أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - إرحموا ما تبقى من سمعة العراق يرحمكم الله














المزيد.....

إرحموا ما تبقى من سمعة العراق يرحمكم الله


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إرحموا ما تبقى من سمعة العراق يرحمكم الله
كانت إعتصامات القضاة العراقيين في السابع والعشرين من الشهر الجاري ردة فعل عكست ما ظل ينتظره الكثيرون من العراقيين الذين سمعوا مختلف الإتهامات التي وجهها البعض للقضاء العراقي دون ان تحرك المؤسسة العراقية القضائية ساكناً للرد على هذه الإتهامات او لتوضيح ماهيتها ودوافعها بالنسبة للمواطن العراقي الذي ظل اليوم حائراً بين عراك الديكة الطائفية والقومية والعشائرية والمناطقية التي تداخلت فيها مجدداً او واصلت تدخلها قوى التخلف الرجعي السعودي القطري الإيراني البعثي لتنال من أمن العراق ووحدة شعبه . لقد افلحت سياسة الإسلام السياسي ومن تحالف معها لنهب ثروات العراق وابتزاز اهله في إيصال واقع العراق وسمعته بين دول العالم إلى الحضيض الذي لم يسبقنا إليه سوى دولتين من بين دول العالم . وبذلك اصبح تصنيف العراق الرسمي اليوم والذي تؤيده المنظمات الدولية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة ضمن التصنيف الذي إحتلته الدول التي باتت سمعتها الدولية مشوهة في جميع المجالات التي تعمل بها حكوماتها او الفئات الحاكمة فيها والتي اعطت القناعة الكاملة للمجموعة الدولية بانها دول لا يُرجى منها شيئاً . وظلت سمعة العراق بين الأمم تراوح في هذا المجال متأرجحة بين محاولات القوى الديمقراطية العراقية التي لا زالت تحاول إصلاح ما افسده لصوص الحكم وبين إصرار هؤلاء اللصوص على الإستمرار اكثر وأكثر على نهب كل ما يقع بين ايديهم . وفي خضم الصراع الذي تبلور بين اللصوص انفسهم على تقسيم الغنائم ، أصبحت المؤسسة القضائية العراقية في موقع يريد كل من الأطراف جذبها إليه وكل يريد الوصل بها والإستقواء من خلالها على الخصوم بحيث اصبح الدستور العراقي والقوانين العراقية وكأنها مقولات يرددها كل مَن هب ودب ممن وجدوا في مقاعدهم النيابية او مناصبهم الوزارية او قيادتهم للمؤسسات العامة في الدولة العراقية مبرراً لهم ليصبحوا حملة علم القضاء يفسرون ما يشاؤون ويؤولون ما يشتهون حتى ربطوا كل ذلك بالفقه الديني الذي خولهم تشويه القضاء العراقي ومؤسساته المختلفة وتطاولوا عليها عاكسين كل ما يحملونه من سيئات في حالة عدم إستجابة المؤسسة القضائية لتفسيراتهم وتأويلاتهم وطروحاتهم التي يحسبونها ضمن علم القضاء وما هي في الحقيقة إلا هرطقات مهوسين .
وهكذا تبادلت القوى المتصارعة على سلطة النهب والسلب والإبتزاز في العراق مواقع الهجوم والدفاع مستعينة بكل القوى الداخلية والإقليمية والعالمية التي تريد الشر بهذا الوطن وأهله وكل منها يصرخ باللجوء إلى الدستور وكل منها يلعن الطائفية وكل منها لا يريد تقسيم العراق وكل منها يرفض المحاصصة وكل منها يريد تنفيذ ما تطالب به الجماهير البائسة المحرومة من العمل والخدمات بكل اشكالها . وفي خضم هذا كله يظل المرء متساءلاً عمن يصدقه في هذا البحر الهادر من الأكاذيب التي يطلقها لصوص السلطة الحاكمة واعضاء برلمان الشعب العتيد . وفي خضم هذا كله ايضاً يظل المواطن العراقي حائراً امام سكوت المؤسسة