أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمسان دبوان سعيد - للشباب فقط – الزواج والحرية















المزيد.....

للشباب فقط – الزواج والحرية


شمسان دبوان سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 11:14
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى عن عمنا سقراط أنه قال " الزواج كشبكة الصياد يتهافت عليها العزّاب كما يتهافت السمك على الشبكة ، والعالق فيها يتخبط جاهدا للتخلص منه ولكن دون جدوى " وتبعه فلاسفة وادباء وشعراء اقتلع كل يتقيح به بطونهم من الزواج فهو قلعة محاصرة ، من هو خارجها يود الدخول اليها ، ومن هو داخلها يود الخروج منها ، ورقة يانصيب مكّلفة لكنها غير مضمونة ، حقل من الاشواك يحلم الرجال قبله ويستيقظون بعده ، شر ضروري وشر يستوجب علينا البحث عنه ، نقلة مفاجئة من التدليل الى التذليل فمن اراد ان يبيع حريته فليتزوج . فالحب أعمى لا يستعيد بصره الا بعد الزواج فهو ترجمة نثرية جافة لقصيدة الحب . فإن أردت زواجا ناجحا فعليك ان تعتبر الكوارث مجرد احداث عادية لا العكس . قال تعالى " وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " صدق الله العظيم . فانظروا الى سنة الحياة ان خلق الله من انفسنا ازواجا ليكونوا سكنا لنا ، وما أصعب ان يتحول هذا السكن الى شبح يهدد حياتك ويصبح جزء لا يتجزأ من كيانك . فما أصعب أن يعيش الرجل أو المرأة عاريا في مجتمعه يفتقد الى هذا اللباس " هن لباس لكم وانتم لباس لهن " وهذا ما أجاب به شاب تزوج ولم يمضي على زواجه سنة واحدة بالقول " أعتقد أن أكبر خطأ ارتكبته في الحياة هو الزواج " ؟ فهل الزواج خطأ يستوجب علينا تجنب الوقوع فيه ؟
قديما قال الشاعر الجاهلي
إن النساء كأشجار نبتن لنا منها المرار وبعض المُر مأكول
إن النساء متى ينهين عن خلق فإنه واجب لابد مفعول
وقال اخر
بنات حواء أعشاب وأزهار فأستلهم العقل وانظر كيف تختار ،
فلا يغرنّك الوجه الجميل فكم في الزهر شم وكم في الزهر عقّار
كنت شابا مميزا يُشار اليّ بالبنان ، محط احترام جميع بنات حواء نساء وفتيات ... وكنت لا أعرف سر هذا التمييز حتى تزوجت ووقعت في شبكة الصياد . فانقلبت الامور على عقبيها فأصبحت مرموقا بأعينهن ، اختفت تلك الابتسامات التي اعتدت عليها ، اختفى ذلك الاحترام الذي كانت بنات حواء تكّنه لأمي !! شعرت بأنني ارتكبت خطأ ما . حينها اصبت بالحيرة والقلق من تلك التغييرات . فإذا كان الزواج مغامرة فالعزوبية انتحار . وهذه اولى ثمرات الزواج واحد التغييرات التي ربما تواجهها بعد الزواج فلا تيأس فأنت لم تخطئ ولكنك وقعت .
كنت شابا استمتع بحرية مطلقة ليس لها حدود . فكنت اخرج من منزلي في الصباح وأعود في الليل . طيلة هذه المدة لم أتعرض الى سؤال من أي جهة ما عن ما اسباب التأخير ولماذا أتأخر ؟ لم أتساءل يوما ما عن ماذا أعمل وما هو هدفي في الحياة ؟ كنت أواجه أسئلة مشابه من امي اسبوعيا كوني بعيدا عنها – كنت ألبس من الثياب ما يبدوا لي انه نوعا ما نظيفا - وتمر ايام لا انظر الى وجهي في المرآة ؟! لكنني بعد دخولي قلعة الزواج حلمت بان تعود تلك الايام فكنت إذا تأخرت لبعض ساعات بعد الدوام أعود الى البيت وقد فُتح لي ملف للتحقيق في اسباب التأخير ، ونتيجة لهذا كنت البس الثياب مرة واحدة وإن فارق وجهي للمرآة فهناك مرآة اخرى تكتشف النقاط السوداء في وجهي وتعمل على اصلاحها . فاستمتعوا بشبابكم واتخذوا قرارات بناء مستقبلكم فاذا قررت الزواج فلن تكون قادرا على اتخاذ أي قرار اخر .
