أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلمان محمد شناوة - زيرو دارك ثيرتي















المزيد.....

زيرو دارك ثيرتي


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 13:04
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


زيرو دارك ثيرتي

قليل ما يتوجه احدنا إلى السينما حتى ينال قسطا كبيرا من الثقافة والمعلومات المكثفة , بحيث تخلق لدينا وعي اجتماعي وسياسي حول قضية ما , وقليلة تلك الأفلام التي تتحدث عن قضية ما بحيث تشكل وعي المشاهد وتجعله يتكلم بلسان تلك القضية ...

لقد تعودنا على مدى 10 عقود من عمر السينما , إن تكون السينما مكان راحة يستريح بها الإنسان من تعب يوم كامل يصطحب زوجته أو أبنائه أو حبيبته , حتى يخرج وقد نال جرعة من ضحك أو ابتسامة أو حتى مهلة يرتاح بها من تعب يوم طويل ...

أما إن يدخل إلى فيلم وتواجهه سيل من الأسئلة بلا نهاية وبلا إجابات مقنعة تزيد تعبه تعبا , وجهده الذهني يصارع هذه الأسئلة في محاولة إيجاد إجابات مقنعة لها , كثيرا منا يهرب من هذه المواجهة , وقليل منا يسعى إلى هكذا أفلام , حتى يطمئن أنها لازال يفكر ويحلل ويخرج بنتيجة حول ما يحدث حوله من قضايا ..يمر عليها مر الكرام , ولكن هذه الأفلام وصناعها اجبره إن يجلس ساعة ونصف وهو يشاهد ويترقب ماذا يحدث ...

ربما كان الراحل يوسف شاهين احد هؤلاء , حين يصنع فيلما لا يصنعه حتى يستريح المشاهد , بل يتعبه بسيل من الأسئلة والتي لا يجد لها إي إجابات مقنعة ويخرج وهو حائر يفكر , يصيبه بموجه من الدهشة , تجعله مجبورا يفكر ويسأل ويسال صاحبه أو صاحبته , عن مغزى هذا الفلم وهذه المشاهد ...

زيرو دارك ثيرتي واسمه بالعربي (( ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل )) , أو ساعة الصفر مثل ما يحلو للبعض الكلام عنه , ربما من هذه الأفلام والتي تصيبنا بموجة من الدهشة , تجعلنا مسمرين في أماكننا , نبحث عن إجابات , لا بل البعض منا يهرع إلى الشبكة العنكبوتية يطرح نفس الأسئلة حتى يجد إجابات مقنعة ... ويقال " أليست مهمة السينما هي خلق الأسئلة , وأصابت المواطن بسيل من الدهشة حتى تجعله كائن يفكر ...

ثلاث من الشيوخ الأمريكان في مجلس الشيوخ الأمريكي ومن ضمنهم جون مكين وقعوا وثيقة اتهموا صناع الفلم بأنه " يصور عملية قتل بن لادن بأنه "غير دقيقة" لأنه يشير إلى أن التعذيب هو الذي قاد إلى اكتشاف مخبأ بن لادن , وتتهم الرسالة فيلم المخرجة كاترين بيغيلو، الحائزة على جائزة الأوسكار عن فيلمها السابق "خزانة الألم" الذي تدور أحداثه في العراق، بأنه يعزز "أسطورة إن التعذيب مؤثر" في هذا الصدد.

تقول كاترين بيغلو " أنها معارضة عن للعنف طوال حياتها وهي " تساند حق كل أمريكي في التعديل الأول لصنع إعمال فنية والكلام عن ضميره دون تدخلات أو مضايقات حكومية " . وإنها تدعم كل الاحتجاجات ضد استعمال التعذيب والمعاملة غير الإنسانية مهما كان نوعها .
وتقول " أنها تشعر إن النقاد يجب إن يوجهوا سهام نقدهم إلى مكان أخر , فمن المناسب إن تتوجه إلى أولئك الذين يخططون لسياسات الولايات المتحدة بدلا من معارضة فيلم قام بعرض القصة على الشاشة "وتقول " من غير المعقول لي إن أهمل قضية التعذيب وإنكار الدور الذي لعبته سياسة الولايات المتحدة ضد الإرهاب وممارساتها .

لجنة الأمنية في مجلس الشيوخ تجري تحقيقا فيما إذا كانت بيغلو وكاتب السيناريو منحا دخولا غير صحيح إلى مادة مصنفة تابعة للسي أي ايه...
حتى إن ممثلين متميزين مثل مارتن شين والرئيس السابق لنقابة ممثلي الشاشة اد استر دعا إلى مقاطعة الأوسكار للفيلم ...
الفلم يواجه ضغطا هائلا تدخل فيه ما هو حكومي وماهو شعبي , ومشكلة الفيلم مثل ما يقول جون مكين " هي إن الناس الذي يشاهدون فيلم "زيرو دارك ثيرتي" سيعتقدون إن الإحداث التي يصورها حقائق", وهكذا، يتوفر الفيلم على إمكانية تشكيل الرأي العام الأمريكي بطريقة مربكة ومضللة".

