أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرضا حمد جاسم - الانتخابات الاسرائيلية و حركة اصابع شارون/الجزء الثاني















المزيد.....


الانتخابات الاسرائيلية و حركة اصابع شارون/الجزء الثاني


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 11:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


الانتخابات الاسرائيلية وحركة اصابع شارون/الجزء الثاني
تكلمنا في الجزء الاول (الانتخابات الاسرائيلية و حركة اصابع شارون/الجزء اول) الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=343346
عن اسرائيل قبل الانتخابات الأخيرة للدورة19 للكنيست وفي هذا الجزء نتكلم عن ما بعدها من تصورات ورؤى.
لقد تم تقديم موعد الانتخابات من اكتوبر 2013 الى يناير 2013 بسبب عدم تمكن الحكومة من اقرار الميزانية للعام القادم وهذا يعكس تأثير الازمة العالمية وتأثير الوضع الاجتماعي على سير الانتخابات. وأراد نتنياهوربما بالتقديم ان يعزز موقعه او ان يستبق الاحداث المتوقع حصولها للأشهر العشرة المتبقية من عمر الكنيست في دورته الثامنة عشر حيث مع الاختلاف على الميزانية وتحرك الشارع ربما ستكون كارثة سياسية تقع على احزاب الحكومة او تتطور الامور بشكل دراماتيكي لتسيء الى صورة اسرائيل في الخارج الذي يعني مهاجرين جدد...والفوز الكاسح للرئيس الامريكي اوباما الذين كان لا يتمناه نتنياهو.
انتهت الانتخابات بتبادل للكراسي بين الاحزاب الحاكمة والتي خارج الحكومة فكانت النتائج متساوية بين اليمين وغيره الذي يلم الوسط اللصيق باليمين و والوسط ويسار الوسط واليسار
سيُكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة التي ستكون بين القلقة التي تحتاجها الحياة السياسية الاسرائيلية في التعامل مع الاستحقاقات الخارجية وبالذات استحقاقات السلام و ما يرافقها من استحقاقات اقليمية مريضه ودولية خجولة و بالذات بعد تصدع النظام العربي المساند للتعامل مع اسرائيل...وحكومة واسعة تحتاجها داخليا وخارجيا ايضا.
التشكيلة القلقة ستمنح اسرائيل فرص قويه لتمييع الضغوط والتهرب من الالتزامات وارباك المقابل اقليمياً و دولياً بما فيها مهمة اللجنة الرباعية التي تعيش السبات الان وقبله بانتظار ما تسفر عنه الانتخابات
كان للازمة الاقتصادية العالمية تأثير اكيد على الانتخابات وعلى الوضع الداخلي في اسرائيل من خلال ما نشر هنا وهناك عن تحركات عمالية وغيرها...وارتفاع الاسعار و تقليص الخدمات. والدليل هو تقديم موعد الانتخابات كما قلنا اعلاه.
ما ميز هذه الدورة ربما يتناسب مع الحياة السياسية الاسرائيلية هو بروز تكتل جديد هو (يوجد مستقبل)او (هناك مستقبل)او(ييش عيتيد)(لم يكتب خبير الترجمة شيء لنعتمده)الذي يتزعمه الاعلامي السابق مائير لابيد(ويكتب مائيير ليبيد)الذي حصد19 مقعد هذا التكتل الذي كما قيل ان كل مرشحيه للبرلمان لم يتعاملوا مع او با السياسة سابقاً!!!!والذي تبنى قضايا اجتماعية داخلية والذي يدعو الى افكار هلامية بالنسبة لعملية السلام فهو يؤمن بحل الدولتين ويرفض حق العودة ويؤكد على ان القدس هي عاصمة دولة اسرائيل و يؤيد الاستيطان في محيط القدس التي اكيد سيتمناها كبرى ويريد المحافظة على المستوطنات وهو بذلك لا يختلف عن اعتى قوى اليمين لأن معنى ما يطالب به هو لا دولة فلسطينية علما ان الحاخام بيرون نائب رئيس التكتل نُقل عنه قولة: (آن حل الدولتين بطاقة دخول اسرائيل للعالم) لكن اي دولتين...وهل ان اسرائيل لم تدخل العالم بعد؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
وايضا ما ميز هذه الدورة هو خسارة تكتل الليكود/اسرائيل بيتنا الحاكم(نتنياهو/ليبرمان) لحوالي الربع من المقاعد بالقياس الى الدورة السابقة.. وتلاشي كاديما الذي لمع في دورات سابقة كما لمع يش عيتيد في هذه الدورة وذلك بحصوله على مقعدين فقط. و تهميش سيفي ليفني بحصول مجموعتها او حزبها (الحركة)على 6مقاعد...
