أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - بشر أم آلهة؟ الجزء 2/2















المزيد.....

بشر أم آلهة؟ الجزء 2/2


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


مقدمة:
التيار الوهابي:
الشيعة في السعودية:
الأولويات المقلوبة عند الشيعة
العمائم المعصومة:
القضية الفلسطينية:
من هنا إلى أين؟

العمائم المعصومة:
لا أحد يُريد أن يتحدث عن مشايخ الشيعة الحاليين أو السابقين، فالعديد منهم مات وترك خلفه الملايين من الريالات الذهبية والفضية، في الوقت الذي كان يموت الفقير لافتقاده تمرة. عندما تذكر اسم هذا الشيخ أو "العالم" أو ذاك، تسمع مديح فيه وكأن هذا الشخص ملاك أو معصوم، وهو في الحقيقة التي يعلمها الجميع، أنه مختلس، ومرتش، وأبعد ما يكون عن الدين. مع أن الجميع يعرف عن هذا العالم، إلاّ أن عشرات الآلاف مشوا في جنازتة، وكأنهم فقدوا عزيزاً عليهم. عالم "مجتهد" في إجابته على سؤال عن عالم مجتهد آخر، فقال بأنه ليس مجتهداً "ولا يجوز تقليده أو تأييده بأي وجه من الوجوه". هذه إجابة بها الكثير من التجني والانفعال على أقل تقدير. "لا يجوز تقليده" يختلف كثيراً عن تأييده والتأكيد على ذلك مع أن السؤال هو عن اجتهاده فقط. هذا يعني أن العديد من "علماء الشيعة" يحملون الكراهية والحقد الشخصيين لآخرين وبشكل كبير مما يعني أنّهم ليسوا أهلاً لقيادة الناس، فهؤلاء أشبه بالسرطان الذي يسري في الجسم ويقوده إلى الموت. أمثال هذا الشيخ أو "العالم" كثيرون يعيشون بيننا، وسمعتهم كما يقال "طينة"، لكن في العلن يتحدث الناس عنهم بإجلال وكأنهم "الحاكم بإذنه". ولا أدري هل هو خوفاً من أن يعرف الآخرون عنّا ما هو "خافٍ عليهم" أم أننا نمارس "الرقابة الذاتية" كالصحف المحلية، فلا ننشر غسيلنا على الملأ؟ من يعرف منطقة القطيف وموضوع عقود الزواج والأوقاف وغيرها، يعلم عِلم اليقين ما أعنيه وهي أمثلة أخرى لا تخفى على كلّ إنسان يسعى للحق ويخاف الله. إذاً لماذا هذا النفاق؟ لماذا هذا الكذب، حتى مع أن عامل الخوف منه أو من أتباعه مفقود؟ ربما هي عُقدة "رجال الدين والعمائم". فما أن يلبس هذا "الغر" العمامة إلاّ وأصبحت لديه حصانة أكبر من الحصانة الدبلوماسية.
هذا بدون شك ليس طعناً في رجال الدين العاملين، ولكن حتى العاملين منهم يجب أن يتعرّضوا للنقد، والنقد اللاذع، فهم وضعوا نفسهم في مواقع القيادة والتحدّث باسم الأكثرية، وعليهم تحمّل تبعات تصرّفاتهم وتصريحاتهم؛ فالشيخ حسن الصفار حين صرّح ضد تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الحريّات الدينية أتاه النقد من كل جهة، حتى من أتباعه والمقرّبين منه. الذين كالوا له المديح هم الأمراء والمسؤولين الحكوميين فقط، وهذا فعلاً وضع الشيخ في خانة "الدفاع عن الجلاّد"، كما قالت مجلة: شؤون سعودية عندما تعرّضت لتصريحات الصفار التي كانت أبعد ما يكون عن الواقع والدبلوماسية الحرفية.

