أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد زكارنه - مصر يامه يا بهيه…














المزيد.....

مصر يامه يا بهيه…


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 09:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قال رسول الله (عليه السلام) " إنما الأعمال بالخواتيم "، والحديث قد يختلف في الشكل من مصدر إلى آخر، وإنما يبقى على مضمونه الذي يشير بحسب كافة التفاسير إلى أن للإنسان خواتم الأمور، ونتائج الأفعال.
وعليه لا شك أن كافة خواتيم ما يسمى بـ " الربيع العربي " إلى هذه اللحظة، إنما تشير إلى أنه كان ربيعاً صناعياً وليس طبيعياً من حيث الفعل والنتائج، لا من حيث الاسباب، وأن الأهداف التي باتت تتضح يوما بعد يوم، تتمحور أولا في تدمير بنية الشرق الأوسط اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، وبالتالي تقويض دُولِه وتحويلها إلى كيانات صغيرة مفتتة ومتناحرة، وثانياً تغيير وجهه العلماني " إن صح التعريف " إلى وجه ديني إن لم نكن على حافة الدخول في سجال عقيم.
والقضية هنا ليست قضية ما حدث على قاعدة الفعل الماضي، قدر ما هي قضية ما يحدث ملاحقة للفعل المضارع الذي تتصدر الجماعات الاسلامية عامة و"الإخوان المسلمين" خاصة، صدارة مشهده المترنح بين امتداح القبح وتعريته.
فمن خلال ما يكتب في الصحافة العربية، نلحظ بعض الاسئلة التي يطرحها عدد من الكتاب على قوى المعارضة المصرية، من عيار تلك التي طرحتها الكاتبة الصديقة " رولا سرحان " في مقالها الأخير، وهي تشير إلى امرين غاية في الأهمية: الأول هو حالة الارباك الطبيعي الذي يصاحب أي تحول ديمقراطي، والثاني يكمن في حالة التخبط غير المبرر بحسب وصفها لقوى المعارضة في مصر تحديداً.
الأمر هنا حقيقة اشبه ما يكون بالاحاجي الغريبة، إذ كيف نبرر حالة الارباك لصالح السلطة الحاكمة من جهة، ونحاكم حال التخبط لقوى المعارضة في الجهة الأخرى، علماً بأن الجهتين تمران في نفس مرحلة التحول التي نشير إليها.. والأهم من هذا وذاك، يكمن في سؤال، كيف يمكن فهم أن ينسى أي كاتب أو محلل، جماهير مصر التي اثبتت في كافة نتائج انتخاباتها واستفتاءاتها، أنها لا تميل لجهة على حساب أخرى، وبالتالي فلا هذا يمثلها، ولا ذاك يمكنه الحديث باسمها، وإن اختلف الامر نوعاً ما في الاشهر الستة الأخيرة لصالح المعارضة.
فلم يخرج الشعب المصري ببساطته إلى الشوارع سعياً وراء تعديل دستوري، هو بالنسبة للسلطة الحاكمة لا يعدو أكثر من قميص عثمان لتصفية بعض القوى المنتشرة داخل هذه المؤسسة أوتلك.. كما أنه لم ينتفض لتغيير وجوه واسماء جلاديه، بوجوه واسماء تبدو للوهلة الأولى أكثر تقوى، وهي لا علاقة لها بالتقى، وكأن حياة الناس باتت مرتبطة بين نظام ديكتاتوري سيئ ومترهل، ونظام أكثر سوءا وترهلاً، فيما الطبيب المدرك لاستفحال المرض عادة ما تقوده مهنيته إلى بتر العضو بتراً اضطرارياً.
إن الحديث عن الصراع الدائر بين السلطة والمعارضة، إنما هو حديث ترف لا يسمن ولا يغني هذا الشعب المكلوم في تفاصيل حياته اليومية، ولا يرتبط بأي علاقة بهموم الوطن الداخلية أو الخارجية، خاصة حينما يرتدي احد طرفي الصراع رداء الدين الذي يفرض عليه سد باب الظلم وإهدار الحقوق الجماعية والفردية، لا أن يفتح هذا وينتهك حرمة ذاك، ليضبط ايقاع الحياة بالجرم المشهود.
فإن الاخفاق الذريع لجماعة الإخوان، إنما يؤكد أن اصحاب هذا التيار، باتوا رقماً جديداً في فضاء الديكتاتورية، وإن كان الأمر بنكهة وأدوات أخرى.
فيما لا يختلف الوضع بالنسبة لقوى المعارضة وقادتها التي لم تستطع تحقيق أي مكاسب تذكر طوال المرحلة الماضية، اقله في توحيد الصفوف والرؤى، برغم ارتفاع نبرة صوتها المبحوح.
بهذا المعنى علينا التأكيد أن الأزمة حتماً هي أزمة نخبوية في بعدها المتدني، فيما القضية، هي قضية شعبية في عمقها الأعلى.. وكي نسهل الأمر ونفككه بشكل أكثر بساطة وفهم، يمكننا التمعن فيما كتب الشاعر أحمد فؤاد نجم ذات يوم حين قال:
مصر يامه يا بهيه
يا أم طرحه وجلابيه
الزمن شاب
وانتي شابه
هو رايح
و انتي جيه.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل آوان الصمت...
- نديمُ الوجع...
- قاب فخٍ أو أدنى....
- إلا أنت.......
- اعتذار غير مقبول
- الدال والمدلول
- لمحة عن «جاليريا- الريماوي صبٌ على نارٍ هادئة
- إلى متى؟!
- أبناءُ منْ نحن؟!
- الإخوان في الميزان
- الشعب، تأبط شراً
- المتهم مدان حتى تثبت براءته
- على الأصل دور
- بروتوكولات الإخوان لإسقاط الأوطان ج2
- حمدين صباحي معادلة الهزيمة - الانتصار
- الأربعاء الأخير..
- فكّر بغيرك
- الوطن بشيقل.. وكل العرب ببلاش!!
- خطبة الوداع أم جماع الوداع
- ابن الهلاك...


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد زكارنه - مصر يامه يا بهيه…