|
من اغتال المعارض التونسي شكري بلعيد..؟!
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 00:29
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
لا شك ان جريمة الاغتيال ، التي تعرض لها الحقوقي والناشط السياسي العلماني ، والمناضل الديمقراطي التقدمي التونسي ، احد اقطاب الحزب الشيوعي ورموز المعارضة والقيادات البارزة في الحركة الوطنية والديمقراطية والجبهة الشعبية المناهضة للمشروع الاسلاموي ، وابرز وجوه اليسار الراديكالي الطليعي الثوري ، الذي لا يهادن الاصوليين والمتأسلمين والتكفيريين الجدد ، الذين يتخذون الدين ستاراً لاخفاء عدائهم المستحكم للديمقراطية والتعددية وحرية الفكر والرأي ، هي جريمة جبانة ورعديدة ارتكبت بأيد ظلامية سوداء تنتمي لمعسكر التطرف والارهاب الديني ، ومشبعة بالحقد والكراهية العمياء والعداء لكل ما هو تقدمي وحضاري ومتنور. وهي ايضاً جريمة سياسية بكل المقاييس لا يمكن التسامح والتهاون معها ، وتضاف الى سلسة الجرائم وعمليات التصفية الجسدية ، التي طالت عدداً من المثقفين والمفكرين العرب المسلحين بالرؤية التقدمية التحررية ، والشخصيات السياسية، ورجالات النضال والفكر الديمقراطي النهضوي التنويري والشيوعي التقدمي امثال حسين مروة وحسن حمدان (مهدي عامل) وخليل حاوي وفرج فودة وكمال جنبلاط وسواهم . ولا جدال ان هذه الجريمة ، التي استهدفت هذه الشخصية السياسية والشيوعية المعارضة والمناهضة لكل اشكال العنف السياسي والتطرف الديني ، والشخصية القيادية في الحركة العلمانية واليسارية التونسية ، المدافعة بشراسة عن حقوق الانسان والقيم الديمقراطية ، لها اهداف ودوافع سياسية وتمثل خطراً حقيقياً على عملية التحول الجذري والانتقال الديمقراطي والاصلاح السياسي في هذا البلد العربي ، الذي شهد ثورة الياسمين ، التي اطاحت بحكم زين العابدين . انها باختصار ترمي الى تأجيج الصراع الداخلي واشعال نار الفتنة واحداث الفوضى الخلاقة في تونس ، واخراس الصوت الديمقراطي التقدمي الهادر والواعي المطالب بالديمقراطية والحرية والاصلاح السياسي عدا عن ارباك المسيرة الكفاحية الشعبية، لاجل تحقيق اهداف الثورة التونسية باجراء الاصلاحات السياسية والتحولات الديمقراطية الجذرية العميقة. والواقع ، ان عملية اغتيال شكري بلعيد هي العملية الاولى من نوعها ، التي استهدفت شخصية سياسية بارزة في المشهد السياسي التونسي بهذا الحجم بعد الثورة الشعبية ، التي مضى على انفجارها اكثر من عامين ونيف ، وانتهت بسقوط نظام بن علي . ولعل اصابع الاتهام وراء هذه الجريمة النكراء توجه لحزب النهضة الاسلامي وزعيمه الروحي راشد الغنوشي والمجموعات التي تعتدي على مقرات الاحزاب السياسية المعارضة للسلطة ،وتهديد الناشطين السياسيين . ولا يختلف عاقلان بأن تونس ، بعد عملية الاغتيال هذه ، دخلت منعطفاً حاسماً في مسارها الاجتماعي والسياسي ، وهي تقف على فوهة بركان، وتشهد احتقاناً كبيراً من شأنه ادخال البلاد في متاهة خطيرة تهدد امنها واستقرارها واعاقة عمليات الانتقال الديمقراطي . اننا مع الادانة الشاملة والشديدة لاغتيال هذا المناضل الشيوعي والقيادي في حركة المعارضة التونسية ، المناصر للطبقات الشعبية الكادحة والمهمشة ، والمناهض للمشروع الاسلاموي ، الذي دفع ثمن مواقفه السياسية والايديولوجية والعقائدية ، ونحذر من انتشار العنف السياسي ، وكلنا ثقة وامل ان تعي المعارضة التونسية حجم المؤامرة والتصدي للفتنة الداخلية وتجزئة الوطن التونسي ، ومواصلة المسيرة المظفرة لاجل تحقيق اهداف ومطالب الثورة التونسية . والخزي والعار لقتلة شكري بلعيد ، وستظل ذكراه خالدة في وجدان التونسيين الاحرار وكل قوى التقدم والديمقراطية في العالم العربي .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
راشد حسين يصرخ في قبره: كفى لهذا الحب..!
-
فؤاد حداد شاعر الغلابى والمسحوقين
-
المفكر الاسلامي جمال البنا .. ما احوجنا الى امثاله في هذا ال
...
-
مؤيد العتيلي ، مبدع آخر يودع الحياة ويرحل..!
-
من عباب الذاكرة : عندما احترق راشد حسين ..!
-
نمر مرقس ..هل تدري كم نحبك؟!
-
تحية للشاعر والاديب الفلسطيني جمال قعوار في عيده ال(83)
-
ورحل الباحث والمفكر الفلسطيني الدكتور الياس شوفاني
-
الصراع الطائفي في العراق..!
-
غسان الشهابي شهيد المخيم..!
-
نتائج الانتخابات التشريعية في اسرائيل وملامح المستقبل ..!
-
في المسألة السورية ..!
-
-ارفع رأسك يا اخي - فيلم وثائقي عن التجربة الناصرية
-
مصمص قلعة الصمود والشموخ..!
-
عن التكفيريين الجدد والفكر الوهابي..!
-
مجلة -شعر- ... حاضنة الحداثة الشعرية!
-
باب الشمس ..رمز للمقاومة والتحدي الفلسطيني!
-
الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد..!
-
رحم الله ايام زمان ..!
-
صرخة من الاعماق..!
المزيد.....
-
الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح
...
-
تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه
...
-
الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
-
حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
-
استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا
...
-
الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ
...
-
بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
-
صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
-
انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
-
باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|