أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - هل يطفئ مرسي الحريق ؟














المزيد.....

هل يطفئ مرسي الحريق ؟


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 23:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تقف مصر اليوم على شفا إنهيار شامل لم تعرفه في أحلك لحظات تاريخها الحديث، ولا تبدو في الأفق احتمالات واضحة للخروج من المأزق السياسي الراهن بعد أن تخلى الرئيس محمد مرسي عن دوره المحايد كرئيس للجمهورية وقام بتحويل الصراع السياسي إلى معركة تكسير عظام بينه كممثل لجماعة الإخوان المسلمين وبين سائر القوى الوطنية.
هذا الفشل من جانب الرئيس مرسي في أداء مهام منصبه قد وضع الأمة بأسرها بين مطرقة استمراره في سدة الحكم والسقوط في مستنقع الأخونة، وبين سندان إسقاطه وخلعه ومحاكمته وهو ما يقودنا حتما إلى المجهول، الذي يمكن لعصابات الإسلام السياسي الإرهابية أن تجعله بالغ الصعوبة والألم.
لقد أقسم الرئيس مرسي على أداء مهام محددة ألا وهي المحافظة على النظام الجمهوري، واحترام الدستور والقانون، ورعاية مصالح الشعب، والحفاظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، إلا أنه خلسة قد نذر نفسه لمهمة أسمى تتناقض مع هذه المهام ألا وهي تمكين جماعة الإخوان وزرع عناصرها في جميع مفاصل الدولة والمجتمع.
وفي سبيل إنجاز هذه المهمة السامية تنصل الرئيس من كل الوعود التي قطعها على نفسه، وارتضى أن يكون مندوبا للجماعة في قصر الرئاسة يقتصر دوره على توقيع القرارات الرئاسية التي تعد في مكتب الإرشاد، ولم يتردد في الحنث باليمين الدستوري، فاعتدى على الدستور والقانون بحصار المحكمة الدستورية وإقالة النائب العام من أجل تعيين نائبا عاما إخوانيا، كما غض الطرف عن تزوير الإستفتاء من أجل تمرير الدستور الباطل، وأخيرا وليس آخرا أنه أمر أو لم يمنع قتل المتظاهرين في عدة مناسبات، وهي نفس التهم التي حكم فيها على الرئيس المخلوع مبارك بالسجن المؤبد.
ورغم أن هذه الجرائم قد أفقدت الرئيس المنتخب شرعيته، ودفعت أقرب حلفائه إلى التخلي عنه، إذ أنكرت الأحزاب والجماعات السلفية عناده وطالبته بالمرونة، وبدأ العديد من الكتاب الإسلاميين في انتقاده علنا وبقسوة وطالبوه بتغيير مستشاريه الإخوان والإستجابة لمطالب المعارضة، وخرج الفريق السيسي عن صمته وأطلق تصريحات تفوح منها رائحة الإنقلاب العسكري، فضلا عن الاستياء الواضح في الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي من سياساته ومن تردي الأوضاع في مصر، إلا أن العقل لا العاطفة يجب أن تكون له الكلمة هنا.
لقد علمتنا ثورة يناير أنه من السهل إسقاط الأنظمة ولكن من الصعب بناءها، ومن ثم فإن إسقاط مرسي أو خلعه قد ينجح في إذلال تيار الإسلام السياسي ومعاقبته على سرقة الثورة، ولكنه سوف يعيد توحيد فصائله التي تمزقها الخلافات والإنشقاقات يوما بعد يوم، ويؤدي إلى إشعال آتون الإستقطاب في المجتمع، ويخلق ثارات لا تمحوها السنون بين القوى المدنية وبين التيارات الإسلامية، وسوف يعتبر هذا سابقة يتعمد كل فريق تكرارها في مواجهة أي رئيس يرشح أو ينتخب من الفريق المنافس، فتدخل البلاد لسنوات في دوامة لا تنتهي من الفوضى كما هو الحال في بنجلاديش وباكستان.
لقد أحسنت جبهة الإنقاذ برفض دعوة مرسي لحوار بلا ضمانات، ونؤمن أن ضغط ثوارنا في الميادين كفيل بإجبار مرسي وجماعته على الخضوع وتوفير تلك الضمانات، فينعقد الحوار، وتشكل حكومة إنقاذ محايدة تشرف على تعديل الدستور، والنص فيه على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بعد إقراره، ومن ثم تنتهي ولاية مرسي دستوريا، ويكون من حقه إن واتته القريحة أن يترشح مرة ثانية في انتخابات تشرف عليها هذه الحكومة المحايدة.
إن مصلحة الوطن يجب أن تعلو اليوم فوق كل اعتبار، وفوق رفضنا لجماعة الإخوان المسلمين وما تمثله، ولا يجب أن يخضع العقلاء لابتزاز الشارع الثوري الذي يطالب بإسقاط مرسي، وإن كنا نطرب لسماع هذا الهتاف، ونرجو أن يتحول يوما إلى حقيقة تخدم قضية الديموقراطية ولا تضرها.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
- من ينقذ جبهة الإنقاذ
- دولة المشايخ في مصر
- القضاء المصري في مواجهة الفاشية
- مصر تحت حكم العصابات المسلحة
- الإخوان يسقطون رئيسهم
- الدين والأخلاق (2)
- دستور الحرب الأهلية
- غيرة الشيخ من القسيس هي السبب
- الدين والأخلاق (1)
- مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة
- قاض وطبيب وبلطجي
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات
- أسلمة الخطاب الكنسي
- مصر تحت الحكم الفاشي
- انتفاضة 24 أغسطس


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسماعيل حسني - هل يطفئ مرسي الحريق ؟