أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - السوري الكاذب_نحليل ذاتي















المزيد.....

السوري الكاذب_نحليل ذاتي


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السوري الكاذب_تحليل ذاتي

كما أن صفة الكاذب تستدعي نقيضها بالضرورة, وهو النقيض أول ما يتشكل منه المعنى , خصوصا لدى فرد أو مجتمع يتمحور حول عدو, ويستمد مختلف صفاته وحلول مشاكل وجوده وعيشه منه _ العدو: ما الذي سوف نفعل بدون البرابرة؟ وكيف نعيش! حقا كان البرابرة نوعا من الحلّ. لقد اكتشف كافافي منذ قرنين اللغز الشرقي أو نمط الإنتاج الأسيوي بتعبير ماركس.
الشخص البرّاني , المجوّف من الداخل أو المصمت الذي يجهل وجوده الأعمق, نتاج مباشر واعتيادي لثقافة الخوف وفي المركز منها العدو المطلق ,الكلّي, ولا يتبقى مكان للذات والوعي والفعل سوى انعكاسات معارك العدو الذي هو في صميمه نفسي, خلل في العالم الداخلي للفرد.
مسيرة فشل:
ولدت سنة 1960 في يوم حزيراني حار, ولا توجد صورة شخصية واحدة لي قبل سن أل 18.
ترعرعت على الشعار: الصغار يحترمون الكبار والكبار يعطفون على الصغار, وكنت تلميذا نجيبا يحفظ ويصدق كل ما يسمعه ويقرأه. احتجت عشرات السنين لأكتشف وأتذكّر ما كان يحدث في داخل مشاعري وعقلي الباطن: الكبار يسيطرون على الصغار ويستغلونهم لخدمتهم الشخصية وبدون احترام ولا إدراك أن لهم مشاعر وكرامة . والصغار يحلمون في الليل بهلاك الكبار والخلاص منهم, وفي النهار يدركون بوضوح التناقض في المشاعر: الحاجة والحب أيضا من جهة ,والرعب من غضب الوالدين ,مع الرغبة في الثأر للكرامة الشخصية منهما.
وينكشف ذلك على مسرح الأحلام الليلي: كل تلك الكوابيس والوحوش المريعة بأشكالها العجائبية والمختلفة ما هي سوى التعبير الرمزي عن الخوف من الأم والأب الفعليين, الحقيقيين, ويعرف كل مشتغل في علم النفس هذه الحقائق المكشوفة منذ عشرات السنين.
بعد ذلك,يصل الغد وأتذكر مقولة: ما بني على باطل هو باطل, الآن أفكر في الحدّ القانوني وأتخيل القارئ. نمط القراءة السائدة, عبر آليتي التمثل والإسقاط (اللاواعيتين): كل ما هو جيد وصحيح أنا وأهلي وعشيرتي, وكل ما هو رديء وسيئ هو الأعداء والغرباء, والعالم أجمع.
ماذا عندما لا يكون العدو حاضرا؟!
الواقع الفعلي : الحياة كما تعاش في الآن_ هنا, جهل متبادل وخوف وارتباك.
بين الناس ,يريد أحدنا أن يسترسل في الكلام وبلا توقف, يضجر الحاضرون ويبدؤون بالتململ, إلى أن يبارزه آخر أكثر نرجسية وسرهدة ( مصطلح العلامة أبو سعيد الحبيب) . وهكذا نتبادل الملل والاحتقار المضمر_ من لا يعرف أن يحترم نفسه كيف يحترمني أنا وأنت!
وبعدما نعود فرادى إلى البيوت _الحظائر, ونخلع القناع ماذا يحدث؟
من يستطيع أن يجلس مع نفسه ساعة في اليوم؟ ساعة! عشر دقائق, بشرط طبيعي: الإصغاء إلى النفس ومحاولة إدراك عتمة الداخل. من أنت. ماذا تريد من حياتك.
في الوقت التي نتخلص فيه من القلق على العيش ومن عبء الاحتيال على العالم, وتكون حالتنا ملائمة للإصغاء الداخلي نذهب إلى النوم: يخبرنا أريك فروم, وهكذا نعيش حياتنا نصف مستيقظين وننام نصف صاحين, وأكثر ما يرعبنا الجلوس مع أنفسنا ولو لحظات.
تجاوز أبي الثمانين, وأكثر ما يحز في نفسي وأنا أتذكر, أوقاته الحزينة نادما لا أعرف على ماذا...وبوجود ثلاثة من إخوته جيرانه الملاصقين أيضا أخواته وأولادهن, يقضي أيامه في القلق والشعور الفظيع بالوحدة. أتصور المشكلة أن الأهل وبعض الأقرباء يتحولون مع الزمن إلى امتداد للنفس, من هنا الصعوبة في الكلام والتسلية معهم, لمن لم يتعلم الاستماع الداخلي.
هل انتهت الموعظة؟
