أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - أمريكا في الشرق - العراق نموذجاً -















المزيد.....

أمريكا في الشرق - العراق نموذجاً -


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 06:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدثان تاريخيان كبيران، ساهما في دمغ العالم بخاتم النظام العالمي الجديد، الذي هو أحد إرهاصات العولمة التي بدأت تباشبرها في سبعينيات القرن الفائت باجتماعات لكتل اقتصادية لبعض رأسماليي الدول الثمانية بداية، ثم تحولت لتصبح نظاماً عالمياً واحداً، كلّياً، متكاملاً، له منظوماته، وأدواته، وقوانينه، التي ’يشرّعها ويقدم لها منظرّوا هذا النظام من مفكرين، وسياسيين، و عسكريين.
حرب الخليج الثانية، كانت الحدث الأول الذي عكس رؤية العالم الغربي وتحديداً > مجموعة الدول الثمانية العولمة تتجاوز بحجمها، وجرأتها، الخطوط الصفر والحمر وصولاً إلى بغداد ، ليس لقلب نظام الحكم فيها وحسب، بل و إسقاط عاصمتها في 9 نيسان 2003 واحتلالها حتى أيامنا هذه ، وذلك على مرأى من أنظار العالم أجمع..
من هنا، ’يمكن القول بأن حرب الخليج الثانية هي التي أنضجت الشرط التاريخي لعولمة العالم على الطريقة الأمريكية، أو بمعنى آخر أمركة العالم، لتتجاوز هذه الأمريكانيزم بإسقاطاتها ليس العسكرية وحسب، بل السياسية، والثقافية، والاقتصادية أيضاً ، بنية التركيبات السياسية وأنظمة الحكم العربية التقليدية التي كانت تقوم على الشرط المجتمعي المحلي بخصوصيته العربية؛ الدين، القومية ، النظام القبلي، نظام الإمارة. ولاشك بأن هذه الأنظمة لم تكن لتستمر لو لم يكن هناك توازن سياسي تضامني بين منظومات هذه الأنظمة على إختلافها في بنيتها السياسية، ساعد ذلك وجود إسرائيل واحتلالها لجزء مهم من أراضي أربع دول عربية أكبرها " فلسطين"، والتي كانت القضية الأساسية في الصراع العربي الإسرائيلي على مدى ما يزيد على خمسين عاماً ..
كانت إسرائيل حتى عام 1991 هي الضابط الإقليمي الوحيد لأنظمة المنطقة وتوازنها، وإستقرارها، زاد من فعالية هذا الدور، تحييد مصر كبرى الدول العربية عن الصراع العربي الإسرائيلي بعد اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، ثم تورط العراق بحرب مع ايران استمرت أكثر من ثماني سنوات في عام 1980 . لتصبح ساحة الشرق الأوسط مركزاً للألعاب البهلوانية بين الفرق المختلفة، حيث بقيت إسرائيل الحليفة الأولى وصاحبة الإمتياز في تطبيق سياسة أمريكا والحفاظ على مصالحها في المنطقة، وخاصة قبل إنهيار الإتحاد السوفييتي وانحسار دوره في المنطقة العربية كقطب عالمي ذو نفوذ إستراتيجي وقوة نووية ..
هذا الدور الإسرائيلي، إنحسر بعد أحداث 11 سبتمر 2001 ، التي أعطت المسوغ لأمريكا والفرصة التاريخية أيضاً ، لإنجاز شرطها التحولي النهائي بإتجاه الهيمنة على العالم وسياساته ومقدّراته ، فكانت الحرب على الإرهاب المزعومة هي حرب ولادة الإمبراطورية الأمريكانية الجديدة التي ا ستخدمت الخطاب التبشيري < العسكري > في القضاء على أنظمة القمع والإرهاب،وإستبدالها بالأ نظمة الديمقراطية المعاصرة.
دغدغت هذه التحولات العالمية والأحداث الخطيرة أحلام المحافظين الجدد وأسياد النفط في أمريكا ،ليجدوا في العراق الذي يمتلك ثاني إحتياطي نفطي في العالم ضالتهم في توجيه رسالة جديدة إلى المنطقة العربية والعالم . إقليمياً ؛ لم تعد أمريكا بحاجة إلى ما يسمى بإسرائيل، ولا أفضل من أن ينتهي دورها كقوة إقليمية فاعلة ، و ’تكافأ بإتفاقيات سلام مع الفلسطينيين تصبّ’ في مصلحتها الاستراتيجية، والديموغرافية، والسياسية، فتنهي بذلك صراعاً دام أكثر من خمسين عاماً ، لتستطيع بذلك ترتيب أولويات المنطقة و توزيعها الديمغرافي فيما يتعلق بالفلسطينيين المهجّرين في 1948، ثم تعيد ترتيب البيت اللبناني سياسياً وجغرافياً وأمنياً ، وأيضاً بما يتوافق مع مصالح إسرائيل الاستراتيجية والأمنية، أمّا الجولان ؛ فلا حق لسورية حتى بالحديث عنه، لأن سوريا بلد ضعيف بحسب تعبير مستر بوش رسول الديمقراطية إلى العالم، لأن ديمقراطيته لا مكان فيها للضعفاء، إنها ديمقراطية الأقوياء فقط ..!!
