أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالوم ابو رغيف - من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيتها 2-2















المزيد.....

من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيتها 2-2


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 20:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما لمسناه من طرح الرفيق فؤاد النمري هو عدم التفريق بين البرجوازية الصغيرة كطبقة وبينها كتيار وادليوجيا سياسية، فيعمم الجزء على الكل وياخذ افرادها بجريرة تخبط سياسة احزابها ويحمل الطبقة بكل شرائحها طموح شريحتها العليا، شريحة المنتجين الصغار نحو امتلاك وسائل الانتاج.
هذه النظرة لا ينفرد بها الرفيق النمري وحده، فهي نظرة قد تكون سائدة عند الماركسيين العرب. انه تعميم مجحف وموقف غير منصف، اذ ان الطيف المكون لشرائح البرجوزاية الصغيرة هو طيف متعدد ومختلف اكان بالنسبة للعلاقة بوسائل الانتاج او بمقدار وطريقة الحصول على المداخيل. ان الرفيق النمري ومن يتفق معه لا يفرق بين الدور الاداري والخدمي الذي تتولاه بعض شرائح البرجوازية الصغيرة وبين الدور الاقتصادي الذي تضطلع به شرائحها الاخرى.
فالناس الذين نلتقيهم في معاملاتنا اليومية، اكان في الدوائر الرسمية او في محلات البيع والشراء او في مرافق الرياضة والتسلية والفن، كل هذه الكتل البشرية التي نلتقي بها في الشوارع والمقاهي والمتنزهات ونعشق نسائها ونحفظ قصائد شعرائها وهم يتغنون بالوطن ويكتبون عن عذابات الانسانية، هم افراد الطبقة البرجوازية الصغيرة الذين يعطون لونا جميلا للحياة العصرية.
ولان البرجوازية الصغيرة طبقة لا يمكن الاستغناء عنها ولا عن خدماتها، انتقلت بقضها وقضيضها وبجميع انواع شرائحها الى العهد الاشتراكي بعد ثورة اكتوبر، فلم يستغنى عن منتجات الفلاحين ولا عن خدمات الموظفين ولم تقل اهمية الاطباء والمهندسين والمدرسين والفنانين والشعراء والكتاب والصحفيين والعلماء والفلاسفة، فهل يعقل ان تستعين الطبقة العمالية الظافرة بطبقة وضيعة مندحرة؟
هل يمكن للاشتراكية ان تستعين بالبرجوازية الصغيرة الوضيعة وتتبع نفس الطرق في ادارة الدولة وتستخدم نفس الاجهزة للحفاظ على الامن والنظام كاجهزة الشرطة والجيش والامن والمخابرات وغيرها وان تغيرت العناوين؟
ان القول بوضاعة البرجوازية الصغيرة هو القول بوضاعة الجزء الاكبر من الشعب، اذ انها تمثل القطاع الاوسع والاكبر عددا في تكوين اي شعب حتى في زمن الاشتراكية.
ان الرفيق النمري وبعض من فريقه لا يميزون بين ايدلوجية البرجوزاية الصغيرة وبين تكوينها الاجتماعي والاخلاقي فيخلطون بين الاثنين. الوجود الاجتماعي يحدد الوعي الاجتماعي، لكن هذا الوجود لا يؤثر على طبقة ويستثني اخرى، الا اذا كانت هذه الطبقة معزولة عن الحياة الاجتماعية مثل طبقة الرأسمالين الذين لهم اسلوب حياتهم الخاص المختلف كليا عن اسلوب حيات الطبقات الاخرى، فنحن لا نراهم ولا نخالطهم ولا نرى سياراتهم الفارهة ولا نعرف عن نوعية حياتهم الا بمشاهد السينما والتلفزيون وما تنشره الصحف عن فضائحهم وتهتكهم الاخلاقي، بينما الوعي الاجتماعي يكاد يكون مشتركا لكلا الطبقتين، العاملة والبرجوازية الصغيرة، وذلك لانهما يشتركان في بيئة واحدة من العلاقات الاجتماعية والثقافية.
اظافة الى ان الافراد يرتبطون بعلاقات الزواج والاواصر الاسرية والثقافة الشعبية، فكلور وعادات ونشاطات مشتركة تقلل من حدة الصراع ومن التناقض الاجتماعي والطبقي، لذلك من الخطل التحدث عن العداوة بين الطبقتين، اذ ان مصلحة الطبقة البرجوازية الصغيرة هي ايضا في انتصار الطبقة العاملة، والتناقض لا يكون بين افراد هذه الطبقة بل بين احزابها وقواها السياسية وبين احزاب وقوى الطبقة العاملة .
