أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - وثيقة الأزهر بين «عنف» ثورة وجريمة نظام














المزيد.....

وثيقة الأزهر بين «عنف» ثورة وجريمة نظام


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 14:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا يمكن لأحد أن يتصور طبيبا ناجحا يضع مخططا هندسيا لبناء عمارة، ويحدد كميات الأسمنت والرمل والزلط المطلوبة، ولا يمكن لأحد أن يتصور مهندسا مرموقا يرتدى روب المحاماة ويقف فى محكمة مترافعا عن متهم.
لكن هذا الذى لا يمكن تصوره، ولا حتى فى سينما اللامعقول، قد وقع بالفعل، والمدهش أنه تكرر أكثر من مرة، بين ترحيب وتصفيق من الجميع.
شيخا أزهريا وقورا ورصينا يتصدى مرة لصياغة ما سمى فى حينه «وثيقة دستورية»، ثم يعاود الكرة مرة أخرى بإصدار ما اصطلح على تسميته «وثيقة نبذ العنف».
لست أعرف على وجه الدقه، ولا حتى تقريبا، ما هى علاقة الأزهر بالفقه الدستورى، مثلما لا أستطيع أن أرى أية علاقة بين الأزهر وحكاية نبذ العنف، ولئن تنطع أحدهم مدعيا أن الدين يتحكم فى مختلف زوايا ومفاصل المجتمع، فلعلنا –بناء على هذه الحكمة المتنطعة- نشهد قريبا سلسلة إصدارات أزهرية، تواكبها احتفالات مهيبة فى مقر الأزهر لإعلانها أو للتوقيع عليها ينظمها الأزهر ويشرف عليها، مرة للتوقيع على ميثاق شرف للعمل الصحفى والإعلامى، وأخرى بمناسبة إصدار الأزهر وثيقة أخلاقية تنظم عمل الأطباء والممرضين، وثالثة احتفاء بانتهاء الأزهر من صياغة مقترح أخلاقى يحكم وينظم العمل فى المجالات الهندسية...الخ....
هل هذا هو ما يريده الأزهر لنفسه؟ أم أن هذا ما يريده «السلطان» من الأزهر؟ والأهم: هل هذا ما يريده وينتظره المجتمع من الأزهر؟ ثم ما الذى دار بخاطر رموز المجتمع المدنى (بمعنى العلمانى الليبرالى) وهم فى طريقهم للتوقيع على وثيقة الأزهر المسماة «نبذ العنف»؟
وكذلك يسهم الجميع، بوعى أو بدونه، فى وضع اللبنات الأولى لمبدأ ولاية الفقيه، بتكريس دور الأزهر (المؤسسة) فى تنظيم شئون البلاد والعباد، وعندما تتحقق مؤامرة السلفيين التى أعلن خطوطها العريضة ياسر البرهامى، وينزاح شيخ الأزهر الحالى من منصبه، تكون البلاد قد سقطت فى قبضة ولاية فقيه مصنوع فى بلاد النفط والغاز.
صحيح أن مصر أكبر من أن تحكمها مؤامرة البرهامى وجماعته، لكن الصحيح أيضا أن النخب المغيبة، تسهم بحماس ونشاط فى تكريس مبدأ ولاية الفقيه، وصحيح جدا ما تردده صفحات التواصل الاجتماعى «ألبس يا شعب» ما خططه البرهامى بليل ونفذه العلمانيون بجهل.
وفى التفاصيل، تتضمن وثيقة الأزهر مجموعة من القيم الأخلاقية والمبادئ العامة، لا يختلف عليها أحد، لكنها لا تمس جوهر المشكلة الراهنة، ولا تقترب حتى من تخومها، بل تعكس –فقط- فزع أهل الحكم، مرسى وجماعته، من الطاقات اللامحدودة التى تتفجر كل يوم من المصريين.
كان أهل الحكم، كما نُقل عن محمد مرسى، يعتقدون أن الشعب مثل التلميذ الذاهب إلى رحلة، فى الصباح مملوءا طاقة وحيوية وفى المساء منهكا ومهدودا، فاكتشفوا أن نهار الثورة والثوار كله صباح، لا يعرف المساء ولا حتى (بعد الضهر)، لست أعرف ما إذا كان أهل الحكم استغاثوا بالأزهر لينقذهم، أو حتى يساهم فى إنقاذهم من شعب لا يتعب ولا يكل، وثورة تعيش صباحا دائما بكل العنفوان والحيوية، أم أن الأزهر هو من تطوع بذلك من تلقاء من نفسه، لكننى أعرف أن وثيقة الأزهر تجاهلت جوهر وأساس العنف الدائر الآن على الساحة، وهو إجرام وهمجية داخلية محمد مرسى، وقد تجاوز إجرام وهمجية داخلية مبارك وطنطاوى.
