أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح نيوف - ؟؟ماذا جرى في اللقاء الذي جمع الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار















المزيد.....

؟؟ماذا جرى في اللقاء الذي جمع الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار


صلاح نيوف

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا جرى في اللقاء الذي جمع الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار
والرئيس الراحل حافظ الأسد في 25 / أيار / 1978 ؟؟


لا بد أن جميع السوريين يدركون وبعمق الخلافات العميقة ضمن قيادتي حزب البعث ، العسكرية و المدنية " القيادة التاريخية " ،و التي أدت في النهاية على استبعاد هذه الأخيرة ، فمنهم من قضى نحبه منفيا أو مسجونا أو مقتولا ، ولم يتبق أحد حتى ينتظر.
كما يبدو أن ما يستطيع السوري أن يعرفه عن تاريخ بلاده السياسي وهو خارج البلاد ، أكثر سهولة من معرفته وهو يعيش في جامعات أو مكتبات سورية . " بالصدفة " رأيت ثم قرأت كراسا صغيرا ، وقد وضع عليه شريطا اسودا في أعلاه يشير إلى أن صاحبه قد توفي أو بالأحرى انه صدر بمناسبة تأبين الراحل الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار . صدر هذا الكراس عن " لجنة الدفاع عن الحريات والمعتقلين السياسيين في سورية " ، أما عنوانه فهو " في ذكرى الأربعين لاستشهاد شهيد الدفاع عن الحرية ..الأستاذ صلاح الدين البيطار . وقد صدر في أيلول من عام 1980 .
تقول اللجنة في تعريفها بالكراس : تساهم لجنتنا في هذه الذكرى بتعريف الرأي العام العربي والدولي على خلفيات جريمة اغتيال الأستاذ البيطار. وذلك بإعادة طبع آخر مقالات الشهيد التي تناولت الأوضاع السورية وتهديد السلطة السورية بتصفية المعارضة أينما وجدت . ويضم هذا الكراس المقالات التالية المنشورة في جريدة الإحياء العربي والتي أصدرها البيطار في منفاه:
- سورية مريضة مريضة .
- المسالة السورية : سؤال الساعة : ما هو البديل ؟
- خطاب مفتوح إلى اتحاد المحامين العرب .
- عفوك شعب سورية العظيم .
- تضاف غليها برقية الأستاذ ميشيل عفلق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي بتعزية عائلة الشهيد وبيان المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية الصادر أثر جريمة الاغتيال . و أخيرا مقتطفات من حديث الأستاذ اكرم الحوراني على صحيفة الوطن العربي .

