أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - تسييس الدين وتديين السياسة!














المزيد.....

تسييس الدين وتديين السياسة!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



على صفحات موقع الحوار المتمدن الالكتروني ناقش الكاتب خالد الحروب الاشكالية المتمثلة في تسييس الدين وتديين السياسة، ولا سيما في الدول العربية التي شهدت انتفاضات تعود كما يسميها أو يوصفها الى اصل واحد وهو خلط الدين بالسياسة (مصر، تونس، ليبيا، المغرب، اليمن، سوريا).
في هذه الدول التي تصدر مشهدها السياسي الاصولية الاسلامية سُخّر الدين لأهداف سياسية وأيديولوجية ضيقة، وعلى هذا الاساسي فالدين كما يشير الحروب ليس إلا لافتة لأغراض آخرى مبطّنة.
من التحليلات السياسية التي يستعرضها الكاتب في هذا الشأن تحليلاً للكاتب رضوان السيد يقول فيه: قامت استئثار كبرى سحبت من خلالها الدين التاريخي والشعبي المتجذر في المجتمعات العربية بعفوية ومن دون أية ادعاءات كبرى وأرادت حشره في السياسة والحكم والآن في النصوص الدستورية تخوض التيارات الاسلامية العربية معارك طاحنة لكنها مفتعلة ومختلفة ومستنزفة لطاقات البلدان والمجتمعات ان لم تكن مدمرة لها.
تحشد تلك التيارات طاقاتها وقواعدها وتنظيماتها وتستنفر مؤيديها وتدفع بهم الى الشوارع كي تفتعل «معركة الدستور والشريعة»، وبطريقة كاريكاتورية بحتة كأنه وجود نصوص دستورية يغير من الواقع شيء، وكأن النص في الدستور المصري مثلاً على ان الشعب المصري شعب مسلم يجعله شعباً مسلماً فيما لو لم يتواجد ذلك النص لخرج الشعب عن الاسلام.
حتى التنصيص على ان الشريعة هي مصدر القوانين والتشريع هو افتعال لمعركة لا معنى لها.. الشريعة هي المنظمة لحياة الناس طوعاً واختياراً وإيماناً وليس فرضياً وفوقية. والالتزام بها خاص بكل فرد من الافراد على حدة وعلى اساس ذلك الالتزام الفردي وليس الجماعي، تنظيم علاقة كل انسان بخالقه. عندما تتدخل القوانين في ذلك وتريد ان تجد لها مكاناً في علاقة دينية فردية نظمها الدين منذ عقود فإن هذا خلط للسياسة في الدين ونوع من الكهنوت الجديد!!
تحدث الكاتب عن هذا الخلط وعن توظيف الدين لأغراض ومنافع ومكاسب سياسية للبقاء في سدّة الحكم والاستبداد ونهب الثروات، ولذلك يقول: ليس هناك في التاريخ ما يدلل على نمط ناجح في سياق تديين السياسة وتسييس الدين، ويستعرض الكاتب في هذا الجانب تجربة القرون الوسطى التي تحكّم فيها رجال الدين بالسياسة والقصور والجيوش وتحكّم رجال السياسة بالدين والكنيسة والباباوات، فكانت النتيجة حروباً طاحنة وأنظمة ظالمة بالغة الاستبداد وعنصريات ضد الشعوب والجماعات المختلفة حتى لو كانت من ابناء الوطن الواحد!
والذي يحدث الان في دول الربيع العربي ولا سيما تلك الممارسات السياسية للأحزاب الاسلامية، وهي في الحكم أو قريبة منه تقدم لنا كما يوضحه الحروب قائمة طويلة من الامثلة على خطر تحويل الخلاف السياسي الى خلاف ديني وعقدي. وإذا كان للحزب الاسلامي معارضون فإن اسهل طريقة للدفاع عن الحزب والقائد السياسي تكمن في الاحتماء بالدين والقول بأن معارضي القرار السياسي وقرارات الحزب الاسلامي هم ضد الدين!
ومن الامثلة على ذلك، المعركة السياسية والطويلة والمؤلمة إزاء صياغة الدستور المصري ثم الاستفتاء عليه، اصبح المعارضون للدستور معارضين للإسلام والدين وأحيل الصراع السياسي برمّته الى صراع ديني لا حل وسط فيه، وحفل الخطاب الديني السياسي لرموز التيارات الاسلامية بلائحة طويلة من الشتائم والاتهامات التي وضعت جميع المعارضين على حدود التكفير!
ومن الامثلة ايضا تونس، ففي هذا البلد وفي احد فصول الصراع السياسي بين الاسلامين والاحزاب الاخرى حدث جدل حول ممارسات وزير الخارجية التونسي واتهامات له استغلال منصبه والانفاق من ميزانية الوزارة على إقامته الخاصة في فندق خمس نجوم، رد الوزير على الاتهامات انه يتأخر في مكتبه في بعض الليالي مما يضطر للمبيت في الفندق ودفع فاتورة الاقامة من ميزانية الوزارة!! وهذا ما يعبر عن استغلال سلطاته ثم فجأة يلقي راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة خطبة الجمعة يتناول فيها الموضوع من دون التصريح بالأسماء والحادثة لأن الوزير صهر زوج ابنته، ويتهدد ان حكم ترويج الشائعات في الاسلام هو الجلد 80 جلدة! ومعنى ذلك ان زعيم التيار المتأسلم القابض على الحكم في تونس يقحم الدين في حادثة سياسية، فأين الديمقراطية والشفافية ما لم يحارب الفساد والتلاعب بالمال العام؟!
وفي ختام حديثه عن إشكالية تسييس الدين وتديين السياسة يقول الحروب: الشيء المؤسف في تاريخ البشرية ان كثيراً من حلقاته تكاد تتشابه ولكن الشعوب والمجتمعات لا تتعلم من غيرها، كأن هناك جينات خبيثة تجبرها على دفع الثمن الباهظ الذي دفعته شعوب ومجتمعات اخرى حتى تصل الى نفس النتيجة. سوف نصل الى فصل الدين عن السياسة في هذه المنطقة من العالم. لأن ذلك الفصل هو الوحيد الذي سوف يوفر حياة عادية للناس من دون إراقة دماء وإقصاء. لكن السؤال كم من الزمن نهدر وكم من الجهد سوف نستنزف حتى نصل الى نتيجة معروفة سلفاً؟



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من امرأة إلى رجل متأسلم
- الربيع العربي: الاتجاه نحو ردة فعل رجعية
- كيف السبيل؟
- اختطاف الثورة المصرية والتونسية!!
- مذكرات
- الربيع العربي مرة أخرى...
- مخالفات وتهديدات !!
- المطلوب صوت العقل
- هل أفسد «الربيع السوري» على المرشد ليلته؟
- هل للديمقراطية من جدوى في عالمنا العربي؟ (1)
- ليكن حوارنا وإن اختلفنا من أجل الوطن
- نعم .. نخاف على بلادنا
- الدين والفضائيات
- البرلمان الديمقراطيون والليبراليون
- حول ثروة المرأة الخليجية والمشاركة السياسية
- لماذا التقدمي؟!
- الليبرالية والتطرف الديني
- مانديلا
- الدعاة الجدد والصراع على جمهور الفتاوى
- أسئلة وإجابات حول الإسلام السياسي وظاهرة العنف


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - تسييس الدين وتديين السياسة!