أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارسة الكتابية؟؟














المزيد.....

هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارسة الكتابية؟؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 21:03
المحور: الادب والفن
    



لقد أوحى إلي بكتابة هذه المقالة تعليق الأستاذ با محمد على أحد المواقع الالكترونية في:3-2-2013 :الساعة 22:40 والذي قال فيه:"مسرورون بعودتك الى مثل هذه المقالات نرجو ان تكون قد تجاوزت آلم فراق والدتنا الحاجةرقية تغمدها الله برحمته واسكنها فسيح جنانه يارب آمين فمزيدا من المقالات لفضح الفساد".
كثيراً ما يمر الإنسان في حياته ببعض المحطات من دون إرادته أو اختياره، وتتملكه لحظات الحزن، وتأخذ حيزا كبيراً من حياته، وتأسر قلبه، فيضطر للتعبير عما يعتمل بداخله من صراعات الآلام والأحزان، بما تجود به قريحته من إبداعات وكتابات وخربشات، تخلق الجمال من القبح،...ليكون سلوة نفسه في لحظات الحزن المؤلم.. حتى قيل أنه لا شيء كالحزن يخلق الإبداع، وأنه عندما تستولي مشاعر الحزن على الإنسان، وتضيق الآفاق أمامه، وتخلو حياته من الألوان البهية، وتنتحر حوله كل الأشياء الجميلة، ويحاصر بالقبح والسواد من كل الاتجاهات، ولا يقوى على إجبار نفسه حتى على مجرد الابتسامة الصفراء، ساعتها تنشط شياطين الشعر، وتتحرك ريشة الرسم، وتتواثب أقلام الكتاب، ويصدح يراع الرواة، وتنبثق من داخلهم بذرة الإبداع على شكل قصيدة أو رقصة أو خاطره أو لوحة.... وقد زعموا كذلك أنه حتى إذا كان المرء غير موهوب، ولا يمتلك مؤهلات الفن أو الإبداع، فإن مشاعر الحزن تخلقها بداخله، وتخرج الدفين من المواهب، وتفجر الطاقات الإبداعية التي ما كان يدركها في ذاته، فتنمو وتتبلور وتكبر مع الأيام، تشحدها حدة مكابدة الأحزان والآلام، ليس بوصفها الحسي المرتبط بالجسد, أو بالقيم الأخلاقية المتصلة بالخطاب الاجتماعي، لكن بوصفها الإنساني الناتج عن التأمل العميق في الحياة, والتفكير فيها بكل شجاعة وإصرار على البحث عن الإجابات النسبيّة للأسئلة المتعلقة بالكون وبالعالم الأبعد عن عقل الإنسان، وما يعتريه من حالات الألم والضعف الإنساني الطبيعي جراء قصوره على فهم ظواهرها غير المفهومة، والتي استطاع الإنسان ، عبر الزمان، رغم غموض الأمر والتباسه، أن يتخطاه ويتجاوزه، ويحوله إلى طاقة إبداعية قوية أدارت على مر العصور عجلة الإبداع التي صنعت ذلك الأدب الإنساني العظيم، بدأً من الإلياذة والأوديسة في التراث الإغريقي, إلى البهامهاراتا والرامايانا في التراث الهندي, والكوميديا الإلهية في التراث المسيحي، إلى ألف ليلة وليلة، وشعر ديك الجن، وجلال الدين الرومي في التراث الإسلامي, وبودلير ورامبو ولتريامون في الأدب الفرنسي, وريلكه في الأدب الألماني، وطاغور في الأدب البنغالي, وغيرها كثير من باقي أنواع الإبداعات الإنسانية الرائعة، التي لها قصص وحكايات مع الحزن والألم بتنوع مشاربه واختلاف سماته وخصائصه البشرية، التي يبقى من لا يستطيع تخطيها وتجاوزها, أسيرا لها على مستوى التجربة النصية والحياتية، وقد تجرفه إلى مهاو الظلمات الممتدة التي لا تقاس أعماقها السحيقة، والتي قد تنتهي به إلى الانتحار المادي أو المعنوي..
