أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كافي علي - أنا أفهمك يا سعدي يوسف














المزيد.....

أنا أفهمك يا سعدي يوسف


كافي علي

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


صعب جداً لامرأة الدفاع عن سعدي يوسف في وسط ثقافي ساقط ومنحط كنحطاط الإحتلال والعملية السياسية ،لا يرى في المرأة غير عرض يُهتك أو يُصان، إلا إذا تنكرت باسم رجل كما فعلت بورشيا بطلة تاجر البندقية لشكسبير وواجهت القرون المظلمة بالتنكر في زي رجل والدفاع عن لحم التاجر الطيب انطونيو ضد المرابي اليهودي شايلوك.
كان التصادم والجدل الفكري والعقائدي بين المثقفين خاصة الأدباء والشعراء يعني تصادم الفكرة مع الفكرة اللغة مع اللغة الإبداع مع الإبداع بحيث تكون محصلة المعركة متعة القارئ وغنى تجربته الثقافية. أما الغبار الذي يثيره كر وفر اتباعهم وميريدهم فيكون خالي من الروائح الكريهة لأنه يعني احتكاك الذهب بالذهب.

لقد حولت ثقافة العمالة والخدمة الغارقة باللطلطة ولعاب القبلات الإعلام والثقافة العراقية إلى مقهى للمطيرجية، لا تسمع فيه إلا "كان هو كذا وكذا..... كانت أمه كذا وكذا.... وأخته كذا وكذا". للأسف هذه هي حقيقة ما يتعرض له الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف من هجوم مطيرجية الإعلام الثقافة العراقية اليوم

وإذا شاء سعدي أن يخاصم ويجادل فمنْ يخاصم ومنْ يجادل وبستان الثقافة التي غادرها بعد نكرة السلمان منذ عقود لم يعد مثمراً بالوعي والحرية والتمرد، ليس فقط بسبب الحروب والحصار وإنما بسبب الإشعاعات والتفسخ الأخلاقي الذي تركته مخلفات الإحتلال من الفسفور الأبيض واليورانيوم والعمالة . لم يعد البستان بستانك الأخضر يا ابن البصرة وأبو الخصيب ولم يعد إصلاحه يحتاج إلى رفع الأعشاب الضارة وقطع رؤوس الأشجار المريضة والمتعفنة فيه. الخراب كيمائي نووي يا سعدي يحتاج إصلاحه إلى أجيال وأجيال تخرج من رحم الثقافة الملوث.

أنا لا ألوم البدائيين عبدة الطواطم الدينية في هجومهم عليك بسبب قصيدتك الرافضة للإحتلال والعمالة والوثنية. ولا ألوم اشباه المثقفين الذين تزبزبوا وهم حصرم لأن الغشاوة التي نسجتها العلاقة الفنتازية بين الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الدينية من أجل المصالح السياسية كفيلة بعمى البصر والبصيرة.

أنا ألوم المثقفين الذين أكلوا لحم الشيوعية وكبروا ومتنت أغصانهم أو الذي شربوا دمها فأينعت وحسنت وجوهوهم. الذين يعلمون علم اليقين بأن ما فجرته من لغة غضب واستنكار على جريمة الفلوجة ، التي لا تقل بشاعة ووحشية عن جريمة الهلوكست أو حلبجة المُتاجر بهما دولياً، لا تتعدى ملمتر واحد حدود إيمان الشيوعي العراقي بمبادئه وقيمه المتناحرة مع فتوات واوامر طواطم الدين. أين هم من عبارة "الدين افيون الشعوب" التي التصقت بالشيوعي كألتصاق جلده بلحمه؟ هل صارت بفضل المحاصصة الطائفية "عبادة الطواطم خبز الشعوب"؟ أنا أفهمك يا سعدي لأنني أقف على الحياد وأعلم بأن اصطياد طائر الحقيقة بحاجة إلى نصب الفخاخ في منطقة الحياد، وبأن علينا أن لا نحب ولا نكره إذا كنا نبحث عن الحقيقة.
أفهم بأن لبسك للقرط كجدك عنترة بن شداد ومغامرات العاشق المجنون كجدك قيس بن الملوح كانت رد شاعر عربي حر متمرد على قمل ثقافة العمالة والخدمة الذي يتابعك ويهاجمك لا لشيء سوى أنك صحت في سوق الشعر والثقافة العربية والعالمية أن حرب أمريكا على بلادك لم تكن حرية وديمقراطية وإنما هي احتلال وعبودية.
أفهم بأن العزة أخذتك بالأثم وقررت رد صفعة الأمس اليوم على طواطم النجف ( الشيوعية كفروإلحاد)
لم تكتفي بأن تكون الشيوعي الأخير وإنما البطل الشيوعي الأخير الذي جعل الشيوعية مقرراً للكفر والإلحاد وقسيماً للجنة والنار. عنيد وممتع هو التاريخ يا سعدي عندما يرفض الأنفصال عن مشيمة الزمن.



#كافي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للأسف البعث صكار المحاصصة
- الخطاب الثقافي للدولة
- تخيلي امرأة
- بكلمات وجيزة
- بحثي المحموم عن حكاية
- بلا عنوان
- تداعيات امرأة منفية
- الجمهورية الوطنية
- وقفة مع انشتاين
- كوميديا عروس السيد
- قتلي بأسم الله
- بنت الشوارع
- موتٌ مؤجل


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كافي علي - أنا أفهمك يا سعدي يوسف