أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه















المزيد.....

الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3987 - 2013 / 1 / 29 - 14:57
المحور: الادب والفن
    


الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه

نعيم عبد مهلهل

يختزل الشاعر في رؤياه ما يمكن أن يبقى غامضاً عند المتلقي في بعض صياغات الفلاسفة والمفكرين . أنه كما يتحدث عنه ارسطو :الشاعر يرينا ما يختبئ تحت طيات ثوب الحس وبكلماته يفسر لنا ما نعجز عن النطق به تعبيرا عن شيء يؤثر فينا .
رؤيا الشعر تدركه التفاسير بما يريد الشاعر أن يوصلنا اليه في رؤى متعددة المناشئ والمذاهب ، يذهب الى مايشغله في احساس الاخرين بالعالم فيقع في دائرة التأثير والمؤثر وفي الحالتين تولد الرؤيا في مديح القصيدة الهاجس الذي لايفترض الشيء بل يؤسس لقيمته المعرفية والحسية والسحرية ايضا.
لقد ولد الشعر في قلوب الشعراء ليميز نبضهم في قدرتهم على الاحساس بما حولهم ( الاحلام والطبيعة والافكار ) وكلها تجتمع في أشارة العنوان الذي يضعه الشاعر في بدء القصيدة ليرسم لنا قطعة نثرية تحفُ بها الاوزان والمعاني والصور.
قصيدة الشاعر العراقي وليد حسين والموسومة ( هكذا تكلم نيتشه ) تضعنا في هذا الاطار بفهم جمالي ومعرفي واحساس غريب في احساس الشاعر بمشابهات روحية بين ما يشعر فيه ( وليد حسين ) ويشعر فيه نيتشه في رؤيته للعالم وتلك المأساوية التي تجتمع فيها افكار الفيلسوف الالماني وخصوصا في كتابه ( هكذا تكلم زيرادشت) , حين نرى في عمق الرؤيا المشابهة للشاعر وليد حسين مناجاة وجدانية وروحية واجتماعية بينه وبين نيتشه ، لهذا وانت تقرأ نص الشاعر ( هكذا تكلم نيتشه ) تشعر بجدية الالم وحداثة الاحساس في تجربة ايقاعية وفكرية لم يألفها وليد حسين كما في قصائده ودواوينة التي نشرها من قبل .
انه هنا يعيش غيبوبة الترائي في ذات يسكنها قلق الحدث الروحي والوطني ، ومثل نيتشه يحاول ان يجد مخرجا لازمة الذات ( الفرد ) في ظل هذه العولمة وتلك التناقضات ، ليعيش احساسا ممزوجا بألم كبير وليعبر عنه في رؤيا شعرية عميقة وجريئة وحديثة فيما تعود عليه حيث يميز النص هنا فرادة ايقاع الجملة وتفكيرها وصياغة المعنى والكثير من الموسيقى المختفية في نظرات الالم البشري حيث ينقلنا وليد حسين الى احساسه الجدي بالمعاناة مما يشاهده ويتألم لأجله وكأنه يعيد في كلام نيتشه ومعطفه الرغبة في ايواء بلاده من الخوف والبرد والتقسيم.
في هكذا تكلم نيتشه صياغة جمالية لقلق الأنسان ، وتفرد في الاحاطة بما لايشعر فيه الاخرون ، وحُقَ للشاعر أن يشعر فيه بفضل موهبته عندما يضعنا وليد حسين في قلق الصيرورة ودهشتها ويحاورها في تناسق روحي وزمني منذ بدء الخليقة الحضارية وحتى قلقه اليومي من دوي المفخخة والحزام الناسف عندما يؤم كل يوم مودعاً اطفاله ليذهب الى عمله .
لهذا تراه يستجيب لقلق الروح في المهادنة كما فعل نيتشه لكن وليد حسين يعطي تفكيره خصوصية المكان الذي ولد فيه وانتمى اليه وهي البيئة الفقيرة والمؤمنة والمستلبة ، ويعكس ما يحدث الان على قلق شعب بكامله وامة بجميع طوائفها ليرنا بعض ملامح جزعه من الحالة التي يطورها بقدرة شعرية رائعة الى صور من المفاهيم الفكرية والفلسفية ويضع لها المراثي والاسئلة والرغبة وبأنهيار محنتها في تصور تتحدث عنه القصيدة بلغة عالية الاداء وبجمال يغلبه شدو حزن غريب ويأس سرعان ما تتفوق عليه كثافة موسيقى المفردات وجدية وقوة الشعر ،وتلك الانسابية الجميلة التي عودنا عليها الشاعر في غزارة منتجه وموهبة المسكونة بشيء من فلسفة حزينة تكتشفها حتى في نظراته في اليوم العادي .
وليد حسين في هذا النص لايبدو مشاغبا في مناجاته لرؤيا الفيلسوف الالماني ولايريد ان يتلبس كلاما قال نيتشه أنما يضعنا في المقاربة الوجدانية مع روح الفيلسوف ونبؤاته في مصائر العالم والبشرية وهذا تفكير جديد لم اقراه وأحسه في مجمل نتاج وليد حسين الذي قراته من قبل وكتبت فيه مقدمات لدواوينه الصادرة في دمشق وبغداد وثمة ديوان اخر جديد يفكر اصداره في بيروت وربما تكون هذه القصيدة من اول بوابات حداثة الرؤيا في عالم هذا الشاعر المثابر.
وليد حسين في نصه الشعري هذا بدى مدركاً للكثير من تفاصيل الحياة التي يعيشها في خضم تغيرات محتملة في جميع رؤى المشهد. ولأنه قرأ نيتشه يرينا في نصه هذا تلاحما روحيا وتنبؤيا مع رؤيا نبتشه ورؤياه هو في جميع تلك المفترقات الحياتية واشكالياتها حتى انك في قراءتك للنص بالتأني الدقيق ترى أن الشاعر يعيش احساس القلق والحيرة والامنية في ايجاد الحلول لهذا الوجدان القلق الذي يجعلنا نترقب مصائرنا بحذر وتعاويذ وتبريكات .
انه هنا في قصيدته هكذا تكلم نيتشه يقول لنا هكذا يتكلم القلق فينا ويُصَيرُ لنا تساؤلاتنا عبر مساحة الحياة منذ نشؤها الحضاري الاول ايام سومر وبابل وآشور وحتى هذا الاغتراب في وجود الشاعر كما هو عندما نحسه يشعر بالمسافة ولكن الكثيرون يمنعون خطواته لتسير.
الشاعر هنا يضع الكثير من الاسئلة في جرأة الكلام ويحاول ان يرسم لنا مشاهد الحدث بتفاصيل الاحساس الصادق ولكن على شكل اناشيد وطقوس وتعاويذ تقرع بأجراسها على عموم مساحة العالم المستلب.
انها قصيدة للحزن واسئلته .للجبروت وانكسارته .للمحنة وحلولها .للانسان وطموحه ان يكون في ظل هذه الانكسارات القادمة من الشرق والغرب ولتتحد من اجل الايقاع بأرادته في هاوية العدم والضياع .
هكذا يرينا وليد حسين في دهشة هذه القصيدة ، جزع ولكن بموسيقى التحدي ، والشروع لبدء التفكير بالحلول لهذا الوضع المبتئس واللص والمخادع .
قصيدة ( هكذا تكلم زيرادشت ) للشاعر العراقي وليد حسين بانورما لأحساس الشاعر بنبؤات الاخرين القديمة من اجل حياتنا عندما يحسها حقيقية وتوغل بمفرداتها في اجسادنا مثل ذلك الخنجر الذي غرسه بروتس في خاصرة يوليوس قيصر.
بذات الحال ينبؤنا وليد حسين بتفاصيل سحرية لمشاعره في كلام نيتشه ولهذا هو يعرف مسببات هذا الشعور وحدثه ويعرف ايضا بمعايشته ووعي الشاعر لديه من هو السبب ومن هو المسبب لهذا نرى اصابعه في نهاية القصيدة تؤشر عليهم وبدون خوف وحياء :
(( الساعة دقت معلنةً ، بان الرجال قّوامون ، على سبر أغوار المتعةِ ، وكذلك مهما اختلفنا في التوصيف هم رجال الشهوة ِوالفاحشةِ ، رجاُل الجاه والسياسة ، رجال المال والاعمال.
فالقواسيم بينهم مشتركة ..
لكنهم .في إسفاف وأرتفاع..!))

