أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - -لوشيتا- والبسطة!














المزيد.....

-لوشيتا- والبسطة!


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 20:14
المحور: المجتمع المدني
    




كانت الساعة تقترب من الواحدة بعد الظهر، وهي ما زالت "تتمطى" في فراشها، الاطفال ذهبوا الى المدرسة صباحاً وقد تكفلت بهم الخادمة، وزوجها غادر الى شركته كالمعتاد ، وما زال ذهنها شارداً بسهرة الأمس في المطعم الجديد المطل على القدس، همست لنفسها "كانت رائعة" .
أرادت ان تعود الى النوم ، لكن "لوشيتا" ازعجتها وحالت دون ذلك، حاولت جاهدة ابعادها واخراجها من الغرفة، عبر بعض الكلمات التي تكررها على مسمعها، ولا فائدة.. نظرت الى الساعة الذهبية التي وضعتها الى جانب السرير فأدركت إصرار الكلبة المدللة.
نهضت سريعاً ، وارتدت لباس المشي والتنزه الخاص وانطلقت بها الى الجوار، عبثت "لوشيتا" هنا وهناك بين الشجيرات، وقضت حاجتها بعد ان اطلقت لها عنان الشريط الموصول بدولاب صغير.
سمعت صوتاً قريب، لماذا تأخرت اليوم؟ التفت واذ بصديقتها عائدة و "لوشي" من نزهتيهما، تعانقتا وكذلك فعلت "لوشيتا" و "لوشي" .
بادرت الصديقة للقول : انهم يحضرون لإزالة البسطات عن الأرصفة والشوارع قريباً وقد سمعت ذلك من أكثر من صديقة الآن "انا افضل ذلك" لأنها تترك الكثير من الاوساخ وتحول بعض شوارع المدينة لمكب نفايات.
قاطعتها قبل ان تفرغ ما بجعبتها سائلة: وكيف سيتدبر "هؤلاء" امرهم ، لا ، لا بد من دعمهم.
تركت صديقتها على غفلة منها وعادت الى البيت، بدلت ثيابها واعادت تصفيف شعرها وتعطرت وحملت لوشيتا وهبطت الى المرآب، احتارت قليلاً في امر المركبتين الموجودتين امامها، واخيراً استقر رأيتها على الجيب الرمادي ، قالت: انه اكثر اتساعاً!
جالت في وسط المدينة قليلاً، تفحصت اماكن البسطات ، اقتربت من تجمع لها، اطفأت المحرك ونزلت وهي تحمل "مدللتها" ، نظر الجمع اليها باستهجاب واستغراب .. ماذا تفعل مثل هذه هنا؟! وهم لتوهم انهوا لقاء سريعاً لمواجهة سياسة قطع العيش.
لم تطل حيرتهم حين جاء صوتها ناعماً غانجاً ، أليس هذا هو تجمع البسطات المراد ازالته؟ اجاب الجميع بصوت واحد: نعم .. ورائحة العطر تغالبهم وتغالب ما علق بالمكان من روائح أخرى.
نظرت اليهم بعيون شاخصة وقالت: جئت لأعبر عن دعمي لكم ورفضي ازالة مصدر دخلكم.. فهلّا ساعدتموني بايجاد طعام معلب للكلاب هنا؟
جاءها الصوت عالياً خشناً: لا نجد الطعام لأنفسنا حتى نطعم الكلاب!
عبست بوجهه بعد ان ارتجفت "لوشيتا" بين يديها لوقع صوت بائع البسطة، وما هي الا لحظات حتى سمع الجمع صوت كعب حذائها العالي المدبب يبتعد عن المكان!!
ادارت محرك السيارة بعد ان هدأت روع "صغيرتها" وتوجهت الى مجمع "ليفي" التجاري حيث اعتادت ان تكون !!



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عطر الزعتر
- أُرتِجَ الأمر .. فبان القهر !
- لا تَزْهَدَنَّ في معروف!!
- كلب ومواطن وحاوية!
- ثقل ربع قرن في كفي
- ناجي العلي تمرد على أبيس
- أَبَسَ عباس الكفاح المسلح
- جيفارا القدس .. ميلاد
- خبز مسرطن!
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)


المزيد.....




- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - -لوشيتا- والبسطة!