120 مقعد توزعت بالتساوي بين الحكومة و من هم خارجها و حصول الاحزاب القوية على ارقام متقاربه بين19 مقعد و 15 مقعد والاحزاب الاخرى على11 الى 11 مقعد واخرى متقاربه بين 6 مقاعد و7 مقاعد والاخرى الضعيفة او غير المؤثرة على ارقام متقاربه بحدود4 مقاعد...
120 مقعد توزعت بين 20 حزب او تكتل...تقريباً...لتتيه العملية السياسية عندما يُراد لها ان تتيه و تتجمع عندما يُراد لها ذلك وهذا سر من اسرار السياسة الاسرائيلية كما يبدو تستخدمه الدولة بكفاءة عالية جداً لتحقيق مصالحها خارجياً.
ما هو المتوقع في هكذا تشتت للمقاعد في الكنيست وتحركه نحو اليمين اكثر وبروز بيضة القبان(يش عيتيد):
نترك جانب المقاعد ال12 للأحزاب العربية واليسار او الشيوعية حداش لأنها ستكون كما كانت صاحبة مواقف معروفة وتجاذبات معروفة وتساهم في حدة النقاشات لكنها غير مؤثره على الوضع السياسي الخارجي او الوضع السياسي الداخلي مع جل احترامنا لها كأسماء او كأشخاص او كأهداف و مواقف. و من يتقرب منها او قد يتعاون معها محدود و في قضايا محدودة جداً.
الباقين المؤثرين الممتدين من تكتل ميريتس 6 مقعد وهو اقصى يسار الوسط الى اقصى اليمين تكتل الليكود/اسرائيل بيتنا 31 مقعد تتراصف بهما والاخرين 108 مقعد هي من تحكم داخلياً و خارجياً
هؤلاء كلهم اسرائيليين و مراميهم متقاربة واهدافهم واحدة في حماية بلدهم والدفاع عنه وهذا واجبهم وحقهم(لا انكر كون الاخرين اسرائيليين ايضاً سواء عرب (مسلمين او مسيحيين او دروز او غيرهم او يهود) سيتفرقون على الثانويات ويتفقون حد التلاحم على الاساسيات...سيتفرقون على الثانويات بالقياس للوضع العام وهي الامور الداخلية...وسيتوحدون في قضايا حماية بلدهم و تقويته والدفاع عنه ...هذه الخارجيات هي البعبع الايراني و المفاوضات والاستيطان(قد يفكر البعض ان الاستيطان داخلي اقول لا لأنه مرتبط بالمهاجرين و القرارات الدولية والمفاوضات) وتحسين صورة اسرائيل في الخارج التي تبدوا انها تأثرت نوعما .
نقل عن مائير لابيد رئيس تكتل(يوجد مستقبل)أو(هناك مستقبل) انه سيسعى الى حكومة واسعه وهذا يعني تحالفه مع الحكومة السابقة لتشكيل كتلة برلمانية مدعومة من ثلثي الكنيست تقريباً و ربما اكثر بانضمام جزء من الحركة(تسيفي ليفني) او تكتل العمال ولو ان تكتل العمال اعلنوا عدم رغبتهم في المشاركة في الحكومة لكنهم كما كانوا سابقاً مستعدين للمشاركة او الالتقاء معها في اي ظرف طارئ تمر به البلاد...هذا الاصطفاف كافي لتمرير الكثير من الامور
المتوقع من هذه الشخصية(مائير لابيد) الإعلامية سليل عائلة اعلامية اهتمت بالهجرة(الاب لابيد الاعلامي و الوزير الاسبق والام شولاميت الروائية) ان يتكفل بإدارة العلاقات العامة وتحسين صورة اسرائيل وهو الخبير فيها لعملة الاعلامي الطويل في معاريف.
