أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - العنف سيد الموقف















المزيد.....

العنف سيد الموقف


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 22:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عنف مفرط دون حدود ، مفروط ومفتوح على سيناريوهات أحسنها مؤسف ومغرق في الألم، وأشدها وقعاً يهدد وحدة الأرض والوطن...يهدد كيان هوية، ومواطنة يمكن لإنحدارها أن يئدها كدولة قامت منذ مايقارب القرن وعاشت تكويناتها بمحبة وأخوة ، ولم تصل إلى لحظة الانفصام والتشقق الطولاني.كما نستشعرها اليوم...
نخرج من قوقعة التضخيم والهُيام المغرق في التفاؤل..إلى مساحة الرؤيا أمام العين الرقيبة الحسيبة المشيرة للخلل حيث وحين يقع ...قبل أن تسقط الفأس وتقضي وتهدم ماتبقى من بُنيان وَجدَ ضالته في مصائد تُنصب لكل ذي نفس ضعيفة وكل ذي ثقافة متدنية...ومن باب حرصنا على الإبقاء على سوريتنا أولا، ومحيطنا المجاور ومنطقتنا ثانياً...نرى أن نعمل على إيقاظ من أخذته الغفله، ومن يؤجل ماهو قائم ومريب، بحجة الأهم والأساس وهو إسقاط النظام ...أو من استمر في الصمت منتظرا فرجاً ما يأتي على يد آخر...أو من يتخذ من اللامبالاة درباً وملاذاَ يبعده عن خطرٍ آني...أما من يسعى عامداً للعرقلة والتقويض...فهذا له أجنداته التخريبية سواء كان من الموالين للنظام أو من يدعي أنه معارض يحلم أن ينوب عن النظام بإرتداء ثوب المذهب وفرض لونه الخاص على العام المتنوع.
حيث تبصر عينك وتقرأ ، حيث تسمع وتعي تلمس التردي والعنف يحيطان بك من كل جانب على مساحة مايسمى بالوطن العربي وبالذات دول" الربيع العربي"..تردي في المسلك، في الأمن والسلام الأهلي، في الثقافة الوطنية ومعانيها التي نعرف وانتفضنا لإعادتها إلى مكانتها وروابطها التي تحمي الوطن بكل فئاته.
هل مانمر فيه مرحلياً ،مخاضياً سينتهي إلى رحاب الحرية والديمقراطية، التي قام الربيع العربي من أجلها؟ أم أن حرمان هذه الأوطان من الحرية وقوانين تحمي الانسان وديمقراطية يمارسها سياسياً ومجتمعياً خلال مايقارب النصف قرن لكل شعوب المنطقة...حيث حُكمت بالعصا والاستبداد ونظم ديكتاتورية فردية أو أسرية..انهارت فياه القيم والأخلاق ، عم الفساد والنهب لكل مقدرات الاقتصاد الوطني،كما انهارت معها الثقافة وتقلصت كل المشاريع السياسية وانحصرت بأيدي الموالاة للأنظمة القائمة، وتم تهميش كل مواطن تجرأ على طرح ماهو مختلف عن خطط ومسارات السلطات القائمة...بل قمع بكل وسائل القمع والتنكيل من اعتقال وتعذيب ومنع من ممارسة حقه في مجتمعه ...مما أدى لرفع منسوب الطائفية والعشائرية والقومية الشوفينية...على حساب المواطنة...وساد ومازال حتى بعد نجاح بعض الثورات...العنف..وأصبح سيد المشهد في الشرق العربي.
عنف في تونس، عنف في مصر، عنف في اليمن...عنف متواصل منذ ثلاثة عقود في الصومال ، عنف في العراق كان ومازال مفتوحاً على نطاق أوسع وأكثر تفتيتاً وتقتيلاً، عنف في لبنان ..رغم كل ماعاشه هذا البلد من حرب أهلية استمرت 15 عاماً..يظهر هنا ويخمد هناك كرماد تحت النار...تؤججها أيدي من صنعوا الحرب وترأسوا الأحزاب كما تصدروا السلام والزعامات الدينية!..والآن يطرحون تعميق الطائفية السياسية وتطييف السياسة!...فماهو الدرس الذي اكتسبوه إذن من حرب طاحنة مازالت آثارها النفسية والمادية ماثلة في المشهد العام والخاص، ومفقوديها لم يُعرف مصيرهم حتى اليوم ..فإلى أين ستوصلنا ثقافة العنف إذن؟
حين نسقطها على الوضع السوري..تفقأ عيوننا مشاهد يومية ..يتصدرها الموت ...والتدمير وسيلة مَن يستخدم العنف لإعادة فرض سياسة الاستبداد وتصوره بإمكانية الحل عن طريق المزيد ثم المزيد من العنف..بلا حدود لأخلاق أو ردع من قوانين عالمية ..تقف بوجه هذه الهجمة الهمجية...التي لم يشهد العصر الحديث لها مثيلاً، بل وصل استخدام العنف من قبل النظام بكل ألوانه وأشكاله ، وبكل خططه القائمة على" حرق البلد من أجل بقاء الأسد " إلى بروز كتائب عسكرية لم تكن يوماً متواجدة على أرضنا ، ولم تجد لها تربة تعيش وتنمو عليها...إلا أن اشتداد القتل والتمزيق والتطييف المستخدم من النظام كخطاب لايمل ولا يكل من ترداده ...إلى أن تنفذ هذه الكتائب من بين مثالبنا ، ومن خلال أخطاءنا وضعف تمويلنا..