يكن الموقف واحد تجاه القوميات المتعددة، فمثلا كان من الشائع القول، ان من الاصلح استخدام بلغاري لحرث الارض عوضا عن انهاك الحصان. ومع ذلك لم يعني ذلك استحواذ قومي للترك، إذ حتى بدايات القرن العشرين كانت كلمة " تركي" لها معنى استهزائي، وكان المقصود بها غلاظة فلاحيي الاناضول. غير انه، ومع استيلاء " جمعية تركيا الفتاة" على السلطة، اصبحت مظاهر القومية التركية تتزايد، وانتهى المعنى الساخر لكلمة التركي. الحركة التركية القومية اصبحت تعمل على احياء تركيا الكبرى، على اساس المنشأ الاثني والتاريخ واللغة الواحدة، ليدخل في المشروع القومي مناطق بعيدة مثل تركمنستان واوزبكستان وكازاخستان واذربيجان وقرغيزستان وتوركستان الصينية واقسام من روسيا الفيدرالية. ومع ذلك بقى الكثير من الضباط العرب والاكراد يعتبرون انفسهم عثمانيين حتى السقوط النهائي للامبراطورية. [2]

يجب الاشارة الى انه، إذا لم يكن هناك تحديد دقيق للاثنية المتناولة في هذا الموضوع، مثل ان نقول قبائل الاكراد الرحل (البدو)، فإن المستخدم هو مصطلح المسلمين او العثمانيين، مع ان الاخير يحوي حتى قومية الارمن. في تناول مؤسسات الدولة حتى نهاية الحرب العالمية الاولى كقاعدة يستخدم مصطلح العثمانيين، ونادرا مصطلح الترك. في ابادة الارمن شارك ابناء العديد من القوميات المسلمة مثل العرب والاكراد والشركس، غير انه غالبا جرت المجازر بطلب من القادة الاتراك. [3]

المسألة الارمنية في الخلافة العثمانية
ارمن الخلافة العثمانية، الذين رفضوا الدخول في الاسلام، كانوا يعتبرون أهل ذمة، وهو تعبير عن انهم مواطنين من الدرجة الثانية. كان محرم على الارمن حمل السلاح كما ان من واجبهم دفع الجزية وهي اعلى من الضريبة المفروضة على المسلمين. كما لم يكن من حق الارمن ان يكونوا شهود في المحاكم. [1][4][5]

بين المسلمين كان من الشائع النظر الى الارمن بغيرة، انطلاقا من التصور السائد ان الارمن خبيثين ويملكون عقلا تجاريا ناجحا، على الرغم من ان 70% من الارمن كانوا من الفلاحين الفقراء. هذه الاوهام هي نفس الاوهام التي كانت شائعة عن اليهود عادة، والتي انتهت بمجازر مشابهة للطائفة اليهودية في كل مكان. العداء للارمن تزايد مع تزايد المشاكل الاجتماعية في المدن والصراع على الموارد المحدودة في الريف، وفشل الدولة العثمانية. [6] وتزايدت هذه المشاكل بعد قدوم النازحين المسلمين من القفقاس، بنتيجة الحرب الروسية التركية في اعوام 1877-1879. النازحين الجدد صاروا ينفثون عن غضبهم بطرد المسيحيين المحليين والاستيلاء على اراضيهم. على خلفية مصادرة امن الارمن واباحتهم للتنفيس عن غضب النازحين المسلمين، نشأت المسألة الارمنية كجزء من المسألة الشرقية.

في عام 1882 ، في مدينة ارزيروم، نشأت " الجمعية الفلاحية" ، أول منظمة ارمنية، وكان من بين مهماتها الدفاع عن الارمن ضد حملات النهب التي تقوم بها القبائل البدوية المتنقلة، على الاخص من الاكراد. في عام 1889 تكون اول حزب سياسي ارمني " ارمينكان" وكان يطالب بالحصول على الادارة الذاتية المحلية والتعريف بالجرائم التي تجري ضد الارمن والاحتجاج على ارهاب الدولة وحق الارمن بالدفاع عن انفسهم. في عام 1887 نشأ الحزب الديمقراطي الاشتراكي " كناتشاكيان" وكان يهدف الى تحرير الارمن الترك من خلال الثورة بمساعدة جميع القوميات لبناء الدولة الاشتراكية. في النهاية ظهر حزب راديكالي جديد اسمه " داشناكتسوتون" (الطاشناق) ويهدف الى الحصول على الحكم الذاتي في اطار الخلافة العثمانية وتحقيق الحرية والمساواة لجميع شعوب الامبراطورية العثمانية، كما طالب بنشوء كمونات فلاحية. [7]

يتبع:
الابادة في عهد عبد الحميد الثاني، اعوام 1894-1896



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العثمانيون وإبادة الأرمن -1
- تقادم تصميم الانسان
- الصواعق والبرق، من الدين الى العلم
- من مجزرة الثورة الفرنسية الى الديمقراطية
- العراق، الملعون ارضا وشعبا
- أخطاء المفاهيم الفلكية عند العرب
- الستالينية من البعث الى الولي الفقيه
- ستالين وإبادة مندوبي الاجتماع الموسع للجنة المركزية -4
- ستالين وتطهير الجيش من قادته-3
- ستالين ومسرحية محاكمات موسكو - 2
- ستالين، وتفاصيل إرهابه الكبير -1
- ستالين وجريمة تهجير شعوب القرم
- ستالين ومآساة الشيشان والانغوش
- ستالين والتهجير القسري للاقلية الالمانية
- ستالين والتهجير الاجباري للاقلية الكورية
- ستالين والعقوبات الجماعية ضد الاقليات القومية - الفنلنديين - ...
- خطاب خروتشوف السري وإدانة الستالينية
- موت ستالين ام التخلص من ديكتاتور؟
- ستالين ومسؤوليته عن نشوء اسرائيل
- ستالين واليهود السوفييت


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طريف سردست - العثمانيون وإبادة الارمن -2