أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاترين ميخائيل - القنصلية العراقية في ديترويت















المزيد.....

القنصلية العراقية في ديترويت


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. كاترين ميخائيل

القنصلية العراقية في ديترويت
كان يوم شتاءي قارس البرودة عندما جلست في سيارتي الصغيرة متوجهة الى القنصلية العراقية والثلج يتساقط بكثافة غير إعتيادية فرش التنظيف تتعثر من تنظيف الزجاجة الامامية كتُ احيانا أفقد الرؤية والمذيع الامريكي من راديو السيارة يُكرر " حذاري حذاري من السياقة في هذا الجو حتى وجدت الشاحنة التي تنثر الثلج على الطريق لاسير خلفها كي تفتح الطريق أمامي واسير بسرعة 15ميل وانا انظر بحذر كي اجد القنصلية العراقية وأبحث عن العلم العراقي حتى وصلته كل شئ أبيض امامي وأخيرا إستطعت ان أجد محل لوضع السيارة امام القنصلية , في تلك اللحظة المملوءة بالتعب والارهاق من السياقة الخطرة في ذلك الجو نزلت من السيارة وأقول كم سعيدة لادخل القنصلية العراقية . قضيت ستة أعوام دراسية في الاتحاد السوفييتي في السيعينات دون ان ادخل السفارة العراقية في موسكووبعدها إلتحقت بقوات الانصار البيشمركة لاناضل ضد نظام فاشي دكتاتوري نظام المقبور صدام وقضيت سبعة سنوات بعدها لالتحق مع ركب من مئات الالاف من ضحايا الانفال في مختلف بلدان العالم شرقها وغربها دون أن اتقرب من السفارات العراقية التي كانت بالنسبة لنا منبر التعذيب والتوقيف والاقصاء لكل شئ اسمه المعارضة من أمثالي .
ولم تمنعني قساوة برودة الجو والثلج المتساقط على معطفي من مسلسل هذا الشريط التعيس . دخلت السفارة لاتدفئ وإذا بي أجد قاعة الانتظار مليئة بالمراجعين بكل إحترام والاصول الدبلوماسية إستقبلني موظف السفارة وهو يُخاطبني بإبتسامة مؤدبة وقورة ويطلب الوثائق التي يحتاجها للمعاملة التي قصدت القنصلية . ظهر إني لم أحضر معي صورة شخصية وأخذ بإبتسامة عريضة يمزح هل يجوز ان اضع صورتي ؟ ضحكنا كلانا وبعدها وصف لي مكان سحب الصور ركبت سيارتي بشق الانفس أقود السيارة لاصل محل التصوير وانا بهذا الجو الكئيب المتعب وافكر ثانياً كم انت مجرم ياصدام كم هناك فارق بين القنصلية العراقية في ديترويت وبين القنصلية التي كانت في باكو عاصمة أذربيجان دخلتها عام 1978 لاطلب من القنصل حينها عن معطيات عن نفط العراق قصدته أطلب بعض الوثائق لاكرس دراستي عن نفط العراق قابلني حينها القنصل وهو يقول (نعم نزودك بالوثائق والمعلومات بعد ان تسافري الى بغداد ) قبل التوجه الى القنصلية كنت أعيش في صراعات حينها والخوف يقلقني ربما يعتقلني القنصل ويأخذ بي الى بغداد وكان حينها مسؤول رابطة الطلبة العراقيين وزملائي من الطلبة ينتظرون بفراغ الصبر كيف أرجع سالمة الكل في حالة إنذار وبما فيهم أستاذي وقسم النفط الذي كنت ادرس فيه دخلو حالة الانذار لاخرج من القنصلية بسلام وقبل الدخول الى القنصلية وقفت عند شرطي الحراسة الروسي الذي امام القنصلية أخبرته انا من المعارضة وبصوت خفي . خرجت حينها بعد ان وعدت القنصل بأني سأرجع اليه والخوف يملئ كل خلية من جسمي حتى وصلت الشرطي الروسي ثانية لاقول له خرجت.
بعد ان حملت الصورة معي ورجعت الى موظف أخر أخبره أخي رجعتُ مع الصورة واقدم لك الاوراق الان كاملة أجاب قائلا بإبتسامة عريضة وبكل وقار نعم الان كاملة كل الاوراق تفضلي للجلوس مع المراجعين لحين إكمال المعاملة . جلست في الصف الاول في قاعة المراجعين وامامي ستة شبابيك للمراجعين والعراقيين يتوافدون على كل شباك . الذي أثار إستغرابي هو اللغات واللهجات الكثيرة كان يتغلبها اللغة الكلدانية التي كانت ترن على أذاني كانت تؤلمني لماذا كلنا تركنا ارض الرافدين وتفرحني لانها نسيج إجتماعي مختلط ومختلف لكن الكل جالس بهدوء وكل إحترام يتكلم بهدوء بدون اي ضوضاء. الموظفون يستقبلون ويسألون والمواطن يجاوب دون خوف ولا روتين