تواجه الفرد الإنساني مشكلتان مترابطتان ومتداخلتان على الدوام, مشكلة الوجود ومشكلة العيش. كثيرا ما تطغى مشكلة العيش وتتضخم, بحكم شرط الإنسان البيولوجي والاجتماعي. ويتم نسيان مشكلة الوجود, أو تتنحى عن الشعور والإدراك, ذلك أسوأ الحلول.
بعدها, يتحول المجتمع إلى مزرعة تنتج النرجسية والغرور بلا توقف.
_هل أنت نرجسية ومغرورة
_هل أنت نرجسي ومغرور
القطب المعاكس للنرجسية الموضوعية, المقدرة على إدراك الوجود الخارجي واحترام قوانينه وحدوده. يخطئ تماما من يعتقد أنه تجاوز نرجسيته, هي مسألة نسب ودرجات لا أكثر. وأكثر ما تتوضح النرجسية في موضوعات القرف, براز وبول ومخاط وبقية مفرزات الجسد, لا تحتمل من آخر بالنسبة لمن نرجسيتهم في درجات عالية, وكلما ترتفع يحبون برازهم, الشخص النرجسي إلى درجة متقدمة في المرض يحب فضلاته. تمثيلها الاجتماعي في ازدواج المعايير.
القطب المعاكس للغرور التواضع الفعلي, أدراك المرء جهله, وضعفه, وبقية ضروب نقصه. وأكثر ما تتضح في التخلي التام عن الأحلام النرجسية _الصبيانية, في امتلاك القوة والجمال والحق وكل النساء أو كل الرجال, وتتجلى تماما في الرغبة في الإصغاء والاستمتاع والفرح.
الفرح فضيلة يعلمنا سبينوزا. وتبقى مشكلة الوجود خوف الكائن الأساسي وبنفس الوقت في معالجتها الملائمة طريق خلاصه الوحيد. أكثر الحلول شيوعا وسهولة وخداعا: نسيان الوجود والاستغراق كليا في مشاكل العيش, التملك والحيازة والاستهلاك بفم مفتوح على الدوام.
هل يوجد حلّ خارجي؟
_ واعظ كل من يدعي ذلك
"اعرف نفسك" شعار معبد دلفي الشهير
_ هل تعرف نفسك
_ هل تعرفين نفسك
قضية الصدق أو الكذب:
أطاح فرويد بكل المزاعم الإنسانية في التضحية ونكران الذات وسواها, من أدوات التسلط وأساليبه, وأكثر الهياكل والخرائب التي أضاءها فرويد ساحة الشعور والقصد والادعاء. وأوضح علم النفس لاحقا خدع الرغبة والاعتقاد وحتى النوايا, وعاد الصدق إلى الخطوط البوذية الأصيلة: الصدق في العيش ينتج عنه صدق في الكلام والنوايا وليس العكس أبدا.
لم يعد من الهام( بالطبع الكلام موجه للعقلاء والراشدين) بعد فرويد كيف تفكر وماذا تعتقد وما هي نيتك وأدرج كل ذلك في خانة الشأن الشخصي. المهم كيف تعيش في السلوك وفي المجتمع.
لماذا نكذب؟
السؤال البسيط والمباشر, يسبقه سؤال ضروري :
لماذا تستخدم صيغة الجمع في كلامك الشخصي؟
_ لا أريد أن اقترح أية أجوبة, فأنا هارب ممن لا يعرفون سوى الأجوبة
كان العنوان وعدا بالصدق وبالتحليل الذاتي:
أنا الآن في عمر 53 سنة, أعرف أن معرفتي محدودة ونسبية ومقتصرة على تجربتي, واعترف أن احتمال سقوط النظام يرعبني ويرعبني بنفس الدرجة احتمال انتصار النظام
وأعتقد أن عموم السوريين في النظام ومن يحاربون النظام ومن هم في الصمت أيضا, نحن ومجتمعنا مشكلتنا الأساس أخلاقية(احترام النفس وقبول الآخر), نحن ما نزال في طور النرجسية والغرور
نحن لا نتبادل الكلام
اللاذقية_ 8/2 / 2013
حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث اسئلة للأستاذ ميشيل كيلو
- لماذا سوف تفشل خطة الابراهيمي إلا بحدوث شبه معجزة
- 2011 سنة البوعزيزي_ نحن نتبادل الكلام
- 2011 سنة البوعزيزي11
- تكملة الشهر 10_ 2011 سنة البوعزيزي
- 2011 سنة البوعزيزي_2
- 2011 سنة البوعزيزي_3
- 2011سنة البوعزيزي_4
- 2011سنة البوعزيزي_5
- 2011سنة البوعزيزي_6
- 2011سنة البوعزيزي_7
- 2011سنة البوعزيزي_8
- 2011سنة البوعزيزي_9
- 2011سنة البوعزيزي_10
- 2011سنة البوعزيزي
- سوريا الصغرى 21_22
- سوريا الصغرى19
- سوريا الصغرى 20
- سوريا الصغرى18
- سوريا الصغرى17


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - السوري الكاذب_نحليل ذاتي