أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - وجهان ... لقمر واحد















المزيد.....

وجهان ... لقمر واحد


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 06:20
المحور: الادب والفن
    


أسماء في حوار مع النفس لتفسير الحالة :

قبل أن ابدأ لا بد أن أحذر من لم يخض تجربة عشق مجنونة من قبل أن يتوقف عن إستكمال النص لأن الدخول في ماهية نص لم نقرأه من قبل سيشعر القارئ أن الكاتب إما مجنون أو متقنع، ولذلك أختصر مسبقا على من يصر على دخول النص بعدم تجربة مسبقة بإن الكاتب هو مجنون حقيقي، وصل مرحلة اللاوعي المطلق في بعض اللحظات حتى شعر بعد الإحساس الكلي بالأشياء المحيطة.

لقد خرج من نطاق أي تقنعات واسقط عن ذاته الاقنعة النفسية والإجتماعية، فالمجنون هو الإنسان الوحيد القادر على العيش بلا اقنعة في زمن النفاق الإجتماعي لأنه بطبيعة كونه مجنون لا يؤمن بالقاعدة، لكن الأخرين يطلقون عليه قاعدة ( إذا أُخذ ما وهب، سقت ما وجب ) لذلك فإن المجنون يحمل مضاد الوقاية في عقله وليس في جسده من النقد الموجه، لأنه لم يصل لهذه المرحلة بسهولة بل إستنفذت منه كل طاقاته التصنعية وأذابتها في بوتقة سقوط الذات أمام الفكرة.



لم أكن بيوم فيلسوفاً ولا قادراً على هضم ما يسمونه الفلسفة بكل أنواعها، وحتى الفلاسفة الذين إبتدعوا فلسفة بلا فيلسوف كفلسفة رسالة الغفران .

لم أكن قبل أن أصادفك قادر على فهم تفاصيل بالكون لم أعشها، بل أني كنت سخيفاً لدرجة أني كنت أسخر من تشدق عاشق في عشقه.

لكم تمسكت بعبارات تهاجم جوهر الحقيقة بحجة أن باحث عن الحقيقة, وما وجدته في داخلي أني جامد لدرجة أني لا أستطيع تفسير الظواهر الحية حولي.

هل هنالك تفسير لحالة العشق التي يحياها إنسان ؟

تفسيري العادي للإنسان على أنه عالم لا يشبه شيئاً إلا نفسه، لكنه يمكن أن يمارس فعلاً أو يشعر بشعور يشترك فيه مع الأخرين كالخوف، البكاء، الإنتظار، اللقاء، إحتساء فنجان قهوة مرةّ، قراءة كتاب، أو ربما كتابة قصيدة.

لم أكن أومن بأن هنالك ما يسمى توارد الخواطر لسبب منطقي أن الأفكار لا يمكن أن تتفق جميعها في إنسان واحد، كما العادات السلبية كالفضول الأحمق الذي يميز مجموعة من الناس يختلف في درجته وتفاعل الإنسان معه من إنسان لأخر.

حين توصلت للحالة الفريدة التي تجعني أغادر العالم الواقعي الذي أعيشه، ظننت أني الوحيد الذي يعشق بهذه الطريقة، لكني صدمت بالفعل حين أجد من يجلس ليحدثني وقبل أن يبدأ يقول لي كلمة في ذات الحساسية التي لا تفسر، أنت عاشق.

إستدرجني تفسيره المنطقي لحالتي فسألته : وكيف تفسر أني عاشق رغم أني عجزت عن تفسير نفسي ؟

قال لأنك في هذه اللحظة تحديداً أكثر لحظات حياتك صدقاً.

تعلمت من تجربته السابقة أن العشق صدق مطلق ولا يفسر إلا بهذه الحالة .

فأسهبت في الكلام : ولكني كنت صادقا من قبل، فكيف أنا الأن بهذه الذهول الذي لا أجد له تفسيراً سوى أني حين لا أكون في حضرتها لا أعشق سوى السير وحيداً حتى أني أقطع المسافات الشاسعة لأجد نفسي قد أضعت الطريق.

العشق إذاً حالة ضيعان ودخول في التيه .

ليس العشق سوى حالة من الصدق المطلق مع الأخر كالصدق المطلق مع النفس.