لكن يجب ان نشير الى الاختلاف الكبير بين ايدلوجية الطبقة العاملة وبين ايدلوجية طبقة البرجوازين الصغار. الماركسية هي النظرية والايدوجيا للطبقة العاملة والتي تسعى الى الغاء الملكية الخاصة لوسائل الانتاج بينما ايدلوجية الطبقة البرجوازية تقف بالضد من هذا الالغاء. ان الاختلاف بين الموقفين يجد له تعليلا في خوف شريحة المنتجين البرجوازين الصغار من فقدان مواقعها وتضرر مصالحها عند حدوث التغيرات الاجتماعية. كذلك فان هذه الشريحة تدفعها رغبة جامحة للانظمام الى طبقة الرأسماليين الكبار، ان ذلك يؤثر على اخلاقياتها ويمنحها سلوكا اخلاقيا واجتماعيا منافقا مزيفا غير اصيل، لذلك يكون المنتج الصغير عرضة للاستهزاء والتهكم الاجتماعي.
قد لا يتردد البرجوازيون الصغار عن اتباع الوسائل غير المشروعة للاثراء السريع، مثل التهرب من دفع الضرائب وتشغيل العمال بالاسود، اي دون تحمل تكاليف الضمان الاجتماعي والصحي والضريبي، لذلك، ولاسباب اخرى، تتبع الحكومات سياسة صارمة تجاه نشاطات المنتجين الصغار تكون دائما محل شكواهم وتذمرهم.
ينبغي ان نشير ايضا الى ان تذبذب احزاب البرجوازية الصغيرة لا ينعكس سلبا على علاقاتها مع احزاب الطبقة العاملة، بل ايضا ينعكس سلبا على علاقاتها مع افراد طبقتها، فغالبا ما تقف شريحة المنتجين الصغار مع كبار الرأسمالين ورؤساء الشركات الاحتكارية بالضد من مصالح طبقتها وتقف بعض الاحيان بوجه اي تغيير يهدف الى الحد من الاستغلال ومن الجشع الرأسمالي الذي لا يمكن اشباعه.
ان الوعي الايدلوجي الطبقي، بروليتاري او برجوازي، هو عملية تثقيف قصدية تتولاه الاحزاب الشيوعية او البرجوازية بهدف خلق قناعات طبقية ذاتية، فهو ليس انعكاس بسيط للوجود الاجتماعي انما عملية ارادوية.
ماركس يعطى اهمية كبيرة لهذا للوعي الذاتي الطبقي والذي لا يمكن تصوره بدون وجود ايدلوجيا طبقية.
ومثل ما يخلط الرفيق فؤاد النمري بين البرجوزاية الصغيرة والبرجوازية الوضيعة، يخلط البعض ايضا بينها وبين الطبقة الوسطى التي هي شريحة من شرائح البرجوازية الصغيرة وليس الطبقة برمتها.
الملاحظ ان مصطلح البرجوازية الوسطى اخذ يتكرر في الاعلام وفي الادبيات السياسية كاسم بديل عن البرجوازية الصغيرة مع ان هذه التسمية، اي تسمية الطبقة الوسطى، هي تسمية مضللة وخادعة، فعندما يتحدث الساسة الامريكان مثلا عن الطبقة الوسطى فهم يتحدثون عن اولئك الذين تكون دخولهم السنوية بين 100 - 250 الف دولار سنويا.
لكل مرحلة تاريخية ولكل بلد لغته الاقتصادية ومصطلحاته الايدلوجية التي قد لا تصلح لوصف مرحلة تاريخية اخرى وتتباين بين بلد واخر. فالوعود الانتخابية والتي يركز فيها الساسة الامريكان على مصالح الطبقة الوسطى قد يعتقدها البعض غير الفطن، بان المقصود بها هي جماهير البرجوازية الصغيرة التي قد لا يتعدى دخلها السنوي 25 الف دولار سنويا.
الطبقة الوسطى هي ناتج للاستقطاب الحاصل في داخل البرجوازية الصغيرة نفسها، ففي حين تقفل الكثير من المشاريع البرجوازية الصغيرة ابوابها وتعلن افلاسها، يصعد بعضها الاخر لينتظم في جوقة الرأسماليين، لكنه يبقى غير آمن تهدده وترعبه شراسة رأس المال الاحتكاري الكبير بوضع نهاية غير مشرفة لاحلامه ولمشاريعه على السواء، وكحركة دفاعية يلجأ صغار الرأسماليون الى الى ما يعرف بـ بالاندماج
Merger
وهو نشوء شركة واحدة من بين شركتين او اكثر لمواجهة خطر الافلاس وكذلك التقليل من حدة منافسة الشركات الرأسمالية العملاقة لها، بينما البعض الاخر وخاصة البنكيون واصحاب العقارات يتجهون الى تاسيس الاتحادات المالية والمؤسسات الاقتصادية من عدة شركات او ما يسمى بـ
Trust
خوفا من ان تنفرد بهم الشركات والبنوك العملاقة وتسحقهم باقدامها الهائلة. ان هؤلاء يشكلون نواة الطبقة البرجوازية الوسطى.
لم تعد الطبقة البرجوازية الوسطى تلك الطبقة الوسط بين البرجوازية الكبيرة وطبقة البروليتاريا كما اشار لها ماركس، اذ تقطعت حبال الوصل الطبقية وصلات الرحم مع الطبقة الام التي نمت في رحمها ، واختلفت اكان بالموقع من عملية الانتاج او بمقدار الدخل الذي قد يصل الى ملايين الدولارات سنويا. الطبقة
الوسطى احتلت الموقع الوسط بين البرجوازية الكبيرة وبين البرجوازية الصغيرة مع ان ملامحها الطبقية اصبحت اكثر شبها بالبرجوازية الكبيرة.









