أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاسد والعراعير والاخونجية















المزيد.....

الاسد والعراعير والاخونجية


عمر سعد الشيباني

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مثل هذه الايام حدثت المجزرة الاولى في مدينة حماة ( مدينة ابو الفداء). حدثت على يد الارهابي الاكبر حافظ الاسد واخيه وكل من كان مسؤولا في حزب البعث. ومنذ أن قام حزب البعث بانقلابه ، لم تر سوريا الخير. تبعوها "الرفاق" بمجزرة حماة في عام 1964 ثم اوصلوا أسرة الاسد إلى الحكم وفروا خارج سوريا منتظرين يوم موتهم يلاحقهم رفيق العمر حافظ الاسد. كان الشعب السوري قد حيد عن السياسة كلياً. لأنه بوجود حزب البعث قائد للمجتمع والدولة، لم يعد هناك لزوم للتدخل في شؤون البلد وادارتها. عملت بعض القيادات عن حسن نية مثل أكرم الحوراني رحمه الله. غير عارفين أنهم يلعبون بالنار عندما سلموا قيادة الجيش إلى انصارهم.
في تلك الفترة كان العمل على وضع شرخ في المجتمع السوري تحت مسميات اقطاع وبرجوازية ورجعية. وخرج في تلك الفترة حزب وحيد اوحد من الفرقة الناجية حزب البعث والجميع غدى مصنفا في المجتمع اما رجعي لأنه متدين واما برجوازي .حتى اتت محنة قصف حماة في 1964. في تلك الفترة بدأت الحياة السياسية السورية تتفسخ. وأول بوادر تفسخها كانت الانقسامات والانشطارات الحزبية. بدأت بحزب قائد الدولة والمجتمع، فانقسم إلى فصائل واخذ رفاق الامس يخونون بعضهم بسبب الصراع على السلطة. فهذا جناح اليمين المتعفن وذاك جناح اليسار المغامر ....و ... . السبب في هذا التفسخ هو منع السياسة والديمقراطية كليا. وأول محصول هذا المنع والحقد الحزبي بدأ يأكل الحزب ذاته. كان الهدف في الاساس السلطة. ثم بدأ صراع مريع بين فصائل حزب البعث انتهت ليد القائد الى الابد (حافظ الاسد). وبدأ الرجل ينظف يديه من حزب البعث بطريقة طائفية، بادئا بالقول أن منُظر حزب البعث الحقيقي هو زكي الارسوزي وليس ميشل عفلق أو البيطار. اصبحت القيادات خارج سوريا تعيش حياة المحنة والغربة وتأكل ايديها ندم على مافعلت في تمسيك الجيش لمجموعة حافظ الاسد.
وقضى رفاق الامس في الغربة مابين اغتيال وبين طريد حتى الموت ولم يكتشف أي منهم أن المشكلة في البعث كتنظيم وليس بالقيادات. وبدأت انشقاقات الاحزاب الاخرى تتوالى نتيجة التفسخ السياسي، أولها الحزب الشيوعي ثم نضج الخلاف حتى وصل إلى انشقاق رياض الترك ثم تتالت الانشقاقات عن بكداش وتحول الحزب إلى فصائل (الفيصل، الترك،ونمر، وقدري، وعمل شيوعي). وهنا اريد أن انوه على ظاهرة ملفتة للنظر. وهي تكتلات حزبية بمظلة طائفية. وبالطبع للقاعدة استثناء. فكان خالد بكداش يمثل الشيوعيين الاكراد والترك يمثل الشيوعيين السنة وحزب العمل (عبدالعزيز الخير) يمثل العلويين. حتى ظهر كل هذا التفسخ جليا في الاسرة الواحدة. ففي اسرة الاستاذ عصام العطار التابع للأخوان له أخت بعثية. واخ مروان حديد كان بعثيا وقيس على ذلك في الاسرة السورية.
