أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - نوح وتايتانك والمطر ...!














المزيد.....

نوح وتايتانك والمطر ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 15:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نوح وتايتانك والمطر ...!


فيضان دجلة بعد أعوام طويلة من الجفاف والشحة والتصحر يعود حلم الآرض لتشرب الماء وتنبت الزرع وتسير الفلك ويعود الطير المهاجر الى مشاتيه الجميلة من بط شنغهاي وسنونو ستوكهولم واوز اوتاوا وحذاف هلسنكي عندما كانت تأتي لتقضي شتاءها في اهوار جنوب العراق ايام كان هناك الطوفان الموسمي في نيسان من كل عام فيبقى الماء منحصرا في منخفضات ظلت ومنذ الازل بيئة للقصب والسمك والطير الحر وفاكهة الخريط وقيمر الجاموس وحقول الرز واحلام المعدان وبريق اساطير التلال الاثرية الغامضة فيما يسمى ( الأيشن ).
غاب المطر ، وصنعت السياسة سدودها ، سد اتاتورك في تركيا وسد الطبقة في سوريا وصارت احلام مقايضة الماء بالنفط حقيقة لم نتخيلها فتصيبكَ ضحكة الجد والهزل والعجب عندما ترى العراق الذي يمتلك النهرين والافرع من زاب وكارون وكلال بدرة والوند يستورد قناني المياه من دول لا انهر فيها بل البحر المالح مثل السعودية والكويت والاردن .
هذه الايام جاء المطر بغير موعده ليفاجيء الجميع وخلق مع سيوله وهطوله الكثيف فوضى لم تتمناه فيه الناس ليأتي بعدما كانت اماني العطش والجفاف تقول له تعال . لقد غرقت قرى بكاملها .والمدن الكبيرة اصبحت شوارعها بحيرات فتأذت البيوت وجرفت اثاثها من كنبات وافرشة ومكتبات الى ابعد من بيت الجيران . تعطلت المدارس والوظائف وخسر الناس الكثير من محاصيلهم وممتلكاتهم ولنكتشف فجأة أننا من دون بنية تحتية للمجاري وتصريف مياه الامطار وأننا لم نديم خزاناتنا وسدودنا درءاً لهذه المفاجأة السماوية .
فاض دجلة وعلينا أن نعيد الأمر الى طوفان الخليقة الاولى وأن نفكر أن ما يحدث يحتاج الى سفينة نجاة اخرى فلربما السماء ودجلة لم يكونا راضيين على هذا التناحر المسيس بين الكتل وهذا التخندق العجيب الذي يراد منهُ تمزيق ثوب الوطن وجعل الاكمام في الشمال منفصلة عن بقية اجزاء الثوب في الوسط والجنوب .
نحتاج الى سفينة نوح ع لتوحد فينا الابحار الاخر الى شاطيء آمن لاينتبه الى مذهب وعرق وطائفة وأن نجعلها متينة في الواح بدنها وليس كما تايتانك تغرق من اول عاصفة . وأن نعرف الفرق بين ادوات النجاة فلا نأخذ من كلام السياسي المخادع حروفا نصنع منها شراع سفينتنا ولا من موسيقى لهجة الخطاب المفرق ليصنع موسيقى نزهة تايتانك الغارقة بعد حنين ولنتخيل أن العراق كله سفينة واحدة لاتحمل فقط من كل زوجين اثنين بل تحمل كامل المكونات والطوائف والملل وأن نجعل هذا الموسم المطري المفاجي درسا في الانتباه الى بنية البناء والاعمار . فليس من العدل ان يأتي العالم ليحتفي ببغداد عاصمة للثقافة عام 2013 ويجدها غارقة بأوحال ماتركه المطر وفيضان دجلة وكأنها بلد افريقي مهمل بعد ان كانت بغداد واحدة من أجمل عواصم الأوسط .
هي محنة الطوفان الجديد بمطره وبساسته وبرؤيته الطائفية المصنوعة من تراكمات اخطاء تطبيق الديمقراطية في وطن اراد فيه بول بريمر ان يجعله يتخبط في عشوائية ما تركه من قوانين بعضها مزاجي وبعضها تعمد الامريكي ان يتركها سائبة وبدون مرجعية ومادة قانونية .
وبين طوفان بريمر وطوفان دجلة . وحدة الوطن في بدن سفينة نجاة متكاملة تحمل ذات الاحلام التي نسجها النبي نوح في مخيلته .سفينة تعزف الامل وليس الغرق كما تايتانك .
الأمل الذي يكبر وينمو ويتحول في سماء العراق الى حمامات سلام وناطحات سحاب ومصالحة وآمان وقبلات غرام ..!

دوسلدورف في 4 فبراير 2013
[email protected]



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصٌ للنهدِ والشهد والطفولة والحرب...!
- هلْ على منْ يكونُ لمنْ.. وفي أيُ أينَ تئنُ عَنْ ؟
- يسيلُ العسل والشفاهُ آنيتهْ ..!
- من الأجمل ..الوردة أم العولمة ؟
- مازن لطيف ..وأنموذج الناشر المثقف.....!
- هل ارئيل شارون طائر العنقاء..؟
- الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه
- صيد الفراشات ...!
- قصائد بقلم رجل انتحاري
- )Western nion( الويسترن يونيون
- العطر في تذكر النخلة والنهر وكولمبس...!
- ميني جوب ...!
- أوزان الهمزة ...!
- قصة الحسين ع في مسامع سلفادور دالي ..!
- أستمناء غاندي ( العضو الأنثوي في الوردة ..)
- شوارزكوف ومونليزا حفر الباطن ..!
- الى جنود البطيخ في مرتفعات التبت..!
- السماء لها نافذة ونهد......!
- ينابيع سيدكان*...
- التنظير في مديح المكان ..!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - نوح وتايتانك والمطر ...!