أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - أترانا نعود لعصر الساطور والمدية.. لنوقف جرائم قتل النساء في العراق














المزيد.....

أترانا نعود لعصر الساطور والمدية.. لنوقف جرائم قتل النساء في العراق


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3989 - 2013 / 1 / 31 - 20:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يحتضر الشرف على اجسادنا ويرتجف العرف من اصواتنا وكلهم رجال... رجال الساسة والقضاء قبل رجال الخيمة يهيمون في ما بين افخاذنا... لدينا ذكورا وفحولا يؤسسون التحضر والتمدن لمجتمعاتنا يتعكزون على شرف السرير والجنس واللذة وعندما يستائون يقررون الثمن قتلنا... المجازر في مجتمعاتنا حقيقتها فكرية.. المجازر التي تستهدف قتل النساء فاحت رائحتها في مدينة الناصرية.. ان ظاهرة قتل النساء في الناصرية هي ليست وليدت اليوم او الامس.. لكنها أزدادت سوءا بظروف الحروب التي لها اوزارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. ضاعفتهامصالح حكومات الاسلمة التي اساسها مصالح البترول وغسيل الأموال.. ليتسلط راس المال على حساب كرامة الأنسان وسحق النساء.. بتفعيل القبيلة والخيمة والتخلف ليرصد قاعدة رصينة لبقاءة من جثث النساء وقتلها.. لقد اشترت الحروب العدل والظمير القانوني.. أشترت الفكر والثقافة.. في وطن مثل العراق كان بلدا للحضارة والحرفة اضحى نازف الحدود والروافد والسهول.. الفكر فيه مطعون ويمزق الجهل اوردته من الحدود الى الحدود.. ولتصب تلك المصائب ويلاتها بكل همجية ووحشية على رؤوس الأطفال والنساء.. ولا يمكن السكوت على قتل النساء وتمرير تلك الجرائم بحق الأنسانية.. الى متى ينهش ويحصد الجهل والتخلف والاجرام اجساد وارواح النساء في العراق.. مع صمت اجتماعي وحكومي وقانوني أن لم يكن تستر ودعم لتلك الجريمة.
لقد ازدادت ظاهرة قتل النساء بشكل كبير في مدن العراق وخصوصا مدينة الناصرية.. فأخر الأخبار دلت بالعثور على جثتين لأمرئتين ألقيتا في العراء. أحدهما لأمرأة في الرابعة والثلاثين من عمرها في قضاء الشطرة (45 كم شمال الناصرية) وجدت مقتولة بعد اصابتها بطعنات بألة حادة. والثانية فتاة في الثلاثين من عمرها مجهولة الهوية عثر على جثتها في ساعة متأخرة من الليل ملقاة في أحد الأنهر (شمال الناصرية)، بينما كانت الحيونات السائبة تنهش جثتها بعد أن تعرضت للضرب بألة حادة.. اضافة الى العثور على جثة ثالثة لأمرة في العشرين من عمرها قتلت طعنا بألة حادة في منزلها بأحد أحياء الناصرية.. لم تكن الناصرية هي المدينة الوحيدة التي طالعتنا بأخبار قتل النساء، ففي مدينة الحويجة التابعة لمحافظة كركوك نشرت أحد المجاميع المسلحة، قائمة صدرت عنهم درجت فيها اسماء لعشرون أمرأة ودعوا الى قتلهن بحجة أنحرافهن عن العادات والتقاليد المجتمعية. وتم تنفيذ القتل بأثنين منهن. وكما أن أمراتين أخريين قتلتهما عائلاتهما لورود اسمائهن في القوائم..
غَسلَ العار وجودكم وعقولكم.. حتى صار شأنكم الوحيد قتل النساء ومحوها من الوجود.. النساء تقتل باقذر وابشع الطرق.. تقتل بهمجية واستهتار علني.
