أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - فساد اخلاقي وفساد سياسي














المزيد.....

فساد اخلاقي وفساد سياسي


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 20:57
المحور: حقوق الانسان
    


ما فائدة ان نتعاون مع الاخرين في تأليف كتب ومجلدات عن الطب والهندسة والذرة والتكنولوجيا وغيرها من العلوم العلمية الاخرى، ونتحدث عن الادب والاخلاق والفضائل والقيم وكيف ننشرها بين افراد المجتمع ؟ وننتقد ابشع الممارسات البشعة الرافضة لكل معايير العقل والمنطق, ولأتوجد هنالك سلامة لعفة الضمير للمرء مع ذاته ومع الاخرين من حوله فهو ذئب بهيئة بشر لكن المظهرهو من يستر عليه وقد يستر عليه مرة ومرة لكنه لا يستطيع الصمود لمرات عدة فلابد ان ينكشف النقاب ويرفع الستارعن الفاسد وقول الامام علي (ع) إذا كان الراعي ذئبا ، فالشاة من يحفظها ؟
فالفساد الاخلاقي هو الاب الذي ينجب انواع الفساد لان المنظومة القيمية والخلقية للمجتمع وللعائلة وللأسرة عندما تهتز وتتعرض للخدش من خلال التلاقح بأفكار وثقافات وسلوكيات غير حميدة تغرس في نفس الطفل منذ صغره وتحول له التعاطي والعمل بخيانة المبادئ والمثل العليا بانها وسيلة مشروعة للوصول للمبتغى المراد منه ولعل النظرية الميكافيلية الغاية تبرر الوسيلة اصبحت ثقافة مجتمعية لكثيرمن الناس دون النظرالى حقارة فعل الفساد المشين وما يسببه من اثار سلبية اولهما فقدان المواطن الثقة بالدولة عن طريق التشكيك بفعالية القوانين وقيم الامانة والنزاهة التي تسير عليها الدولة , يبدأ مثل هذا الفساد عادة عندما يُقدم الشخص على ارتكاب كل ما يُخالف الفضائل والمبادئ الدينية، والتقاليد والأخلاقيات وحتى القوانين، مُعلّلاً جميع تصرفاته بعبارة "من الذي يهتم؟ المجتمع بكامله فاسد من حولي .
للفساد أوجهه المتعددة؛ فهناك الفساد السياسيّ الذي قد يتفشّى في الأجهزة الحكومية،وهناك الفساد الإداري الذي قد يتفشّى في المؤسسات والإدارات العامة، لكن مما لاشكّ فيه، أن أسوأ أشكال الفساد هو الفساد الأخلاقي , قد يكون بالإمكان إصلاح الفساد الذي تفشّى في الأجهزة الحكومية؛ بأن يتم إجراء التعديلات في الأنظمة والدساتير, وقد يكون بالإمكان إصلاح الفساد في الإدارات العامة؛ بإجراء التغيرات، وبمساءلة وبمعاقبة وبإبعاد عناصر الفساد, لكن ليس من السهل جدًّا إصلاح الفساد الأخلاقي, رغم أنه الفساد الأخطر الذي من شأنه أن يُقوّض المجتمعات، وهو الفساد الذي يُصيب النفوس والذي يتغلغل فيها أشبه بمرض عُضال قد يصعب على أمهر الأطباء معالجته والقضاء عليه،
ان الفساد السياسي ينتج مباشرة عندما يتحول النظام الاستبدادي والقمعي الى نظام ديمقراطي تكون هنالك فجوة تكمن بضعف هيبة الدولة وعدم قدرتها على بسط ارادتها وقوتها مؤسساتها والعاملين فيها فالفوضى التي تعم الوطن تضعه في خانة وخندق ضيق مابين مطرقة بناء الدولة ,وسندان الخراب الذي يخلفه النظام الدكتاتوري فعندما ينهار تنها معه كل اركان الدولة لانه يختزل وجودها به , وهنالك الفساد الاداري الناتج لسبب هيكلي لوجود هياكل قديمة للاجهزة الادارية من لوائح وتعليمات لم تتغير على الرغم من التطور الكبير والتغير في طموحات الافراد وهذا له اثره في دفع العاملين الى اتخاذ مسالك وطرق تعمل تحت ستار الفساد بغية تجاوز محدوديات الهياكل القديمة وما ينشأ عنها .
ان المعالجة لهذه الظاهرة تبداْ من خلال التصالح مع الذات ومصارحة الضمير بالمسائل التي ارتكبت من قبل المرء لان الله لايغير انفس الناس حتى يغيروا من سلوكياتهم وانفسهم ، ثم يأخذ المنبر الديني دوره الصحيح والمؤثرفي المعالجة وتذكير افراد المجتمع بآثام ضرر الفساد لان جميع الاديان السماوية والحضارات كان لها موقفاً واضحاً وصريحاً لمرتكبيه كما وانها نبذة الفاعل به وحقرة من قيمته الانسانية، وتفعيل دور النصوص القانونية فالجميع متساوون امام القانون لكل من تثبت ادانته وتورطه في حالات الفساد (الرشوة ،الابتزاز،الاساءة في استخدام السلطة ،ومخالفة لا ان تدخل الصفقات والمزايدات في محاسبة المقصرين ويعفى شخص على حساب شخص اخر،كما وان منظمات المجتمع المدني والاعلام مطالب بنشر قيم النزاهة والارتقاء بالجانب الوقائي للمواطن والتعريف برموز الفساد وتعريتهم بهدف حصرهم وفرزهم عن المجتمع,فضلاً عن توفير العدالة الاجتماعية بين كافة طبقات المجتمع وزيادة دخل الفرد بما يتناسب مع القوة الشرائية فقلتها وعدم كفايتها في سد المعيشة يدفع المرء لأن يلجا لوسائل عديدة للحصول على المال الكافي لسد كافة احتياجاته، وقول أبو ذر الغفاري رضوان الله عليه "إذا دخل الفقر قرية قال له الكفر: خذني معك".
ان وزارة التربية ومؤسساتها التربوية والتعليمية تقع عليها مهمة وطنية كبيرة في تغذية الاطفال بحب الوطن وروح الانتماء اليه ونبذ الثقافة الفوقية الضيقة واحترام الاخر ومن اي مكون دون المساس بأرثه الثقافي ومعتقداته وعاداته مع التأكيد على شرح دور النزاهة وعلى وجه الخصوص نزاهة الضمير والعقل والابتعاد عن الطرح المظلم والمضي بمشروع الاصلاح الاخلاقي للوصول لمجتمع فاضل ونقي .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟
- سلطة المثقف وسطوة المستبد
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد
- الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين
- المواطن ... وعقدة الفساد
- المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة
- المفتش العام بين مفهوم رجل البوليس ...ورؤية لتحقيق النزاهة و ...
- من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة
- ارادة الشعوب اقوى من جبروت فراعنة العصر
- الصحافة الاستقصائية وهيئة النزاهة واثرهما في مكافحة الفساد
- اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير
- الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق
- العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
- الدكتاتور وطموح الرعية
- الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
- ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - فساد اخلاقي وفساد سياسي