فى معارك محمد محمود ومجلس الوزراء قتلت داخلية الجنرال حسين طنطاوى الثوار بذريعة أنهم يحاولون اقتحام مبنى الوزارة، بينما داخلية محمد مرسى تلاحق المتظاهرين وتقتلهم على كورنيش النيل بامتداد المسافة من جاردن سيتى وحتى ما بعد ماسبيرو، وفيها كوبرى قصر النيل ومحيط دار الأوبرا، والراجح أن لديها معلومات تفيد أن المتظاهرين يعتزمون اقتحام النهر، بدليل عدم اهتمامها بحماية فندق سميراميس، الواقع على كورنيش النيل، فليس من بين مهامها حماية الفنادق، لكن حماية النيل، وليس من بين وظائفها استرداد المسروقات، لكن قتل المتظاهرين الذين يريدون اقتحام النهر، وربما إحراقه أيضا، ووثيقة الأزهر لا تتطرق إلى ذلك.
وكذلك يبدو لى أن وثيقة الأزهر تفهمت أسباب ملاحقة رجال الداخلية للمتظاهرين فى محيط كورنيش النيل، وتعاملت مع جرائم القتل التى يرتكبونها باعتبارها عملا مهنيا وظيفيا يؤديه رجال الداخلية بشجاعة وبسالة تستحق إشادة مكتب الإرشاد، لحماية نهر النيل من التخريب، وعلى المتظاهرين إما أن يعودوا إلى منازلهم أو أن يتقبلوا القتل بالخرطوش والرصاص الحى بابتسامة مشرقة.
تدعو وثيقة الأزهر إلى نبذ العنف، لكنها لا توجه ولا كلمة واحدة للسلطة الحاكمة التى ترتكب جريمة القتل العمد بحق شعب ثائر، ربما خوفا أو لعله مجاملة، لكنه لا يعنى فى أي من الحالتين سوى الإقرار بشرعية جرائم القتل التى تمارسها سلطة مكتب الإرشاد، وتناشد المواطنين أن يسمحوا للداخلية بقتلهم دون مقاومة.
لقد كان حريا بالأزهر الشريف أن ينأى بنفسه عن لعبة السلطان، وكان يكفيه أن يتذكر ما قاله الصحابى الجليل أبو ذر الغفارى «عجبت لمن لا يملك قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه»، مدركا أن الثوار –رغم أنهم لا يمتلكون قوت يومهم- لم يخرجوا شاهرين سيوفهم، بل مطالبهم المشروعة، فكان أن خرجت عليهم سلطة مكتب الإرشاد شاهرة خرطوشها ورصاصها الحى.
لكن لماذا نلوم الأزهر وحده بينما قادة «النضال» الذين يدعون أنهم يقاومون حكم المرشد ودستوره المشوه قد تحولوا إلى جوقة من المنشدين والمرددين «لا للعنف»؟
هل لدى الدكتور محمد البرادعى والأستاذ حمدين صباحى تفسيرا لتوقيعهم على وثيقة تدعو إلى «نبذ العنف» دون أن تتطرق إلى جرائم داخلية محمد مرسى؟ افيدونا يرحمكم الله، وإلا فلتحلوا عن سمانا وتتركوا الثوار الذين «لا يجدون قوت يومهم» يشهرون سيوفهم ويمارسون عنفهم المشروع.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العنف والحوار والإنقاذ
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... جبهة «إنقاذ» من؟
- المسكوت عنه فى مسار الثورة... مقدمة فى نقد الذات
- خيوط المؤامرة: أين تبدأ وأين تنتهى؟
- ضع القلم!!
- بين سفاح دمشق وطاغية القاهرة: طريق واحد ونهاية واحدة
- «أرحل»... كشف حساب الرئيس الإخوانى
- هل تستطيع الجماعة حكم مصر؟
- حاكموا الرئيس
- دماء غزة والموقف المصرى المطلوب
- عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه
- الرئيس يناشد الفاسدين ويهددهم بثورة جديدة!!
- وطن جريح بين نادية حافظ وياسر على
- دستور 2012.. قراءة أولية فى مسودة أولى
- بؤس المثقف وثقافة البؤس.. د. رفيق حبيب نموذجا
- بديع يتكلم...!
- حكم الإخوان.. بين قرض الصندوق ومشروع الفنكوش
- ... ومازال الإخوانى عصام العريان يتجلى!!
- «الشريعة».. أزمة مجتمع أم أزمة إسلاميين؟
- كل عام وانتم بخير


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - وثيقة الأزهر بين «عنف» ثورة وجريمة نظام