اترانا!!؟؟ نعود الى دفن البنت وهي ترفل بالحياة.. اترانا!!؟؟ نعود الى عصر الساطور والمدية على رقبة المراة.. عاملت الاديان المراة الانسان على انها عورة.. وتركت الجريمة تنتهك اجساد وارواح نسائنا.. ولا توجد جهات تتصدى لذلك القبح الذي يرمي الجثث في الساحات او على الطرقات تنهش بها السوائب.. ليتحول الشرف الذكوري على اجسادنا وليمة لفتوى نكاح الجثة او للحيوانات كالكلاب والقطط واحتفال للذباب والديدان... تتعفن عقولنا قبل انوفنا من همجيتكم يا رعاة القبيلة ويا اسلاف الخيمة.. يورانيوم التخلف في عقولكم يتفجر في ما بين الفخذين.. والمراة لديكم عبارة عن جسد ونهدين.. والقوانين تزف لكم جبروتكم وتبارك ذكوريتكم.. شرفكم التليد يسلبنا حياتنا ووجودنا.. والقوانين تسلخ عنا جلودنا وكرامتنا.. من اجل استمرار الامبراطورية الذكورية ومملكة التخلف.. لتصون الجريمة وتحميها.. النص في القانون الجنائي العراقي في الفقرة التي أختصت بجرائم قتل النساء تحت مسمى (غسل العار).. المرقمة (111) لسنة 1969 بمادته (409) تعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات لمرتكب جريمة قتل أمرأة تحت مسمى (غسل العار).. هذا التخفيف في الحكم والعقوبة هو لأنقاذ الجاني لا لردعه.. فعقوبة القانون العراقي لاتتناسب مع واقع الجريمة ووحشيتها.. حتى أن تلك العقوبة لا تطبق بسبب التستر على الجاني من قبل العائلة.. ان ديناميت الشرف على جسد المراة متوهج ليرضي غروركم الهمجي واستهتاركم الذكوري.. الحاجة كانت ولا زالت قائمة لضرورة تعديل المادة القانونية وأعتبار جريمة القتل تحت مسمى (غسل العار) هي جريمة قتل مع سبق الأصرار والترصد..
يعامل قتل النساء في مدينة الناصرية على انه من الامور الصغيرة والتي لا تستحق الالتفات لها ولا حتى خوض النقاش فيها. الجهات الحكومية في الناصرية تفضل عدم الحديث عن الموضوع (لحساسيته) حسب تعبيرهم، ولقرب موعد أجراء أنتخابات مجالس المحافظات المقررة في نيسان القادم.. أحد المسؤوليين المحليين صرح لوكالة أنباء وتحفظ على ذكر اسمه قائلا: (ارفض التطرق لهذه المشكلة الصغيرة، فالحديث عنها يمكن ان يثير حفيظة جهات عشائرية تمارس عادة تسمى بغسل العار، ونحن في مرحلة الانتخابات وهي فترة حساسة على المرشحين ان يتنبهوا لخطواتهم فيها). اذا كانت السلطات المحلية في مدينة الناصرية هي جزء من الجريمة وقاعدة لتطبيق القانون العشائري القبلي الهمجي فيجب حلها فورا..
نناشد كل الجهات التحررية والمنظمات الانسانية.. الوقوف معنا للتصدي لهذه الظاهرة والوقوف بوجهها لحماية النساء من القتل والاجرام العشائري المتعكز على الاستهتار والوحشية..
نطالب بالتدخل من كل مكان وبالذات في مدينة الناصرية.. نطالب الجهات التشريعية والجهات التنفيذية التدخل لوضع حد لتلك الجريمة المقنونة بالأعراف والتقاليد القبلية.
************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقتلون في وطني النساء
- أنا أمرأة ولست عورة.... حوار مع مجموعة (100 % نساء) المغربية
- روض غرائزك ولاتدعها تتحكم بمصيرك... أنتشار ظاهراة الاغتصاب ف ...
- السياسة تحول جريمة الأغتصاب الى ورقة طائفية... أغتصاب فتاة ن ...
- كل عام وانت رجل
- سجينات التحرش والاغتصاب
- تعليمات الزي المحتشم تجلد المرأة العاملة في العراق....
- يا نساء العالم اتحدن
- أتفاق وزاري عراقي ايراني..... الوزيرة أبتهال كاصد ومحاصرة ال ...
- القتل الصريح.... عندما ترحل النوارس
- ساسة الاراكيل..... حكومة المالكي تصر على أنهاء المجتمع في ال ...
- حول أوضاع النساء والحركة النسوية في العراق
- كاتم صوت
- منع دخول السافرات الى مدينة الكاظمية... أفلاس سياسي لحكومة د ...
- قف أيها الرجل
- الكرسي بين الآية والفتوى
- تحية لنساء التغيير
- الخامس والعشرون من حزيران يوم الأرامل العالمي
- الجريدة
- أسئلة الى الله


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - أترانا نعود لعصر الساطور والمدية.. لنوقف جرائم قتل النساء في العراق