أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - لماذا نصحوا متاخرين؟














المزيد.....

لماذا نصحوا متاخرين؟


احمد عبد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا نصحوا متأخرين
احمد عيد مراد
اصحاب السيادة والفخامة والجلالة وما يماثلها من القاب تدل على المكانة الرفيعة لهذا الملك وذلك الرئيس هؤلاء لا يستشعرون الخطر الذي قد يهدد عروشهم اوبلدانهم وشعوبها الا بعد حدوثه او فوات اوانه، وحتى ان تنبهوا او استشعروا بذلك فنادرا ما يحسبون له حسابا او يعطوه وزنا، ففي الغالب ولا نريد ان نجزم انهم لايعترفون مطلقا بقوة الجماهير وقدرتها على التغيير والاطاحة بعروش الطغاة ولا يأخذوا بالعبر والدروس التي سجلتها الشعوب في ثوراتها على حكامها الطغاة من خلال سلسلة طويلة من الاحداث التي لا يمكن للمتبصر الا وان يضعها نصب عينيه ويحسب لها الحساب ، فذاك هو زين العابدين بن علي طاغية تونس يصحوا متأخرا ( ليخاطب شعبه ويقول لهم ..الان فهمتكم) وذاك هو القذافي المعتوه يصرخ عبر النافذة مخاطبا ومتسائلا جموع الناس الثائرة ..من انتم من انتم؟!) ونسى ان للشعب حدود في التسامح والامهال والصبر فأذا ما طفح الكيل فانه سيتحول الى طوفان جارف ينظف الارض مما علق بها من طغاة ودعاة وجبابرة حكموا بلدانهم في غفلة من الزمن وهذا ما ينطبق على كل حكامنا العرب.
ان ما يجري في عراقنا اليوم ليس بعيدا عما جرى ويجري في دول وبلدان اخرى عربية وغيرعربية فقد انطلت على ساستنا المتنفذين، السياسة التآمرية التي شكل بموجبها مجلس الحكم على الاساس الطائفي تحت حجة شمول جميع مكونات الشعب العراقي في ادارة الحكم في البلاد وقد انتبهوا ساسة العراق وصحوا متأخرين عندما وجدوا انفسهم يتخبطون في وحل الطائفية والمحاصصة وما اوصلت البلاد اليه من خراب ودمار وتطاحن وفتنة ، وعندما طبخوا الدستور العراقي على عجل ونار حامية فاتهم ان بين ثنايا ذلك الدستور الغام ستتفجر بعد حين لتضع الجميع في مواجهة احداث وتغيرات جديدة يتطلب اخذها بنظر الاعتبار لغرض التعديل والتغيير خصوصا وان العملية السياسية حديثة التكوين وانها بحاجة الى التطوير والاثراء ولكنهم بدلا من وضع الحسابات الصحيحة والتدقيقة من اجل الاسراع في عملية الرقي والتقدم من خلال التحديث الدائم للدستور والقوانين بشكل عام راحوا ليضعوا العربة امام الحصان وها نحن نرى القوى السياسية المتنفذة بين شد وجذب وما ان تهدأ ازمة الا وتعقبها ازمة اخرى اشد منها ضراوة وتعقيدا.
ان الازمات المتتالية والمتلاحقة واخرها الازمة التي نعيشها الان والمتمثلة بالمظاهرات والاعتصامات التي شملت محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى ما كانت ان تندلع وتتسع بهذا الشكل لولا حالة العقم والتخبط وعدم الوضوح السياسي التي تعيشها العملية السياسية والقائمين عليها ، فعشوائية الحكم واصدار القوانين وصراع القوى السياسية واحزابها الطائفية اللا اخلاقي واللا مبدئي هو من اوصل العراق الى ما هو عليه الان ،فالعراق ارض خراب ودمار، والشعب بطبقاته وفئاته الكادحة هو وحده من يعيش ويشعر بذلك الخراب والدمار والمحن وكله خيبة واسف وحسرة على ما آلت اليه الامور.
اليوم عادت الصيحات تعلوا لتحذر من اخطار ارهاب القاعدة التي استغلت الظروف لتضرب يمينا وشمالا وفي العمق، وعلى الطرف الاخر ارتفعت اعلام البعث المقبور لتعلن عن نفسها ووجودها وهي تحاول تنفيذ اجنداتها الخبيثة والخطرة على بلادنا وشعبنا الذي لا زالت جروحه تنزف من حقبة ذلك الحكم الجائر والوباء المخيف...ويظل السؤال يعيد نفسه دائما لماذا تنفجر الازمة تلو الاخرى ؟ ولماذا تعيش السلطة واحزابها متخبطة وسط متاهات وضياع وعدم استقرار؟ بينما يعيش الشعب وسط كوارث اجتماعية وسياسية وفقر ودمار وهو يصرخ ليل نهار مطالبا بالحل والخلاص فلا من سامع ولا من مجيب...وهنا لا يمكن ان يتبرئ الجميع مما حصل ويحصل وما وصلت اليه البلاد والعباد ، فالحكومة بقواها واحزابها مجتمعة هي من تتحمل كامل المسؤولية عما يجري الان وما وصلت اليه الامور ،فحكم المكونات الطائفية والعشائرية والتحاصص والاثنية والجهوية والمذاهب والاعراق والتي وضعت نفسها وطغت فوق الوطن والمواطنة هي وحدها من تتحمل ما يحصل في الدولة العراقية والمجتمع من مصائب وكوارث وهل من المنطق انتظار تفجرالازمات لكي نشكل اللجان الاستثنائية واللجان التحقيقية ونزور المحافظات ونفتش السجون ونناشد المتظاهرين الى الحذر واليقظة مما يضمره اعداء العراق وهل من المنطق ان يطلق سراح السجناء والموقوفين واعادة الاموال والاملاك واعادة النظر في القوانين كقانون المسائلة والعدالة والمادة اربعة ارهاب والعفو العام واعادة رجال الاستخبارات والضباط هكذا دفعة واحدة اليس من الاجدر والافضل دراسة كل تلك الامور قبل تفجر الاوضاع بهذا الشكل وتحت الضغط والاكراه ودون تمحيص وتدقيق ..هل كنتم تنتظرون (فركة خشم) وليّ الاذرع وارتفاع رايات القاعدة وحزب البعث المقبور وكل من هب ودب؟ ..لماذا هذا التعالي على الجماهير واستصغار الاخرين؟ ..وبعد كل هذا وذاك هل وصلتكم الرسالة وفهمتم الدرس.



#احمد_عبد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا برلمان الشعب- ام برلمان الطوائف
- ثورة مصر مستمرة
- على من نلقي لومنا
- ما هي حدود الفساد المالي والاداري في العراق
- قطع الاعناق ولا قطع الارزاق
- اول الغيث قطر
- البرلمان العراقي يتعثر بخيباته
- عشية مفاوضات الكتل السياسية..الديمقراطية اولا:
- الاسلام السياسي بين الاقوال والافعال
- كاتم الصوت يعتمر طاقية الاخفاء
- الغارقون في وحل الطائفية
- هل حقا انها راية (التوحيد..ام راية القاعدة)
- لماذا لم يلتزم المسؤولين العراقيين بمواقف المرجعية
- اخوان الشياطين
- وزير التعليم العالي يؤسس لبؤر التوتر المذهبي
- ديمقراطية الاتجاه الواحد
- فقاعات الديمقراطية الزائفة
- ماذا قدمت احزاب الحكم للشعب العراقي
- هل تبحثون عن حلول ام دوي مدافع
- البرلمان وخيبة المواطن العراقي


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد مراد - لماذا نصحوا متاخرين؟