أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد السيد - هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟














المزيد.....

هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 6 - 00:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يمكن ان يكون الاختلاف أفيون الإنسانية؟
من يطالع تاريخ البشرية سيجد ان الامم ضحت وناضلت من اجل ان تكتشف الحقيقة, الحقيقة التي يراها كل انسان من جانبه ويتصور انها الخلود الابدي, والامر الناصع الذي لا يدركه الاخرون لانهم ناقصو بصر وبصيره, فان اجتمعت القوه مع هذا الاعتقاد فان البوصلة ستشير الى انعدام الاخر باي وسيلة وباي طريقه, والحقيقة ترسخ بداخل كل انسان الا ان يكتشف غيرها وهكذا, وقد تكون هذه الحقيقة لا تتفق و الحقائق الاخرى لذلك سينشأ الاختلاف وسيطغى عامل الفكر والاخر وسينشأ صراع بين العقائد وستزيح العقيدة الاقوى اي عقيدة اخرى وهذا الصراع بحد ذاته اختلاف, وبهذه الكيفية ينعدم القبول والاتفاق,
لنأخذ مثلا محاكم التفتيش التي كانت بأوروبا والتي اسستها الكنيسة الكاثوليكية من الأساقفة, كانت مهمتها القضاء على الهراطقة من الذين يختلفون فكرا وعقيدة مع المبادئ التي تنادي بها الكنيسة; ويحدثنا التاريخ عن عصور سيطرت به تلك المحاكم وشرعت تحكم نيابة عن الرب وتقصي الافكار الاخرى بين الشعب, ومن اشهر قضايا تلك المحاكم, المحكمه التي نظرت بقضية ذلك الايطالي الذي يدعى (جوردانو برينو) هذا الرجل الذي ايد نظرية كوبرنيكوس القائلة بدوران الارض حول الشمس; ولسبب مناداته بالأفكار الفلسفية والفكرية الجديدة المرفوضة من عقول اهل زمانه سيق الى منصة الاعدام, وهنا قال كلمته الرائعة لكهنة المحكمة :" لعلكم ايها القضاة وانتم تنطقون بهذا الحكم تحسون من الفزع والرعب اكثر مما احس انا عند سماعي له" وفعلا احُرق الرجل وانطوت صفحته وانتهى كل شيء, الا ان الزمان قال برغم صمت المكان بعد 300 سنه اكتُشف صدق هذا الرجل فأقيم له تمثال بنفس المكان الذي احرق فيه, ما النتيجة؟ الاكتشاف بعد 300 سنه ليس بالأمر الهين. وليس كلمة نقولها وحسب, فالاختلاف الذي اودى بحياة مناضل الحقيقه (برينو) وحياة الملايين من امثال برينو استطاع ان يغير شكل التاريخ ويفرض بقاء الاقرب للحقيقه ويسجل فكرة جديدة سواء قبلت او ردت.
لهذا فان التقبل لم يكن بالأمر السهل والامر الذي يدخل بقدرة المستطاع عند من يمس التغيير حظوتهم ومراكزهم ومنافعهم - خصوصا وكما قلنا عندما تدعمه السلطه و القوه- ولهذا نجد ان العصور القديمة عجت بقضايا الهرطقة والزندقة والسفسطة وانتجت لنا ارثا فكريا يشوبه الحذر والقلق والخوف والقناعة بما يرضي الجماعة ولذا قسمت افكار شعوب الارض بجغرافيا الاقوى, وبات على من يختلف ان يتنازل عن كل ما يملك في دائرة المكان الذي ينتشر فيه فكر الاضداد, ولنا مثال في دعوى النبي العربي محمد ابن عبد الله (ص); فحينما جاء امر ربه وحلت عقيدة الله بارض مكة قام بدعوته سرا في بداية الامر, ثم اعلن عنها بشكل صريح, فعجت ضواحي مكة بأنباء الدين الجديد ونال الرسول وأصحابه اشد انواع النبذ والتضييق والمساومة حتى اكتملت قناعة قريش بقتلهم والتخلص من محمد ومن يتبعه, وهنا نجد ان النبي لجأ للبحث عن مكان بديل لدعوى التوحيد فارسل وفدا الى الحبشة ومن ثم اختار يثرب بعد ان قبل الاوس والخزرج دينه الجديد فهاجر من ارض مكة اخيرا, ولحقه من آمن به واختار ان ينطلق بدولة الرب من ذلك المكان فتنازل محمد عن مكة التي فيها بيت الله ومهبط وحيه وروح ابراهيم الخليل ع, وباتساع تقبل الاسلام اتسعت رقعته الجغرافية واتسع ذلك الفكر المنبوذ في مكة الى ان حل بمكة وجعلها عاصمته الروحية وقبلته الباديه.
العالم اليوم يعيش هذا الاختلاف بجزئيات القرون القديمة مضافا اليها سيطرة التكنولوجية الحديثة والاسلحة النووية والكيماوية وخشيتي على هذا العالم ان يتجه لبوصلة حلحلة الاختلاف بطريقة محكمة التفتيش او بطريقة اكابر قريش,
ان الطابع الديني الأيديولوجي الذي يطغى على رسم خرائط العالم يشير الى التحذير من وقوع اخطار محتمله وقنابل موقوته بإمكانها الانفجار بأية لحظة, عوامل الانشقاق الديني الثيوقراطي لم تعد رايا ومعتقدا يمكن تقبله من الاخر انما اصبحت اساسا تقوم عليه العلاقات الدولية وتؤسس تحالفات جانبيه واصبحت لها جمهورها الذي زجته بعالم السياسه والتظاهر المدني.
من البديهي والمعقول جدا ان يختلف بنو البشر وفق مزاجات وخيارات وقناعات متعدده, ومن الطبيعي ان تجد الابيض والاسود وتجد الطويل والقصير والغث والسمين والصالح والطالح والضار والنافع وغيرها من الاضداد التي يطول عرضها, والحق لا يعرف الا بالباطل والنور والظلام والصحة لا تعرف الا بالعلل وهكذا,
ان الأضداد تدلنا على حقائق الامور وبالاختلاف يحرك قاع الامور فتطفو بعض الحقيقة ان لم تطفو كلها, وهذا يقودنا لان نستنتج ان الاختلاف في ذاته ما هو الا حالة اكتشاف وحالة تمييز بين الماهيات وهذا بحد ذاته لا يشكل قلقا او خطأ يفرض اجتثاثه, لهذا كان لابد من التقبل فلولا الاختلاف لاندثرت الحقائق!,
لذلك بات علينا ان ندرك ان الاختلاف مزاج انساني خاص وان يكون هناك استعداد مسبق لتقبل الاخر بغض النظر عن محور الاختلاف, مشتركاتنا اكبر من خلافاتنا, والآخر اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق كما يقول حكيم الزمان علي ابن ابي طالب (ع).
كريم السيد



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!
- الاستقرار السياسي
- دخيل بختج يمريكا!
- هنا حزب الله ياطارق الحميد!
- الكذب على الاجيال متى سنتهي؟
- بين مصر والعراق تظاهر وصمت
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية 2
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية
- حرامي لاتصير نزاهة لا تخاف
- خطوه نحو الحضارة
- النظافة من الانسان
- العراق بحاجة لصناعة الانسان
- البيت الابيض والشعر الابيض
- الرشول والقبول الاجتماعي
- الوظيفه الحكومية وانحراف الاهداف
- مالذي تمثلة شخصية الزعيم
- السياسيون والفقراء وماذا بعد


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم محمد السيد - هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