مع الازمة العالمية التي اكيد لامست او مست اسرائيل و ضغط الحاجه الى مهاجرين جدد سيكون لهذه الكتلة دور مؤثر في سياسة الحكومة لأن فشل الحكومة في معالجة المشاكل الداخلية سيؤدي الى تشتت هذه الكتلة أذا لم تقف موقف قوي من الحكومة لذلك ستطالب بوزارات خدمية او مؤثرة في المال والتخطيط وستفرض شروطها على الحكومة وبالذات في الازمات او تقرر مغادرة الحكومة عند الحاجه لتعصف بالحكومة الازمات الداخلية التي يصعب ترحيلها خارجيا ليصار فيما بعد الى حل البرلمان واللجوء الى انتخابات مبكرة تتمناها اسرائيل لتسويف المفاوضات وابعاد الضغوط عنها وربما لا تجتاز هذه الحكومة عام2015
اهم ما سيواجه الحكومة موسعة كانت ام مصغره هو الموضوع الايراني الذي له حسابات خارجية متمثلة بحماية المصالح الامريكية في المنطقة وحماية اسرائيل من اي رد فعل ايراني على فعل اسرائيلي غير محسوب جيداً او منفرد.
سيكون الاستعداد لردع ايران حسب الفهم الاسرائيلي قائم على قدم وساق كما هو الان و لكنه مؤجل الى ان تتم تهيئة ظروف مناسبة شبيهة بالحرب العراقية الايرانية الذي جرى تحت دخانها تدمير مفاعل تموز العراقي او ظروف ممكنة تسمح بها تركيا كما حدث قبل سنين من ضرب ما قيل عنه مفاعل سوري او حرب تدميرية كما يحصل الان في سوريا و ما جرى في الاعتداء الاسرائيلي على الاراضي السورية قبل يومين.
التركيبة القلقة للكنيست ستكون مفيدة جداً لإسرائيل في موضوع المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وكأن هذه التركيبة صُنعت خصيصاً لمثل هذه المرحلة...حيث يبدو اليوم ان نصف الكنيست يؤمن بحل الدولتين لكن هاتين الدولتين في نظر (يوجد مستقبل) (هناك مستقبل)او نظر(حزب العمل) او نظر( ميريتس) او نظر القوائم العربية او قائمة المساواة والسلام مختلف اختلاف كبير لا يمكن فيها ايجاد نقاط التقاء لو استمرت بينهم النقاشات عشرات السنين الاخرى.
سيستمر الهدف الاسرائيلي في يمينه ووسطه و يسار الوسط هو انتزاع اعتراف بيهودية الدولة او ما يطلق علية البعض تميعاً دولة يهودية ديمقراطية لكافة مواطنيها...وهو شعار مطاط فارغ من اي تفسير او ملامح فلو ترفع عنه ما موجود اليوم من الديمقراطية وكافة مواطنيها... ستجده يعني دولة يهودية وهي تعني يهودية الدولة... وهو تصور حمائي للمستقبل البعيد حيث سيكون يوما ما او تحت اي ظروف من شروط الترشيح لمناصب سيادية في اسرائيل ان يكون المرشح يهودياً و يؤمن بكذا وكذا كما هو حال الترشيحات اليوم في البلدان المحيطة بإسرائيل.
