أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟















المزيد.....

العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 23:21
المحور: حقوق الانسان
    


يبدو ان الطبيب الفرنسي جوزيف غوبتين الذي صنع المقصلة والتي سميت فيما بعد بأسمه واستخدمت لقطع رؤوس الكثير من الشخصيات ابان الثورة الفرنسية عام 1798 باعتبارها آلة حاسمة في قطع الرؤوس واستعان الطبيب جوزيف بخبرة زميل جراح اسمه انطوان لوي، وشرح الاثنان أمام النواب مزايا اختراعهما مؤكدين أنها أسرع واضمن وسيلة إعدام وأقلها بربرية، على أساس تجنيبها المحكوم الألم، كما وان العراق فيه مقصلة من نوع اخروظيفتها قتل اي فكرة ترمي لبناء دولة قادرة على اجتياز التحديات من خلال رؤى وافكار تتماشا مع واقع العصرلا يمكن لها ان ترى النور فالهدم اسرع واقل تكلفة من البناء، وبناء الدولة ليس امراً سهلاً على المرء تحقيقه بين ليلة وضحاها, فالدولة عديمة الطعم واللون والرائحة حالها حال الماء والهواء الجميع يستفاد منه ،فابالدولة يتعدد الدين والمعتقد والقومية وايصال الخدمات وتوفير الاحتياجات لايقتصر بشخص دون اخر,لكن الحكومة سرعان ما تتلاشا وتذهب وتأتي حكومة اخرى ,لكن بناء المقومات الرئيسية لمنظومة الدولة هي اوسع واعمق دلالة من الحكومة .
ان التمييز بين الدولة والحكومة، رغم أن المفهومين يستخدمان بالتناوب كمترادفات في كثير من الأحيان. فمفهوم الدولة أكثر اتساعا من الحكومة.حيث أن الدولة كيان شامل يتضمن جميع مؤسسات المجال العام وكل أعضاء المجتمع بوصفهم مواطنين، وهو ما يعني أن الحكومة ليست إلا جزءا من الدولة. أي أن الحكومة هي الوسيلة أو الآلية التي تؤدي من خلالها الدولة سلطتها وهي بمثابة عقل الدولة. إلا أن الدولة كيان أكثر ديمومة مقارنة بالحكومة المؤقتة بطبيعتها: حيث يفترض أن تتعاقب الحكومات، وقد يتعرض نظام الحكم للتغيير أو التعديل، مع استمرار النظام الأوسع والأكثر استقراراً ودواماً الذي تمثله الدولة. كما أن السلطة التي تمارسها الدولة هي سلطة مجردة "غير مشخصنة" : بمعنى أن الأسلوب في اختيار موظفي وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة وتدريبهم يفترض عادة أن يجعلهم محايدين سياسيا تحصينا لهم من التقلبات الأيديولوجية الناجمة عن تغير الحكومات. وثمة فارق آخر وهو تعبير الدولة (نظريا على الأقل)عن الصالح العام أو الخير المشترك ،بينما تعكس الحكومة تفضيلات حزبية وأيديولوجية معينة ترتبط بشاغلي مناصب السلطة في وقت معين .
فقد كان علي ابن ابي طالب (ع) محقاً وصاحب رؤية وبصيرة ثاقبة عندما اوصى رفيق دربه ونضاله مالك الاشتربان يكون اختيار الاشخاص لقيادة مرافق الدولة في مصر ليس على اساس المكون واللون والدين وانما على الكفاءة والخبرة والتجربة والجراءة في الاقدام،واتذكرما قاله الرسول الاكرم (ص) لأبي ذر الغفاري (رض) يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها", فهل يعني ان ابا ذر غير مهيئ لمثل هكذا امر؟علماً انه صاحب مقولات رائدة وخالدة في مجال مكافحة الحكام الفاسدين ونفيه للربذة احد الاسباب في رفضه للواقع المؤلم آنذاك
فالسلطة السياسية التي تحترم كرامة الانسان في التعامل معه ركيزة من ركائز وجود الدولة المدنية ولا يكفي لنشأة الدولة وقيامها وجود شعب يسكن إقليما معينا وانما يجب أن توجد هيئة حاكمة تكون مهمتها الاشراف على الإقليم ومن يقيمون عليه (الشعب)وتمارس الحكومة سلطتها وسيادتها باسم الدولة بحيث تصبح قادرة على الزام الافراد باحترام قوانينها وتحافظ على وجودها وتمارس وظائفها لتحقيق اهدافها.
الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق لأكثر من (1400) عام لم تفكر ملياً ببناء دولة مدنية في العراق فكل يغني على ليلاه ، فكان هم الحكومات هو كيف تجني الاموال وترسلها لصناع القرار للإمبراطوريات التي حكمت البلد مرة باسم الدين وتارة باسم حماية المكون وحتى الولاة الذين سعوا الى اجراء الاصلاحات في ميادين مختلفة للنهوض بدولة حديثة ,تمت محاسبتهم لانهم قصروا في جنيهم الاموال من البلد ومن ثم ارسلوا لدولهم واستبدلوا بآخرين عملوا جادين على تعميق الهوة في مفهوم الدولة ورفض المواطن للمساهمة بهذا المشروع حتى انه تحول بدافع العقد السيكولوجية الى عدو ينتهز الفرص للانقضاض على فريسته (الدولة) فكان زلزال التحول السياسي الذي شهده البلد عام 2003 ،هو انعطافة تاريخية بحياته فالنظام سقط وسقطت معه كل اركان الدولة والسبب يعود في ذلك لأنه اجتزئ هذا المفهوم الواسع بشخصه الديكتاتوري,فهوالقائد الاوحد وفارس الامة وصانع الانتصارات وبطل الحرب والسلام على العلم انني لم اجد اي انتصار له ،فالانتصار الذي حققه انه اسس لبنى تحتية من الفساد ومظاهره واشكاله المختلفة .
فما كان يتوقعه الاعم الاغلب من العراقيين بتسليم البلاد بعض المواقع والمراكزلقيادات شابة مؤمنة في قرارت نفسها بالتغيير والاصلاح والسهر ليالي والتفكير بجد ووضع الخطط والبرامج نقيين من العقد بعكس غيرهم الذين ينظرون للمرآة تهاجمهم ذكريات ماضيهم المؤلم والمليء بالتناقضات، فتغير واقع الحال السيء لأفضل وأحسن يتطلب من تتوفر لديه القدرة على الانجاز والتقديم وفسح المجال لتلك القيادات الواعدة والتي تعمل لتؤسس مشروع دولة لا حكومة يبقى لأجيال ينتقل من جيل لآخر،ولعل قربي من الاخ رائد الحداد الذي يعمل مفتشاً عام في وزارة التخطيط وجدته يسير بنهج الاصلاح ويساهم مع غيره من المصلحين في تضميد جراح العراق الذي هجمت عليه الذئاب والوحوش لتكمل ان كان هنالك لايزال شيء من البسمة والفرح،وهذا يأتي من خلال الخطوات المدروسة والنهج العلمي والعملي للعمل ورؤيته للانفتاح على الاخر دون النظر الى الون والشكل, فنجاحه جاء بحكم التشاور مع الاخرين من حوله والاخذ بالراي الصائب وبعده عن ظاهرة الانفراد بالقرارلأن الحكمة تكمن في صدار قراراً مناسب في الوقت المناسب، الافق الواسع والتعالي عن الاصوات والسمو فوق الكثير من المسميات هو قوة تحسب لرائد،فهنالك من ينظرالى المنصب بأعتباره غنيمة وفريسة وفرصة لا تعوض لملىء الجيوب،وتحويله لإمبراطورية جديدة يأتي بمن على شاكلته وقول المثل الطيورعلى اشكالها تقع ,المهم هو كيف ينتهي الشهر ويستلم راتبه دون النظر لحقل الابداع والابتكار والتطويرلموظفيه وشحذ الهمم فيهم لأنه يومن ببناء حكومة هزيلة فاشلة وبعدها يدير ادراج ظهره ويعلق فشله لأسباب ومسببات غير منطقية ،انه صراع بين ارادتين بين من يبني ويعمرومن يخرب ويهدم والخاسر الاكبر بهذه المعادلة هو المواطن الذي تقزم طموحه لملل الانتظار والصبر فآماله وامنياته هو بناء دولة عصرية مدنية تنعم في ظلها كل مكونات المجتمع والعمل معه سوياً فهو النواة الاولى للبناء والركيزة الاساسية في مشروع يراد له النور متحدياً كل المعوقات التي تواجهه وعلى وجه الخصوص مقصلة غوبتين الجديد .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة المثقف وسطوة المستبد
- بلال وروزة وعبدالسادة وعقدة بناء الدولة
- قيادات قبل وبعد التغيير
- العلم والجهل وجها لوجه
- الاديان والفساد وجها لوجه
- دور وسائل الاعلام في مكافحة الفساد
- الحسين ... ظاهرة الاصلاح ضد المفسدين
- المواطن ... وعقدة الفساد
- المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة
- المفتش العام بين مفهوم رجل البوليس ...ورؤية لتحقيق النزاهة و ...
- من مواطن الى وزير التخطيط رسالة مفتوحة
- ارادة الشعوب اقوى من جبروت فراعنة العصر
- الصحافة الاستقصائية وهيئة النزاهة واثرهما في مكافحة الفساد
- اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير
- الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق
- العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
- الدكتاتور وطموح الرعية
- الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
- ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي
- الصمت والاستبداد


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - العراق مشروع دولة ام بناء حكومة ؟