دوسلدورف في 29 يناير 2013



هكذا تكلم نيتشه

وليد حسين

مرة أخرى
هادنتُ خطيئتي الاولى
في وصف صانع أمجادٍ
وحضارة
بلونه المنحدر من سلالات منتجة ٍ
يرسمُ ملذاتٍ .. ويخط ُعجائب
الدنيا
انه وعاءُ تتجلى فيه
الرغبةُ
وهو ايضاً..كالمنشور
تزدحم فيه الالوان ُ
يخرج منهُ الابطالُ
واينما يممتُ وجهي.. سأطلق عليه
معملاً..
وهو بلا شك قادرُ
ان يكون هكذا
وهكذا تكلم نيتشه
في سمفونيته
وأجتر الاف الكلمات
ليؤسس عوالم سردٍ
ترتكز على قيم عليا
وهذا الزيت المتدفق
من مواسمَ عشقٍ..
ولقاء
يمنحه الدفء والحميمة
لحظات ٌتبقى عالقةً
في ذاك الجوفِ القرمزيِّ
تؤذن..
بولادةِ أجيال تتحرك باتجاه القبلةِ
ربما...
الساعة دقت معلنةً
بان الرجال قّوامون
على سبر أغوار المتعةِ
وكذلك مهما اختلفنا في التوصيف
هم رجال الشهوة ِوالفاحشةِ
رجاُل الجاه والسياسة
رجال المال والاعمال
فالقواسيم بينهم مشتركة ..
لكنهم .في إسفاف وأرتفاع..!

بغداد في 27 كانون ثان 2013



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيد الفراشات ...!
- قصائد بقلم رجل انتحاري
- )Western nion( الويسترن يونيون
- العطر في تذكر النخلة والنهر وكولمبس...!
- ميني جوب ...!
- أوزان الهمزة ...!
- قصة الحسين ع في مسامع سلفادور دالي ..!
- أستمناء غاندي ( العضو الأنثوي في الوردة ..)
- شوارزكوف ومونليزا حفر الباطن ..!
- الى جنود البطيخ في مرتفعات التبت..!
- السماء لها نافذة ونهد......!
- ينابيع سيدكان*...
- التنظير في مديح المكان ..!
- بروكسل التي شيعت نعش ابي ...
- كن حلاجا ..ولا تكن فيلسوفا ...!
- حرم الرئيس ..رئيساً...!
- عطر الديك وسقراط ..؟
- مصر ..لم تعد سوى مصر ( كافافيس )
- قصائد كتبها لينين بلغة عربية ..!
- النفري ..الذهاب بعيدا عن الأرض....!


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الشاعر وليد حسين ..الرؤيا في هكذا تكلم نيتشه