أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح حمّاية - السيناريو الجزائري هل تكرر .














المزيد.....

السيناريو الجزائري هل تكرر .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الفرصة التي أتيحت للأحزاب الإسلامية للدخول في اللعبة السياسية و للوصول للحكم في بلدان " الربيع العربي" كان من بين أكثر التساؤلات التي طرحت حينها تساؤل هل هناك إمكانية لأن يتكرر السيناريو الجزائري في هذه الدول أم لا ؟ ، وقد كان الجواب الذي كررته الأحزاب الإسلامية دائما على هذا التساؤل هو " أن التجربة الجزائرية لن تكرر ، و أنها كأحزاب قد تعلمت من المحنة الجزائرية بحيث لا مجال لتكررا الخط "، الأمر الأخر "أنها تهيب بحكمة الجيوش التي وقفت مع الشعب ثورته في أن تنحى في هذا الطريق" (أخر هذه التصريحات ما قاله الغنوشي للخبر الجزائرية 10-01-2013 ).

عموما و في هذا الإطار نسأل : هل يمكن أن تتكرر التجربة الجزائرية في دول الربيع العربي ؟ ثم هل حقا تعلم الإسلاميون من دروس اقرأنهم في الجزائر بحيث لن يعيدها ؟ .

كجواب على هذا السؤال ، وقبل الخوض في التفاصيل يجدر أولا التنويه حول طبيعة التجربة الجزائرية ، فبالنظر للمفهوم الرائج عن التجربة الجزائرية يمكن القول أن هناك فهم مغلوط لماهيتها، فأغلب المتحدثين يعتبرون أن التجربة الجزائرية تكمن في انقلاب الجيش على المسار الديمقراطي و على الإسلاميين و هو المفهوم الخاطئ ؛ الواقع أن التجربة الجزائرية تكمن في محاولة الإسلاميين الانقلاب على الديمقراطية ورهن الدولة ، فهذا الخيار هو ما جعل الجيش في الجزائر يضطر للانقلاب على الإسلاميين ، بمعنى أن التجربة الجزائرية لا تكمن في الانقلاب على حكم الإسلاميين أو على اختيار الشعب كما يروج، بل في سعي الإسلاميين للانقلاب على الدولة ، الأمر الأخر أن فداحة التجربة الجزائرية و التي تعتبر الأمر الذي يخشى الجميع تكرراه ، لا تكمن في الانقلاب ، فعديد الدول شهدت انقلابات من الجيوش على حكوماتها ولم تعرف تلك الدول مأساة وطنية على غرار الجزائر ، لكن المأساة جاءت من الخيار الذي أتخذه الإسلاميون بالذهاب نحو حمل السلاح و اللجوء للعنف ، فهذا هو الأمر الذي أدى إلى يكون السيناريو الجزائري سيناريو مخيفا .

وعليه وعلى هذا الأساس فالتساؤل حول التجربة الجزائرية وعن احتمالية تكررها يكون في الواقع" هل تعلم الإسلاميون الدرس بحيث يتجاوزن فكرة محاولة رهن الدولة وجر الجيش نحو الانقلاب ؟ و هل هم باتوا ينبذون العنف في حال الانقلاب عليهم إذا ما هم أصروا على هذا الخيار ؟ .

عموما و بالنسبة لهذا السؤال فيمكن القول للأسف أن الإسلاميين في الواقع لم يتعلموا و ربما لن يتعلموا ، ففي كل من مصر وتونس نحن نرى و كما حصل في الجزائر مساعي حثيثة للقفز على الدولة و للانقضاض على الديمقراطية ، فسواء الرغبة الغير مخفية لأخونة الدولة في مصر وما يرافقها من عمليات سلق للدستور و انتهاك لسيادة القضاء ، أو في تونس و حالات العنف السياسي و محاولات الاستيلاء الناعم على الدولة كما كشف التسريب الصوتي للغنوشي ، كل هذا يقول أن لا تغيير في قناعة الإسلاميين بل هنا يمكن الإضافة أن الإسلاميين كرروا التجربة الجزائرية بطريقة أبشع ففي الجزائر كان الأمر وبعد محاولة الانقلاب من الإسلاميين على الدولة أن الجيش هو من تصدى لهذا الأمر ، وهو ما أتاح للإسلاميين أن يدعوا أنه أمر خارج إطار الشرعية ، لكننا في الحالة التونسية و المصرية نرى ثورة شعبية ضد مساعي خطف الدولة ، ، لكن مع هذا فالإسلاميين يرفضون النزول لرغبة المواطن ويصرون على المواصلة على هذا الأمر.

