أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ما يجري في مصر مخيف














المزيد.....

بدون مؤاخذة- ما يجري في مصر مخيف


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يترك الرئيس المخلوع حسني مبارك كرسي الرئاسة تحت ضغط الجماهير الثائرة إلا بعد ان تركها "خرابة" فقد دمر اقتصاد البلد ونهب خيراته، وأرهن مقدراته، وجوّع الشعب، وجاءت ثورة 25 يناير 2011 ليبني المصريون والعرب آمالا عليها، ولترتعد فرائص القوى الامبريالية خوفا من أن تعود مصر الى دورها الريادي كزعيمة للاقليم، وفي افريقيا وفي دول العالم الثالث....وتوالت الأحداث في مصر الى أن تم انتخاب الرئيس محمد مرسي في انتخابات ديموقراطية كمرشح للاخوان المسلمين ولحزبهم الجديد"حزب العدالة" وواضح أن الأصوات التي حصل عليها الرئيس مرسي لا تشكل القوة الحقيقية للاخوان المسلمين، فهناك ملايين انتخبوه نكاية باللواء احمد شفيق الذي شغل مناصب رفيعة في فترة العهد البائد.
لكن الرئيس مرسي ومن خلفه مرشد ومجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين استغلوا الفرصة، بعد تفاهمات سياسية مع امريكا لنقل الحكم في المنطقة الى الاسلام السياسي ممثلا بالاخوان المسلمين، فقام بالغاء دستور عام 1971 وعين مجموعة من جماعته لوضع دستور جديد جرى الاستفتاء عليه واقراره، والغى المحكمة الدستورية، وأقال المدعي العام وعين بديلا لهما، وأقال جنرالات الجيش الذين حموا الثورة وعلى رأسهم قائد الجيش المشير طنطاوي، وأقال محافظين وكبار موظفين وعين بدائل لهم من جماعته، وقد بات واضحا أن الرئيس مرسي يريد تجيير الدولة بالكامل لصالح جماعته مستثنيا القوى السياسية العاملة على الساحة المصرية كافة، تماما مثلما كان حال الحزب الوطني زمن الرئيس المخلوع، وأخطر الاجراءات التي قام بها الرئيس هي تغيير الدستور ووضع دستور جديد لا توافق بين المصريين عليه، مما حدا بالمفكر المصري الكبير بوصف ذلك"انه اذا بقي هذا الدستور فانه يجري تحويل مصر الى دولة نازية".
وتوالت احتجاجات قوى المعارضة المصرية، ونزول ملايين المواطنين الى الشوارع مطالبين بالحوار وتعديل الأوضاع، وتجاهلت الرئاسة المصرية مطالب المتظاهرين، وكانت النتائج الأولى صدامات بين الأجهزة الأمنية والمواطنين اسفرت عن قتل العشرات واصابة المئات بجراح في مدن القناة، والقاهرة، والامعان في تدمير الاقتصاد المصري المنهك، وتعطيل ماكينته عن الدوران والتقدم، لكن الأخطر هو ظهور جماعات مسلحة من جماعة حزب العدالة، تعمل لمساعدة الأجهزة الأمنية في قمع المتظاهرين، وظهور ما يسمى جماعات"البلاك بلوك" المقنعة والمسلحة تعمل ضد الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة.
ولم يعد خافيا على أحد بأنه اذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، فان ذلك سيؤدي الى انهيار الدولة، وقد يقود الى اقحام البلاد في حرب اهلية وتقسيمها على أسس طائفية.
لكن المؤسف والمحزن هو تطور الأوضاع في معالجة الأحداث، وطريقة التعامل معها من قبل وزارة الداخلية، واذا كان بدهيا رفض محاولة المتظاهرين اختراق قصر الاتحادية –مقر الرئيس- ولا يوجد دولة في العالم تسمح للمعارضة باقتحام قصر الرئاسة، إلا أن ما ظهر على شاشات التلفزة مساء الأول من شباط فبراير 2013حيث قام رجال شرطة الداخلية بسحل مواطن وتعريته وركله وضربه بالعصي وجره عاريا في الشارع أمر لا يقبل به عاقل على وجه الأرض، ففي ذلك خرق فاضح لحقوق الانسان وحقه في الحياة، وهو مخالف لشرع الله الذي يدعي المتأسلمون الجدد بأنهم يحافظون عليه ويعملون على تطبيقه، وهل قرأ جماعة الاخوان المسلمين وصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه لجيوش الفتح المتجهة لبلاد الشام؟ وان قرأوها هل استوعبوها، وان استوعبوها هل اتعظوا منها؟ علما انها وصية لجيش المسلمين في كيفية التعامل مع شعوب عدوّة ومحاربة، وقد حصرت الوصية الحرب في دائرة المتحاربين، ووفرت الحماية للمدنيين، ودعت الى عدم الحقد وعدم التنكيل، ولمن لا يعلم فان لوائح حقوق الانسان التي اتفقت عليها البشرية بعد الحرب الكونية الثانية مستمدة جميعها من الاسلام، فما بال المتأسلمين الجدد لا يطبقون شرع الله، بل ويسيئون الى الاسلام والمسلمين.
ويبدو أنهم تثقفوا على الحقد والانغلاق، فحتى الرئيس مرسي بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية بأقل من 24 ساعة بث احقاده على حكم الرئيس جمال عبد الناصر عندما قال"فترة الستينات..وما أدراك ما الستينات"! وزاد على ذلك قبل بضعة أيام عندما رفع الحراسة عن ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، غير سائل عن أتباعه –وهم ملايين-وردود أفعالهم.
ان عملية سحل وجرّ المواطن المصري أمام قصر الاتحادية وحدها كفيلة باسقاط الحكومة، وكان الأجدر بمؤسسة الرسئاة أن تعتذر عن ذلك وأت تحاسب المسؤولين عن الحادثة بدلا من التهديد بعدم التهاون، خصوصا وأن الآلاف منهم تعرضوا الى التعذيب والاعتقال والقتل في العهد البائد.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا برّ لمن لا بحر له لنائلة عطية
- الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله
- نقاش رواية ظلال متحركة في ندوة اليوم السابع
- محمود شقير يمتطي فرس العائلة ويحلق في عالم الابداع
- نازك ضمرة وظلاله المتحركة
- نقاش ديوان-بيت المقدس في حيرة وصمت- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-عام مضى وعام يهلّ
- الفرح القادم
- شوارع القدس الحزينة
- بدون مؤاخذة-يجب وقف الكارثة في سوريا
- الخيال الواسع في قصة الأطفال -أولاد الحي العجيب-
- مناقشة أولاد الحي العجيب في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- وظلم ذوي القربى
- ثنائية-بنت الأصول-الروائية لديمة السمان
- السيّدة من تل أبيب في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-بين الدولة القومية والدينية
- لقاء الجماعات الثقافي في جامعة القدس
- بدون مؤاخذة-لا يتعلمون من التاريخ
- بدون مؤاخذه- نتنياهو يعرف ويفعل ما يريد
- -تصبحون على حبّ-في اليوم السابع


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ما يجري في مصر مخيف