قاتل شعرت إني في دائرة امريكية . عيوني مقتوحة وأذاني تنصت على كل موظف ومراجع لاتحسس كيفية التعامل مع المراجعين وانا جالسة شاهدت موظف واقف مع بقية الموظفين ينظر الى الناس وبعدها ينظر الى الموظفين ليراقب عمل الموظفين لاأعرف من هذا الشخص سألني من وراء الزجاج دون ان يعرفني هل تحتاجين الى مساعدة أجبته أنتظر معاملتي وانتهى الحديث دخل السائل من الباب الخلفي ولازالت عيوني تراقب كل صغيرة وكبيرة في تلك القاعة المليئة من الناس رن تلفون إحدى المراجعات جاء الحارس شاب اسمر اللون خفيف الدم ليقول بهدوء (ممنوع إستعمال التلفون) .
بعد إنتظار أكثر من نصف ساعة جاءني شاب في منتصف الثلاثينات نادى من الشباك د. كاترين وصلت الشباك لاستعلم منْ هذا الشاب الذي يعرفني أسترسل قائلا هل تعرفيني ؟ أجبتُ كلا : أضاف أنا التقيتك في الكونكرس الامريكي في واشنطن وانت تدافعين عن الشعب العراقي انا سيروان تذكرته حقا ورحبت به, طلب ان انتظر قليلا كي نشرب القهوة معا . إنتظرت بعدها وخرج من باب الغرفة طالبا مني أن التقي بالقنصل العراقي وتفضلي هذه أوراقك كاملة . قلت له شتان بين تعامل أهل السفارة العراقية مع العراقيين في واشنطن وبين المعاملة التي لاقيتها اليوم في هذه القنصلية . سأل لماذا: أجبت التعالي الموجود لدى طاقم السفارة في واشنطن الان وإشعار المواطن كأنهم أحسن من المواطنين العراقيين وأخص بالذات الدبلوماسيين الذين كانو يعملون في السفارة جالستهم أكثر من مرة كأنهم من طبقة النبلاء ونحن كنا من طبقة الفقراء اذا ذهبنا الى السفارة .
دخلنا انا والاخ سيروان الى غرفة القنصل وجدت هو نفس الشخص الذي سألني هل تحتاجين الى مساعدة وانا جالسة في قاعة الانتظار؟ لم نعرف أحدنا الاخر . قال لي لم أعرفك وأجبتُ وانا لم أعرفك , شكرته على إهتمامه بالمراجعين وأخبرته شتان بين واشنطن وديترويت . أخبرته كيف كنت اراقب كل ماحوالي وكنت بأذان صاغية وعيون مفتوحة لكل مايدور مع المراجعين والموظفين ولم أستطع ان أعطي ملاحظة سلبية على الموظفين وعلى طريقة إدارة العمل . شربنا القهوة على عجل لانه مرتبط بموعد قدمت ملاحظة للقنصل يحتاج ان يزداد العنصر النسوي بين كادر القنصلية . أيدني بها . وخرجت من غرفته لاركب سيارتي وأرجع ثانية لاقول كنا زمن صدام نذهب أمام السفارة العراقية لنعلن عن إحتجاجنا وغضبنا ضد النظام الفاشي .
لايعني ان طاقم وزارة الخارجية لايخلو من المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة لازالت موجودة واتمنى من وزير الخارجية السيد هوشيار زيباري ان يُطعم سفارته وقنصليته من الناس المستقلين الكفوءين وليس الحزبيين والاقارب والاحباب فقط أقول هذا لاوصل الى السيد الوزير كم عدد العاملين في القنصليات والسفارات العراقية من القوميات العراقية الصغيرة علما لها حصد الاسد في القتل والتشريد والتهجير القسري لترك وطنهم الام ولا زالو مغبونبن وبالذات في أمريكا حيث هو أكبر تجمع لهذه القوميات ؟
اوائل شباط /2013



#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطريارك لويس ساكو مرحبا بك
- المالكي يعلن النظام الدكتاتوري
- منْ المسؤول
- هل أصبحت لغة السلاح لغتنا ؟
- لماذا تساهم المرأة في الانتفاضات والثورات ؟
- إستقالة المالكي ضرورية
- رسالة الى السيد النائب علي شبر
- أزمة الحكومة العراقية ؟؟؟؟؟؟؟
- الازمة السورية الى اين ؟
- لماذا ننتخب ومن ننتخب
- ملف السجينات العراقيات
- إعدام البطاقة التموينية
- مذبحة لاتنسى
- الفنانة عفيفة إسكندر عفيفة بفنها وأدبها
- لماذا الدكتور سنان الشبيبي مستهدفا الان ؟
- زواج القاصرات في العراق
- المالكي يقمع الحريات بمباركة دول الجوار
- الحجاب في الكاظمية
- رجال الدين يقتحمون قانون المحكمة الاتحادية
- الازمة السياسية الى اين ؟


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاترين ميخائيل - القنصلية العراقية في ديترويت