أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مها أبي راميا - بالروح ... بالدم .... بالعصا ... وسد الفم














المزيد.....

بالروح ... بالدم .... بالعصا ... وسد الفم


مها أبي راميا

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 13:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هي مقدمة لا بد منها للحفاظ على هويتي الفنية ، إذ أني كنت أؤمن دائما بفصل الفن عن السياسة ، وأن الفنان يناضل في فضاء مختلف عن السياسة ، إذ أن للسياسة شخوصها وللفن شخوصه ، إلا أن ما يحدث في البلدان العربية ، يجبر أي كائن مهما كان فضائه ، أن ينخرط في الفضاء السياسي ، مستنفرا ومستفَّزا من الحالة المزدرية التي تتفاقم يوما إثر الآخر ، في منطقتنا .
إن الاستفزاز الكبير الذي تعرضت له هو ما حصل يوم 10/3/2005 أمام مبنى قصر العدل بدمشق ، والطريقة المتخلفة والبدائية في التعامل مع الاعتصام السلمي الذي قام به نحو 500 مواطن سوري قد لبوا دعوة من لجنة التنسيق الوطني للدفاع عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان ، للاعتصام أمام القصر العدلي في دمشق الخميس (10/3/2005)، للمطالبة بإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم الاستثنائية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والرأي والتعبير وإغلاق ملف الاعتقال السياسي، إعادة الجنسية إلى المواطنين الكرد المجردين منها بنتيجة إحصاء 1962 الجائر، العمل على إيجاد حل ديمقراطي عادل للمسألة الكردية في سورية.
وقد كان رد الحكومة السورية على هذه التظاهرة السلمية أنها أوفدت مجموعة من " زعرانها " لينهالوا بالضرب بالعصا والشتائم وتخوين المتظاهرين .
ويحق لي استعارة جملة " رياض الترك " التي قالها في مقابلته لجريدة النهار " إن سورية لا يمكن أن تحكم بالعصا " ، إلا أن النظام السوري يعتقد أن أكثر الأنظمة حكمة وخبرة في إدارة الشعوب ، فيؤمن بالمقولة الشعبية " العصا طالعة من الجنة " ويصم آذانه عن كل الدعوات العالمية المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير .
بعد انتهاء حكم حافظ الأسد الشهير بأنه حكم البلاد بقبضة فولاذية ، بوفاته ، وليس بطريقة أخرى ، ورغم التغييرات العالمية في الخارطة السياسية والفكرية ، لم يؤمن خلَفه النجيب بالخارطة الجديدة للتوزيع السياسي والثقافي ، بل آمن أن طريقة " القبضة الفولاذية " هي الأنجع ، إذ أنها حمت الطبقة الحاكمة في سورية طيلة حوالي أربعين عاما ، أما ما حدث في العراق ، فهو أمر لا يمت بصلة إلى سوريا ، وحزب البعث السوري هو غير البعث العراقي ... وهلم جرا من تصريحات وأقوال تؤكد ما قاله " الترك " أيضا " إن بشار لم يعِ الدرس العراقي " .
مما لا شك فيه أن النظام السوري يعيش أزمة عميقة من الداخل ، وهو مدرك في هذا العمق ، أنه زائل لا محال ، وكل محاولاته للاستنجاد بالوقت ، لن تعفيه في النهاية من الذهاب إلى بيته ، وترك الوطن لشرفائه ، الذي سيصلون بالطريقة الديمقراطية ، إلى سدة الحكم .
إنه من المعيب أن نسمع في هذا العصر ، حيث الانتشار الهائل للدعوات الديمقراطية وإطلاق الحريات ، أن يقدم النظام الحاكم في سورية على الاعتداء بالعصي والركل بالأرجل على المعتصمين والصحفيين وكأنهم دواب ، وأعتذر بشدة عن هذه اللفظة ، من كل الشرفاء الذين طالتهم يد النظام الملوثة بالأذى .