هناك منطقة معقدة يسير فيها الفيلم والنظر والأضواء مسلطة عليه بشدة , يسير في منطقة تعتبر حقل ألغام حقيقي , حيث إن أي خطوة خطا سوف تسبب انفجارا كبيرا يقضي على صناع الفيلم ... إن اتهام الفلم بأنه يعزز أسطورة الألم من خلال التركيز على التعذيب والذي يؤدي إلى معلومات أدت إلى القضاء على بن لادن , جعل هذه الفكرة هي محور الفيلم , وهذه هي نفس النقطة التي ينفيها المسئولين والذين يدافعون عن التوجه الحكومة , والذين ينفون كون التعذيب أو ما يسمى الإيهام بالغرق كان هو الأساس الذي أدى إلى الحصول على المعلومات ... وهنا المشكلة العويصة للفيلم , فحتى نحصل على معلومات قيمة للقضاء على هدف معين نحتاج إلى المعلومات , وبهذا يكون هناك حق مشرع للحكومات لوضع البشر تحت التعذيب مهما كان نوعه للحصول على المعلومة المطلوبة , وبهذا وبطريقة ما سوف تتساوى الحكومة الأمريكية مع الحكومات البربرية الأخرى في مشروعية التعذيب , وان الكلام عن حقوق الإنسان سيكون لا معنى له , خصوصا إن أمريكا اشتهرت بهذه الفترة بمعسكرات التعذيب المنتشرة في كل دول العالم , فكأنها هي تشجعه وتغذيه وتدفع لاستمراره و مع إن هي تظهر دائما من المدافعين عن حقوق الإنسان وتحارب من اجل هذه الحقوق ....
هذا التناقض هو الذي ازعج الشيوخ الأمريكان , وأزعج الكثير من الذين يشاهدون الفلم وخلق هذه الهجمة على الفلم وصناعه , ولكنه في نفس الوقت جعل الأضواء مسلطة عليه وبقوة وحقق هذا النجاح الجماهيري على مستوى شباك التذاكر .

يقول الرئيس الأمريكي في احد مشاهد الفيلم "«يجب أن نعيد لأميركا أخلاقها» , وهذا ربما هي نظرة أمريكا لشعبها , أنها دولة ذات أخلاقيات , وهذا ما روجت له أمريكا عبر السينما طوال حياتها وعبر الخطب الرنانة لحكامها والسياسيون فيه , انها دولة أخلاقيات , لذلك حين نجدها تتدخل في إي دولة , إنما يأتي تدخلها للمحافظة على الأمن والسلم الدوليين , وهي كذلك حين تتدخل للقتال للحفاظ على حقوق الإنسان , وفوق ذلك كلها إن حياة مواطن واحد أمريكي يساوي في نظرهم إن تتدخل الجيوش الأمريكية للإنقاذ حياته و وهذا ما نلاحظه في أفلامهم , والتي تصور كيف تتدخل الفرق الأمريكية لإنقاذ حياة واحدة في أقصى الجحيم , حيث الأخر مثار واضح لانتهاك حقوق الإنسان , وربما هذا وجدناه واضحا في فلم ارغو والذي أزعجني جدا , لأنه يصور كيف قامت السي اي ايه بتجنيد كل طاقتها لا نقاذ ثمانية أشخاص وتهريبهم خارج إيران بعد قيام الثورة الإسلامية باحتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران , هذا أخلاقيات الجندي الأمريكي ...

ولذلك ربما كان هذا الفيلم مزعجا جدا حين يجعل إن حماية الأمن الأمريكي مرهون بإتباع أساليب التعذيب , والتي تؤدي الحصول عليها للقضاء على عدو طالما تسبب لهم الكثير من المتاعب , ومشكلة الفيلم, هي إن يجعل التعذيب شي مشروعا وتدافع عنه الإدارة الأمريكية , وبذلك هي تنتهك حقوق الإنسان الذي طالما دافعت عنه .

إذن مشكلة الفيلم هي أخلاقية في الدرجة الأولى , حيث تجعل انتهاك حقوق الإنسان مشروعا , وان حياة المواطن الأمريكي يعلو على إي حياة بأي بقعة من العالم ...

أفلام يوسف شاهين بقت خالدة , لأنها لا تخاطب الغرائز إنما تخاطب تلك المساحة المهملة من العقل , والتي تجعله يفكر , وحين يفكر , لسبب ما يجعل الفلم وكل مشاهده تقريبا حية في الذاكرة , وهذا ما يفعله زير دارك ثيرتي , حيث بلحظة ما تشعر ان الكاميرا عين تراقب المتقاتلين , فهي في حياد دائما , فكل الخصوم يتساون بالذنب , ولا عاطفة مع احد ضد الأخر , وربما هذا يعطيني الوعي إن الحرب ما إن تبدأ , فالكل في الجريمة سواء , والكل في الخطيئة سواء , والإنسان هو بصفته فردا , لا مجموعة هو الضائع الوحيد حين تستعر الحروب , ويموت الملايين , ونحن نكتب ونحلل حتى نبرر لكل الدماء التي يتم سفحها في سبيل قضية , ونقول أنها عادلة.




#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب في مالي
- ارغو هذا الفيلم المزعج ...
- ألعريفي وتناقضاته العجيبة ...
- موسم الهجرة للحُسين ....
- هل غزة انتصرت أم إسرائيل انهزمت ؟
- هل يصبح الدباغ كبش الفداء لصفقة السلاح الروسي ؟
- المورمون الطائفة المجهولة.... في أمريكا
- سنان الشبيبي واستقلالية البنك المركزي ...
- سحب الثقة .... أخر أزمات المالكي ....
- العراق .... وطرق الأستبداد
- الشخصية العراقية وقسوتها المرعبة ....
- الشيعة ... بين الأقصاء والمواطنة
- هل تنهار العراقية .....
- العراق .... بلد كل الأزمات المجنونة !!!!
- تقرير بسيوني ... ورد الأعتبار للمواطن البحريني
- العراق .... والحل في الفيدرالية
- عملية اغتيال السفير
- ثقافة المال العام .....
- 11 سبتمبر .... وخيبة العربي المسلم
- أزمات الحكومة العراقية


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلمان محمد شناوة - زيرو دارك ثيرتي