أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)














المزيد.....

إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 07:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


إسحاق الشيخ يعقوب هو ذاكرةُ نضال طويل، وكثيرون ناضلوا ولكنهم ذابوا، لم يتركوا سوى سِير جميلة غير مكتوبة، وذكريات مسرودة، فالجزيرةُ العربيةُ ذاتُ تقاليد شفهية عريقة، ولكن حين تتجلى الكتابة، ويظهر الكِتابُ تتعززُ الرسالة، وتحفرُ في صخور الواقع.
راحت كتبُ إسحاق الشيخ يعقوب تتالى وتنهمر، وسيرُ المناضلين والمتنورين تتخلقُ بدايةً من الجزيرة العربية تجمعُ سرداً وحوارات ذاتية وخارجية، فالهمُّ الوطني ضاربٌ في الأعماق، وإذ بدأ سيرةً ذاتية في كتاب (أشمُّ رائحةَ مريم) وكان تعبيراً عن الأنا في سبر أغوار التجربةِ الشخصية المترابطة مع سيرةِ وطنٍ وشعب وعالم، فإنه ينعطف نحو رموز النضال والتنوير عبر هذا البحث، وتظهر حلقاتُها كعلاماتٍ بارزة في الواقع، وهو يكتبُها بشكلٍ بحثي متواصل متصاعد حيناً، كسيرةِ (عبدالعزيز المعمر: ذاكرة وطن)، التي لا يلعبُ فيها المنولوج الشخصي دوراً مركزياً، حيث تتصاعد أدواتُ البحث، وتقدمُ سيرةً شخصيةً متماسكةَ الرصدِ والتحليل، في حين إنه في كتابِ (موج الحبر) يجمعُ بين السيرةِ الذاتية التي يبرزُ فيها المنولوجُ الشخصي الغالب وتداعياته الشعرية والسردية بلقطاتِ البحث في شخصية تنويرية أخرى هي شخصية (حمد الجاسر).
شخصيةُ عبدالعزيز المعمر هي من شخصياتِ الرعيل النهضوي الأول في السعودية والجزيرة العربية وهي شخصيةٌ مناضلةٌ مبهرة في ذلك الزمن البسيط في أدواته وأفكاره وعزائمه؛ درسَ في الجامعة الأمريكية فصار من النخبة التي يمكنها أن تصعد إلى ذرى المناصب:
(هناك على مقاعد الجامعة الأمريكية تنامت في نفسه الكراهية والعداء تجاه وحوش الفاشية والنازية)، (وهو في الجامعة الأمريكية مع كثير من الطلاب المبتعثين الذين قدموا لينهلوا من المعارف والعلوم الأكاديمية وينقلوا ما تعلموه إلى بلدانهم من أجل الإصلاح والتنمية)، ص 19، عبدالعزيز المعمر، ذاكرة وطن، دار قرطاس، الكويت، 2005.
هذا الرجل الذي وصل لهذا المستوى التعليمي كان من نتاج عالم البداوة القاسي البسيط:
(لقد تفتحت طفولته في بلدة «العيينة» إمارة آبائهِ وأجداده «آل معمر» وكان نسل عائلة كريمة، وكان أهل العيينة يعيشون على الرعي والزراعة وتربية الإبل والأغنام)، ص 23.
هذا التركيب بين الارستقراطية القبلية والجمهور الشعبي كان يمكن أن يتناقضَ بشكل حاد لتصبح الشخصية المثقفة التي أكملتْ تعليماً جامعياً بمنأى عن القبيلة والناس، وأن تعيش لمصالحها الخاصة.
ولكن عبد العزيز المعمر وصل لذروة الحكام وأقام علاقةً قوية معهم وكان يمكن أن ينسج علاقة نفعية متصاعدة، لكنه اختارَ طريقاً آخر.
(أيُّ نقلةٍ فاصلة حاسمة شكلت وجدانية تأملاته وهو يقارن بين «العيينة» وبيروت؟)، (في رأس بيروت سكن مع عائلة مسيحية)، (وعاد إلى الوطن يحمل شهادة ليسانس في العلوم الرياضية).
هذه الإمكانية أتاحت له الالتقاء بعاهل الجزيرة الملك عبدالعزيز بن سعود ومن ثم بابنه الملك سعود بن عبدالعزيز وغدا مستشاراً له، بين جملةٍ من المستشارين أصحاب المصالح والتوجهات المختلفة، فيما كان هو كرس نفسه للهم الوطني الصعب بين القمة الحاكمة والقاعدة الشعبية، فتوجه نحو ثروة البلد الأساسية المتنامية وهي النفط ووجه قدراته العلمية والاجتماعية والسياسية لقراءةِ وضعها وتطويرها بشكل وطني.
كانت مهماتٍ خطيرةً صعبة في زمن هيمنةِ الشركات الأجنبية النفطية، وبسببِ التفتح البدوي المفاجىء على العصر والتحولات البطيئة الشديدة الصعوبة بين السكان، وهذا المستشار الشعبي لا يخفي آراءه في مناهضة جريمة إلقاء القنابل النووية على المدن اليابانية، ولا إجحاف عقود النفط الغامضة، وهيمنة الشركات الغربية على الحقول النفطية في المنطقة، وكان المد القومي الوطني يتصاعد وقد تمظهر في السعودية بسياسة الملك سعود بن عبدالعزيز، الذي ساندها إلى حين، وقام المعمر بنقد سياسة شركة النفط في الصحافة المحلية السعودية وقتذاك فكتب دراسةً أُلحقت بالكتاب، ومنها:
(ويكاد مجموع دخل العمال في فنزويلا يساوي صافي الربح الذي تحصل عليه شركات النفظ هناك، وليس في الوسع مقارنة تلك الأرقام بمثيلاتها في بلدان الشرق الأوسط المنتجة للزيت، ولكنها في المملكة العربية السعودية أقل من ذلك بكثير، الملحق، ص 169.
هذه الآراء لا يمكن أن تُقبل من مهتم بتطوير حياة العمال، خاصة مع تصاعد الصراع بين الشرق والغرب وبين حركة التحرر العربية والاستعمار في ذلك الزمن من الخمسينيات من القرن العشرين.
تفاصيل شخصية عديدة في الكتاب ويوميات لظهور العلاقة بين المثقفين المتنورين والعمال، وهي كتابة نادرة معبرة عن التأريخ الاجتماعي للطبقات لم تترسخ في ثقافة الجزيرة العربية والخليج الحديثة سابقاً وحاضراً.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)
- ثورةٌ تقودُها البرجوازية الصغيرة (1-2)
- العمال والنقابات والطائفية
- الديمقراطيةُ أو الفاشيةُ
- إيران و مخاطر تجربة ألمانيا الهتلرية
- نضالٌ ديمقراطي مشتركٌ
- صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ
- اليسارُ والطائفيةُ (2-2)
- اليسارُ والطائفيةُ(1-2)
- الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية
- وطنيون لا طائفيين
- تكوينُ برجوازيةٍ هجينة
- العمال والطائفية.. اختطاف العمال
- العمالُ والطائفية وتخاذلُ التحديثيين
- العمال والطائفية: وحدةُ المصنع
- العمال والطائفية: ظرف عام
- العمالُ والطائفية: إبعاد التحديثيين
- العمالُ والطائفيةُ: أثرُ القومية


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)