أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيماء المزوغي - في أخر حوار للشهيد شكري بلعيد















المزيد.....

في أخر حوار للشهيد شكري بلعيد


سيماء المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 10:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أهدي للشعب التونسي قصيدة مريد البرغوثي :" لي قارب في البحر، روحي أبحرت معه، عيناي قنديلاه، يداي مجدفاه والأظلاع أضلعه"..حينما تكون الصدمة شديدة تعجز العبارة وتختنق الكلمة اغتيل شكري بالعيد ولكن قبل اغتياله بأيام كان قد باح لنا بحوار في الثقافة في العدد 429 يوم الأحد 20 جانفي 2013، هي قليلة حوارات الثقافة مع أهل الساسة لأجل ذلك ابتكرت المغرب هذا الركن حتى نعرف بعضا من الجوانب الخفية لسياسيين، ركن يكشف الهوة في تحديد الهوية الوطنية لوجوه الساسة.. الشهيد شكري بلعيد تحدّث كما لم يتحدث من قبل مبتعدا قدر الامكان عن لعنة السياسة..
ماذا تهدي للشعب التونسي؟
قصيدة مريد البرغوثي :" لي قارب في البحر، روحي أبحرت معه، عيناي قنديلاه، يداي مجدفاه والأظلاع أضلعه".
يحكي على الثورة كيف يركب عليها الكثير أو هناك الكثير من الكتب التي تُهدى، أريد أن أهدي كتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" للطاهر الحداد للشعب التونسي أريد أن أقول ممن قدموا من هضبة نجد أن غيرنا عندما كانوا ملتحفون بالجهل، كانوا مثقفينا الزيتونيين يدافعون عن التحرير والتنوير، هذا الكتاب زمرد يعمي عيون دُعاة الظلام ويفتح لهم بصيرتهم... تونس ليست ممرا تونس كانت مقرا للحضارة وصانعة للإبداع ولا يمكن أن تتبع أحدا.
لو كانت تونس مسرحية، من يخرجها ومن يتحصل على دور البطولة؟
إذا كانت تونس مسرحية بالمعنى الكوميدي فسيخرجها راشد الغنوشي ولن ينجح في أن يكون مخرجا مطلقا لأن تونس أكبر من كل هؤلاء الممثل الأكبر والمخرج الحقيقي هو شعب تونس البطل الذي أسقط كل حسابات هؤلاء وغيرهم في الماء.
الشعب هو المبدع، أنا أستحضر بيت شعر لممدوح عدوان يقول: "شعب تونس هو ولد خلى من حساب الربح أو قلق الخسارة" من يخاف الخسارة ومن يطمع في الربح لن ينجز مسرحية شعب تونس العظيم.
هل تعتقد أن البنية الثقافية والفكرية للمجتمع التونسي مؤهلة لتقبل العنف؟
نعم ولا، نعم لأن ثقافة الاستبداد خلقت ذهنية عامة تحتوي على كم ضخم من العنف الاجتماعي، في العائلة، في الشارع، في الملاعب وفي مجالات عديدة لكن أيضا "لا" لأن التونسي ثقافته العامة معتدلة ومتوازنة تؤهله لتجاوز ثقافة العنف نحو ثقافة التسامح وهي ثقافة ديمقراطية بالأساس.
هل أنت مع فكرة أن هناك برنامج مقصود لتغيير البنية الفكرية والثقافية للمجتمع التونسي؟ هل تعتقد أن هناك من يريد إلباس المجتمع التونسي عقال؟
هناك غزو منظم منهجي من الوهابية التي تريد أن تنتقم من إسلام تونس، من المدرسة التونسية، من الزيتونة من ثقافة الاعتدال من تميز التونسي في هذا المجال هناك غزو منهجي يُدفع له المال الكثير وتدفع له القنوات التلفزيونية ويجند له أنصاف الأميين والجهلة وتصنع الزعمات الدينية والأيمة وهم أبعد ما يكون عن الدين والإسلام وعن هوية هذا الشعب الخاصة.
وكيف نقاوم هذه الثقافة بأدواتنا البسيطة؟
مقاومة لهذه الهجمة متعددة الجوانب، أولا بالتمسك بالمدرسة التونسية وبالنموذج التونسي، ثانيا بالديمقراطية والحرية لأن هذه الهجمة هي وليدة ثقافة الاستبداد الوهابي ولا يمكن أن يقاوم الاستبداد إلا بالديمقراطية والحرية ولا يمكن أن يقاوم الظلام والظلامية إلا بالتنوير، ولا يمكن أن نقاوم هذه الهجمة الوهابية إلا بالتحرير والتنوير الفاضل بن عاشور والشيخ جعيط والمدرسة الزيتونية والطاهر الحداد والجامعة التونسية والبحث العلمي، فمقاومة هذه الهجمة لن يتم إلا بالمحافظة على إعادة إنتاج المدرسة العمومية التونسية على أسس المواطنة والمزيد من الحريات والمزيد من الديمقراطية والمزيد من المساواة والمزيد من الانخراط في قيم العصر الكبرى.
ما هو الفرق بين فيلم "صمت القصور" وقصر قرطاج الرئاسي؟
الفرق كبير، صمت القصور يحكي عن المخفي والمسكوت عنه في حياتنا الاجتماعية، يكشف ويهتك المستور أما قصر قرطاج ،الذي تحول إلى ساحة مفتوحة دون ضابط ودون وجهة،قد أصبح منبرا لاحتضان مليشيات ودعاة الفتنة الوهابية أعداء تونس.
هل تعتقد أن المثقف التونسي يعيش اغترابا في وطنه؟
المثقف التونسي لا يعيش اغترابا بالمعنى الفلسفي، لأن المثقف التونسي يعيش حالة عُزلة ومحاصرة وعدم فعالية بسبب الاستبداد والديكتاتورية ومن خلال سيادة ثقافة الاستهلاك ومعاداة الفكر والتنوير وضرب قيمة الفكر في سلوكنا وعاداتنا الاجتماعية وأيضا لعدم فعالية هذا المثقف الذي بقي متقوقعا ولم يقتحم قلاع الحياة العامة، المثقف لابد أن تكون له مسافة لأنه بالأساس سلطة نقدية دائمة للحاكم والمحكوم وللسائد وللأحزاب وللجماعات وللخطاب وللغة وللإبداع وللبنية الذهنية العامة وبتخليه عن نقديته يصبح كاتبا وموظفا عموميا.
يعني على المثقف أن يعكر صفو السلطة باستمرار؟
دور المثقف أن يعكر صفو السائد باستمرار وأن يطرح الأسئلة الحارقة والممنوعة وأن يكشف المستور وأن يكشف مناطق الظلمة في ثقافتنا لأن النقد قوة ثورية بطبعها ودون مثقف نقدي عضوي مرتبط بالمرحلة التاريخية لا يمكن أن ننجز ثورات بالمعنى الصحيح.
ما هو أهم كتاب يتناول أدب السجون؟
أعتقد أن أفضل كتابات على الإطلاق هي كتابات عبد الرحمان منيف "شرق المتوسط" يبقى الكتاب الأهم، يبقى أدب السجون ملحمة القيد والحرية الذي أصدرته الجبهة الشعبية على تجربة أسرى شعبنا الفلسطيني البطل في سجون العدو الصهيوني، أيضا بعض الكتابات المتعلقة بتجربة معاناة العديد من المناضلين في سجون النازية، أيضا كتابات عبد اللطيف اللعبي وحديثه عن سجن القنيطرة في المغرب كتاب جبهة الأمل مازال الى الآن يدق أمله في ذاكرتي.
هل تعتقد أن هناك صراع ثقافي بين الأجيال؟
المسألة مفهومة، هذه هي الثورة هي صراع بين قوى الجذب للوراء والتخلف والرجعية، التي تدافع عن السائد والقوى الجديدة، هي القوى الشابة القوى التائقة للتغيير والتجريب والاحتراق والاقتحام، وهي غير مقيدة في كل المجالات لذلك نرى أن هناك تقليديين يتمسكون بالتقليد، في حين الشبيبة الثورية الناهضة، تُجرب في المسرح وفي السينما وفي الرسم، رسمت على الجدران... ذلك هو إبداعنا... وتجرب في طرائف التعبير.



#سيماء_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كشْ شيخ!
- يا معشر الأعراب عودوا إلى خيامكم وإبلكم هنا تونس 2
- أنت على الأرض ..لا يوجد علاج لذلك
- أبطال من كرتون
- ماتت الحكومة وتعفنت والدفن مؤجل
- تونس : فقدتك أمي
- الشعب التونسي : الخاسر الأكبر
- بن علي لم يهرب بن علي لم يهرب .. شعب منكوب وحكومة شرعية في و ...
- أنا يوسف يا أبي
- نار لأصحاب الغفران
- المرزوقي يتخذ بن سدرين زوجا له
- تلك التي قيل عنها سافرة هي الحرّة بنت الحرّة هي البربرية و ا ...
- من قال أنّ الترويكا ترأسنا أقول له أنّ مثلّث برمودا يأسرنا
- علاقة السلطة الحاكمة في تونس بالملشيات السلفية وبرنمجها الدي ...
- حول التطرّف الديني والمرأة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سيماء المزوغي - في أخر حوار للشهيد شكري بلعيد