وما زلت اتذكر وانا شابا أعمل لدى أحد الجهات فكنت أستغرب لبعض الزملاء لماذا لم ينفذ صبره عندما يرتفع صوت مديره بالصياح لشأن ما ، لكن سرعان ما أتذكر ان ذلك الشخص انسان متزوج وان عليه ان يصبر لأجل اسرته ولأجل ما يعول في اسرته . وأتساءل هل سأصل الى ما وصل اليه الاخرون . فكنت أستعد لرفع صوتي بالصياح قبل دخول المدير ولم أرضى بالظلم لاحد لا لنفسي ولا لزملائي الاخرين . أما الان فقد أصبحت رجلا متزنا أتفهم الامور واتجنب الفوضى ، أمشي بخطى واثقة وأثق بان لديّ هدف في الحياة وان علي ان اتحمل كل الصعاب لأجل تحقيق هذا الهدف . فلم أعد ذلك الرجل الذي لم يتخلف عن حضور أي دعوة ولم ارفض أي وقوف لمساندة الاخرين ، ولم أعير للنقود أي اهتمام .أصبحت رجل مسئولية أستضيئ الامور من كل جوانبها وازنها بكل مقاييس العقلانية والحكمة . فمن يقلق في الحب فعليه ان يطمئن بالزواج .
وأخير تمر الايام .... ثم تنشد العمر ولى سدى قهري على ايامي . لا تصدق من يقول لك ان الزواج شبكة صيد ولا قلعة مهجورة ولا حقل من الاشواك . فالزواج نظام رباني يجمع الرجل والمرأة في بيت واحد وسرير واحد وجسد واحد ... به يكمل الرجل رجولته والمرأة أنوثتها . هو وسيلة الإنسان البالغ العاقل لبناء الأسرة التي يقضي فيها حياته ويعمل من اجلها يجد من يرعاه ويهتم به ويعطي للحياة معنى نفسيا وقيمة إنسانية ومكانه اجتماعية فهو حماية وستر من الانحدار وراء مشتهيات النفس الغريزية ، انكفاف عن الابتذال والانخراط في عثرات الجنس البهيمية ترفع عن التنازل إلى مستوى الحيوان الذي لا يهمه إلا إشباع رغباته ، وسيلة للوقاية من الأضرار النفسية والعقلية والصحية الناتجة من كبت الرغبة في اشباع الغريزة . وهو أجلّ سنن الحياة . فلا تختار المرأة لمالها ولا لجمالها ولا للتفاخر بحسبها ، فتذكر أنها لباسك في الحياة فلا تلبس الا مقاسك فإن تعديت تلك المقاسات تعثرت قدميك في الحياة وان انتقصت منها عشت في العراء .
تذكر ان المرأة كائن طويل الشعر قصير التفكير .... فهي كالظل إذا تبعتها هربت منك .... واذا هربت منها تبعتك .... ولذلك من النادر جدا ان ترتدي المرأة في النهار نفس الوجه الذي استيقظت به من نومها ، فهي تملِك ولا تحكم ... بعضهن دواء وأغلبهن داء ..... وطنها زوجها وبغيره تعيش حديقة بلا سياج . فإياك ان تستعجل .... فمن يتزوج على عجل يندم على مهل ويموت موتا بطيئا ................... فتزوج............... فحين تتزوج تولد شيخا وتموت طفلا مدللا ؟



#شمسان_دبوان_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان التافه في الحياة
- الابتسامة والاستحواذ على قلوب الاخرين
- دروس تربوية من النحلة
- جمال المرأة مطلب اساسي في الزواج
- ارشادات هامة لاستخدام الفيس بوك كموقع للتواصل الاجتماعي
- الأم مدرسة الحياة
- - دعوة تفاؤل (1) -
- الوقوع في الحب . متى نقع في الحب ؟
- الفقر والفقراء ازمة في المفهوم والمعنى
- الإدارة والسلوك الإنساني
- من روائع الاعجاز النبوي - كسيات عاريات -
- - جنون العظمة المضطهدة البارانويا -
- فتاة الريف والجبل ....
- الصراع السلفي الحوثي ... تصحيح لمسار الثورة اليمنية
- -حقوق الانسان -
- في الحب والزواج .. والجنة والنار
- - جمعة الوفاء للشهيد المقدم إبراهيم الحمدي -
- بأي حال عدت يا عيد؟؟ - عيد الصحوة ضد الظلم والطغيان -
- أزمة اغتراب الذات
- غربة أم اغتراب ؟ المغترب اليمني في الخارج


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - شمسان دبوان سعيد - للشباب فقط – الزواج والحرية