تقرير مفصل حول اغتيال فرع الصويرة

أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 00:54
المحور: حقوق الانسان
    

"إن الشتائم في السياسة تعبر عن مدى عجز صاحبها على تقديم نقد علمي لخصومه السياسيين"
فلادمير اليتش أوليانوف، لينين

لم نكن ننوي كتابة هذه السطور لولا تجرأ البعض وبوقاحة منقطعة النظير على تسييد مجموعة من الأكاذيب وعملهم على نشر الإشاعات، محاولة منهم تشويه تاريخ المناضلين الشرفاء ! لم نكن ننوي كتابة هذه السطور لولا إنبهار البعض الآخر بما يكتب على صفحات الفايسبوك ولسان حالهم يقول "لاريب أن هذا الكلب قوي، إذ ينبح في وجه الفيل" نقول لزمرة الأنذال أن التاريخ ليس قطعة مطاطة تتلاعبون بها على هواكم، التاريخ عصي عن التشويه وبه سنستعين لنبين تفاهتكم.
وكما سيلاحظ القارئ فنحن لن نعتمد في ردنا هذا على وثيقة رسمية (بيان، بلاغ، مقال ...) فجل الاتهامات الموجهة إلينا شفوية تلوكها ألسنة ديدوش وزمرته في المقاهي والأركان، وبضعة نصوص لا تتجاوز الأربعة أسطر على صفحات الأنترنيت، وجدير بالذكر أن تشويه الحقائق وأسلوب الكذب الذي اعتمدته هذه الجماعة ليس نتيجة وفقط لسوء نية أصحابه بل هو نابع أساسا من اختيارات فكرية وسياسية ومن منطلق الدفاع عن طبقة بعينها، هذه الطبقة بعيدة عن أن تكون الطبقة العاملة طبعا. وردا على عدم جدية أسلوبهم سنعتمد نحن على الأسلوب الجاد، مبتعدين على النقيض منهم عن كيل التهم الرخيصة وأسلوب الشتم والسب بل وتقديم المعلومات لأزلام النظام إن بوعي أو بغيره !
إن دراسة أية ظاهرة لن تستقيم علميتها إلا بتتبع تطورها منذ البداية حتى النهاية، لذا سنحاول الرجوع بالقارئ إلى التاريخ وسنبدأ بما شهدته الصويرة من تحركات نضالية لحركة 20 فبراير التي شكلت أول محطة لإنفجار التناقضات وإتخاذها هذا الشكل الحاد في هذه المرحلة !
على غرار ما شهدته المدن المغربية من تحركات نضالية لحركة 20 فبراير كان لمدينة الصويرة نصيبها ضمن هذه الدينامية حيث قامت بأشكال نضالية متميزة إنتزعت إعتراف الأعداء قبل الأصدقاء. كل ذلك بفضل الفعل النضالي لرفاقنا في هذه الحركة والذين كانوا ينشطون داخل كل من AMDH, ANDCM ، هذان الإطاران وبفضل قيادة رفاقنا ساهما في الدفع بحركة 20 فبراير إلى الأمام، وبقي مناضلوه مستميتين في الميدان رغم تخلف الاطارات الأخرى على التوالي (UMT, CDT, ، العدل والاحسان) هذا التخلف الذي كان محكوما بحسابات سياسية ضيقة، وبالهلع العظيم لأصحابه بعد أن لاحظوا الطاقات الثورية العظيمة للشعب والقتالية التي أبانت عنها الجماهير، وسيبدو هذا بشكل واضح يوم 20 فبراير حيث أصرت الجماهير على أن تكون وجهة المسيرة عمالة الاقليم، لكن السيد ديدوش الذي يتحدث عن الجماهير بحماس في "الأنترنيت وليس حتى المقاهي"، ويخشى من ثوريتها في الميدان أصر على عدم الانصياع لرغبة أبناء الشعب محاولا تحريف مسار المسيرة النضالية وطبعا ما كان من الجماهير إلا أن تصرخ في وجهه وفي أوجه أمثاله من المنهزمين "الخونة .. الخونة" بل وصلت إلى حد رشقهم بالحجارة ليفرض عليهم الرجوع والسير في ذيل المسيرة وهذا هو موقعهم التاريخي السير وراء ذبر الجماهير ! "للإشارة فقد تم تسجيل حدث غريب ذلك اليوم وهو اختفاء الكاميرا الخاصة بالتصوير بدعوى أنها سرقت من السيد بوزرود في غفلة منه !"