لا شك بأن النهج الذي بدأته الولايات المتحدة في العراق، نتاج مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ترسمه وتحدد ملامحه أمريكا، هذا النهج لا يختلف بالجوهر عن الخطاب الديماغوجي الذي مارسه غالبية الحكام العرب في القرن الماضي، جورج بوش يحمل الديمقراطية إلى شعوب المنطقة، ولكن شريطة أن لا تتضرر إسرائيل، يريد أن تزدهر الديمقراطية في لبنان، ولكن شريطة أن يكون هناك حكومة مؤيدة ومسالمة لإسرائيل، تحمي حدودها وتقدم لها المياه اللبنانية، وتحول لبنان إلى سوقاً للمنتجات الصناعية والزراعية الإسرائيلية، كما يحصل في العراق الآن! ويريدون للعراق أن تحكمه تركيبة شيعية، سنية، كردية، وربما يهودية إسرائيلية فيما بعد، بعد أن تضخمت الاستثمارات الإسرائيلية في العراق، و الأملاك التي يشتريها الإسرائيليون بأرقام خيالية، هذه التركيبة الطائفية التي لم تكن موجودة سابقاً لا في العراق و لا سوريا ، وإن كانت موجودة فبشكل مخفي وكان العراق يسير لولا طاغيته صدام حسين بإتجاه مجتمع علماني مدني، ولكن المستر بوش لا يريد مجتمعات مدنية حرّة، علمانية، يريد مجتمعات أهلية، أو ما قبل أهلية، تحكمها تركيبات طائفية وإثنية معقدة، تبقى تحتكم لرسل الديمقراطية "ميسرز بوش جروب " أو " ميسرز بوش أند كومباني"، لتبقى تحتكم إليه في كل شاردة وواردة، وفي كل تغيير سياسي أو اقتصادي في هذه البقعة أو تلك.
يضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير تحييد وتحجيم القوى الأقليمية اللاعبة الأساسية في المنطقة، وأهمها إسرائيل، ولكنه يضمن أيضاً نقاء العرق الإسرائيلي اليهودي ، ليبقى عرب 48 في الأراضي الفلسطينية مواطنون من الدرجة الخامسة أو العاشرة في النظام السياسي الإسرائيلي، أما في العراق ولبنان والأردن وسوريا فلا بأس أن يكون هناك أديان عديدة وإثنيات غريبة وقوميات مختلفة تتشارك في نظام الدولة الهجينة التي يريدنا الأمريكيون أن ننجزها .. ولا بأس أيضاً أن يتم توطين مئات الآلاف من الفلسطينيين في لبنان والأردن وربما في سوريا والعراق أيضاً، و لا بأس أن ’تعزل سوريا لأنها لا تستحق الحياة بسبب نظامها القمعي ، الذي لا يستحق أن ’تعاد له الجولان، لأن الجولان ملكاً للنظام، وليس للشعب السوري..؟!
أخيراً؛ لابأس أيضاً بأن ندفع نحن شعوب هذه المنطقة المنكوبة الاستحقاقات المتأخرة التي ’فرضت علينا من الخارج، وأن نكون نحن وأولادنا ثمناً لأخطاء حكوماتنا القمعية التي فشلت في إنجاز مشروعها المجتمعي على كافة الصعد، هذا إذا كان عندها مشروع بالأصل.؟! حتى أنهم لم يستطيعوا أن يقدموا لشعوبهم أية حصانة تحميهم من أمثال المحافظين الجدد وغيرهم، لقد حوّلوا هذه المجتمعات البدائية إلى قصبة في مهب الريح بحسب تعبير باسكال عن الإنسان . وما علينا سوى أن ننتظر لنشاهد مصائرنا يحملها إلينا الآخرون على ألسنة النيران الملتهبة ..



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تجربة لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا -- الضرورة- التح ...
- في التفاصيـــل ؟
- في بعض قضايا المعارضة السورية
- المجتمع المدني ودلالاته الوطنية


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد يوسف - أمريكا في الشرق - العراق نموذجاً -