#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اخطاء الرفيق فؤاد النمري: البرجوازية الوضيعة! 1-2
- الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق
- تهميش المذهب السني في العراق.
- الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي
- هل من مأخذ على المالكي ان تشبث بكرسي السلطة؟
- دولة بدين خامل
- ضرورة اعادة النظر بقانون الارهاب ككل وليس المادة 4 منه فقط
- هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟
- حكومة مهتوكة العرض!!
- الطائفية ومظاهرات اهل السنة
- من اجل حفنة من الشرطة
- القانون وحماية العيساوي
- مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها
- ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...
- الدولة العربية وفدرالية كوردستان
- قصيدة كلنا ثورة تونس وعورة قطر
- الرمز الحسيني وتناقضات الفكر الديني الشيعي
- اللغة والنعاج العرب والاخوان المسلمون.
- عراق الحكومة وعراق الشعب


المزيد.....




- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 552
- النظام يواصل خنق التضامن مع فلسطين.. ندين اعتقال الناشطات وا ...
- الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا ...
- بيان مركز حقوق الأنسان في أمريكا الشمالية بشأن تدهور حقوق ال ...
- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالوم ابو رغيف - من اخطاء الرفيق النمري: عدم التفريق بين الطبقة وبين ايدلوجيتها 2-2