أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - قصيدة محمد الجندي














المزيد.....

قصيدة محمد الجندي


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


محمد نبيل الجندي شاب مصري من مدينة طنطا كان في الثامنة والعشرين من العمر عند مقتله على إثر تعرضه للتعذيب خلال استجوابه في معسكر أمني احتجز فيه ثلاثة أيام، وكان قد ألقي القبض على محمد الجندي الذي ينتمي الي التيار الشعبي مع نشطاء آخرين على أطراف ميدان التحرير يوم 25 يناير 2013 في الذكرى الثانية لاندلاع الانتفاضة ونقل إلى معسكر أمني في منطقة الجبل الأحمر في ضواحي لقاهرة .


محمد الجندي
زهرةٌ أخرى
انتزعتها من تـُربتِها
يدُ الغدر
...
واقفٌ في الصفّ
في طابورِ الشهداءِ الطويل جدًا
أيضًا .. كان ينتظر
وأيضًا كما الحُسيني
إصبعانِ علامة النصر
نصرٌ بطعم الهزيمة
...
ننكسُّ رؤوسنا حدادًا
وإخفاقـًا
وذكرى أليمة
لعماد عفت وأبي ضيف
...
قائمة الشهداء طويلة
نصرخُ لا للانحناء
...
آن لنا أن نقف
في طابور الانتخاب
اخترنا ما بين القاتل
والقاتلِ المُحتمل
اخترنا الآخر لأنه الآخر
تعثـّرنا في خُطانا
وضُربنا على قفانا
تنشقناه غاز
وواجهناها كلابٌ
تعوي
فوق أسطح البيوت المُغلقة
بأنيابٍ مسنونة
وعيون مفتوحة
مُدياتٍ مليئةٍ بالحقد والكُره
قالوا..
لن تنتهي المسألة
لن تنتهي هكذا
إلا إذا خرجنا إلى الشوارع
في المرّة الألف بعد المئة
برؤوسٍ مطأطئة
تنادي بعودةِ العسكر
ونحلف ألاّ ننبسُ ببنتِ شفة
أو أن يغرق الدمُ الشوارع
وتصير المدن والقرى
بحورًا من الدمِ
تلالٌ من العظامِ
توابيتٌ على الأكتافِ
أكفانٌ مُطرَّزة
بقلاداتِ النصرِ والمقاومة
محمولةٌ على الظهورِ
في الليالي المُظلمة
...
محمد الجندي
حولنا
أمهاتُ الشهداءِ الفتيان
زَفـّوا إلينا الأنباء
وقفوا ينصبون المنصَّة
ويرفعون المِقصَلة
...
في سلـّةِ الموتِ بباريس
أجسادُ الثوارِ المُعلـَّقة
على مشانق الموتِ في طهران
شيّعوا معنا شكري بلعيد
في تونس الحَمراء
...
الغولُ مازال يمشي ملكًا
في الأزقـّة والأروقة
يحصدُ أرواح الأولاد
يغتصبُ البنات
بعينين حمراوتين
وأيدي مُشققة
الغولُ رابضٌ
خلف الكاميرات
قرب المحالِّ والمطاعِم
الغولُ مختبئٌ في المنطقة
خطفَ محمد الجندي
نهشَ صدرَه
نزع قلبَه
ورمى ثيابَه المُمزّقة
في أوجهنا
رماها في المحْرقة
...
الغولُ قبيحٌ
الغولُ قاتلْ
الغولُ جبانٌ يطعنُ من الخلفِ
يخطفُ الفتى
في التفاتةِ العناقِ مع صاحبِه
أو في تحية الوداع
أو في هتافِه المُعتاد
في عينيه اللتان لا تنامان
في شجرتِه المُورقة
...
آه يا جندي
يا جُنديًا لثورةٍ تتعثرُ في حجرٍ بالطريق
في قنبلةِ مولوتوف
في علَم
...
اعتدْنا الجنازات وتعوّدناها
كطابور تحية العلـَم
كطابور العيْش والبوتاجاز
وصفّ المرور الطويل
على كباري العاصمة
...
اعتدنا النحيبَ والبُكاء والدُعاء
