أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فتحي المسكيني - شكري عاد وحيدا...أو ما يبقى يؤسّسه الشهداء...















المزيد.....

شكري عاد وحيدا...أو ما يبقى يؤسّسه الشهداء...


فتحي المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 15:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


شكري عاد وحيدا...أو
ما يبقى يؤسّسه الشهداء...

إلى شكري بلعيد، ابن الجبل الذي لم يبع جلده
لعلّيسة ولا للكاهنة ...فمات واقفاً في صخب الزهور الحرة و الأغنيات الجديدة...

شكراً حبيبي
سيّدَ الشهداءِ

شكراً
لتقريب السّماَ
من حاجبيها كي ترى
دمَنا
وتعرفَ أنّنا حجرٌ
من الريحان

شكراً
لأقدام الطريق
كيف تحملنا إليه
في الأفق

شكراً
سيّدُ الشهداء
مرَّ من هناك
مرّ خلف الروح مرتاحا
كأوراق الضحى
تحت الدخان

لا تنثني
يا زفرةَ الروح الأخيرةِ
لا تلومي أحداً
لا تأكلي ثمر الجنان

صومي قليلا كي يمرّ اللهُ
في دمنا
ويتلو جرحه
قبل الظلام

لا
لا تلومي أحداً
كلّ البلابل شاركت
في حمل نيران الحشا
للمنجنيق

يا تونس الأخرى
أجيبي
أينما كنت
لماذا سُرق العطر من القلب
على عجلٍ
لِمَ لم تفتحي شبّاكَ روحي
قبل هذا اليوم ؟
لِمَ انتظرت كلّ هذا الوقتِ
كي تلدي إلهاً
من بشرْ ؟

وقفوا جميعاً
تحت سور الروحِ
ينتظرون
مشيتَك الأخيرةَ في دماهم
مثل زهر اللوزِ
لا ينسى
حفيف العابرين إلى السحرْ

لا يهمُّ
كيف جاء الموتُ مرتاحاً
إلى البيت
وألقى ظلّه في ناظريك

كلّ ما فيك شهيدٌ
سمرةُ الوادي
وعمرُ القلبِ
يرنو
في ثنايا حاجبيك

عادوا إليك من الكهوفِ
ليسرقوا
أنشودةَ الآتينَ
في صوتِ المسا
كيف أخفى صمته
في وجنتيك

كلّ ما فيك شهيدٌ:
نظراتُ النّسرِ
أصواتُ الصباح الحرِّ
بسماتُ الطريقِ
إلى البعيد

كلّ ما فيك رعودٌ للّقاَ
وزوابعْ
للرحيل

رقصٌ على حدود الروحِ
أرّقهم
وكم ظنّوا بأنّك لا أحدْ
يا حبيبي
كم من بلدْ
سوف ينجو بيديك
كم من بلدْ
يبسط الآنَ لحافَ الروحِ
كي تمشي إليه
زهرةً في الروح تجري
أو جسدْ

يا سيّد الشهداء
يا ترتيلة العشق العنيده
بعيونٍ
تتعثّرْ
كم أنت فوق القلبِ تمشي
منذ جيلينِ
وأكثر
كم أنت أنت
كم أنت منتصب
بموتك
سنديانٌ
من دموع وقمرْ

كم أنت منتصب
بموتك
باسقاً
في كل شبرٍ من بكاء الروحِ
ترفع جنّتين
واحدةً
لمن جاؤوا بلا وطنٍ
إليكْ
يطلبون الإذنَ بالحزن عليكْ
وواحدةً
لمن عبروا بقلبكَ
نحو أنوار جديده
في يديك

ما رأيتُ إذْ رأيتْ
كلّ أنواع القيامه
في جسدْ

شكراً لصوتك
كم دوّى على كثبٍ من الروحِ
ولم يصلوا إليك

شكراً
لآلام الضحى
في وحدة الآتين
لم يصلوا إليك

شكراً لحلمكَ
كم ألقى من اللهِ على دمنا
ولم نسمعْ حفيف الروحِ
إذْ أنت تصلّي
في الطريق

واقفاً في القلبِ
صوماً جائعاً للأقحوان
دولةً في سنبله

لا لم يضقْ عنك البلدْ

كلّ طريق قنبله
من ياسمين

صلّيتَ وحدك
دوننا
ورحلت للآتين
تُعلمهم
بأنّا وحدنا
خلف الطريق

شكراً لموتكَ
قد أعاد إلى السؤال طقوسه
وأعاد للموتى مودّتهم

يا لموتك يا سيّد الشهداء
كم أهدى إلى الآتين أرجلهم
كم أعطى إلينا من مدينه
في جسدْ

لا
لن نُهنّي فرحَ الأطفال
بالمنفى
ونوصي بالمدينه
للشجرْ
لا
لن نعزّي جرحه
في دمعتين
تحت أنّات المطرْ

