أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الأوّل














المزيد.....

نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الأوّل


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 12:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الأوّل

ليس هناك خطر أكبر من أن ينشقّ أحدهم عن الجماعة وينظمّ للجماعة المقابلة أو المنافسة أو المعادية. فالمجرم الذي يترك العصابة التي كان ضمن أفرادها لا يعيش طويلا حتّى يلقى حتفه، لأنّه بخروجه عن المجموعة يصبح خطرا عليها ذلك أنّه يعرف أسرارها وخفاياها ويمكن أن يشكّل لها تهديدا سواء بقي وحيدا منعزلا عن جميع الأطراف أو إنضمّ إلى عصابة معادية أو وقع إستغلاله من طرف الأجهزة الأمنيّة للإيقاع بالبقيّة. هكذا تعمل العصابات والمافيا وكلّ المجموعات الإجراميّة. الدّاخل إليها موجود والخارج منها مفقود. ونفس الأمر ينطبق على الإسلام الذي تجمعه مع النّظام المافياوي عديد الخصائص والجوانب لتجعل منهما نظامان يرتكزان على نفس الأسس والقواعد ويشتغلان بنفس الآليّات، رغم تصنيف العصابات في خانة الإجرام وتصنيف الإسلام في خانة الأديان ورغم الإدّعاءات التي يمكن أن تقال بناء على ذلك.
المهمّ أنّ الإسلام يشبه العصابات والمافيا إلى حدّ كبير. فإذا كان المنشقّ عن العصابة يموت بسبب تهديده لوجودها، فالمرتدّ عن الإسلام أيضا يقتل، مثلما يبيّنه حديث نقل عن محمّد يقول فيه: "ومن بدّل دينه فأقتلوه"، لأنّه يفضح الإسلام من الدّاخل... هذا زيادة على المصداقيّة التي تنسب له كعضو قديم يتكلّم عن معرفة بطرق إشتغال النّظام وآليّاته وغاياته ووسائله... ألم يقل القدامى: "أهل مكّة أدرى بشعابها"؟
لذلك كان محمّد يكره المرتدّين، ليس لأنّه يكره أن يضلّوا الطّريق ويحبّ لهم الخير، فليس هناك خير في أمر يفرض بحدّ السّيف ولا ينبع من إختيار المرء وإقتناعه به ولا يحترم بالتّالي حرّيّته ولا خير أيضا في كلام قرآني يناقض بعضه ولا في خرافات وأساطير محرّفة يعاد سردها... إنّما السّبب الحقيقي أنّ نبيّ الإسلام كان يدرك جيّدا التّهديد الكامن وراء الإرتداد عن دينه والأخطار المترتّبة عنه. وقد واجه محمّد في حياته مئات الحالات من هذا القبيل، لعلّ أبرزها "عبد الله بن سعد بن أبي سرح" الذي يتحاشى معظم من كتبوا عن تاريخ الإسلام ذكر إسمه لأنّه يمثّل حالة لا تمنح فرصا كبيرة للتّأويل، زيادة على كونه من الصّحابة ومن المبشّرين بالجنّة أي أنّه منح تأشيرة محمّديّة لدخول الجنّة... فأيّ تشكيك في حكايته يمثّل تشكيكا في الإسلام نفسه.
لكن من هو عبد الله بن أبي سرح؟ هو عبد الله بن سعد بن أبى السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش، العامري القرشي. أسلم عبد الله بن أبى السرح أوّل مرّة قبل صلح الحديبية وأوكل إليه محمّد مهمّة كتابة الوحي. ثم ارتدّ عن الإسلام. وهو الذي قيل نزلت في شأنه الآية: "ومن أظلم ممن إفترى على الله كذبا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله" (الأنعام، 93). نلاحظ في هذه الآية أنّها تتّهم عبد الله بن أبي سرح بالإفتراء على الله وإدّعاء النبوّة، أي الكفر بمحمّد وبربّه. وفي "أسباب النّزول" لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النّيسابوري نقرأ تفسير هذه الآية كما يلي: "قوله تعالى «ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله» نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، كان قد تكلّم بالإسلام، فدعاه رسول الله ذات يوم يكتب له شيئا، فلمّا نزلت الآية التي في المؤمنين «ولقد خلقنا الإنسان من سلالة» أملاها عليه، فلمّا إنتهى إلى قوله «ثمّ أنشأناه خلقا آخر»، عجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان، فقال: «تبارك الله أحسن الخالقين»، فقال رسول الله: هكذا أنزلت عليّ، فشكّ عبد الله حينئذ، وقال: لئن كان محمّد صادقا لقد أوحي إليّ كما أوحي إليه، ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال، وذلك قوله «ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله» وإرتدّ عن الإسلام. وهذا قول إبن عبّاس في رواية الكلبي".
وفي رواية أخرى نجدها في "تفسير الطّبري" نقرأ: "حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضّل قال: حدثنا أسباط، عن السّدّي: «ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء» إلى قوله: تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُون. قال: نـزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أسلم، وكان يكتب للنّبي صلّى الله عليه وسلّم، فكان إذا أملى عليه: «سميعًا عليمًا»، كتب هو: «عليمًا حكيمًا»، وإذا قال: «عليمًا حكيمًا» كتب: «سميعًا عليمًا» ، فشكّ وكفر، وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إليّ، وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنـزل الله! قال محمد: «سميعًا عليمًا» فقلت أنا: «عليمًا حكيمًا»! فلحق بالمشركين، ووشى بعمّار وجبير عند ابن الحضرمي، أو لبني عبد الدار. فأخذوهم فعُذِّبوا حتى كفروا، وجُدِعت أذن عمّار يومئذ. فانطلق عمّار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما لقي، والذي أعطاهم من الكفر، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه، فأنزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمّار وأصحابه: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا (النّحل، 106)، فالذي أكره: عمّار وأصحابه والذي شرح بالكفر صدرًا، فهو ابن أبي سرح. وقال آخرون: بل القائل: «أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء»، مسيلمة الكذاب".






#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقر ...
- نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقر ...
- المشروع الجرذاني السّلفي الوهابي الإرهابي متواصل في تونس
- ردّ على تعليق الصّديق -يوغرطة- حول مقالي -الأكاذيب الفظيعة ف ...
- الأكاذيب الفظيعة في أقوال جرذان الشّريعة
- أحبّك...
- مشروع الدّستور التّونسي الجديد أو الطّريق إلى الهاوية
- قصيدة لعصابة ربّي (شعر باللهجة العامّيّة التّونسيّة)
- يحدث أن...
- من أجل أن نكون...
- حدث ذات صباح...
- ماذا فعلت...؟
- في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي
- إبتسمي...
- حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه
- جوابا على ردّ أحد القرّاء لمقالي: هل نكون على موعد جديد مع ا ...
- إقتراح لتصحيح مسار الثّورة والعدالة الإنتقاليّة في تونس: وجو ...
- هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عم ...
- نهضة، يا نكبة تونس
- لم تقم القيامة...


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الأوّل