على القتلة والمُجرمين
كما نشربُ قهوة الصباحْ
وشايَ المساء
وكما نقرأ الجريدة المُمزَّقة
...
اعتدنا الموت
كما نمضُغ الخبز
وكما نلوك سير الشُهداء
كالعلكة الأجنبية المُعطـَّرة
نسرد سيرتهم، نترحمَّهم
ونحن نأكل
ونحن نمضي
ونحن نجلس نتصفح الفيس بوك
واليوتيوب
نغرّد على توتير
ونحن نتهيأ للنوم
ونحكي لأولادنا
حكاية دون كيشوت
وسيفـُه الخشبي
حكاية الشاطر حسَن
ستُّ الحُسن التي تاهَت
والقصر المنيفِ المُحترق
آهاتُ الرجالِ
في الزنازن وعلى الأرصفة
....
آه يا جندي
يا فتى طنطا
بركاتُ السيدِ البدوي
لن تأتي إلا إذا ذهبنا
سويًا نشتري
حبّ العزيز
حلاوة المولد
والحمّص
إلا إذا هزمنا حُزننا
والتففنا
نحمي كبريائنا
وما تبقى من عزةٍ وأمل
تلك هي المسألة
حكاية عنترة
والخسيسُ الذي نازله
وضعَ كل منهما يدَه
تحت نواجذِ الآخر
وعضّ
ومن يصرخ أولا
يلقي بسيفهِ في وجهِ الريح
ولا يدخل الحلبة
لا يستمرُّ في المعركة
لم تقل آه يا جندي
قلناها نحن وجَع
هذا سيفـُنا
وهذا أنت روحنا المُحلـِّقة
تفور في عروقنا
فلا نصرخ الآه
وهو ..
ينظر في ساعتِه
الأمر سيطول
والنفس يطول
والبال يطول
تشتدُّ العزيمة والهمم
نفرز كل يومٍ بطل
نفقد كل يوم شهيد
لكن أبدًا
لن نولول ولن نقبل الأيدي
لن تدركنا راحة العبيد
ولا روح الخدَم
لن نترك المكان والزمان
ومن الآن
سندفن شهدائنا
ها هنا
في قلب الميدان
نحرسُهم
سنتأهب بهم لكم
يا وحوش البرية
يا ذئاب الجبلْ
سنتنسمّ أرواح شهدائنا الزكية
في الشوارع
على نواصي المُدن
نرتلُّ القرآن الكريم
نتعطـَّر
وننزل للقاء اللئيم
الفأر المُختبئ
في جحور الوطن
ننزعُ عنه عباءته
نبصقُ في وجهِه
ونهتف
الجندي لم يمُت
الجندي حيٌ يرزق
الجندي هناك
يهتف ويلوح بالعلم



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة الحظر
- عصفور البدرشين
- الحُسَيْني أبو ضَيْف
- الشخصية المصرية إبّان ثورة 25 يناير وما بعْدها
- التحليل النفسي للحالة المصرية الآن
- قُبَّعة الخواجة
- سيكولوجية الدم فى مصر الآن
- الفسيفساء في مواجهة الخفافيش ملامح الشخصية المصرية .. في ثور ...
- القلق المستَبِدّ وضراوة الإشاعة
- سيكولوجية رجل الأمن فى جمهورية الخوف (مصر سابقاً)
- مظاهر الاكتئاب في المجتمع العربى
- سيكولوجية المرأة العربية....
- كَرْبْ ما بَعْدْ الصَدْمَة تداعيات ما بَعْدْ الحرب مصر ولبن ...
- الأبعاد السيكولوجية لعقوبة الإعدام
- بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر
- سيكولوجية أمناء الشرطة في مصر
- محاولة لفهم المعادلة الحكومية المصرية الصعبة
- أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة
- الأبعاد النفسية لحرب الشرق الأوسط السادسة
- ملامح الشخصية المصرية ..... في صِحَّتِّها وعلّتِها


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - قصيدة محمد الجندي