أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند عبد الحميد - عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه















المزيد.....

عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 3990 - 2013 / 2 / 1 - 00:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



قبل أيام أُطلقت في نابلس حملة التبرع بالدم لمصلحة "الجيش العربي السوري" جيش النظام الأسدي، خبر صاعق في رمزيته. من المنطقي ان تتعدد المواقف والاستقطابات إزاء الصراع الدائر في سورية منذ عامين تقريبا. ويحتمل الصراع انحياز بعثيين وقوميين ويساريين ومواطنين سياسيا للنظام السوري. لكن الغريب كل الغرابة ان لا يلتفت هؤلاء للمحنة الانسانية التي يعيشها أكثرية الشعب السوري بفعل قصف طائرات ودبابات وراجمات ومدافع وصواريخ سكود التابعة للنظام. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تأييد النظام والانحياز لسياسته ولبقائه في سدة الحكم يستدعي بالضرورة تأييد قتله للابرياء وتدميره للمدن والبلدات والاحياء وتشريده لملايين السوريين داخل وخارج سورية ؟ سؤال أخلاقي بامتياز!
هل انتم يا من تتبرعون بدمائكم مع قتل النظام لابناء جلدته بهذه الطريقة الوحشية التي يندى لها جبين البشرية ؟ للأسف لم تعترضوا ايها المتبرعون ولم تطالبوا بوقف القتل ولم تحتجوا على جرائم القتل! ماذا سيقول لكم أبناء وذوي اكثر من 60 الف سوري بينهم الف فلسطيني من سكان المخيمات قضى معظمهم على يد الجيش الذي تتبرعون له! ماذا سيقول لكم ربع مليون مصاب وجريح سوري أهرقت دماؤهم بقذائف ورصاص وصواريخ هذا الجيش الذي تتبرعون له بالدماء! ماذا سيقول لكم 3 مليون سوري بينهم عشرات الالاف من الفلسطينين فقدوا منازلهم وشردوا داخل وخارج سورية يكابدون شظف العيش ومحنة اللجوء وقسوة الطبيعة وانتم تدعمون وتشجعون الجيش الذي شردهم ؟ ماذا يقول لكم 160 الف معتقل في سجون ومعسكرات النظام الديكتاتوري و40 الف مفقود ومفقودة وانتم تنحازون لجلاديهم؟ ماذا تقول آلاف النساء والفتيات السوريات اللواتي تعرضن للاغتصاب وهن يشاهدنكم على شاشات التلفزة وانتم تتبرعون لمغتصبيهن المجرمين؟ هل تستطيعون الاجابة على أسئلة هؤلاء ؟ ماذا سيقول لكم اصدقاء وأقرباء وشقيقات المغني الرائع ابراهيم قاشوش الذي ذبحه الجيش لانه غني (سورية بدها حرية) وهم يشاهدوكم تتبرعون بالدم للجيش الذي اجتث حنجرته بوحشية فاقت وحشية الفاشيست الذين قتلوا فيكتور غارا. وكيف تستطيعون النظر الى عيون علي فرزات وقد قام الفاشيست بتكسير أصابعه التي ترسم اللوحات الجميلة.
لم تفعلوا يا سادة ما فعلته المعارضة السورية المقبولة من النظام، تلك المعارضة التي رفضت الحل الامني الذي اعتمده النظام كحل وحيد للصراع. ولم تفعلوا ما فعله بعض أركان النظام وحزب البعث الذين تحفظوا على استخدام القوة العسكرية في قمع المنتفضين. لقد انحزتم إلى الجيش الذي كتب على جدران المنازل في حمص ودرعا " الاسد .. أو تدمير البلد " هل تؤيدون تدمير سورية يا سادة؟ كثيرون من حلفاء النظام ناشدوه على وقف قصف الأفران والجامعات والتجمعات السكنية الآهلة، انتم لستم من بين هؤلاء للاسف الشديد. لقد ذهبتم الى آخر الشوط من غير لفتة انسانية مع شعب كان دوما مع حريتكم، وقاتل ابناؤه في صفوف ثورتكم طوال الوقت.
لماذا كل هذا الحب والاخلاص والانحياز للنظام وجيشه؟ ألإنه يحرك دباباته وطائراته وصواريخه وراجماته وجنوده لمحاربة الاحتلال الكولونيالي للجولان؟ لم يحركها قط يا سادة منذ حرب 73 وحتى 31 كانون ثاني 2013. كان يمكن تفهم تأييدكم للنظام على افتراض انه سوف يحارب ذات يوم وفي قادم الزمان الاحتلال في الجولان. لكن تأييدكم له وهو يحرك ترسانته العسكرية الضخمة ضد مدن درعا وحمص وحلب ودير الزور وحماة وريف وأحياء دمشق وعشرات المدن والبلدات والقرى السورية ويحولها الى انقاض لا يمكن استيعابه او فهمه وفق معايير الوطن والوطنية منذ بدء الكون. هل تتفضلوا علينا بتعريف الوطني والوطنية والتحرر والمقاومة؟ ألا تعني هذه المصطلحات الدفاع عن الوطن والشعب وتحقيق الحرية والكرامة لهما. الشعوب يا سادة ضد الامبريالية وضد الاستعمار والاحتلال لانهم يقهرونها ويقتلونها ويستغلونها ويهينونها وينهبونها.ماذا لو فعل النظام بشعبه ما تفعله الامبريالية؟ ماذا لو لم يدافع النظام عن شعبه ضد الاحتلال والنهب والافقار ؟ هل يبق النظام وطنيا وممانعا وداعما للمقاومة؟ لماذا كل هذه المعاندة للواقع المدعم بألف دليل ودليل؟