يحاول ما يطلق علية اليسار الاسرائيلي القفز على حبال السياسة والكلمات داخلياً و خارجياً يريد من خلال ذلك انتزاع مواقف مائعة من قيادات فلسطينية في السلطة وخارجها بخصوص ما يسميه الفلسطينيين بالثوابت الوطنية التي بداء البعض بالتشكيك بها حيث يقول يعقوب ابراهامي في نقطة رقم 2 من تعليق له اخذ الرقم24 على موضوع الزميل المحترم الذي يكتب باسم عتريس المدح(الحل العادل و المنصف للقضية الفلسطينية بين اليمين واليسار في اسرائيل) الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=341719
يقول:(تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني مليء بأشلاء ثوابت وطنية لا تخضع للمفاوضات او التنازل. ليس هناك ثوابت وطنية لا يمكن التنازل عنها او التفاوض حولها. الأنسان هو الذي يوجد الثوابت الوطنية لا العكس .الثوابت الوطنية وجدت لخدمة الشعب لا العكس.)انتهى...
وهنا اساله هل هذا الوصف عن الثوابت ينسحب على الثوابت الاسرائيلية؟ اي هل يمكن لأحد من قادة اسرائيل ان يطرح الثوابت الاسرائيلية على طاولت المفاوضات؟ اقول نعم عندما يتم ذلك باستفتاء عام للشعب الاسرائيلي...ولكن هذا الطرح هل يقبل به الشعب الفلسطيني لو تم عرضه عليه؟ الجواب المحتمل اليوم لا.
اسرائيل تستغل المفاوضات مع شخصيات هي تعرف جيداً انها لو اجريت انتخابات صحيحه لما كانت في السلطة وهذا واضح...ثم هناك من هم في الشتات.
كان المطلوب سابقاً هو الاعتراف بدولة اسرائيل و كانت المطالبة مترافقه مع التوسع الاستيطاني و حصلت عليه ولم يتوقف الاستيطان ثم جاء نزع سلاح المقاومة ونجحت به اسرائيل و لم يتوقف الاستيطان والان يهودية الدولة مع توسع الاستيطان الذي لن يتوقف حتى لو افترضنا حصولها عليه وهذا شبة مستحيل الان. لكن اسرائيل لن تيأس. عليه فأن الحال سيبقى على ما هو عليه.
سيتقدم يسار الوسط(كما اطلق عليه البعض) الذي عزز موقعه بدون ان يكون مؤثر للمفاوضات بلقاءات جانبية مستغلاً الفراغ ليلتقي بقيادات فلسطينية يعرفها لينقل لها طروحاته التي تعرفها حول اللاجئين ويهودية الدولة مع تعهدات بتقديم شيء من انسحاب هنا او هناك او تفكيك مستوطنه هنا او هناك...وسيستمر الى ان: اما يحصل على شيء او لا... ويعلن عجزة وينسحب مؤقتاً او يفشل في الانتخابات القادم لتضيع كل تعهداته بحج معقوله هو عدم استطاعته التأثير.
وسيستمر النقاش على يهودية الدولة لدورات قادمة قد تستغرق عشرات السنين الاخرى فالظرف الحالي لا يسمح لأبو مازن ان يقول شيء جديد لأنه لا سلطة له و لا يوجد ما يستطيع ان يقدمه...ربما كان ابو عمار قادر عن تقديم شيء... لتلاطم الاحداث في محيط اسرائيل و تكدس الاموال و انتشار التطرف الديني سيكون له تأثير هائل على المستقبل القريب.
ربما في خلال عشرات السنين القادمة في خضم التسويف واللقاءأت غير المجدية يظهر طلب جديد وهو دولتين مستقلتين نقيتين في ضوء التهديد الديموغرافي المرعب والجاري اليوم والذي تعرفه اسرائيل و تراقبه و تتابعه بدقه كبيره والتي تعرف انه سيستمر بقفزات.... اي دوله يهودية نقية واخرى عربيه هي من تقرر نقاوتها او تتفاوض مع الاخرين ان كان فيها غير عرب...وسيتم التلاعب بهذا الطرح لعشرات السنين.