وعندما قام مروان حديد (رحمه الله) في حماة في الستينات في الكفاح المسلح ردا على اغتيال الحياة السياسية في سوريا، لم توافق قيادة الاخوان. وجرى ماجرى له في السجن. ومن أجل الانصاف والتاريخ كانت جماعة الاخوان في سوريا الاكثر اعتدالا والاكثر ديمقراطية من شقيقاتها في الاقطار العربية. فكان الاخوان يتنافسوون على مقاعد البرلمان مع البعثيين والشيوعيين والقوميين الاخرين في الخمسينات. وهنا أتذكر أني قد قرأت في كتاب الجزء الأول لمصطفى طلاس (مرآة حياتي) حادثة في قمة الاهمية يشرح فيها بأن الاخوان في حمص اعدوا لائحة في المدرسة واخذوا يجولون على الطلبة بها كي يمضوا العريضة لتقديمها إلى مدير التربية في حمص. فهجم طلاس على الوثيقة ومزقها. وكان يتفاخر في كتابة بهذه الفعلة. هذه الفعلة بالذات تظهر الفرق بين ذهنية البعثي الكاره للاساليب الديمقراطية والاخوانجي الذي كان يمارس حقه الطبيعي في الوطن.
وعندما انقلب القائد المغوار على رفاقه في السبعينات وانقلب على شعارات البعث، تحيّد الشعب السوري اكثر عن السياسة. حتى ظهر مايسمى ب (حزب مادخلني) نتيجة لمنع السياسة والتعاطي بها. ويذكر أحدهم أنه كان هناك رجل في الخمسين من عمره يجلس في مقهى دمشقي معروف قرب القصر العدلي. كل ماسأله احد عن رأيه في امر ما بالحياة السياسية قال غاضبا ( مادخلني) واحيانا يردفها ب ( فخار يطبش بعضوا). وربما اصبحت الغالبية بهذه الذهنية وهذا ماجعل الاسد يسرح ويمرح في تنظيم الجيش والأمن على مقاسه.
ومن تصنيف الشعب السوري إلى رجعي وبرجوزاي، أتت الثمانينات كمفصل في الحياة السياسية والاجتماعية في سوريا. نتيجة للعنف السياسي في البلد، جرت تمردات شعبية لكن ذات حجم صغير وغير منظمة. ظهر اولها في حمص عام 1972 في عيد المولد النبوي، حيث خرجت مظاهرات منددة بسياسة الاسد واستئثاره بالسلطة. فهجم الرجل بدباباته وقصف حي باب الدريب وباب تدمر وباب السباع. في تلك الفترة كانت بابا عمرو ماتزال خليط بين الضيعة والحي خارج المدينة.
وبعد كل هذا الحراك السياسي المقموع، ظهرت جدالات ادت الى انشقاقات في صفوف الاخوان، ففصيل رأى أن مااخذ للسلطة بالقوة يجب أن يسترد بالقوة والكفاح المسلح وفصيل اخر كان مازال يؤمن بالطرق السلمية والديمقراطية. وظهرت الطليعة المقاتلة حيث اختارت الاغتيلات السياسية ، ظننا منها بأن ذلك سيخيف النظام ويشجع على ثورة شعبية تنهي نظام الاسد. لكن حسابات القرايا ليست مثل حسابات السرايا. ثم فتقت الحسابات جميعا.واستغل حافظ الاسد الاغتيالات لكي يأدب الشعب السوري. فأنزل دباباته وسراياه الدفاع على مدينة حمص في صبيحة عطلة الثامن من آذار يخرجون الناس من بيوتها ويضربوهم امام الاهل أو يضربون الأهل امام الاولاد. اهانة للمجتع، حتى لايستطيع رفع رأسه فيما بعد. وتتوجت بالخطأ الفادح الذي ارتكبته الطليعة المقاتلة بأنها حصرت نفسها في مدينة واحدة وهي حماة. فخرجت الطائرات كما هي الان تقصف الاحياء في حماة لمدة ثلاث ايام ثم تبعها دخول جيش