الأمر الأخر ، أن الإسلاميين في الجزائر لم يقرروا الدخول في عملية استعمال العنف المسلح إلا بعد تأكد عملية الانقلاب عليهم ، في المقابل فما نراه في تونس ومصر أن الإسلاميين يهددون من البداية باللجوء للعنف و ببحور الدماء التي ستراق ، بل هم يهددون المواطنين بحرق البلاد في أي حال لم تسر الأمور على هواهم مبتزين بهذا المشاعر الوطنية للشعب الذي يأبى مجابهتهم خوفا على بلاده من الدمار لا خوفا منهم ، و هو يؤكد في الواقع أن التجربة الجزائرية لم تكرر في بلدان الربيع العربي فقط ، بل تكررت و بطريقة أكثر مأساوية فما حصل أن الإسلاميين أعادوا إنتاجها بطريقة أكثر إجراما ، فإذا كان الجزائريون فوجئوا بفاجعة الدخول في دوامة العنف فإن مواطني تونس ومصر يعيشون هذا الرعب يوميا بحيث بات الخيار اليومي بالنسبة لهم إما الانبطاح و الانصياع للحكم الإرهابي و إما التدمير الكلي و الشامل الذي سيطالهم إذا هم رفضوا .


عموما يمكن القول أن الإسلاميين و بتصرفاتهم في كل مصر وتونس وقبلها الجزائر اثبتوا أن مسالة الرغبة الإسلامية في الانقضاض على الدولة ليست أمرا عارضا ، بل هي سياسة و إستراتيجية عند كل الإسلاميين ، لهذا فالأحرى بالسيناريو الجزائري ( انقلاب الجيش ) الذي يحاول الإسلاميون التحذير منه ، الأحرى به أن يصبح حقيقة ؛ فاليوم وكما تأكد من الواقع السياسي و تصرفات الإسلاميين الساعية للإرتهان الدولة أنه قد بات من الحتمي على الجيوش أن تتحمل مسؤوليتها في حماية البلاد ، و هنا و حتى بالنسبة للشرعية و الدستور ، فالشعوب قد أعطت التفويض الكامل للإطاحة بالنظم الحاكمة بتظاهراتها ضد الحكم الإسلامي الديكتاتوري ، ، الأمر الأخر أن الشرعية الدستورية التي تكبل الجيوش عن هذا القرار قد سقطت عن الإسلاميين منذ أن قرروا المسير في خيار الاستيلاء على الدولة و التعدي على مؤسساتها الدستورية ، وهو ما يعني أن الطريق مفتوح لهم للقيام بالخيار الصحيح .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأييدا للتدخل الفرنسي في مالي .
- - الفجر الجديد - للعلمانية .
- رسالة للفرنسيين -حقوق المثليين هي الطريق للديمقراطية - .
- شيماء و المتاجرون بالمآسي .
- كراسي المعارضة و بوصلة السخط .
- -الإسلاميون - فقاعة إنتخابية لا أكثر .
- دموع التماسيح الإسلامية على الدماء الجزائرية .
- عن الدستور في ظل سلطة الإرهاب .
- إرهابيون ... الأمس و اليوم و غدا .
- اثبت مكانك أنت نور الفجر .
- الطرطور الإسلامي و الديكتاتور العُروبي .
- شكرا مصر .
- مستقبلنا في خمس دقائق .
- في معنى - لكل زمان ومكان - .
- أيها الورد
- - أمان الله خان- ذكريات أفغانية .
- كي لا تأذينا طيبتنا .
- سيناريو 52 .
- مراح الجزائري أم الوهابي .
- حول الصعود الإسلامي .


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح حمّاية - السيناريو الجزائري هل تكرر .