هذه المحطة كانت بداية بروز "رؤيتين" داخل AMDH ، رؤية رفاقنا التي تتبنى التصعيد والمزيد من العمل وسط الجماهير ورؤية صاحبنا ديدوش "هذا إن صح إعتبارها رؤية" والسابحين في فلكه الذي إختار الاستكانة والانبطاح، هذا الصراع سيتوج بتقديم ديدوش الاستقالة من رئاسة الفرع يوم 9 مارس 2011، أي تاريخ إلقاء الكومبرادور لخطابه "التاريخي المزعوم" وذلك بدافع من صهره المسمى محمد باخوش العميل الرسمي لجهاز لادجيد والذي رافقه الى مقر الباشوية من أجل تقديم هذه الاستقالته إلى باشا المدينة.
إنه تبرؤ مسبق مما يمكن أن تقوم به AMDH (فرع الصويرة) في خضم مساندتها ل 20 فبراير، فإسمع يا من يدعي أنه امتداد لمنظمة إلى الأمام ! ماذا كانت ستفعل سعيدة لو علمت أن المناضلين أصبحوا يقدمون استقالتهم لممثلي سلطة يدعون النضال ضدها؟ ! مبرر السيد ديدوش هو أن رفاقنا يحاولون إستخدام جمعية حقوقية لخدمة أهداف "ثورية" و"سياسية" وسنرى فيما يلي كيف سينقلب هذا الإتهام إلى نقيضه بسرعة قياسية.
بعد الاستقالة المشؤومة، استقالة العار، سينعقد جمع عام لتجديد مكتب الفرع بحضور كل من السيدان عضوا المكتب المركزي، العسال وبنزكري، ليتم ذلك رغم الصعوبات التي اعترت عملية التجديد، نظرا للاختلافات التي كان يعرفها الفرع المحلي جراء ما أشرنا إليه سابقا، وطيلة الفترة الفاصلة بين تقديم الاستقالة وتجديد الفرع وفي الفترات اللاحقة أيضا ستستمر نضالات حركة 20 فبراير والتي غاب عنها إطار (UMT) الذي كان السيد ديدوش ممثله خلال الظهور الأول للحركة، وبذلك سيسير على خط موخاريق الذي يدعي أنه يناضل ضده اليوم ولا بأس أن نفتح قوسا هنا ونقول ليس كل من يصارع البيروقراطية بالضرورة ديموقراطيا !
بعد تجديد المكتب بثلاث أيام سيقدم كل من سعيد موماد ورشيد بوزرود إستقالتهما من مكتب الفرع، كما سيتم السطو على المدونة الالكترونية للفرع من طرف "الغريب الأطوار السيد بوزرود" حيث سيطعنون (شخصان فقط) في شرعية المكتب الجديد ولسنا في حاجة إلى أن نقول بأن هذان السيدان هما من أكبر المعجبين بالتعاويد التي يلقيها المحترم ديدوش وسيشن هذا الأخير حملته الصليبية المقدسة رفقة أتباعه على المناضلين الشرفاء "دائما في المقاهي والأركان .. مع الغياب التام في الميدان" ومبررهم الوحيد دائما هو رغبة رفاقنا في تحويل الجمعية الحقوقية (AMDH) إلى إطار ثوري، وسيلاحظ القارئ أن هذا الصراع عكس ما يروج له أصحابنا تفجر قبل انتزاع الفرع المحلي لأل (ANDCM) لمجموعة من المكتسبات بعد الاعتصام البطولي الذي خاضه داخل المجلس البلدي، وهذا الصراع إتخذ أيضا أشكالا حادة حتى قبل الحوارات الماراطونية مع المجلس البلدي برئاسة المدعوا "محماد الفراع"
وكما أسلفنا الذكر فإن التاريخ لم ينتظر الانتهازيين ليقول كلمته، بل استمرت حركة 20 فبراير في نضالاتها، مستجيبة للدعوات الوطنية للإحتجاج وكل ذلك بفضل الفعل المتميز للرفاق والذين كانوا يتواجدون بكل من الاطارين، نقصد بالطبع (AMDH, ANDCM) مما جعل المتتبعين غير قادرين على التمييز بين كل إطار على حدة، وهكذا كان رفاقنا وراء تحقيق نسبة مقاطعة مهمة للدستور الممنوح على مستوى المدينة. ستستمر الحركة بنفس الوثيرة خلال الانتخابات التشريعية، حيث تمت الدعوة إلى مقاطعتها عن طريق توزيع المناشير وفتح حلقيات تواصلية بشكل يومي "سوق جديد" والنزول إلى الأحياء الشعبية، ليتوج كل هذا العمل بمسيرة بطولية عشية الانتخابات، كادت تصطدم بأنصار الحزب الليبرالي (حزب الفراع) وحزب الاستقلال على التوالي ... ! وبالفعل مرة أخرى سيعطي هذا العمل ثماره المرجوة المتجلية في العزوف الكبير للجماهير عن التصويت خلال الانتخابات التشريعية. أنظر الفيديو التالي الذي يؤكد مناهضتنا لناهب المال العام محماد الفراع في الميدان:
https://www.youtube.com/watch?v=ZyXwvWBp0o4