انتم تبررون للنظام ما يرتكبه من جرائم بدعوى وجود تدخل خارجي ودعم للمعارضين بالاموال والسلاح من قبل دول البترو دولار وتركيا والغرب. نعم يوجد تدخل سافل ضد الشعب السوري وليس ضد النظام، تدخل يدعم الثورة المضادة داخل الثورة السورية من اجل ضمان استمرار علاقات التبعية الاقتصادية والسياسية للغرب ومن اجل أن لا تنهض سورية وتتحول الى دولة مستقلة حقا. إن اكثرية الشعب السوري والقوى الثورية وقوى المعارضة الديمقراطية ترفض ذلك التدخل وترفض التبعية المقيتة، ولكن وفي كل الاحوال لا يمكن تبرير جرائم النظام ضد شعبه بوجود تدخل خارجي، مع العلم ان ممارسة الارهاب من قبل القوى الاصولية وانقسام الجيش السوري واللجوء للقوة من قبل الجيش المنشق الحر جاء ردا على امعان النظام في خياره الامني الدموي في مواجهة الانتفاضة الشعبية السلمية. النظام بهذا المعنى هو المسؤول عن تحول الانتفاضة السلمية الى انتفاضة مسلحة وهو المسؤول عن التدخلات الخارجية.
ألا يحق للشعب السوري تغيير نظامه الديكتاتوري الوراثي المستبد متى أراد أسوة بالشعوب العربية ثارت على انظمتها المستبدة وما زالت تواصل ثوراتها التي تعرضت للسرقة؟ يحق طبعا حتى لو كان النظام مناهضا لاسرائيل والامبريالية ؟ ألم تكن الديكتاتورية في اوج وطنية النظام العربي سببا رئيسا في هزيمة الانظمة العربية، وفي تكريس عجزها عن حل المسألة الوطنية؟ ما هي استراتيجية نظام الممانعة في حل المسألة الوطنية - تحرير الجولان-. النظام لا يدّعي أن لديه خطة أو استراتيجية. ويسلم بالأمر الواقع وهو بقاء احتلال الجولان آمنا مستقرا. أتعلمون ان الاستراتيجية المفضلة لدى اسرائيل هي "اللا حرب واللا سلم" بحسب المؤسسة الامنية وخبراء الكولونيالية، وهي الاستراتيجية ذاتها المفضلة لدى النظام الأسدي باسم آخر هو " الممانعة" !. النظام في أحسن الاحوال عاجز منذ حرب 67 عن حل المسألة الوطنية ولا يفكر بتجاوز عجزه وهذا يفقده الأهلية الوطنية. لأن قضيته الأولى والاخيرة هي البقاء في السلطة والحكم عبر التوريث وإلى الابد. ستقولون انه دعم حزب الله، ودعم حماس، صحيح، لكن دعمه جاء كتكتيك هدفه استخدام المقاومة كورقة ضغط لتحسين موقعه ونفوذه الاقليمي بما يخدم بقاء سلطته. مقابل ذلك ، نذكركم بتدخل النظام الأسدي ضد الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ومنعه انتصارهما بالقوة لمصلحة نظام طائفي واحتياطه من القوى الفاشية التي فجرت الحرب الاهلية. الاتذكرون ان دخول الدبابات السورية كان بموافقة اميركية واسرائيلية وبدعم دول البترو دولار. لم تقولوا في ذلك الوقت ان النظام ينفذ اجندة معادية ويتحالف مباشرة وغير مباشرة مع الغرب الامبريالي وأنظمة البترو دولار ونظام السادات، ألا تذكرون ان مخيم تل الزعتر جرى تدميره وقتل سكانه بدعم "الجيش العربي" الذي تبرعتم بدمائكم له؟ ثم الا تذكرون ان مدينة نابلس خرجت عن بكرة ابيها لتندد بجرائم النظام ضد المخيمات الفلسطينية في ذلك الوقت. ألا تذكرون أن نظام الممانعة أعلن وقفا لاطلاق النار مع القوات الغازية بعد اقل من اسبوع من اجتياحها للبنان عام 82 وترك القوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية تواجه الغزو الاسرائيلي وحدها. هل نسيتم أن النظام الاسدي دعم حركة أمل الطائفية الفاشية اللبنانية في حربها القذرة على مخيم صبرا وشاتيلا استكمالا للحرب الاسرائيلية – الفاشية اللبنانية على المخيمات الفلسطينية ما بعد حرب 82؟ نذكركم ايها السادة المتبرعون بدمائكم بأن النظام القومي أرسل 15 الف جندي سوري مع اسلحتهم للقتال مع قوات الناتو في حرب الخليج ضد العراق عام 1991. ونذكركم بأن النظام سلّم عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردي للنظام التركي ضمن صفقة غادرة. ونذكركم بأن النظام جبن في الرد على كل الاعتداءات الاسرائيلية وبخاصة ضرب المفاعل النووي السوري وغارة يوم 30 /1 /2013 التي استهدفت مركزا داخل الاراضي السورية . فأي وطنية واي ممانعة واي مآثر للنظام يمكن الدفاع عنها ايها المتبرعون بدمائكم؟
بعيدا عن المسألة الوطنية، وفي الصراع بين النظام - تحالف الطغمة الأمنية البيروقراطية مع البرجوازية الطفيلية مع الاحتكارات العالمية- الذي نهب البلد وأحالها الى بلد فقير من جهة، وبين شعب يعيش اكثر من 37% من ابنائه تحت خط الفقر، وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب عنده 29%، ونسبة العنوسة 40% من الجهة الاخرى. من المنطقي في صراع من هذا النوع ان ينحاز الوطنيون والديمقراطيون والتقدميون للشعب الذي يطالب بحريته وبحقوقه في العمل وفي السكن والعلاج والتعليم. وان يكونوا ضد الذين عرقلوا الانتاج في الصناعة والزراعة والذين فككوا الوظيفة الاقتصادية الاجتماعية للدولة وخربوا القطاع العام وادخلوا البلد في أزمة طاحنة. المجموعة المتبرعة بالدم،انحازت للطغمة الامنية الاقتصادية الفاسدة والناهبة ونظامها الدموي ضد السواد الاعظم من الشعب المضطهد والمنهوب والمهانة كرامته. في كل الثورات العربية انحاز الشعب الفلسطيني للشعوب الشقيقة وفي الثورة السورية انحاز الشعب الفلسطيني مع الشعب السوري ما عدا الذين تبرعوا بدمائهم وكان ذلك بمثابة عار .



