أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فادي عرودكي - حول الحوار والمجلس والثورة .. أين نحن الآن؟














المزيد.....

حول الحوار والمجلس والثورة .. أين نحن الآن؟


فادي عرودكي

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 22:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ربما لم تشهد الثورة السورية منذ اندلاعها قبل أقل من عامين بقليل مرحلة من الرواح كما هو الحال الآن، حيث لا حلٌّ في المدى القريب يُرْتَجى. ورغم حالة الرواح هذه، إلا أن التكلفة البشرية والمادية اليومية عالية جدًّا لتجعلنا نتساءل، هل هناك من لديه الإخلاص والحُرقة الكافية لفعل شيء ما يحقّق جوهر أهداف الثورة وفي نفس الوقت يخفّف من المعاناة الإنسانية ونزيف الدماء الجاري في سورية؟

إن كلّ ما سبق عوامل كافية لتدفع أي شخص عاقل مخلِص لوطنه وشعبه بالتحرّك للقيام بشيء ما، أو دفع الأمور باتجاه معيّن يخرِج الثورة السورية من حالة السكون .. فكلّ يوم يمرّ دون أن يكون هناك نتائج ملموسة نحو الهدف يعني مزيدًا من الخسائر التي يمكن تجنّبها بشيء من الحكمة والتركيز على الصورة المجملة بدلًا من القشور. ولنتذكّر جميعًا أن البقاء في دوامة الاقتتال دون تقدّم هو ما يرغبه النظام الذي أثبت أنه ذو نفس طويل قادر على الصمود، كما أن هذا الوضع يُرضي القوى العالمية الحريصة على إيجاد حالة من التوازن إلى حين حصول جديد يدفعها إلى إعادة تقييم مواقفها من الثورة.

وعلى هذا الأساس، اعتبر كاتب السطور مبادرة المهندس معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني خطوة سليمة في المبدأ والتوقيت، مع التسليم بأنه كان بالإمكان إخراجها بشكل أفضل. إن مبادرة الخطيب في أسوأ الحالات هي محاولة تثبت جديّة المعارضة في التعامل مع الأزمة أمام مجتمع دوليّ لا يفتأ أن يختلق الأعذار الواهية للتهرّب من تحمّل مسؤولياته الأخلاقية تجاه ما يجري، كما تؤكّد مجدّدا كذب النظام وعدم جديّته خاصة أمام داعمه السياسي الأهم روسيا. وبالتأكيد، ليس الغرض تغيير قناعات الدول التي لن تتغيّر، بل الغرض هو تسجيل نقاط سياسية يمكن استخدامها في بعيدًا عن الإعلام لإيجاد مخرج معيّن للأزمة.

أما في أفضل الحالات وأكثرها تفاؤلًا، قد يقوم النظام بقبول هذه المبادرة، والإفراج عن المعتقلين، وتجديد جوازات السفر (والغرض من ذلك ليس السفر لسورية كما افترض أحد الكتّاب الحذقين، بل إتاحة فرصة التنقّل الحرّ للمهجّرين، وبعضهم يحتاج إلى جواز سفر صالح ليحصلوا على مستندات إقامة في بعض الدول). هذا الأمر، فضلًا عن أنه سوف يخفّف بعضًا من المعاناة، فإنه سيتيح فرصة إيجاد حلٍّ سياسيّ يؤدّي إلى وقف نزيف الدماء ثم التفاوض حول شكل الدولة الجديدة التي يطمح لها السوريون. إن أي مراقب لثورة الحرية والكرامة في سورية يعلم جيّدًا أن من قدّم أكثر من 65 ألف شهيد لن يقبل بوجود بشار الأسد أو نظامه الأمني ضمن هذه الدولة الجديدة، وأن كثيرين من شعبها يريدون دولة تكفل الحرية والكرامة والمواطنة العادلة لشعبها.

إذًا جوهريًّا لم يتغيّر شيء، بل ما جرى هو أن الوقائع على الأرض تفرض تغييرًا في التكتيك واللغة تنظر للظروف الدولية بعناية أكبر بعد أن تمّ تدويل وعسكرة الثورة السورية بالكامل (نقطتان حذّرنا منهما مرارًا في السابق، ولكن أبى البعض إلا وأن سلك هذا الطريق ليصل إلى نفس النتيجة التي توقّعناها). وفي هذا السياق يحضرنا مواقف المجلس الوطني كثير الصراخ قليل الفعل، والذي برع في المزاودة على السوريين بدلًا من إبداع الطرائق لتحقيق مطالبهم السياسية والإجتماعية.

إن أي حرب في التاريخ لا بدّ أن تنتهي باتفاق سياسيّ، خاصة إن كانت تتمحور حول شكل الدولة وتضمّنت عامل الاحتراب الأهليّ .. وسورية لن تكون استثناءً. قد يكون هذا الاتفاق قاسيًا، بل لن يكون هناك اتفاق يرقى لمستوى التضحيات التي قدّمها السوريون، ولكن لا بدّ أن يعيَ السوريون أن كل تأخير يعادل مزيدًا من الوقت الضائع الملطّخ بالدماء. إن ضمان أهداف الثورة من حرية وكرامة في اتفاق محتمل هو الأهم بدلًا من المهاترات الإعلامية غير المسؤولة والتي تضع مصلحة المواطن السوري في آخر اهتماماتها.



#فادي_عرودكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقطاب حول الإسلام .. أم باسمه؟
- الائتلاف الوطني .. ضرورة موفّقة
- أشواك الربيع العربي: لبننة الثورة السورية
- عن الطائفية .. في ذكرى استقلال سورية
- سورية الثورة: مراجعة تحليلية في ذكرى انطلاقها
- في مثل هذا اليوم ثارت المرأة .. وما زالت!
- سورية الثورة: في نجاحها ومرحلتها الانتقالية، الحلّ سوري
- سورية الثورة: في تمثيلها وقيادتها، دعم لا احتكار
- سورية الثورة: في مبادئها وأهدافها، العنب لا الناطور
- سورية الثورة: اللاءات الثلاث
- في ذكرى النكبة: النظام السوري وأكذوبة المقاومة
- بين الإصلاحات الترقيعية والنبرة التهديدية .. الثورة مستمرة
- الشعب السوري ما بينذل .. من درعا بدأ الحل!
- القذافي، نظام عربي بلا ورقة توت
- رسائل مصرية .. الآن بدأت الثورة!
- في ثورة قاسيون: الشعب .. يريد .. إصلاح النظام
- السودان سودانان .. والعرب خرسان!
- من قيرغيزستان إلى ساحل العاج مرورا بتونس .. جيفارا لم يمت!


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فادي عرودكي - حول الحوار والمجلس والثورة .. أين نحن الآن؟