أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - خالد الصلعي - المواطنة بالوصاية














المزيد.....

المواطنة بالوصاية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 15:23
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


المواطنة بالوصاية
*************
رأسه مشقوق ، عبارة تستفز المتابع لأحداث تعنيف كتاب الضبط ،الذين قاموا بتظاهرة سلمية أمام المحكمة الابتدائية بطنجة . وكتاب الضبط هم موظفون رسميون يتبعون لوزارة العدل ، التي يمثلها السيد مصطفى الرميد المناضل الحقوقي السابق ، والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم .
رأسه مشقوق ، انه ليس رأس ارهابي أو سلفي ، أو فوضوي ، انه رأس موظف حكومي ، يطالب بحقوقه عن وعي بمسؤوليته وبشخصيته الاعتبارية ، لكن الاستجابة لمطالبه جاءت بأسرع مما كان يتصور ، شق الرأس ، وعلى المتضرر الاستغاثة بالمولى عز وجل، اذ لا يمكن أن نطلب من موظف أن يتقدم بشكاية ضد رئيسه في دولة قشور الموز ، وان كان الأمر جد طبيعي في دولة يحترم مسؤولوها أنفسهم ودستورهم وقوانينهم ، وقبل كل ذلك انسانية الانسان ، بما في ذلك انسانيتهم الشخصية .
إن إصلاح القضاء كما جاء في خطاب جلالة الملك : 29 يناير2003 يقتضي النهوض بكتابة الضبط وذلك بوضع نظام أساسي محفز وحماية موظفيها من كل اعتداء أو إهانة-1-....؟؟؟؟
لكن رأسه تشقق ، ولم يتعرض للاهانة فقط ، أو اعتداء بسيط ، لقد تعرض كاتب الضبط الى ضرب قد يفضي الى الموت...فمن سنسائل ؟ ومن سيتحمل المسؤولية القانونية وتراتبيتها ، انه قبل وزير العدل ووزير الداخلية وقيادة الجيش ،رئيس الحكومة طبعا ،باعتباره الرئيس التسلسلي للادارة المغربية .
الأمر خطير ، وخطير جدا ، ضرب ممثل الأمة ، اختطاف المواطنين الآمنين ، تهشيم رأس موظف بكتابة الضبط وسحل البقية ، كلها مؤشرات خطيرة على منزلقات أخطر ينزلق اليها مغرب ما بعد دستور 2011 .
الصورة قاتمة ، والأجواء دموية ، والاحتقان وطني وشعبي وجماهيري ، وذيول سياسة القمع ما زلنا نتابعها في وطننا العربي العزيز سوريا ، وفوضى التحولات في مصر الشقيقة لا تزال تغربل الحشائش الضارة التي تنبت على ضفاف نهر النيل . فمن يريد اغراق المغرب في فوضى عربية جديدة ؟ هل هو رئيس الحكومة ؟ لكن رئيس الحكومة يرمي بالكرة الى الملك ، فهو صرح كما صديقه علي الفاسي الفهري ، بأن قرار بقائه على رأس الحكومة بيد الملك ، وهو تنصل- وان بدى منه ذكيا -من المسؤولية ، الا أنه لا يعفيه من تحملها كاملة .
يجب اذن تتبع جانب تدرج المسؤولية في دولة القانون والحقوق والحريات ، دون تمتيع أي مسؤول بحماية ما او بغطاء ما ، مهما علا شأن المسؤول ، فالوطن أبقى والأشخاص ماضون ، والتاريخ ينصف ولو بعد حين .
رأسه مشقوق ، لقد مات ، محال واش يعيش ، هي عبارات تقفز اليك وأنت تتابع صور فيديو الهجوم على كتاب الضبط ، حالة من الهيجان والترويع ، وكأننا نعيش في بلاد السيبة مرة أخرى ، وليس في مغرب ، مهما اختلف الفرقاء الاجتماعيين فيه ، فهو يظل متشبث بكل أطيافه بحالات السلم والاستقرار . لكن السلطة التنفيذية التي تتدرج بالمسؤولية الى حاكم البلاد الفعلي الملك محمد السادس ، الذي كان أصدر أوامره السامية ، قبل خمسة أشهر ، باعتقال مجموعة من موظفي الدولة في مناطق عبور المهاجرين المغاربة ،فتم تنفيذ الأوامر على عجل ، عليه بناء على الفصل 42 من الدستور الجديد ، أن يأمر بفتح تحقيق في نوازل تعنيف المسيرات والتظاهرات السلمية التي تكفل ممارستها جميع المواثيق والمبادئ الكونية ، بما في ذلك قانون التجمعات العمومية الذي يكفل حق التجمع بعد اتخاذ اجراءات ادارية بسيطة .
لكن رأسه مشقوق ، ومحال واش يعيش . في ظل دولة تقول أول فقرة في دستوره : ان المملكة المغربية ، وفاء لاختيارها الذي لارجعة فيه ، في بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون ،تواصل اقامة مؤسسات حديثة ، مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الرشيدة ، يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية والكرامة وتكافؤ الفرص ، والعدالة الاجتماعية ، ومقومات العيش الكريم ، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة .
لكن رأسه مشقوق. لأنه مواطن فاقد للأهلية المواطنتية ، رغم كونه ممثل للدولة ، وموظف في أحد أسلاكها ،انه لايتميز حسب قانون القمع بين باقي المواطنين القاصرين مواطنتيا ، فنحن لازلنا نعيش في مغرب 2013 مواطنة بالوصاية .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمطار الجحيم -21- رواية
- موت حزب الاتحاد الاشتراكي
- وصايا للغراب
- نضج الثورة المصرية
- أمطار الجحيم -20- رواية
- أمة جاوزت مدة حمل حلمها
- الفساد حالة طارئة
- ارحلوا عنا فقد تعبنا من مهازلكم
- أمطار الجحيم -19- رواية
- انتقام اليوطوبيا
- التفاحة لم ترث خطيئتها
- العاصفة والجعة -قصة طويلة
- اطار عام لقصيدة ما
- ورطة فرنسا ...مالي أو الكنز الدفين
- دعاء التماسيح
- مزامير صامتة
- خايف ومش خايف
- أمطار الجحيم -18- رواية
- الديمقراطية الانسانية -3-
- النوم صحوالروح في روحها


المزيد.....




- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - خالد الصلعي - المواطنة بالوصاية