إلى جانب ضعف ثقافي ناتج عن إرهاصات نصف قرن من الظلم ...فنرى هذه الكتائب تتمدد بخطابها المتخلف المذهبي ..خطابها السياسي المغرق في الظلامية وتمزيق وحدة الوطن والمواطنة..وتوزيع بطاقات الايمان والكفر إلى جانب مفخخات الموت وفيديوهات " قناة الدنيا السلفية "، التي تشير إليها أصابع منظمات عالمية حقوقية وتطالب كل المعارضة بإدانتها ، وساهمت كسبب وذريعة رئيسية لدى الدول الغربية بتشويه صورة الثورة السورية وتأخير الدعم الحقيقي لها...ناهيك عن وجود أسباب أخرى جُلكم يعرفها ...تتمركز حول مصلحة إسرائيل ومصلحة أمريكا وروسيا في المنطقة والإقتصاد في الشرق الأقصى والمتوسط....
لكن الأسئلة التي تطرح نفسها في هذه المعمعة :ـ .لماذا نسمح نحن كسوريين لكل هذه الأيدي الغريبة على مجتمعنا..كائنا من كانت ، أن تحتل مواقع بيننا ...أن تتدخل في قراراتنا...أن تمارس علينا سلطة المعلم...أن نخجل أمامها أو نضعف في فرض مايريده شعبنا وما يأمله منا ومن ثورتنا ؟ لماذا وبعد عامين من الموت المستمر والقتال الضاري ...لم يخرج عن معارضاتنا وتشكيلاتها من يستطيع فعلاً بخطابه أن يستقطب الداخل ويقنع الخارج ...بأن لديه برنامجاً وحلاً ...لايقتل الذئب ولا يفني الغنم...؟..ولا أعني هنا بقاء الأسد أو الحوار معه...بل إيجاد فرصة ومحاورة كل الدول الممكن أن تضغط وتلعب دوراً فاعلاً...حين نكون نحن" المعارضة " مقنعين في قربنا من الشعب وتلاحمنا معه..أن نحمل مطالبه وصوته ووجعه ..ان نحزم بطوننا كمعارضة...أن نسارع في إغاثة أهلنا...أن نرى هذه التشكيلات هناك بين جموع النازحين من حمص وداريا ...وإدلب ..في مخيمات الزعتري وتركيا....أن ننجح في توحيد الكتائب العسكرية المنتشرة كالفطر ، والتي لاتنضوي تحت قيادة الجيش الحر!...إذن ماهو نفع سياسيين لايوحدوا السياسة ولا سلطة لهم على من يريدوا فرض سياستهم علينا بالبندقية ؟ مانفع معارضة وتشكيلات قامت حتى الآن وفشلت في إقناع العالم بعدالة قضيتنا؟... وبدفع هذا العالم إلى أن يتخذ منها قضية أولية لها الأهمية الكبرى قبل مالي مثلاً...التقصير والقصور ليس من فعل الدول الأخرى عربية أم أجنبية...بل المسؤولية الأولى تقع علينا كسوريين ..على المعارضة ...التي تتزاحم على المناصب ..وتتعارك في الفنادق..ائتمروا بفندق نجمتين ووفروا الفرق لإغاثة أهلكم...سافروا بدرجة ثانية وبالقطارات...وعالجوا بالفرق بعض جرحى الوطن..اذهبوا للوطن..وابنوا على أرض اصغر قرية...نقطة حرية..نقطة تنطلق منها حكومة وحدة وطنية ..تمثل كل تكويناتنا...لاتكوينات المذاهب ..لاأكثرية سنية واقلية مسيحية...بل أكثرية وأقلية سياسية..سياسة سوريا أم الجميع وللجميع....ينتصر مَن يخرج من بين الناس ولكل الناس...مَن يطرح ويرفض وبصراحة ومن الآن...أي أكثرية مذهبية وأي تصرف ومسلك يذكرنا بمسلك النظام، ويعيدنا لنقطة الصفر في الممارسات اللاأخلاقية تجاه الإنسان السوري ...فكيف نفهم إذن أن يُصدر الائتلاف " بيانا" يطالب فيه الفئات المتناحرة في رأس العين بالتوقف؟ أهذا ماتصل إليه أيديكم وتقدرون عليه؟ كيف إذن ستحكمون الوطن ولو مرحلياً؟ وكيف ننتظر منكم حلاً وسلاماً وبرنامج إنقاذ وطني؟ وإلى متى سيظل الصبر حليفنا كسوريين؟
ــ باريس 28/01/2013 " يوم انعقاد مؤتمر الدول الداعمة للإئتلاف في باريس " .



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرائف من بلاد واق الواق السورية:
- السوري طريدة أينما حَل:
- لماذا سكينة، فيدان وليلى؟
- ضياع:
- أبوح لكم بعجزي:
- رؤيا:
- للعقلاء والأشراف من أبناء الوطن :
- تتمة لخواطر سابقة
- خواطر من الإنسان وإليه:
- في لحظة بكاء
- ما أهمية التفاصيل بعد الدفن؟
- شكراً لك مرسي، فقد اهديت الثورة السورية درساً يعيد لها صوابه ...
- أين الإئتلاف الوطني من - الدولة الإسلامية- في شمال سوريا؟
- وسأظل أحبك حتى بعد الموت
- مقامرة في كازينوهات السياسة
- اطبخوا مؤتمركم جيداً من أجل سوريا الحلم
- من هم المرتزقة ياسيد لافروف؟
- أعيدوا دورة الحياة لسوريا
- للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها
- بيني وبين الألف:


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - العنف سيد الموقف