وأعتقد، جازما، ان الألم والحزن ووجع الروح هو شعور إنساني فطريّ عام، وحالة وجودية تعكس جدلية الموت والحياة، وهو صديق الناس بأجمعهم، لا يختلف فيه بشرٌ عن بشر ولا حضارة عن حضارة ولا أمة عن أمة، يظهر في العيون والقلوب والقصائد والأغاني وآلات الموسيقى وحتَّى في عناصر الطبيعة، ولكن علاقته مع المبدعين، كانت أكثر حميمة، ولازالت مع الذين يجيدون كيف يقطِّرون الآلام والأحزان في مصافيهم عذبا زلالا، ليسقوا به منافذ الروح ويطرقوا به أكثر الأبواب الموصدة والحالات الإنسانية الملتبسة بين الوعي واللاوعي التي تنتزع من البشر ذواتهم وتثبت أرواحهم في أكثر الزوايا انحصارا بين حالات فوضى الحزن والألم، العنصران اللذان هزما نفسي وحواسي–على عكس ما حصل مع غيري- فرفض الأولى الاستفاقة من حالة الخدر الذي عاشته مع آلام موت أمي، وفقدت الثانية معه القدرة على إشتهاء كل جماليات الإبداع الإنسانية، ولم تعد تستطيع السيطرة على أبسط الأدوات الفنية الضرورية لأية عملية استقراء لذاك الحزن المر، وتلك المعاناة البغيضة، والسمو بها إلى مستوى الإبداع الفني- الذي يبحث عنه كل مبدع فنّان- ليستخرج الراحة من الألم، والجمال من الحزن، ليغسل بها أوجاعه، ويسكن الآمه، تماما كما فعل الشاعر "الجاهلي" مع الإحساس بقسوة فضاء الصحراء الشاسع المثخنة بآلام الوحدة والموت والفناء الذي رافقه في مسيرته الحياتية, فحوله إلى مغذ يعطيه القدرة التغلب على القسوة بكتابة الألم نفسه إبداعا رفيعا خالدا على مر العصور
ودون تفسير أو فهم، بدأت فكرة ذاك المجهول المرعب الذي لست أفهمه، والذي لم أجد مجهولاً مرعباً يخشاه الجميع حتى الطاعنين في السن والذي كان يشدني للتفكير فيه، ويأخذ مني الكثير من الوقت، يستغرق ساعات مرتبكة، كنت أقف خلالها شاردا، أقرأ، لاشعوريا، سورة الفاتحة، وأهبها لروح أمي علها تخفف عنها وشيئاً غامضاً لا أعرفه..
بائس هو ذاك الموت الذي يخشى الجميع أن يحول بينهم وبين كل من يحبون من الأشخاص الطيبين..، بل لعلنا نحن البائسون حين غيبتنا فوضى الحياة عن التمتع بمن نحب يوم كانوا مقربين منا، وقبل أن يصلوا لنهاية المطاف، ويغيبهم الموت عنا إلى وحياتهم البرزخية
[email protected] حميد طولست



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأدونيات غريبة لا يعرفها عنها الكثيرون شيئا، لكنها تدر أموال ...
- لماذا يسرق التراب الأمهات؟؟
- موقف غريب جدااا بمطار القاهرة
- ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟
- قوامة نواب!!!
- قومةنواب الأمة!؟
- الكلاب لا تغتصب بعضها، مثل ما يفعل الإنسان
- الزعامة أو الرئاسة؟
- حكومة تقسيم وتشتيت بامتياز!؟
- القاهرة مدينة مجنونة 2
- حق المدينة وبرج شباط!!!؟
- القاهرة مدينة مجنونة
- كل نكتة وانتم بخير!
- العيد في عاصمة -أم الدنيا- القاهرة.
- تدهور الارصفة
- أزمة صحافة أو أزمة سياسة؟
- الثورات لا يطلقها المنظّرون، والمفكرون، وإنما البسطاء والفلا ...
- قضية حزب الاستقلال، بين منطق العقل ومنطق العاطفة والاندفاعية ...
- أغرب مأدونيات وزارة التجهيز والنقل تصاريح -20D -!
- ذكرياتي المرة مع المستشفيات العامة والخاصة.


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارسة الكتابية؟؟