نعود للأحزاب والتكتلات الاسرائيلية فقد فوجئنا بان هناك تكتل لليهود الشرقيين واخر للغربيين وهذا يعني ان هناك مجتمعين احدهما شرقي و الاخر غربي والا ماهي الحاجه لتشكيل احزاب تحمل هذه الاسماء او تختص بهذه التوصيفات اذا لم يكن لها باعث سياسي خاص... فهم يهود وابناء وطن واحد و تاريخ واحد كما يقولون.
ظهر تركيز بعض الاحزاب على كلمة البيت فهذا حزب اسرائيل بيتنا والاخر البيت اليهودي. والبيت في معانيه ليس كما يظهر منه الامان انما القلق على المستقبل لذلك ترى في شرقنا اول ما يفكر به الانسان هو امتلاك بيت ليطمئن على عائلته مستقبلاً فالهدف هو الامان لكن الحال هو القلق... وهو قد يعني عند من اختاروا هذا الاسم انهم اخوه و من عائلة واحده و مستعدين للدفاع عن البيت.
والبيت هو محل سكن قد يباع او يؤجر او يتعرض للأرضة او للكوارث او يهدم للتوسيع او يهدم ليقام عليه معلم حضاري او ديني او ساحة عامة او اي مشروع...والبيت يعني ربما مشاكل داخلية وتباعد عائلي وانشقاقات وخصومات لذلك اجد ان هذا الاختيار يحتاج الى التفكير به.
بالمقابل البيت عند الفلسطيني هو الأمل و العودة لديار الاهل والتاريخ وربما محل الولادة وللتراث والتشبث في الارض الذي لم ينتزعه التهجير و التجريف والتقتيل والاستيلاء و التغييب وظل مفتاح البيت تتوارثه الاجيال وهذا نفسي ايضا لأنهم يعتبرون تواجدهم الحالي مؤقت و في بواطنهم انهم راجعون لذلك يحنون ويغنون للرجوع ويتأملونه و قد يتصوره البعض انه قريب جداً كذا جيل اقل من الاجيال التي مرت بعد الرحيل... لم تتمكن مغريات الحياة وضغوطاتها من سرقته(الحلم و المفتاح) او تضييعه فترى من يعيش مرفها منهم في بلاد الغربة يحتفظ به لما له من معاني عميقه و تجد المحصور منهم في المخيمات لم يفرط به... الجميع يفتخر به ويأمل ان يأتي يوم ليعود الية احد افراد احد الاجيال...كل ضغوطات الحياة لم تجعلهم يكفرون بالمفتاح وهذه علاقة بالأرض والتاريخ والجذور قل تواجد مثلها... الفلسطينيون اعطوا درساً بليغاً للعالم في حب الدار و الاهل و الاوطان.
ظهرَ لنا تعدد الاحزاب الدينية وقد حصلوا على ثلث المقاعد...و ايضاً حصول النساء على ربع المقاعد تقريباً وهذا درس للمرأة في كل مكان من ان الحرية والديمقراطية هي من تجعلها تنافس خارج حدود ال(كوته) التي تعج بها البرلمانات الهزيلة في الدول المحيطة بإسرائيل.
كذلك لفت نظري اسم التكتل الجديد والذي وهو(يوجد مستقبل)أو(هناك مستقبل) استطاع كما قلنا ان يتميز بالحصول على19 مقعد... فهل يعني الاسم القلق من او على المستقبل ليتحرك اليه القلقين على مستقبلهم...أم انه تأكيدا على المستقبل... المستقبل يعني التطور و يعني الاحسن والافضل لكن ان تسبقه كلمة (يوجد)او(هناك) تثير امور ربما فيها شيء نفسي.