القضائية العراقية على النيل منها اولاً وعلى سماحها باستهتار المستهترين ليوغلوا في إستهتارهم ضد هذه المؤسسة التي لا زالت تمثل الوجه الوحيد الذي يمكن للمواطن العراقي ان يضعه في الموقع النظيف الذي يستحقه بين الوجوه القذرة التي عجت بها الساحة السياسية العراقية . المؤسسة القضائية العراقية هي الأمل الذي يعول عليه المواطن العراقي اليوم لوضع مسيرة عجلة الوطن على مسارها الصحيح حتى وإن بدى تحقيق هذا الأمل صعباً بالنسبة للقضاء العراقي ، إلا ان الرهان على سمعته وتاريخه الحافل بالنزاهة والإستقلالية حتى وإن حاول البعض تشويهها في حقب تاريخية مختلفة من تاريخ العراق ، إلا ان المؤشر العام لمسيرة القضاء العراقي ظل حتى اليوم مؤشراً يبشر بوجود بارقة امل في مؤسسة عراقية لما تزل جديرة بهذا الأمل . ولكن كيف يمكن للقضاء العراقي ان يحقق هذا الأمل والضواري تنهش به اينما إستطاعت ؟ مَن الذي سيمهد الطريق من السلطتين التنفيذية والتشريعية امام المؤسسة القضائية العراقية لتحافظ على مسيرتها المستقلة والمسؤولون في هاتين السلطتين التشريعية والتنفيذية يتعاملون مع بعضهم البعض إستناداً إلى مبدأ هذا لك وهذا لي وإن سكتَّ أسكت ؟ وفي حالة كهذه فإن أقوى جهاز قضاء في العالم سيبقى عاجزاً عن تنفيذ مهماته التي سوف لن تلق الدعم من قبل الهيئات المسؤولة عن تنفيذ الأحكام مثلاً او عن تشريع القوانين المهمة التي يحتاجها الشعب والوطن والتي يستطيع القضاء بموجبها النهوض بعمله وتحقيق إستقلاليته وبالتالي وضع البلد على مسار الدولة المدنية الحديثة .
ما نرجوه ونطالب به هو الترفع بالقضاء العراقي عن مزايدات السياسيين ومهاترات الطائفيين وعراك لصوص السلطة والكف عن جره إلى سوح نزاعاتهم حيث تحاول كل جهة جعله منحازاً إليها او واقفاً ضدها او مشككين بمسيرة هذا القضاء متجاوزين كل القيم في توزيع التهم والأقاويل التي يجب ان تأخذ طريقها القانوني إن كان هناك ما يبررها فعلاً ، لا لإثارتها بين الحين والحين وحسب تقلبات الجو السياسي .
ايها الناس إرحموا القضاء العراقي الذي ظل يحمل سمعة العراق وحيداً اليوم بعد أن لطخت احزاب الإسلام السياسي والإنحياز القومي المتطرف والعودة إلى الحكم العشائري والإستهتار بالحكم القضائي سمعة هذا البلد بكل المواصفات التي يخجل كل عراقي مؤمن بعراقيته ان يراها ملتصقة بوطنه .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنسوا البعثفاشية رجاءً
- الأزمة ... مسرحية عراقية بعدة فصول
- حتى القرآن يمنعونه عن النساء
- حصاد الطائفية
- بماذا يؤمنون إذن ..؟ 2/2
- بماذا يؤمنون إذن ...؟ 1/2
- الحوار المتمدن في ذكراه الحادية عشرة
- مَن يضطهد شعباً لا يسعى لحرية شعب آخر
- التضامن العربي الكوردي على المحك
- الإسلام السياسي التجاري
- مطلب مشروع جداً
- القضاء والفقهاء
- المؤتمر الأول لهيأة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب الديني ...
- النسبية في الإيمان
- سيظل نشيدالجماهير مدوياً ... رغم الكبت
- المواطن يسأل ... فهل من مجيب ؟
- شو صارت مزعطة ...
- تعددت جرائم قتل الوطن والسبب واحد
- الإصطفاف الجديد للقوى الوطنية والديمقراطية العراقية
- تدَني التدَيُن


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - إرحموا ما تبقى من سمعة العراق يرحمكم الله