ألم تعِ هذه الحفنة أن زمنها زائل ، وأن عليها محاولة كسب الشعب بدلا من إهانته وضربه ، وعلى من يستند النظام السوري ، أعلى حفنة من المرتزقة وبائعي الشعارات ؟!
إذ ان أزلام النظام اعتادوا على رفع شعارات مضحكة من شدة سذاجتها ولا معقوليتها في زمن الانفتاح السلسي والحريات ، إضافة إلى ضرب المعتصمين في التظاهرة ، قام برفع شعارات " الله سوريا بشار وبس" ، بل انهم لم يستحوا من رفع شعار دموي " يا بشار لا تهتم ، عند شعب بيشرب دم " ، وكلنا نعرف كمية النكات التي شاعت في الأوساط الشعبية وغير الشعبية في الرد على شعار " بالروح ، بالدم " .
لا أعرف إذا كان النظام السوري في عمقه يستند ويؤمن بشعارات من هذا النوع ، فعلى سبيل المثال ، في اليوم الذي كان العالم يعلن فيه دخول القوات الأميركية إلى بغداد صبيحة 9/4/2003 ، كان الصحاف ينكر الخبر ، وليس موضوع الصحاف مهما ، فقد عرف العالم حقيقة الصحاف وغيره ، ولكن ثمة شخص كان يقف بجوار الصحاف " من أزلام البعث الذين يؤمنون بالشعارات " قال ردا على الخبر " خليهم يدخلوا ويشوفوا ! " مهددا الأميركان ، طبعا فيما بعد اختفى ذلك المسكين كما اختفى " معلّموه " !
إن هؤلاء الذي يصدحون بالشعارات ، ويترنمون بالمقولات الهشة " بالروح بالدم ، يا بشار لا تهتم ، الله سورية بشار وبس …. " لهم من أشد الناس خطرا على النظام ، لأنهم مختصون باـ " اللعي " والثرثرة والكلام الفارغ ، وعند الجد ، لن يجد النظام أحدا منهم حوله .
إن المرتكز الوحيد للنظام هو الشعب ، وعلى النظام السوري إدراك هذه الحقيقة والالتفاف على شعبه ، فهو المخلّص الوحيد والجدي من أية أزمة قادمة ، على النظام حقا الابتعاد عن صيغ المماطلة والتهديد الضمني واحتقار المعارضة ، ليستطع الثبات أمام التهديدات الخارجية .
لقد علق الشعب السوري الكثير من الآمال على شخصية الرئيس بشار ، وخاصة بعد خطاب القسم ، وطبعا بدأت خيبات الأمل تدب تدريجيا مع الاعتقالات والتصريحات المغايرة للرئيس السوري ، بغية توضيح ما تم من سوء فهم حول مفردة " الشفافية" ، ومفاهيم المجتمع المدني ، وغير ذلك ، إلى أنه توصل ، الرئيس السوري ، إلى وصف المعارضة ، بـ المنشقين .
على النظام السوري ، و"دزينته " حسب وصف السيد صبحي حديدي ، أن يدرك حجم الحنق الشعبي عليه ، الذي يزداد يوما تلو الآخر ، وأنه ما من حل أمامه ، للخروج من هذه الأزمة ، والضغوطات ، سوى التصالح مع الشعب والمعارضة السورية ، بتنفيذ كلفة الطلبات المشروعة من إلغاء قانون الطوارئ وإقرار حرية الصحافة وحرية الأحزاب وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي ، والاعتراف بحقوق الأكراد ، فيما عدا ذلك ، سيظل هذا النظام متأرجحا في عزلته ، بين الحقد الشعبي ، الذي لن يرحمه ، إن آنت الساعة ، وبين نفاق مروجي الشعارات وحاملي الهراوات " البعثيون والمخابرات " ، وطبعا ، بين الموقف العالمي الذي يزداد ازدراء من مواقف هذا النظام .



#مها_أبي_راميا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى جبران تويني في ربيع لبنان
- ما المرحلة التالية لاغتيال - رفيق الحريري- الله ينجينا من ال ...


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مها أبي راميا - بالروح ... بالدم .... بالعصا ... وسد الفم