القضية الفلسطينية:
إذا ما نظرنا إلى الدول العربية والإسلامية، فالعديد منها له علاقة دبلوماسية بإسرائيل، مصر مثلاً، المغرب، الأردن أيضاً، والفلسطينيين يتعاملون مع إسرائيل بشكل يومي؛ بل يعمل الكثير من الفلسطينيين في بناء المستوطنات على أرضه، وباعوا إسرائيل الإسمنت المصري المخصص لبناء المناطق الفلسطينية، باعوه لإسرائيل بسعر مخفّض لبناء الجدار العازل. هل يعلم الشعب العربي بأن عرفات كان يملك أسهماً في شركات إسرائيلية، وشركات صناعة أسلحة إسرائيلية؟ هل يعمل العرب أن الفلسطينيين يبيعون الغاز لإسرائيل ويستخدمون عملة إسرائيل "الشيكل" للتعامل المالي، ولا ننسى بيعهم لساحة عمر في القدس قبل أسابيع لإسرائيليين؟ لا أحد يتهم حسني مبارك بالعمالة أو طالب بقتله وقطع رأسه لأنه قابل إريل شارون في القاهرة، وكذلك المستعرب، ملك الأردن، وأيضاً "أمير المؤمنين" الشاذ جنسياً، ملك المغرب. دول عربية أخرى تتواصل مع إسرائيل بشكل أقل، مثل قطر، عمان، الجزائر، ليبيا وتونس. أمّا تركيا فتربطها بإسرائيل علاقة اقتصادية متينة، وعسكرية أيضاً.
هذه الحكومات تسعى لمصالحها، ومصالحها فقط، حتى أن وفداً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قابل يهوداً في أمريكا سِراً، وعندما انفضح أمرهم، قالوا أن اللقاء أكاديمياً بحتاً، ولم يتقدم أحد من "رجال السلف" بفتوى القصاص منهم أو قتلهم، بل صمتوا صمت أبو الهول، لكنهم استمروا في تكفير الشيعة وأنهم عملاء لإسرائيل وأخطر الناس على الإسلام من اليهود والنصارى. كذلك لم يقوموا بتكفير أيٍ من الرؤساء والمسؤولين العرب الذين زاروا إسرائيل أو التقوا بوفود إسرائيلية في أكثر من مرة، مثل السفير السعودي في واشنطن، بندر بن سلطان؛ إذا كان هذا هو حال الدول العربية والإسلامية، لماذا إذاً التشنيع على الأقليات عندما تتواصل مع الدول الكبرى ليس للحصول على مكاسب، وليس للوصول إلى الحكم، بل في محاولة يائسة للوصول إلى أقل القليل من الحقوق؟

من هنا إلى أين؟
ما أن يتواصل وفد شيعي أو شخصية شيعية مع آخرين في الحكومة الأمريكية أو حكومة غربية إلاّ وتظهر مقالات التخوين والتكفير والشتم، لأن هذا الشيعي أو ذاك "عميل" خائن لوطنه وأمّته. لكن ماذا عن رؤساء وحُكّام الدول العربية؟ هل هم أيضاً خونة وعملاء؟ هم فقط الشيعة الذين يستحقون التوبيخ والعقاب والتكفير، وهذا ما جعل الشيعة يعيشون عقدة مزمنة وكأنهم المسؤولون عن سقوط العالم الإسلامي الذي لم يحكموه يوماً؛ هذه العقدة يجب أن تنفك وبشكل واضح وصريح.
تصريحات الصفّار التي أدانت تقرير الخارجية الأمريكية في السعودية ورفض الشيعة التدخل الخارجي، تحدّث أيضاً عن العراق وفلسطين المحتلة وإسرائيل، تصب في هذا المنحى وهو إبعاد التهمة عنه وعن الشيعة في أنّهم تواصلوا مع أمريكا أو أنهم خونة لوطنهم. هل أدانت أي جهة ما تعرّض له الشيعة في السعودية في الماضي ويتعرّضوا له الآن؟ بالطبع لا، فالكل "لاهٍ" بأمره ومصالحه، إلاّ الشيعة، وتصريحات الصفّار خيرُ دليل على ذلك. تصريحات سابقة للعديد من العلماء "المراجع" تحدّثت عن ثورة الجزائر وفلسطين وليبيا، تحدّثت عن العدوان الثلاثي على مصر وغيرها من أحداث كبيرة في وقتها، ولكنّهم لم يأبهوا بشعوبهم وحقوقهم كمواطنين وآدميين.
لهذا، فوضع الشيعة السيئ دام لعدة قرون ولا يزال، فقد حكمهم الأمويون والعبّاسيون والعثمانيون وما بينهم وما بعدهم، وهم، أي الشيعة في دفاع عن جلاّديهم، لذلك دافعوا عن دولة "الخلافة العثمانية" ضد الانجليز، فحصدوا علقماً، ورضوا الشيعة في "السعودية" بحكم "آل سعود" ورفضوا الوعود البريطانية بدولة خاصة بهم. لكن يبدو أن الوضع في تغيّر، خاصةً بعد الثورة الإسلامية في إيران، حيث أنها أول دولة "شيعية" في العصر الحديث؛ وإن كانت ليست بالمستوى المطلوب، إلاّ أنها ليست أسوء دولة في المنطقة بدون شك. فوجود دولة شيعية أعطى الحافز للشيعة بأن يستيقظوا من نومهم الطويل، فباستطاعتهم أن يحكموا وأن يُديروا شؤون حياتهم في الدول التي يمثّل فيها الشيعة أغلبية.
الحقوق المتساوية هي لب المشكلة، فالشيعة دائماً مسلوبي الحقوق، إن كانوا أكثرية "كما في العراق والبحرين" أو أقلية، كما في بقية الدول العربية والإسلامية. لو كانت هذه الدول تُمثِّل شعوبها وتلتزم بحقوق الإنسان والنظام الديمقراطي في الحكم لما ظهرت مشكلة أصلاً. لكن هذه الدول تحكمها أنظمة أبعد ما تكون عن الحق والعدل والحرية، تمارس الطائفية البغيضة والعنصرية وتنتهك حقوق المواطن ليل نهار وتبدد ثروات الوطن وتسرق خيراته. فمن باب المصلحة، على الشيعة أن يدخلوا اللعبة السياسية، كما دخلها "أعدائهم" وعليهم أن ينظروا لمصالحهم فقط، أولاً وأخيراً، وألاّ يلتفتوا لما يحدث في بلاد أخرى، إلاّ إذا كانت لهم مصالح فيها.
لقد استمر الشيعة على نفس المنوال السابق ولعدة قرون مضت، والنتيجة "مكانك راوح"، لذلك لن يخسروا شيئاً إذا ما غيّروا طريقتهم في العمل لأنهم لا يملكون شيئاً أصلاً، ولأن تكرار العمل السابق بدون شك لن يعطي نتيجة مختلفة. على الشيعة أن يتواصلوا علناً مع جميع الدول المؤثرة في العالم، وعلى رأسها أمريكا، وعليهم التواصل مع أي طرف يمكن أن يساعدهم في الحصول على حقوقهم المسلوبة، حتى لو عنى ذلك التواصل مع الشيطان نفسه.



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشر أم آلهة؟ الجزء 1/2
- في يومٍ غير بعيد
- لو كان الحريري شيعياً
- جفّت الأقلام ورُفِعت الصحف
- طائرة نقل خاصة لعرفات ولباس مدرسي واحد لخمس بنات!
- لن أعتذر يا شيخنا ..
- مكاشفات في فكر صالح الفوزان
- يا شيخنا لو زرتنا ..
- مبروك لأهل القطيف حرمانهم من لجان الانتخابات البلدية
- مع -مكاشفات- الطائفية
- الهدف السياسي من قانون التجنيس السعودي
- إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي
- العالم السفلي للمرأة السعودية
- مسؤولية دول العالم الحر في القضاء على الإرهاب العالمي
- دستور وفتاوى .. رمضان كريم
- وزارة الداخلية تضطهد المرأة السعودية
- شيعةً وسنة ندين اعتقال الشيخ مهنّا
- أنا ضدّ الإصلاحات السعودية !
- لماذا يا شبكة راصد؟
- المؤمنون الثلاثة: ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - بشر أم آلهة؟ الجزء 2/2