الجميع كما قلنا اسرائيليين و يعتزون بذلك و يدافعون عنه و عنها لكنهم كما يبدوا في دفاعهم مختلفين ايضاً
فمنهم من يدافع عنها بتعزيز الديمقراطية والمساواة بين مواطنيها والبعض ربما بالتطرف والانعزال والانتقاص من المقابل و محاربته والبعض بالتحصين والتمترس والتجريف والاستيلاء واتباع قول المسلمين(واعدوا لهم ما استطعتم قوة و من رباط الخيل ترهبون بها عدو بلدكم ودينكم)والبعض يدافع باحترام الجيران والاقرار بحقوقهم او بعضها عن صدق او عن مداهنه واحتيال...و في هذا الجانب يكمن الخطر لأنه ربما منافق او مسوف او متحايل او صادق...والبعض يجمع طريقين او اكثر في الدفاع هذا في الظروف العادية اما وقت الشده فهم متلاحمين وهذا واجب عليهم.
البعض يعترف بالحقوق و يقول ان بعضها ممكن التطبيق و البعض الاخر لا ... انه يريد المقابل ان يتفق معه على التي لا يمكن تحقيقها والغائها من الثوابت ثم بعد ذلك يطرح تصوره لما تبقى ليظهر منها بعض ما لا يمكن تحقيقه ويمارس نفس الضغوطات والتبريرات حتى يتمكن من قرض الحقوق بالتدريج وبموافقة المقابل دون ان يقدم شيء ملموس. وعندما يبقى شيء قليل سيختفي هذا و يظهر اخر ليساوم على الباقي .واعتقد ان هناك من هو مؤمن بما يقول و يطرح بوضوح وصدق.
منهم من يدافع بالمال والعمل و البناء و هذا صاحب مشروع بعيد قد يدفعه للاعتدال او ترك الساحة بعد الاكتفاء او ابتكار طرق كثيره للتعايش مع الوقت.
البعض من العرب او من غير الاسرائيليين انتشى بمضاعفة تكتل ميريتس لعدد مقاعده واعتبرها فاتحة امل و هذا تصرف ربما عاطفي او تصرف ناقص غير معني بما يدور او موقف تصفيقي...ماذا تعمل ال6 مقاعد امام البقية... آنها لا تفيد وحالها حال القوائم العربية واليسار او حداش...سيلتقون مع بعضهم في زوايا ضيقه لا تؤثر لأنهم سيشكلون 18 من اصل 120 يتسلى بهم الكنيست مع احترامنا لمواقفهم وتواجدهم الاعتباري.
ميريتس كان في عام 1992 له12 مقعد ماذا قدم او ما كان تأثيره...فهو يسمي نفسة اليسار والبعض يقول عنه اليسار الوحيد بعد انحراف حزب العمل الى اليمين...وفي ظروف العمل الحزبي في اسرائيل و بعيداً عن الضغوطات وحصل على 6 مقاعد وحداش بالظروف التي يتحرك فيها وحصل على4 مقاعد...احدهم يضع انتصار ميريتس على القمة ويلغي ما حصل عليه حداش..
عندما كان ميريتس في الحكومة ...هل توقف الاستيطان او هل تقدمت المفاوضات او هل تحسنت الامور بين الشعبين...فما فرقه عن اليمين عمليا. آن تقدم ميريتس لا يقدم شيء سوى بعض الفتائل غير الحقيقي من خلال مساهمته في المؤتمرات والندوات واللقاءات لا غير. انا لا ابخس ميريتس قيمته او ضرورة وجوده وتأثيره ونضاله لكنه في الحال حاله حال الأخرين لذلك المُناداة به و تفرده بالصدق من قبل البعض و رمي امل كبير عليه ليس بمصلحته... وذم اليسار الاخرمن قبل هذا البعض و الانتقاص منه و وصمه بالكذب و الجبن خطاء وربما هو موقف عاطفي ايضا لأسباب تاريخية شخصية بعيده عن مصلحة الشعبين والدولتين...
يسار يحارب يسار و السبب ربما العواطف او العمل على اسقاط الأخر بدل النقاش و اللقاء...يلتقي مع اقصى اليمين في لحظات و لا يلتقي مع القريب اليه ربما ابداً لأنه ربما يعتبره المنافس له و لا يعتبر الاخرين منافسين له او انه شق عصا الطاعة...لأنه يريد من الاخر ان يفكر بمثل ما يضمر دون ان يهمس له بما يضمر.