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة محمد رشيد بداية مشجعة
- مع مصر الشعب ..ضد الثنائية
- يوم قتلت الطفولة في -الحولة-
- من يحمي الشعب السوري ؟
- قمة بغداد والتحدي المستحيل
- الأدب هو الاشجع في كشف المستور وطرح الاسئلة
- خديعة صناديق الاقتراع
- سقط الطاغية ونظامه الجملكي وبدأت مرحلة البناء
- الشعب يريد : محاكمة من قتل جوليانو ؟
- الحراك الاسرائيلي .....الى اين؟
- ارفعوا ايديكم عن حماة!
- من هم اصدقاء النظام السوري؟
- إنطفاء .....اليسار !
- نداء آية براذعية * ما زال يطن في الأذن!!
- اللا معقول في تصفيق الكونغرس ....ومبايعة نصر الله
- فعاليات إحياء الذكرى63 للنكبة تحيي أملا جديدا
- هل تجاوزت حماس وفتح اختلالاتهما؟
- هل يملك النظام السوري حلا للأزمة؟
- جول خميس وفوتوريو اريغوني ....شجاعة ونبل
- اغتيال جوليانو خميس ...اغتيال لثقافة الحرية


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهند عبد الحميد - عار التبرع بالدم لجيش يقتل شعبه