أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رائد محمد نوري - يوم الشهيد الذي أراه














المزيد.....

يوم الشهيد الذي أراه


رائد محمد نوري

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 23:35
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



الحفاوة والتكريم والتقديس هي تيجان الغار التي تستقبل بها الأمم شهداءها معظمةً، وكيف لا وهم الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل تحرر أممهم من القيود التي تكبّلها، وبذلوا دماءهم رخيصةً ؛ للذبّ عن ثرواتها البشريّة والطبيعيّة والفكرية.
فأنت ترى المبدعين يتسابقون إلى محاريب تلك الجراح العبقة؛ تسابق النحل إلى الورد في تدبيج قصائد، وكتابة قصصٍ ورواياتٍ، وبناء نصبٍ، ونحت تماثيل تمجّد مواقف الشّهداء البطوليّة، وتخلّد ذكراهم.
ولقد دأبت الأمم /ما خلا عراق المحاصصة الطائفيّة والعرقيّة؛ المولود بعد التاسع من نيسان عام 2003- على جعل أيام استشهاد أبطالها العظام أياماً وطنيّةً؛ فيها تقف الشعوب بخشوعٍ في محراب الشّهادة بين يدي فدائيّة أولئك الأشاوس؛ تستذكرهم، وتستلهم أسمى معاني الحبّ والوفاء من قدسيّة تضحياتهم*
كلّ شيءٍ ملتبسٌ في عراق المحاصصة الطّائفيّة والعرقيّة و غير واضح، أو هكذا يراد له أن يبدو من قبل الرّجعيين؛ ليحلوا لهم أن يضعوا عدّة تفاسير للشيء الواحد؛ تتماشى كلّها مع ميولهم الفاسدة، وتتناغم مع أهوائهم الشاذّة.
فلا غرابة في أن تغيب أو في أن تُغَيّب فكرة اختيار يومٍ مرتبطٍ بعظم وقدسيّة تضحية فذٍّ من أفذاذ الأمّة العراقيّة /وما أكثرهم عبر تأريخنا المعاصر- ليكون يوماً للشهيد العراقي.
ولربما يكون من المثقفين الوطنيين الدّيمقراطيين من فكّر بيومٍ للشّهيد العراقي؛ غير أنه لم يفكّر بصوتٍ عالٍ خشية أن توظّف أفكاره توظيفاً رجعيّاً.
أجل، فواقعنا الاجتماعيّ مضطربٌ، تكاد الفوضى تحكم كلّ تفاصيله؛ ثقافيّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً؛ الأمر الذي ينعكس سلباً حتى على تحديد مفهوم الشّهدة، وبالتالي على تحديد يوم للشّهيد العراقي.
نحن /إذن- بإزاء تعدّد الرّؤى، وتباين المفاهيم. فللمتديّنين /سواءٌ كانوا مسلمين أم مسيحيين أم صابئةً أم يهوداً أم إيزيديين- رؤاهم التي تعتبر الشّهيد هو من يُقْتَلُ في سبيل قيم ومقدّسات ومبادئ دينه.
وللماركسيين مفهومهم عن الشّهادة الذي يتناغم مع أفكارهم ورؤاهم حول الصّراع الطّبقي، ونضال الطّبقات المُسْتَغَلّةِ ضدّ الطّبقات المُسْتَغِلَةِ.
أمّا اللبراليّون، فمفهوم الشّهادة عندهم مرتبطٌ بمن يضحّي بروحه في سبيل الحرّية، والنّزعة الفرديّة.
وأما القوميّون /سواءٌ كانوا عرباً أم كرداً أم تركماناً أم سرياناً أم آشوريين- فمفهوم الشّهادة عندهم ينسجم مع نضالهم في سبيل الدفاع عن هويّتهم القوميّة*