المحصلة للأربع سنوات القادمة لا شيء...لا مفاوضات تتقدم و لا حقوق تُقر...سوى جلسات و مفاوضات وتصريحات و تعيين ممثلين في لجان و ربما مراقبين دوليين واعضاء جدد في الرباعية و نتوقع اول مبادرة تأتي من امريكا بتعين موفد خاص للشرق الاوسط و ممثل لها في الرباعية وسيقوم برحلات مكوكية لا تزيد في نتائجها عمن سبقتها حتى تحل علينا الانتخابات الامريكية القادمة لتعود الدورة من جديد من خلال التصريحات والزيارات والتأكيد على حماية اسرائيل وهكذا.
اسرائيل دولة تعيش وسط محيط يرفضها القريب منه والبعيد وهي واعية الى ذلك جدا لذلك لا تثق بأي طرف من الاطراف لا دول و لا فصائل فلسطينية وهي محقة في ذلك و تريد ان تفرض رايها وتعلم جيداً ان السياسة مصالح وانها موجوده وفق تلك المصالح...دولة قائمة على دعم امريكي غربي سياسي و عسكري قل نظيره او لم و لن تحصل علية دولة اخرى واسرائيل تخطط ليستمر هذا الدعم وهذه مهمة جداً صعبة اليوم مما يثير القلق في اسرائيل...ان الدعم الغربي و الامريكي هو عمق اسرائيل التي لا عمق محلي لها وهي تعرف ان كل من يصافحها اليوم من الحكام العرب او الاشخاص لمصالح لمسها او يتصورها الان او في المستقبل القريب...لكنه يضمر لها غير ذلك وهو كذاب الا ما ندر وسيقتص منها في اول فرصه يتمكن فيها من ذلك او على الاقل ينقلب على ذلك...فهم مع ابناء جلدتهم ودينهم كذلك فما بالك مع اسرائيل.
اسرائيل تعرف ان محيطها الشعبي لا يعترف بها و لن يعترف بها وهي و من اتفق معها لكل السنين السابقة لم تتمكن من اختراق الشارع المحيط بها وهي تعرف ان هذا الشارع مستعد تحت فتاوى من هنا وهناك ان يقتل بعضه البعض حد الإبادة بدون سند شرعي فكيف بها التي يوجد ضدها عشرات السُنُد الشرعية في كتابهم واحاديث سلفهم.(تصفحوا الكتب والفتاوى وستجدوا العجب و ما يقال عن التسامح وحوار الاديان والحضارات هذا غير دقيق و الدليل انهم يقتلون ابن دينهم لأنه يختلف معهم في لبس الدشداشة او الوضوء).اسرائيل واعية جداً لذلك و تعرفه بدقة.
اسرائيل تعرف ان الصراع اليوم ديني وهي من سعت الى ذلك في تخبطها...هي تعرف ان لا دولة لليهود في عرف المسلمين الا ان يكونوا اهل ذمة في احسن الاحوال...كان لها لو احسن قادتها ان تسيطر على كل المنطقة بالعقل لا بالدين ونشرها الحروب والهمجية والتخلف في محيطها...كان اعدائها بضعة الالاف في عام1948 واليوم يمكن ان يظهر لها من الصين والشيشان الذين لم يسمعوا بها عام1948 ما يقضها و يشلها بإشارة واحه من شيوخ الفتاوى ان تغير الحال.