وبالموازاة مع تحركات 20 فبراير إستمرت AMDH في عملها (اجتماعات دورية للمكتب – البث في طلبات المؤازرة – معالجة بعض الملفات – عقد ندوات – أنشطة متعددة ...) حيث قامت بمساندة ساكنة دوار نكنافة خلال اعتصامهم، كما وقفت إلى جانب التلاميذ بثانوية المزرعة، كما ساهمت بشكل كبير في انتزاع حق الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم بعد إعتصام ليلي ببهو نيابة التعليم إلى جانب عائلات هؤلاء الأطفال (أنظر تقرير الفرع المحلي ..) هذه الخطوة التي جلبت علينا غضب نقابات التعليم لأنها سدت الطريق عليهم للمساومة في هذا الملف.
فيما يخص ANDCM فلم يتوانا رفاقنا عن الدفاع عن مطالب المعطلين المحقة والمشروعة في الشغل والكرامة حيث تم فتح عدة نقاشات تواصلية للتشهير بقضية البطالة في صفوف الجماهير وكسب تعاطفها وتم تجسيد خطوات نضالية أخرى كقطع الطريق الرئيسية عدة مرات بالمدينة ثم اعتصامين، الأول فوق سطح البلدية إستمر ثلاثة أيام والثاني داخل بلدية الصويرة إستمر 73 يوما. هذا الاعتصام لم يمنع رفاقنا من تخليد الذكرى السنوية لحركة 20 فبراير, بعد الحوارات الماراطونية مع المجلس البلدي برئآسة المسمى محماد الفراع وما تمخض عنه من مكتسبات منها: رخص سوق الجملة (4)، رخصة نقل اللحوم (1)، رخص الشواية (8) أربع دكاكين تابعة للبلدية، عشرة أكشاك !
حيث تم انعقاد دورة المجلس البلدي بحضور 30 مستشارا جماعيا بمختلف الانتماءات الحزية من أصل 35 عضو للمصادقة على ما تم الاتفاق عليه لكن سيقوم اللوبي المتحكم بإقتصاد الريع في المدينة بالضغط على عامل الاقليم نبيل الخروبي من أجل إلغاء مكتسب أربعة رخص سوق الجملة ورخصة نقل اللحوم، وتراجع المجلس البلدي عن منح أربع دكاكين للمعطلين، وهذا ما تم بالفعل تحت ذرائع مختلفة، وبالنظر إلى الشروط الذاتية للفرع المحلي ANDCM، فلقد ارتئينا تحصين ما يمكن تحصينه على أساس تفجير معارك نضالية لاحقا لإنتزاع كافة المكتسبات بما فيها "التعليم التعاقدي (30 منصب) بعد توزيع المكتسبات بشكل ديموقراطي ووفق محاضر التنقيط وتقاليد الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب. سينبري بعض أرباع المناضلين ممن تخلفوا عن الفرع المحلي لل ANDCM منذ سنة تقريبا للمطالبة بنصيبهم بإيعاز من رئيس فرع AMDH المستقيل عبد اللطيف ديدوش وأتباعه ولا نعرف كيف أصبح السيد ديدوش يدافع عن المعطلين وهو العاجز عن الدفاع عن حقوق الشغيلة التعليمية في اطار UMT في منتصف الطريق، فمن بلاغات نارية إلى بيانات تطالب ب "سلة بلا عنب"، وهكذا بالضبط سيقوم المحترم ديدوش وزمرته من استبدال اتهامنا بكوننا ثوريون ونخلط بين السياسي والحقوقي إلى اتهامنا بأننا بيادق لرئيس المجلس البلدي "الفراع" وأحد نوابه وبأننا إستغلنا ال AMDH و ال ANDCM و 20 فبراير من أجل بضعة أكشاك ...،