حتى أنك تستطيع تفسير الحالات التي مضت عليك من قبل دون أن تجد لها تفسير، حالات مررت بها ومواقف أخجلت لدرجة أنك تصورت نفسك مرآة قد هوت على الأرض فتحطمت وتناثرت في أرجاء المكان ولم يعد بالإمكان أن تعيد تجميعها وتمنيت لو أن الأرض قد شقت وإبتلعت هذه الأجزاء المتناثرة في كل مكان، لقناعتك أن شيئاً لن يصلح هذا الموقف إلى الأبد.



فعل سلبي ترتكبه ضد من تحب دون أن تحاول للحظة لماذا تخاف من الوقوف أو التفسير لهذا الإنسان رغم أنك ترتكب الجرائم علانية ضد الأخرين دون أن تشعر بما يؤلمك من الداخل.

هل هنالك ما يسمى عشق دفين، أم أنك كنت بحاجة لحوار أكثر يفسر حالتك.

لقد سبق وسخرت من أحدهم حين قال لك : إني عاجز عن مفارقتها وقلت له كن قوياً وأشعرها بأنك قوي، إقس عليها لتشعرها بأنك قادر على أن تكون الأقوى وأنك قادر على أن تقود الحياة بمفردك وأن تكون بوصلتها لا أن تكون هي بوصلتك لأنها الحلقة الأضعف، وواصلتك كلامك وأنت تعلم أن هذه العبر والنصيح المر لم يلق إعجاباً لديه لأنه غارق في حالة تسميها أنت الهذيان المطلق، وهو يعجز عن تفسيرها ويجدّ باحثاً عن ذي تجربة يفسرها له لكن وقع بالصدفة بين يديك لتكيله نصائحاً لا تغنيه عن التفسير المنطقي لحالته.



ها أنت الأن تسقط في ذات الحالة ولحسن حظك وجدت من يفسرك بسرعة متناهية وربما يحسم الأمر حيث يرى أن العشق حالة يمر بها الإنسان مرة واحدة في العمر.

يعشق فتفرق بينهما الأيام، تحاول الرحيل إلى ما يستطيع أن ينسيك لكنك تعجز إلا أن تكون أسير للذكريات التي تفرض عليك حالة ما يسمى بالحنين للعودة إلى ذات الحالة التي يفسرها على أنها مرحلة الفراغ العاطفي.

تحن بشغف شديد، تشعر دوماً بأنك كنت صديقاً ملاكاً لم يكذب ولم يخطئ لكن الأخر دوما كان المخطئ وربما في نفس الوقت تبرر له ما أخطأ به وما أوصلكما لهذا المشهد الدرامي في الحنين للذكريات.

تصل لمرحلة إعادة الإشياء لما كانت عليه، لكن وبداخلك تعلم أنها صورية لدرجة أن الإعتراف المتبادل بالعشق الجديد كان بناء على شيئ مضى تبادلتما فيه كل المشاعر الممكنة والصدق المطلق في تفسير الأشياء.

تنسحب بسهولة باحثا عن طريق أكثر صدق لأن الذي بداخلك لم يجد ما يشبعه.

فالحب الحقيقي هو أن تشعر حد الإشباع بأن الأخر هو حالة لا تتكرر ولا يجب التفريط به، حتى لا يكن لديك أي شعور بأي شيئ سوى بهذه الحالة المطلقة بالحب المجنون، إن العشق جنون حقيقي وحالة من الهذيان النفسي الذي إن وجدت من يفسره لن يكون عاشقا حقيقياً.

إن ضياع حقيقي يعجزك عن التفكير ويزيد من عدد سجائرك المشتعلة في ذات اللحظة حتى تفيق من غيبوبتك التي تدخلها بين اللحظة والأخرى فتجد أن هنالك أخرى مشتعلة حين أشعلت الثانية أو ربما إثنتين حين أشعلت الثالثة.

في لحظة ما يبدأ الأخر في سرد مطالبه التي يراها مشروعة كأن تتوقف عن التدخين، تجد نفسك تهرب عن مرأة وجهه لتسرق وقتاً تشعل فيه أخرى جديدة، بل وتشعر برغبة عارمة في إشعال الكون كله ليكون سيجارتك ما قبل الأخيرة، ولأول مرة في حياتك تشعر أنك تستمع لمطالب الأخرين في تغيير عادات وسلوكيات كنت تعرف بخطأها وتعترف لكنك ترفض لأن الذين قابلتهم أو فرضوا عليك كانوا يودون أن تفعلها، كأن تقلع عن التدخين فجأة متحدينك بأن تكن ذات إرادة اقوى وكنت تبرر ذلك بأن لا دخل للإرادة في الإقلاع عن فعل تجد فيه من الروعة أن يشاركك دخان السجائر كتابة قطعة نثرية تبدو فيها عاشقاً بلا معشوقة.