ظهر عبد الله عزام من فلسطين وبنى في افغانستان ليظهر اليوم في فلسطين الالاف من أمثاله ومعهم في كل بقاع المعمورة...فرحت اسرائيل و الامريكان انهم ابعدوه الى هناك لكنه فرح اكثر و كان اقدر منهم لأنه يعرف ان موته هناك سيفّرخ الالاف. انه و جماعته كان يُسقِطْ الطائرة السوفيتية بصواريخ و معلومات امريكية ويهتف عندما تسقط صائحاً كبروا ليكبروا الله اكبر...واليوم يتباكون على السلاح الامريكي و الاسرائيلي ويقولون نصرٌ من الله و فتحٌ قريب...النصر انهم ضربوا عدوهم او اخوهم القريب ولكن المشكلة بالفتح القريب اي فتح القدس و يعتبرونه قريب...كما انتصروا في افغانستان واعتبروا ذلك وعداً من الله وتنكروا للخدمات اللوجستية والاستخبارية لكل دول الغرب و المال الخليجي. فعلوها و سيفعلون
كان اعداء اسرائيل متسلحين بالبنادق و العصي و الحجارة اليوم بالمفخخات والاحزمة الناسفة وبالروح القتالية الرهيبة وكل ما يعملونه في محيطها هو في طريق التهيؤ لطريق القدس كما هم يخططون و يتصورون و يتمنون بما فيهم كل الرؤساء و الملوك والامراء.
الوضع اليوم يحتاج الشعوب والاقرار بحقوقها والعمل على تطويرها و فتح النوافذ لها لا الاستمرار بتجاهلها و نشر الخراب الديني و الاجتماعي في صفوفها...قد ينفع هذا مرحلياً كما نفع لكنه ليس هو المطلوب للمستقبل لتعيش المنطقة بأمان وسلام.
اليوم كل فلسطين مقدسة عندهم من البحر الى النهر في حين ما كان احد يذكر القدس الغربية والغالبية لا يعرفونها قبل 60عام...
اسرائيل لا تستطيع الحصول من المفاوض الفلسطيني على شيء جديد لأنه ببساطه لا يملك ما يقدمه و ليس مخول بتقديم شيء...اليوم اصبح الشعب هو الذي يخيف محمود عباس و جماعته و ليس العكس واليوم غير الفلسطيني من المسلمين والعرب من يخيف الفلسطيني و يمنعه من ان يقدم شيء ان كان هناك شيء.
التكتلات التي اشتركت بالانتخابات(من حزبين او اكثر) هي:
كتلة حزب العمل(لا اعرف اسماء الاحزاب او المجاميع)
كتلة الليكود/اسرائيل بيتنا(نتنياهو و ليبرمان)
كتلة حزب شاس(يهود الشرق ـ السافارديم)
كتلة البيت اليهودي والاتحاد الوطني
كتلة يش عيتيد(يوجد مستقبل)او(هناك مستقبل)
كتلة هتنواعاه
كتلة ميريتس /يهوديت هاتوراه
الجبهة الديمقراطية للسلام و المساواة ـ حداش
القائمة العربية المشتركة
حزب التجمع الوطني الديمقراطي
كتلة حزب عو تسما لإسرائيل
وغيرها
اما وجود شارون هنا والاشارة الية في العنوان هو...هل سيكون مصير السلام مثل مصير شارون. هذا ما لا نتمناه.
.....................................................................................................................................................
• اكيد هناك اخطاء في الاسماء نتمنى ان تُصحح من قبل العارفين
• *الى اللقاء في الجزء الاخير



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رساله الى الاخ بشار الاسد
- الانتخابات الاسرائيلية وحركة اصابع شارون/الجزء الاول
- العراق البلد التالف/6 رأيت
- العراق البلد التالف/5 الدستور
- العراق البلد التالف/4 الوضع السياسي
- العراق البلد التالف/3 الجزء الثاني/عاشوراء
- العراق البلد التالف/3 الجزء الاول
- الى الاستاذ نجيب توما المحترم/العراق التالف/2
- العراق البلد التالف/1
- الى الاستاذ نعيم إيليا
- الزميل الحكيم البابلي/من اجل موقع الحوار المتمدن
- الغرب والاغتراب2/2
- الغرب والاغتراب 1/2
- اللومانتيه 2012
- الشمس
- من حجايات كَبل/الدين افيون الشعوب
- الدقة...الدقة...الدقة
- اعظم واثمن هدية
- من حجايات كَبل/فائض القيمة
- الى/علي فهد و مثنى حميد


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرضا حمد جاسم - الانتخابات الاسرائيلية و حركة اصابع شارون/الجزء الثاني