طبعا لتعذر العودة لكل ما ورد في الكراس ، سنحاول إعادة مقتطفات محددة منه ، ترتبط من حيث أهميتها بالوضع الحالي لسورية ، وتعيد وتذكر بكلمات إحدى أهم الشخصيات السياسية في سورية المعاصرة ، اختلفنا أم اتفقنا معها ، فالهدف هنا ليس عرضا وتحليلا أيديولوجيا ، لا للبعث ولا لأفكار الأستاذ المرحوم صلاح الدين البيطار . بل الهدف الأساسي وربما الوحيد ، هو أن نذكر أنفسنا بأن سورية لم تصب بالعقم السياسي والحضاري والفكري ، كما هو عليه الحال في هذا العصر.
في مقاله الصادر بعنوان " سورية مريضة مريضة وتعيش محنة و مأساة " يقول الأستاذ البيطار :
في يوم 25 أيار عام 1978 جرى لقاء بيني وبين رئيس النظام السوري ، كان همي أن أبين خطأ السياسة التي يتبعها النظام السوري بالنسبة لسورية وبالنسبة للبنان وبالنسبة للقضية الفلسطينية ، و أبين أيضا التغييرات التي لابد منها في بنية النظام السورية لمواجهة المعطيات الجديدة التي أدخلتهما زيارة الرئيس المصري لإسرائيل .
بدأت بطرح موضوع جبهة الصمود والتصدي و بأنهما لا تقدم الجواب على مبادرة الرئيس المصري . و أتيت بمثال على ذلك بقاء الجبهة متفرجة عند احتلال إسرائيل لجنوب لبنان في آذار عام 1978 . وكان جواب الأسد " بسرد ما جرى من نقاش في مؤتمر ليبيا وامتناع العراق من أن يشارك فيهما " .
ثم طرحت موضوع انفراد مصر بمعالجة القضية الفلسطينية وقلت : ان مشكلة مصر هي في اعتدادها بنفسها و بأنها أكبر دولة عربية ومتقدمة على الدول العربية الأخرى . لقد انفردت في عملية فك الارتباط ثم في اتفاقية سيناء . و أتساءل كيف لم تضع سوريا شرطا للمصالحة التي جرت في الرياض . أجاب الأسد في نهاية الحديث عن هذا الموضوع : " على كل لا يمكن إقامة سلام من دون سورية ، و هذا ما يعرفه الجميع و أمريكا بالذات " .
ثم انتقلت إلى الحديث عن لبنان قائلا : إني اسكن لبنان و أعرف أناسا من الطرفين المتقاتلين ، والكل متشائمون أنهم يرون بان الخطوة الأولى التي هي وقف الاقتتال قد تمت ، ولكن الثانية ، أي قيام الدولة والجيش في لبنان وفرض سلطتهما على كل أراضيه مازالت تعل ، ويشككون بعدم رغبة سورية في ذلك بغية بقاء جيشها في لبنان ، و أضفت أن الفرنسيين ، وقد تحررت بلادهم على يد الجيش الأمريكي ، ما إن انتهت الحرب و استمر بقاء الجيش الأمريكي في فرنسا حتى بدأوا يرددون : فرنسا المحتلة . وكذلك الأمر في لبنان . إن اللبنانيين ينظرون على الجيش السورية انه جيش محتل ، وأضفت أيضا : إن مهمة جيشنا ليست في لبنان و إنما على الحدود وفي وجه العدو . و أنا اضن بقطرة دم تراق لا من جنودنا وحسب و إنما من إخواننا اللبنانيين ، وكنت أشير على أحداث " الفياضية " و " عين الرمانة " التي قتل فيها ما يقارب 200 جندي سوري.
و أجاب الأسد : " بأن الطرفين لا يريدان خروج الجيش السوري من لبنان لأنهم يخشون أن يعود الاقتتال بينهما ، أما حادث الفياضية فلن يتكرر بعد أن ضربنا على يد لفاعلين ....
ثم طرقت الموضوع الداخلي ، سألته لماذا هذه المظاهر المسلحة في المدينة وهذا العدد الكبير من المسلحين في كل شارع ، فهذا يؤذي المظهر المدني للمدينة ويشعرنا بأننا في حالة طوارئ فاجاب الرئيس حافظ الأسد " و أين رأيت ذلك " ؟ قلت في الشوارع ، مسلحون عسكريون و مدنيون و أمام بيوت الضباط . فقال السد مستغربا : " لا يوجد شيء من هذا ، ثم استدرك قائلا : ربما كان من رأيت هم شرطة السير ...