في حالة العشق الحقيقي لا يخطر ببالك بشر أخرين، تتشابه كل الوجوه بعينيك، بإستثناء من يحس وصف حالتك التي تعيشها أياماً وساعات حتى تعلم يقيناً أنك مقدم على مرض يفسر ويجهظ السيئ والكاذب في داخلك لتكن إنساناً جديدا بلا أكاذيب.



تشعر برغبة عارمة بالبكاء في حضرته، رغم مكابرتك لا تشعر بالخجل حتى لو لم تبك، لكنك تبدو بمعزل عم يحيط بك.

تكتب ما لا يكتب فيك وتستذكر تفاصيل الحالة التي رواها لك أحدهم حين تبدأ تعيشها بتفاصيلها وكأنه منجم كان يصف لك ما سيأتي.

لقد أحسن الوصف لذلك تشعر بالحاجة لأن تحدثه دائما بالمستجدات رغم غيابها عنك وأنت لا تثقق بأنها تحبك كما أنت تحبها.

لأول مرة تشعر أن مجرد كلمة "أحبك" غير قادرة أو ربما عاجزة أو أقل من المستوى المطلوب ولا تصف كل ما بداخلك حتى تشعر أنك تود أن تصرخ بها وتسمع كل الناس حولك بأنك تقولها دون أن يطلبوا منك تفسيراً لما حدث.



الطرف الأخر يبدو عاجزاً عنها وأنت لا تدري السبب، تلح عليه دوماً بأن ينطق بها وأنت بداخلك تعلم بأنه سينطق بها.

يطالبك بالمنطق والمنطقية والحرام والحلال والشرع والعرف والعادة وما يجب وما لا يجب وهو يخرج بل وتمرد على العادة في ما فعل بأن أطلق العنان لما بداخله فجأة للجنون الغير مفسر وبدأ يحدثك عما كان يشاهده فيك ومنك وأخطائك المتكررة حتى تشعر أنك لم تصب في حياتك مرة ولم تقم بفعل تستحق أن تكون لأجله إنساناً.

لماذا يطلب منك أن تكون النبي في عصر اللاأنبياء ... ولما يريد منك المتزن القادر على إحتواء جنونه وأنتما تعيشا ذات اللحظات بالجنون.

لقد سبق وعشت هذا الشعور للحظات، لساعات وليس أكثر من ساعات سرعان ما هرب هذا الشعور حين تأكد أنك غير قادر على إستيعابه.

هذا ما أفسره حين كنت أشعر أني ربما أحببت في تجارب سابقة ووصلت لما وصلت إليه.

لكن لماذا أقول كل هذا بهذه اللحظة بالذات ؟

ربما لغيابه عني وعدم قدرتي على إستيعاب هذا الغياب المجنون.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل
- الأنثى ... وأدوات الكتابة
- مشهد
- شارون يفضل القهوة العربية المرّة
- عن ...فتاة تتزوج الحقيقة
- ميلاد الفجر في غزة ...
- أحلام المجانين ... ليلة صيف
- أتى عيد العشاق... سيدتي
- هل تحولت السلطة الفلسطينية إلى مركز أمني جديد في المنطقة الع ...
- محاكمة الذات بالمعايير المبدأية
- لا بد أن يسقط القمر
- وصايا الشهداء
- شعارات / قصة قصيرة
- قررت الزواج ببحر غزة
- الخطأ في شمولية الحكم على الفكرة / ردا على مقالة محمد الموجي ...
- محاولة لترجمة النهى في ليلة راس السنة
- من يحسن قراءة الوطن على أعتاب السنة الجديدة ؟
- المُخٌلِّص
- التكفير سلاح الجاهل ... ردا على الأستاذ محمد الموجي حول كفر ...
- علمانية الفرد العربي ... الحقيقة المرفوضة


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهند صلاحات - وجهان ... لقمر واحد