الاسد وبدأت المجازر المريعة ترتكب على يد رجل الصمود والتصدي . ومدينة حماة هذه كانت منذ تولى البعث مخرز في عيونهم. ومنذ تلك الفترة اصبح مصطلح اخوانجي في سوريا يعني تهمة الخيانة العظمى تستحق الموت. وهذا اللقب اصبح على كل من يعترض على فساد او يطالب بحقوق. وجملة ( ولك انت اخونجي) كانت تخرس وتصمت كل من يريد أن يكون انسانا. واستمر العنف القتل والصمت الى أن مات الاسد. لكنه كان قد اوصى حبايبه المقربين أن يحتفظوا بحقه بالسلطة بتوريث ابنه دكتور العيون. ففعلوا ذلك دون تأخير، رغم أن الدستور الذي وضعه الاب في 1972 اعترض على تولى القاصر، لكن بالقوة اجبروا الدستور على الانصياع.
ودخلت سوريا مرحلة الانفتاح الاقتصادي. أو اقتصاد السوق، وظن البعض أنه انفتاح اقتصادي وسياسي حقيقي، فسارع البعض إلى فتح منتديات واجتماعات لأكثر من ىشخص (حيث كان ذلك ممنوع على دور الأب) وحاول أخرون ركوب الموجة الاقتصادية ظننا منهم انها للجميع، ومنهم اخونا الغالي رياض سيف. لكنه لم يمضي زمن طويل حتى اكتشف الجميع أن السياسة مازالت ممنوعة وانفتاح السوق كان خاصا بالعائلة الحاكمة والاقارب مثل مخلوف وشاليش. وقعد الشعب السوري ينتظر فرصة اخرى للانتفاضة على خاطف السلطة. فوجدها في بدء الربيع العربي وخرج بالمظاهرات ظننا منه أن ابن حافظ اسد دكتور ومثقف وسيتفهم مطالبهم. لكن كما يقول المثل فرخ البط عوام ، من المظاهرة الاولى بدأ اطلاق الرصاص والقصف.
وكما تحول كل مطالب للحرية في سوريا بالاخونجي في الثمانينات أصبح المطالب بالحرية في القرن الواحد والعشري يتهم بالعرعور. وكل المتظاهرين بالعملاء والعراعير. نسبة الى الشيخ العرعور الذي شاع صيته في المحاورات مع رجال الدين الشيعة على قناة المستقلة.
واختزل محمد احمد عبد الوهاب مطالب السوريين جميعاً بقولته المشهورة: أنا انسان ماني حيوان. وهو شاب من ادلب التحق بالثوار للدفاع عن اهله في ادلب. وهنا ارفع له تحية ولكل اهالي ادلب الصامدين.



#عمر_سعد_الشيباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين خوار الأسد وحيرة معاز الخطيب
- الاسد ونبيل فياض والعلمانية الطائفية
- التصريحات الكرتونية لفاروق الشرع
- فرار ام انشقاق: الاسد وعصابة الزعران
- الأصفر الابراهيمي واستمرار المؤامرة
- يابواسل الجيش الحر احذروا المؤامرة
- قوات حفظ سلام وتقهقر عصابة الاسد
- الدكتور عبد الرزاق عيد والكتابة الملهوجة
- هل ستجن قرداحة
- الثورة السورية: لاتنسوا هؤلاء
- حلب: أم المعارك أم أم الهزائم
- آل الاسد وتاريخ من الخيانات
- الممانعة ومنع حرية الصحافة
- تفاسير في الممانعة والمجابهة والمصامدة
- الطغاة العرب : تشابه وتباين وسيناريو سوري
- انتفاضة حمص الثانية
- فبركات ومؤامرات وإمبرياليه
- من توريث البلاد إلى دعس العباد
- في خطاب الأسد بعد خراب البلد
- تمديد الموت: لجنة مراقبة أم لجنة معاقبة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعد الشيباني - الاسد والعراعير والاخونجية