فعجبا كيف يتحول الثوري إلى سمسار في بضعة أشهر، إنها الحقائق حين تنقلب رأسا على عقب فينجب الجرو كلبا، وتلد البنت الأم وتتحول الذبابة على لسان ديدوش العجيب إلى فيل فهل الجلوس على طاولة الحوار مع الفراع يعني أننا من أتباعه؟ هل اتهمنا ديدوش بأنه عميل لرئيس مصلحة الموارد البشرية للنيابة الاقليمية بعد أن جلس معه وجها لوجه في إحدى مقاهي المدينة؟ هل اتهمنا ديدوش بالسمسرة عندما تغيرت لغة البيانات النارية للنقابة الوطنية للتعليم عقب لقائه بالشخص المشار اليه أعلاه؟ طبعا ليس من شيمنا كيل الشتائم الرخيصة بخصومنا السياسيين دون أن نتوفر على دليل؟ رغم أن التاريخ "النضالي" لصديقنا موشوم بإقالته من رئاسة الفرع المحلي ANDCM سنة 1997 لثبوت تزويره محاضر التنقيط وعدم مبدئيته؟ !
هكذا سيعمل ديدوش على نشر سمومه على قدم وساق وسيقوم بجمع عريضة توقيعات لم يطلع بعض من وقعوا عليها على مضمونها والنموذج الساطع على ذلك هم السادة صالح البهاني وحفيض بوكبير وسعيد النميلي (وهذا ما سبق أن وضحناه للعسال وأبناو واليسير خلال زيارتهم) وهناك آخرون تم تحريضهم للتوقيع عبر اتهام الرفاق بالالحاد وتارة بالمتلية، فأنظروا إلى أي حضيض نزل أصحابنا ! إن الانتهازية قادرة دائما على الاتيان بأحقر الأساليب في صراعها مع المناضلين الشرفاء !
هناك أسطورة قديمة تقول أن هناك رجلا بشع الوجه كان يقوم بتكسير كل المرايا التي يصادفها، فهذا هو حال أصحابنا محليا ومناصريهم (الحياحة) في الانترنيت كذلك، فالمسألة ليست متعلقة بالتمييز بين من يكذب ومن يقول الحقيقة، بين من سنصدق وبين من سنصرخ في وجهه ونقول "أنت كاذب !" إن المسألة مرتبطة بشكل وثيق كما أشرنا سابقا إلى خيارات فكرية وسياسية محددة تحاول محاصرة خصومها بكل الوسائل مهما بلغت حقارتها، وبالنسبة لحل الفرع فلقد كان واضحا منذ البداية أنها محسومة بالنسبة لبعض أعضاء المكتب المركزي الذين يقاسمون السيد ديدوش نفس الانتماء (الفكري – السياسي – التنظيمي) ونزول أعضاء منه للقيام بتحقيق لم يكن غير خطوة شكلية حددت نتيجتها سلفا، حيث تم اخراج فصول مسرحية بشكل لا يخلوا من لمسة فنية من ممثلين تفوقوا في أداء الدور المنوط بهم (كل من ادعى السيد العسال والسيدة أبناو الاستماع اليهم)، هؤلاء الذين لم يسبق لهم بالبث والمطلق ان شاركوا في الدينامية التي اطلقتها حركة 20 فبراير، فما معنى أن يرفض رفاقنا في المكتب المركزي الاستماع إلى رأي الجمع العام الذي هو سيد نفسه وحسم المسألة ديموقراطيا؟ إنه الخوف من أن يظهر بأن السيد ديدوش وأتباعه لا يمثلون إلا أقلية ضئيلة.

ملحوظة: نشكر جميع من أدان اغتيال فرع الصويرة بالوكالة وشبهه بالعملية الاستئصالية بالوكالة التي قامت بها العصابة البيروقراطية بالاتحاد المغربي للشغل بالوكالة عن النظام السياسي القائم.


https://www.facebook.com/photo.php?v=129381417172020&set=vb.100003004878336&type=2&theater
https://www.facebook.com/photo.php?v=397603363589618&set=p.397603363589618&type=2&theater

https://www.facebook.com/photo.php?v=222122234564604

عن فرع الصويرة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان المغتال

#أحمد_بيان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات