أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - إلى جبهة الإنقاذ: نحتاج صورة ذهنية جديدة














المزيد.....

إلى جبهة الإنقاذ: نحتاج صورة ذهنية جديدة


نادين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 00:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو تعاتب فيه إحدى السيدات الأستاذ حمدين صباحى فى عزاء محمد الجندى، عضو التيار الشعبى، هذا الشاب النقى ذو القلب الجرىء الذى تم تعذيبه حتى الموت فى أحد المعسكرات الخاصة بـ«الداخلية» فى وحشية لا تقابلها سوى وحشية المعسكرات النازية. وكانت هذه هى كلماتها المليئة بالحزن والغضب: «قولى هتعمل إيه....هتتقى الله فى الشباب بتاعنا ولا هتمشى فى جوّهم؟ أنا أم خايفة على ابنى، لما ينزل هامسك فيه عشان يوم ما يعتقلوه أبقى عارفة هو فين، عشان يوم ما يموت أعرف هادفنه فين.. زهقنا من تصريحاتكم.. فكوكم من اللى أنتم عمالين تقولوه، بتقولوا هنعمل وهنسوى..إحنا تعبنا..عاوزين حل.. إحنا قاعدين قدام التليفزيون هنتجنن.. قولولنا الحل.. كفاياكم مؤتمرات..ارحمونا إحنا خلاص هنتجنن».

هذه السيدة تمثل ملايين من المصريين الذين كادوا أن يكفروا بالسياسة، بل بالحياة كلها، ليس لأنها أصبحت أكثر صعوبة بل لأنها باتت شديدة العبثية. رغم أن إنصات السيد حمدين إلى هذه السيدة وتقبله كلامها، فى صمت وحزن، عكس كثيرًا من الصدق فكان أبلغ من الرد، إلا أن كلمات هذه المرأة تظل كاشفة عن حقيقة خطيرة: الناس تفقد ثقتها بشكل مستمر فى أكبر تكتل معارض ونحن على أعتاب الانتخابات البرلمانية. أكيد، لن تكون النتيجة سوى كارثة كبرى سيتحملها الجميع وأولهم الشباب المعارض. فالجبهة فى أمس الحاجة إلى أن ترسم لنفسها صورة ذهنية جديدة كى تحيى شرعيتها فى عيون المصريين، ونقترح لذلك 3 آليات مبدئية:

الأولى هى تقديم خطاب مختلف أكثر قربا من هموم الشعب وأحلامهم البسيطة، فالتغيير لن يأتى سوى بالتحام الناس بالمعارضة. ويتطلب ذلك الشروع الفورى فى التسويق السياسى لبدائل تحتوى على حلول موضوعية لأزمات المواطن اليومية والمتفاقمة ابتداء من هيكلة «الداخلية» وحتى ارتفاع الأسعار. نعم، لا يزال الجميع يبحث عن بديل حقيقى ولن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع إلا لو آمنوا به.

وينقلنا ذلك إلى النقطة الثانية المتمثلة فى تغيير تكتيك الحركة من سياسة رد الفعل إلى سياسة التحرك الإيجابى والقادر على التنازل عبر تحديد أولويات بعينها، ولتكن هى التعديلات الدستورية. ولنا فى مبادرة حزب النور عبرة - فهى نجحت فى بناء صورة ذهنية جديدة للحزب بتقديمه فى صورة الطرف السياسى العقلانى المستعد لتقديم التنازلات فى سبيل المصلحة العامة. فقد وقعت الجبهة مؤخرا بين مطرقة شباب غاضب جدا (وله الحق فى ذلك)، لا يوافق على تخفيض سقف مطالبه، رافضا التنازل عن مبادئه، وسندان عموم المصريين الذين ملوا خطابات ثورية لا تأتى بنتيجة، ومظاهرات سلمية يخترقها عنف عدمى ينتهجه بعض الشباب، عنف يزهق الأرواح ولا يحقق الأحلام. وهل من دليل أبلغ من هذه الكلمات: «هتتقى الله فى الشباب بتاعنا ولا هتمشى فى جوّهم؟»

أما الثالثة فتتعلق بتقديم الوجوه الشابة فى الصفوف الأمامية لتمثيل الجبهة سياسيا. فقد بات واضحا أن هذا الكيان المعارض يحتاج إلى تطعيمه بوجوه جديدة من القيادات الشبابية. وهذا من شأنه بث روح جديدة بداخلها أكثر قدرة على الحركة والمرونة فى الأداء. فطالما عانت الجبهة من عدم القدرة على خلق آلية تواصل فعالة لا تربط قيادات الجبهة بالشباب فحسب بل تدخل معهم فى تفاعل ديناميكى لا يفضى بها إلى انقسام جيلى وفكرى.

رحم الله شهداءنا، فلنحاسب أنفسنا ونطور أدواتنا، تحقيقا لأحلامهم ووفاء لتضحياتهم.



#نادين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالجوا المرض قبل فوات الأوان
- هل نتشابه مع الثورات «الملونة» المتعثرة؟
- هل تنجح سياسات «التقشف» فى مصر؟
- أين مصر الثورة من روح متحف «شتاسى» فى برلين؟
- الدستور المصرى والبولندى: اختلافات ودروس
- كيف تلعب الجماعة ضد مصالحها؟
- ثلاث أساطير إخوانية بشأن الدستور واستفتائه
- الحركة النقابية بين براثن الاستبداد


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نادين عبدالله - إلى جبهة الإنقاذ: نحتاج صورة ذهنية جديدة