كلّ المفاهيم /آنفة الذكر- موضع تقديس وتبجيل عندي؛ لأنّها مرتبطةٌ بأبطالٍ ضحّوا بأرواحهم في سبيل ما يؤمنون به من معتقداتٍ وقيمٍ، ولأنّها في النّهاية تصبّ في سبيل الإنسان ؛ غير أنّ السؤال الملحّ في العراق الذي يولد من جديدٍ، العراق الذي أصوات الهويّات الفرعيّة فيه أعلى من صوت هويّة الوحدة الوطنيّة هو:- أيّ تلك المفاهيم المذكورة أعلاه أقرب لهويّتنا العراقيّة؟
سماؤنا زاخرةٌ بالنّجوم الزّاهرة التي كتبت بدمائها الطّاهرة أناشيد ملحمة نضالنا ضدّ قوى القهر والظّلم والاستبداد، وأرضنا المعطاء مليئةٌ بالقلوب المؤمنة بالحب والإيثار، بالقلوب المستعدّة دائماً لاستكمال المسيرة.
أفلا تستحقُّ دماء الضّحايا الأحرار التي سالت وتسيل على هذه التّربة المباركة منّا وقفة وفاءٍ تكون لنا عيداً نطرق أبوابه كلّ عامٍ بخشوعٍ، ولأرواحهم الطّاهرة حرماً نؤدي معهم فيه الصّلاة لعراقيّتنا؛ ولجراحهم النّازفة في سبيلها، ونستنير فيه بالشّموع التي أشعلوها بتضحياتهم الغالية في دربنا نحو عراقٍ مؤمنٍ بأهله، وبقدرتهم على صنع الحياة؟
من هنا، فأنا أدعو العراقيين لأن يلتفتوا للتاسع من شباط من سنة 1963، يوم أجهض المجرمون الفاشست الحلم؛ لمّا سفكوا دم الزّعيم الخالد عبد الكريم قاسم، الرّجل الذي لا يزال الأكثر قرباً لقلوب النّاس /ولا سيما أبناء الطّبقات المضطهدة المستغَلة- من بين كلّ أولئك الذين حكموا ويحكمون العراق.
فهل يعرف العراقيّون في تأريخهم المعاصر حاكماً أكثر نبلاً وطيبةً ونزاهةً ووطنيّةً من الشّهيد عبد الكريم قاسم؟
وهل يعرفون عنه في الأربع سنواتٍ ونصف السّنة التي كان فيها ثائراً قائداً لحلمهم الأجمل أنّه كان طائفيّاً، أو حزبيّاً منظماً من أولئك الذين تضيّق انتماءاتهم عليهم أفق الرؤية؛ فيصيرون أسارى الجمود والتّعصب؟
وهل يعرفون له انتماءً غير انتمائه لإنسانيّته، ولعراقيّته؟
على هذا، لمَ لا نكون أوفياء مع الثّائر الذي كان وفيّاً لعراقيّته؟
لمَ لا نحفظ له مكانته التي يستحقّها؟
لمَ لا يكون مطلبنا اعتبار يوم استشهاده يوماً للشّهيد العراقيّ؟
لقد أحبَّنا الزّعيم الخالد عبد الكريم قاسم؛ وأسكننا في قلبه، فأسكنّاه في قلوبنا.
إذن، فليكن يوم استشهاده يوماً للشّهيد العراقي*



#رائد_محمد_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزاء الجدار
- حَزِيرانُ
- هديل الصبايا
- هامشٌ على لافتةِ نعيِ الشّطْرِيِّ
- حملة أهل العراق لإنقاذ نهر دجلةمن سد اليسو التركي
- تمّوز على الأبواب فاغتنموه رسالة مفتوحة لرفيقات و رفاق النضا ...
- إلى الوردة في تَفَتُّحِها
- خواطر على نافذة الأول من آيار عام 2012
- أمُّ اللَّّقالقِ
- كِلانا يَقُولُ لِصاحِبِهِ
- في ساحة التحرير
- الجانب الآخر من نتاج د. نجم عبد الله الثقافي
- في عيدِ ميلادِها
- حبيساً في القُمْقُمِ
- حَسْبُكِ هذا
- بين نَزَقِها و هدوئِهِ
- تلاوةٌ من سورةِ عليٍّ و الثّورة
- رسالة إلى اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي العراقي
- سؤال و جواب
- كلَّ لحظةٍ و أنتِ أجملُ


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رائد محمد نوري - يوم الشهيد الذي أراه