لا
ليس في القلب حدادٌ
أو سوادٌ
للقمرْ

يا أيّها الشهداءُ
هبّوا....
في دمانا
كلّ أنواع القدرْ

يا أيّها الشهداءُ
يا ترنيمة النسرينِ
خلف القلبِ
يا صمت الألمْ
في بسمتين
للوردة الأولى بكاء الروحِ
وللأخرى كفنْ

لا
لن تسرقوا أصواته
من صمتنا
لا
لن تحرقوا أوراقه
في موقد الروح الأخيره

كلّ المدائن سارعت
للبسمة الأولى
وجاءت بالقمرْ
في سلّة الليمونِ
ذوقوا من دمانا
ليس أشهى من إلهٍ
في بشرْ

قد ألّهوه
حينما مرّوا به
قدراً ..
محمولا على الأعناقِ
خطّافاً
على ورق السحاب
زوابعاً
تُلقي خُطاه على المدينه

ألّهوه
حينما صاموا به عن حزنهم
جاؤوا عطاشى
للألمْ

أفرغ القلبُ مساجده
وجاء كي يصلّي
في يديك
حمل العصرَ إلى صمت الشوارع
مليون عام
في دقيقه
تحت أنّات المطرْ

جثمانُ من هذا ؟ تقول الريح...
كيف يسبقني إلى الآتين ؟
يقطف دمعهم قبلي
ويسخر من خطاي ؟

موتٌ
بكلّ أعراس المدينه
موتٌ
يفجأ الموتى
ويدعوهم على عجلٍ
إلى قلب المدينه

خرجوا إليك
بكلّ أعراس الوطن
كي يمسحوا دمهم
بدمعك
يا زائر الأجيالِ
منذ الآن
بالبسمات
والمنفى القليل
خرجوا إليك
ليقطفوا
بسماءِِ عينيك
مدينه
وأناشيدَ جديده
للحنان

كم أنت وحدك عالياً
في دمعات من جاؤوا
لتوديع الزمان
شكراً لموتكَ
قد عاد بنا
نحو المكان

لم يسبق لآلام المدينه
أن تغنّي
مثلما غنّت لنا
جسدٌ بلا أعضاء
يمشي في خطانا
كالنخيل

كلّ القرى
تجري إلى وجه النهارِ
كلّ صوت سنبله
وملايين حديقه

أبدٌ صغيرٌ
نام في تلك الدقيقه

فجأةً
صرنا ضيوفاً في يديك

حسدوك أن تبقى جريحا
في الأفق

فاحترسْ
يا أيّها الوردُ الذي سالَ
على كتف الشفق

احترسْ
من صمت أعينهم
من شوك أيديهم
ومن جُبن الورق

أنت قطعاً لم تمت
بل عشت أكثر من خطاهم
في الطرقْ

نمْ قليلا
يا أوّل الآتين
من غدنا إلينا
وتألّق
فوق أكتاف الضحى
مثل نجم من عبقْ

قد تركت شمعتينِ
وسنبله
خلف العمُرْ

فانتظرنا خلف أنّات النهار
وهتافات السحر

شمعةٌ أخرى
وينمو زهرنا
تحت أنظار يديك
مثل أنوار الفلق
شمعةٌ أخرى
ونأتي بالأفق....
......



#فتحي_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل ليس وجهة نظر... أو ما هو الاغتيال الهووي ؟
- صولجان الذئاب...أو إذا متّ سأشرب وحدي
- المركزيون...أو في المواطنة المشطّة
- الأنا الأخير...في الشرق
- الكينونة تتكلم العربية أو هيدغر في زماننا
- الحاكم الهووي أو الثورة في الوقت الضائع......
- كيف يكون إيمان الأحرار ؟
- هل يحمي القانون من لا يؤمن به ؟
- نهود لامبيدوزا... تعلق في شباك الروح
- حوار خاص مع الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني
- الفلسفة استثناء تأسيسي...لوعي آخر
- إعلان تونس من أجل الفلسفة.....قبل الثورة وبعدها
- تأويلية آبل...أو الجمع الهرمينوطيقي بين هيدغر وفتغنشتاين
- استشارات كانطية : الرجاء والوهم أو كيف تكون سعيدا بوسائل بشر ...
- استشارات كانطية - التعالي الحرّ أو في -الحرية الموجبة-
- استشارات كانطية - الرجاء الديني والكرامة الإنسانية
- لا هوية إلاّ الخيام...أو ماذا يفعل المعتصمون بالوطن ؟
- استشارة كانطية - الاحترام والقداسة : وحدها الشخصية الإنسانية ...
- العادل لم يعد إماما....أو من أساء إلى الإسلام ؟
- الربيع غيّر عنوانه......


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فتحي المسكيني - شكري عاد وحيدا...أو ما يبقى يؤسّسه الشهداء...