أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الثّالث














المزيد.....

نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الثّالث


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 12:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الثّالث

نقرأ أيضا في تفسير الآية المذكورة أعلاه والتي قيل أنّها نزلت في عبد الله بن أبي سرح، في كتاب "أسباب النّزول" للواحدي: "أخبرنا عبد الرّحمن بن عبدان، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله (بن نعيم)، قال: حدّثني محمّد بن يعقوب الأموي، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبّار، قال: حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، قال حدّثني شرحبيل بن سعد، قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن سرح، قال: سأنزل مثل ما أنزل الله، وإرتدّ عن الإسلام، فلمّا دخل رسول الله مكّة (فرّ إلى عثمان وكان أخاه في الرّضاعة فغيّبه عنده، حتّى إذا إطمأنّ أهل مكّة) أتى به عثمان رسول الله عليه السّلام، فاستأمن له".
إذن، فقد عاد عبد الله بن أبي سرح للإسلام، ولم يكن رجوعه عن إقتناع، بل كان تحت التّهديد. وقد أخرج النّسائي في سننه: "عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: لمّا كان يوم فتح مكّة أمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّاس إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلّقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي السّرح، فأمّا عبد الله بن خطل فأدرك وهو متعلّق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمّار بن ياسر فسبق سعيد عمّاراً وكان أشبّ الرّجلين فقتله، وأمّا مقيس بن صبابة فأدركه النّاس في السّوق فقتلوه، وأمّا عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ها هنا. فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني من البحر إلا الإخلاص لا ينجيني في البرّ غيره، اللهم إنّ لك عليّ عهداً إن أنت عافيتني ممّا أنا فيه أن آتي محمّداً صلّى الله عليه وسلّم حتّى أضع يدي في يده فلأجدنّه عفوا كريماً فجاء فأسلم. وأمّا عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنّه اختبأ عند عثمان بن عفّان فلما دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النّاس إلى البيعة جاء به حتّى أوقفه على النّبي صلّى الله عليه وسلمّ، قال: يا رسول الله بايع عبد الله قال فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كلّ ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ فقالوا وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلّا أومأت إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين." ("سنن النّسائي"، كتاب تحريم الدّم، باب الحكم في المرتدّ) وقال الشيخ الألباني: صحيح.
نرى في هذا الحديث أنّ نبيّ الإسلام، حتّى بعد أن إستنجد عبد الله بن أبي سرح بعثمان بن عفّان ليكون وسيطا في إصلاح الأمور والعفو عن كاتب الوحي، ظلّ يشتهي قتله إلى آخر لحظة. بل أنّه كان منافقا إلى درجة أنّه صمت وفي نفس الوقت كان ينتظر أن يقوم أحد الجالسين معك فيضرب عنق إبن أبي سرح. أليس النّفاق أن تظهر شيئا وتبطن شيئا آخر؟ إذن، فلولا الحكم بالقتل الذي أصدره محمّد في المرتدّين لما عاد عبد الله بن أبي سرح للإسلام. ولمن سيشكّك في حدّ الرّدّة، مستشهدا بالحديث القائل "لكم دينكم ولي ديني" أو بأحاديث أخرى أو بآيات قرآنيّة من قبيل ""، مدّعيا سماحة محمّد ومن خلفه الإسلام وإحترامهما للمعتقد، ننقل ما كتبه النّسائي في نفس الباب من سننه: "أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المبارك قال حدّثنا أبو هشام قال حدّثنا وهيب قال حدّثنا أيّوب عن عكرمة أنّ ناسا ارتدّوا عن الإسلام فحرقهم عليّ بالنّار قال بن عبّاس لو كنت أنا لم أحرقهم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا تعذّبوا بعذاب الله أحدا ولو كنت أنا لقتلتهم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من بدّل دينه فاقتلوه". أي أنّ الإسلام لا يحبّ من يخرج منه ويرتدّ إلى الأديان الأخرى أو حتّى يبقى بلا دين فيوجب قتله، فهو، كما ذكرنا في بداية حديثنا، نوع من التّنظيم المافياوي الذي يعاقب فيه كلّ منشقّ بالموت.
نتوقّف هنا مع حكاية إرتداد عبد الله بن أبي سرح التي تمثّل إشكاليّة كبيرة ومعضلة لا حلّ لها، وذلك هو سبب عدم تطرّق كتّاب التّاريخ الإسلامي لها، مثلما يهملون حكايات كثيرة من قبيل مسيلمة بن حبيب الحنفي المعروف لدى المسلمين بـ"مسيلمة الكذّاب" والذي نشكّ أصلا في نسبة الآيات التي ترويها كتب المسلمين إليه لأنّها سخيفة وسطحيّة لا تليق بمدّعي نبوّة نجح في سنوات قليلة في جمع الآلاف حوله وكوّن جيشا عظيما قدّره بعضهم بخمسين ألف مقاتل... بل نجح أيضا في جعل أحد أتباع محمّد وأحد حفظة القرآن وهو صحابيّ إسمه نهار الرّجال أو نهار بن عنفوة، يرتدّ عن الإسلام، في حين كان محمّد يتمنّى أن ينجح رسوله إلى مسيلمة في كسر شوكته وإظهار كذبه وجعل أتباعه ينفضّون من حوله ويعودون للإسلام. أليس هذا غريبا من رجل تعوّد المسلمون على نعته بالكذّاب؟ ألا يكون مسيلمة بن حبيب أقوى نبوّة من محمّد وأبلغ كلاما؟ لكن هذا كلّه يبيّن لنا حقيقتين لا لبس فيهما، بغضّ النّظر عن زيف الدّين الإسلامي الظّاهر في تعاليمه وطقوسه وممارسات أتباعه إلى حدّ السّاعة: الأولى، أنّه لولا حدّ الرّدّة الذي شرّعه محمّد، لما بقي الإسلام طويلا. أمّا الحقيقة الثّانية فخلاصتها أنّ أكثر شيء ساهم في إنتشار الإسلام هو تحريف المؤرّخين لأحداث تاريخيّة وإهمالهم المقصود لأحداث أخرى وتشويههم المتعمّد لفترة الجاهليّة وأهلها وللأمم الأخرى التي واكبت ظهور الإسلام، فصار الأمر في أذهان النّاس كأنّ الإسلام أتى ليملأ الدّنيا المظلمة نورا، في حين أنّ الكثير من الأحداث تثبت أنّ الإسلام هو أكبر مصيبة حلّت بالإنسانيّة.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الجرذاني السّلفي الوهابي الإرهابي متواصل في تونس
- ردّ على تعليق الصّديق -يوغرطة- حول مقالي -الأكاذيب الفظيعة ف ...
- الأكاذيب الفظيعة في أقوال جرذان الشّريعة
- أحبّك...
- مشروع الدّستور التّونسي الجديد أو الطّريق إلى الهاوية
- قصيدة لعصابة ربّي (شعر باللهجة العامّيّة التّونسيّة)
- يحدث أن...
- من أجل أن نكون...
- حدث ذات صباح...
- ماذا فعلت...؟
- في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي
- إبتسمي...
- حول خطر الإسلام الوهابي والطّريقة الوحيدة للقضاء عليه
- جوابا على ردّ أحد القرّاء لمقالي: هل نكون على موعد جديد مع ا ...
- إقتراح لتصحيح مسار الثّورة والعدالة الإنتقاليّة في تونس: وجو ...
- هل نكون على موعد جديد مع الهمجيّة الإسلاميّة من أجل فيلم -عم ...
- نهضة، يا نكبة تونس
- لم تقم القيامة...
- سؤال
- قصيدة حبّ متجدّدة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقرآن وإرتداده عن الإسلام - الجزء الثّالث