ثم حدثته عن أعباء سورية القومية وأن هذه الأعباء لا تستطيع سورية أن تتحملها إلا إذا جرى داخليا خلق مناخ ديمقراطي وانفتاح سياسي على الشعب ، فأجاب الرئيس حافظ الأسد : " لسنا كإنكلترا ولا كالكونغو " . والديمقراطية تحتاج إلى مستوى ثقافي معين ". قلت هذا صحيح ولكن كيف نبلغ هذا المستوى الثقافي إذا لم تكن هناك حرية فكر و إبداء راي وحرية صحافة ، ومعارضة ديمقراطية ، قال الأسد : " هل تقرأ الصحف هنا ، إنها تنتقد وتكتب بحري لا تتمتع بها الصحف اللبنانية ، صحيح أ هناك بعض القصور ولكن يمكن تفاديه " ، أجبت : قليلا ما أقرؤها .
ولكن الموضوع الذي أطرحه هنا ، يتعلق بمبادئ و باتجاه ، فأنا انطلق من أن جانبا واحدا لا يملك الحقيقة حتى يفرضها على الجميع ، وهناك حقيقة في سورية وهي أن فيها تيارات فكرية وسياسية واجتماعية لا يجوز إغفالها . فالرأي الواحد ، والحزب الواحد ، والحكم الفرد ، لا تمثل الواقع في شيء . بل هناك تيارات في هذا الواقع تريد أن تبرز لحيز الوجود عبر تنظيمات سياسية مستقلة وصحافة حرة . و معارضة ديمقراطية لها شرعيتها . ثم أضفت : تذكر أنه كان لسورية دور قومي كبير في الخمسينات بين عامي 1954 ، 1958 وتجربة فذة ، كان هناك أحزاب ومجلس نيابي وصحافة حرة . كان لسورية هذا الإشعاع الذي انطفأ اليوم .
أجاب حافظ الأسد معترضا على تقييمي لهذه التجربة : " ان سورية ، بالعكس ، كانت منقسمة وبحالة صراع مع الدول العربية والأجنبية . واليوم لأول مرة قضينا على هذه الصراعات وحققنا الوحدة الوطنية " . قلت صحيح ولكنهما وحدة الأكثرية الصامتة ، بينما الوحدة الوطنية هي التي تقوم على تعدد الاتجاهات السياسية ، هي الوحدة الحية الخلاقة .
أجاب الأسد قائلا : " يمكن أن تكون بعيدا عن معرفة ما أنجزناه ، فالديمقراطية قائمة في سورية ، فهناك الحزب الذي يعد[ 550 ] ألف عضو ، كل عضو منهم يقضي سنتين كنصير " . اعترضته قائلا : حزب في سورية يعد [ 550 ] ألف عضو هذه نقطة ضعف لا نقطة قوة . فالحزب الشيوعي الفرنسي يعد [ 700 ] ألف عضو ولكن كل عضو يعد بألف . فأضاف حافظ الأسد " هناك إلى جانب الحزب المنظمات الشعبية والجبهة الوطنية ومجالس المحافظات .."
لقد أحسست بعقم الاسترسال في طرح النقطة الأساسية التي أردت أن تكون محور البحث في هذا اللقاء ، أي محاولة النظام إجراء انفتاح شعبي صادر عن قناعة تامة بخطورة الظروف ، وضرورة خلق مناخ ديمقراطي كمرحلة انتقالية يجري خلالها التحول بصورة سلمية من الحكم البوليسي العسكري إلى حكم شعبي ديمقراطي [ ....] ومنذ ذلك الوقت قدرت أن سورية سائرة على أزمة نظام ، لن تحل إلا بالعنف ما دام النظام لم يرد حل الخلاف بينه وبين الشعب بصورة سلمية .
في النهاية لا بد من الإشارة إلى أن " بيان المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية " نعى الأستاذ صلاح الدين البيطار ، الذي اغتيل في صباح الاثنين 21 / 7/ 1980 في باريس على باب صحيفته " الإحياء العربي " التي نشرت لثلاثة اشهر ما قبل الاغتيال أنباء المجازر التي يرتكبها النظام ضد الشعب العربي السوري كما ورد في البيان .



#صلاح_نيوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية جوهر الديمقراطية
- لأول مرة في تاريخ سورية ، وزير الدفاع يخضع للتحقيق في مجلس ا ...
- ماذا يعني أن تؤدي الخدمة العسكرية في الجيش السوري ؟؟
- فيروس - السارز- الإسلامي يلاحق البشر في كل مكان
- رسالة بالبريد العاجل إلى الأستاذ محمد غانم
- مساهمة في قراءة العلاقة بين العلويين والسياسة في سورية
- المعارضة السورية بين التخوين والتشكيك
- رد على مقال رجاء الناصر- معارضة للمعارضة وللوطن -معارضة سوري ...
- المشاركة السياسية بين الديمقراطية والمواطنة والحوار - بمناسب ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح نيوف - ؟؟ماذا جرى في اللقاء الذي جمع الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار