أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود هادي الجواري - الديمقراطية في العراق وجدليةالسياسة و الدين في تركيا والجزيرة العربية















المزيد.....

الديمقراطية في العراق وجدليةالسياسة و الدين في تركيا والجزيرة العربية


محمود هادي الجواري

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 02:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بقلم الكاتب والمحلل السياسي
محمود هادي الجواري
العراق ومصر ،، محط أنظار دول العالم بأسره، فمن لا يعرف الشئ ولو القليل عن البلدين العريقين إلا وهما العراق ومصر تاريخا قديما وحضارة.. فانه من المؤكد لا يعرف الشئ الكثير عن سائر دول العالم المختلفة البعيدة منها أو القريبة ضمن كرتنا الأرضية التي نعيش ..يعنى كان هناك سيق في إنشاء أولى معالم الحضارة وكما كان لها السبق أيضا في تأسيس ما يصطلح اليوم في مفهوم الدولة ، السلطة والحكم ، التشريع ،العلاقة بين الحاكم والرعية ، القوانين التي يحتكمون إليها في تنظيم العلاقة المجتمعية ، بين الفرد الواحد ضمن مفهوم الأسرة والأسر مجتمعة في تنظيم العلاقة المجتمعية ، ولربما نذهب إلى ابعد من ذلك في القدرات المادية والمعنوية التي كانت تتمتع بها الدولة في رسم سياستها الداخلية والخارجية آنذاك ،، كل تلك الصفات والخصائص كان من المفروض أن تضفي قوة على مسيرة الإنسان الذي عاش في ظل تلك الحضارتين العظيمتين ولكن ما نشهده اليوم هو مخالف تماما ولربما اخذ الإسلاف السير بالأمة في مجرى معاكس لاتجاه التاريخ ، ولذلك أخذت بالتراجع والتدهور حتى هذا اليوم الذي نعيش وأصبحنا وبالا بعضنا على البعض وكأننا أمم همجية ، تسعى لتلقى العطف من أمم أخرى لا تمتلك ما يتشابه وارثنا التاريخي وكأننا فاقدين للعقل والحكمة والمواهب التي منح الله إياها لهذا الشعب دون الشعوب والامم الأخرى ، اليوم يعيش إنساننا في تيه المدنية التي أخذت تغزونا ومن كل صوب وكأننا أحدثنا فراغا تاريخيا في أوطاننا غير قادرين على ملئه مما حفظنا من ارث تاريخنا أو إننا نقف غير قادرين على التحكم في ملئه وبطاقات أبنائه الذين ما زلنا ندعي أنهم سليلوابناء بناة تلك الحضارات التي تعتبر اليوم من عجائب الدنيا التي يهيم القارئ عنها ويشتاق إلى رؤيتها كل مقتدر من سكان المعمورة و من كل حدب وصوب..هنا لا أريد أن أغوص في عمق التاريخ القديم ، وعصر فجر بزوغ الحضارات سواء التي شهدها بلاد الرافدين والتي يطلق عليها الغرب الميسوبتامين أو تلك التي شهدتها ارض مصر إلا وهي الحضارة المصرية القديمة والمتمثلة بالفراعنة .. ولكن ما هو مثير للدراسة والتحقيق وخاصة نحن اليوم نعيش تجليات فجر حضارة إنسانية إلا وهي فجر بزوغ الحضارة الإسلامية التي أيقظت سكان المعمورة على وقع سنابك خيلها ، وأذهلت الناظر إلى صواريها التي كانت تمخر البحار البعيدة والتي كانت تحمل في عنابرها أكداس من الخير والعطاء ،، هنا يبرز ألينا سؤال هام ولربما يصبح لغزا لنا ولأجيالنا القادمة وخاصة عند قراءتنا لأوجه تاريخنا ونسأل ما هو سر القوة المعنوية التي امتلكها المفكرون العرب في وصولهم بتلك الحضارة إلى الأراضي التي كان يجتاحها الظلم والظلام ،،ولماذا نتراجع اليوم عام بعد عام لنقف محاصرين من ذات الأمم التي استلهمت المعاني الإنسانية من حضاراتنا وتقدمت وعلى حساب امتنا ، وهنا أيضا لا أريد إن اذهب بعيدا إلى تلك الأصقاع البعيدة والمترامية والمطالبة باسترداد الفضل العربي الغير المستوفى في وصول شعلة النور إليهم التي كانت مدعاة يقظتهم من الظلمة التي كانوا يعيشون ،، ولكن ما يفيدنا في هذا التحقيق هو ماذا جنينا من وراء ذلك السعي الذي اخذ يسجل ردود أفعال عكسية وقاسية على أبناء الأمة الإسلامية والعربية والعراق بشكل خاص و التي كما أسلفت أنه كان صاحب الفضل في نشر بذور الوعي في دولهم والتي أثمرت في تطور إنسانهم ..وكي لا ابتعد كثيرا عما يهم من طرح في هذا الموضوع هو ليس التوسل أو من باب طلب العطف من تلك الدول لكي تحفظ لنا ما أسديناه لهم من الجميل و كذلك نحن لا نريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء في ما سلكت بعض الدول المجاورة التي تلقت من موروثنا الشئ الكثير ورضعت طيب مذاق الحرية من ثدي الحضارة الإسلامية ومنها على وجه التحديد كل من تركيا وإيران وهما الدولتان اللصيقتان بالعراق البلد الأمن الذي يحاول تناسي كل مراحل التاريخ وما اختزله من الحرب والسلام محاولا وبشكل جدي بدأ صفحة جديدة مبناة على قيم انسانية وحضارية وبما يتلاءم وطبيعة هذا الجوار المفترض أن يكون مبنى على قاعدة رصينة موحدة يستندون عليها إلا وهي الدين ..الإسلام ... فما هو الخلل إذن في محاولاتهم الجادة سبقا وترصدا للانتقام من العراق أرضا وشعبا وعقيدة والى كل ما لا يرضاه الدين ألذي به يدينون ؟؟؟ فأين مكامن هذا الخلل وأسباب هذا الجنوح الذي اخذ يتعدى المعايير الأخلاقية وتهشيم قاعدة احترام حسن الجيرة تاركين وراء ظهورهم كل الأعراف والقيم ،، هل أن الخلل يكمن في تركيبة العراقي شخصنه وعرقا؟؟ ،، هل في الخشية من قوة إنسانه لأنه متجدد ومتحول وسريع في تقويم ذاته ؟؟ وهل أن للطمع الأهمية في أرضه التي تكتنز تحتها ثروات قل لها مثيل في العالم ،؟؟،وهل أن العراقي استطاع أن يدرك معاني وأسباب الاستهداف المعلن والغير معلن ومن هو العدو من الصديق ؟؟ هل الخلل في القيادات التي تنقصها الخبرة والحنكة في إمكانية إدارة البلاد شعبا وموارد ؟؟ آم أنهم مجرمون وعبثيون لا يرقون إلى منزلة إنسان بالمعنى الوافي لكلمة إنسان بما تحتويه هذه الكلمة من القيم وما تحتفظ بين أحرفها من روح التسامح .. والسؤال الأخير الذي تنتجه التحولات السياسية والفلسفية المعاصرة نحوه وخاصة بعد بلوغ الإنسان اعلي درجات التحرر من كل القيود وحتى السماوية منها ، ولا يريد أن يكون منتجا ومبدعا فكريا في إنتاج فكر أنساني يسير بموازاة منهج الفكر الديني المنضبط ولذلك سار في موجة إتباع المنهج المادي ،، بل اخذ يسير اعمي في ظل متاهات الفلسفة الوجودية التي قالت قولتها ( الدين أفيون الشعوب ) وهنا يطرح السؤال الذي لم تستطع الإجابة عليه ذات الدول التي أنتجت فكرا جامدا لا روح فيه ... فهل صمدت دول الاتحاد السوفيتي في محاربتها للكنيسة ردحا طويلا من الزمن ، ولماذا عادت إدراجها في مغادرة ذلك الفكر المعادي للسماء لتعيد بناء الكنائس ومن ثم السير في قافلة التحول من الفكر الشيوعي ومن ثم إلى الاشتراكي وأخيرا هي في الطريق إلى الفكر الرأسمالي ،، ولما كنا لهذه الدرجة منشغلين في ربط العلاقة الجدلية بين الدين والسياسة، وافترضنا أن تركيا هي دولة إسلامية ، فلماذا هي تشن العداء للمسلمين ، نستشف من كل هذا أن تركيا اتتاتورك ، كشفت لنا أنها تتخذ من الدين بديلا عن الفلسفة ، ولسبب بسيط أنها كانت لا تمتلك ولم تلد من رحم امة عريقة ، ولذلك لم نجد أن هناك فيلسوفا تركيا ذائع الصيت سواء في تاريخها القديم أو الحاضر ،، ولذلك هي تمتثل إلى مبدأ القوة ولا تركن إلى الحكمة والتعقل ، وهذا ما يجعلها بلادا منتقمة وناقمة على الدول التي لها حضارة عريقة .ولذلك هي فشلت في علمانيتها وكذلك فشلت في تسترها بستار الدين ومن ليس له أصل لا يمكن له أن يصنع الأصالة . إنني أقف إجلالا مؤيدا لمن يقول إن انقسام المجتمع العراقي على نفسه وبشكل غير مسبوق في تاريخه الطويل والعريض لابد له من إعادة النظر في تحاشي الضعف والانهيار وخاصة نحن نسير باتجاه بناء دولة حديثة تستند على مبدأ الديمقراطية والتسامح وكما أسلفت لأننا بناة حضارة فمن اليسير علينا إعادة هيكلة الأمة وفقا للتحولات الحضارية الحديثة .. التشظي والتمزق المجتمعي وعلى أسس عرقية وطائفية هي التي فتحت أبواب الوطن على مصاريعها لتقوم تركيا في احتلال العراق وكان ذلك نتاجا طبيعيا في تغذية السياسة التركية والتي استخدمت شعارها في الدول التي استعمرتها (فرق تسد ) أي تحويل المجتمع العراقي إلى أحزاب وطوائف وعشائر وقد نجحت من تحقيق ذلك وها نحن اليوم نئن من محاولة إعادة اللحمة الوطنية إلى سابق عهدها والتي تركتها لنا السياسة التركية ،، نعم كانت لتركيا المعرفة التامة في شأن المجتمع العراقي وكيفية التعامل معه..لقد استوعبت تركيا الدروس السايكلوجية واسر فت في فهم الانثروبولوجيات والاثنيات من اجل إحكام السيطرة على العراق ووفقا للطبيعة الديموغرافية ،ونشرت بين إفراد مجتمعه هذا الداء الذي يضمن لها العودة متى ما تشاء أو من خلال سيطرتها على القرار في العراق وعن بعد ،، ولذلك نحن لا زلنا نئن من هذا الداء الذي يقف عارضا شاخصا إمام أية بارقة أمل في بناء دولة عراقية موحدة وتحت دستور واحد وعلم واحد .،ومما يجعلنا منذهلين هو انجرار دول عربية وراء مستعمر الأمس وتتحالف معه هذا يزيدنا إصرارا في السير نحو بناء دولة ديمقراطية تتيح لجميع مكونات الشعب العراقي التوحد وخلق الإرادة في مواجهة الدول التي اتخذت من الدين ستارا لتحجب دواخلها المريضة وستر عيوب غطرستها على شعوبها التي باتت هي الأخرى تدرك لعبة الدين السياسي الذي أتاح لها في الهيمنة على مقدرات شعوبها وامتصاص دماء أبناءها قبل غيرها ،، وما التحالفات المستترة تحت صبغة الدين إلا هو الدليل الناصع لكشف المؤامرات التي تحيكها ومن اجل مصالح خفية مبرمة مع قوى الاستكبار العالمي وذنبها الذي تتمسك به تركيا إلا وهي إسرائيل ، فإمطار الربيع التركي الحقيقية ستغسلها وتعريها مما تتستر عليه وتبان ما اخفت من الحقائق وكشف زيف تدينها البعيد كل البعد عن الثوابت الإسلامية الحقة ،، الربيع العربي لا يتوقف عند قومية العرب وحسب ،، انه سائر لا محالة باتجاه صوب كل من تركيا وإيران،، وما الدسائس التي تستعين بها تركيا والمصنوعة في كل من قطر والسعودية والتي تهدف إلى تقويض وحدة العرب وتشرذمهم ،ليس من ورائها إلى إضعاف لوحدة الصف العربي ليكون لقمة سائغة للغرب الذي ينتظر النتائج وعلى مضض ، ولكن المثل العربي لن يغفل من أراد المكيدة قائلا ( يا الحافر البير لا تغمج مساحيه ، لابد يجي يوم وانته التكع بيه ) .. فكلما ازدادت كل من إيران وتركيا والسعودية وقطر من المكيدة وحفر البئر للعراق كلما منح الله القوة لهذا الشعب ليواجه كل التحديات،، وان لعنة العراق ستقع على رؤوسهم..



#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة نتاج للتكنلوجيا وليس نتاج للعقل البشري
- قانون الملكيةللعقارات لازال احد مخلفات الفكر الاقطاعي
- البطاقة التموينية ... الحلول المنطقية
- توزيع فائض الميزانبة على الشعب ..هل هو احد حلول تراكم راس ال ...
- لا للمحاصصة..لا للاغلبية .. نعم لحكومة رشيدة
- الاقتصاد العراقي المتورم والبطر الاجتماعي
- الديمقراطية والثورة المضادة(الثورقراطية)
- معادلة التغيير في العراق والاصلاح المؤجل
- الاولمبياد الوجه الاخر للسياسة
- الصراع في البحرين انساني وليس طائفي
- الكهرباء في العراق جزء من الفوضى السياسية والاقتصادية
- الاقتصاد العراقي يعيش فوضى الجهل المقصود
- لعبة الامم .. والدمى الصغار
- هل ان قانون الاحزاب هو الحل في العراق ؟؟
- في العتمة بين السياسة والاقتصاد ينمو الفساد
- المعادلات الاقليمية والدولية .. العراق تحت الضوء
- المسائلة والعدالة بين الجاني والمجنى عليه
- حقوق المرأة بين الدين والدنيا
- فلم ابطاله على قيد الحياة( الانتفاضيون القصص المذهلة)
- تتكلم الاصنام من مكانها


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود هادي الجواري - الديمقراطية في العراق وجدليةالسياسة و الدين في تركيا والجزيرة العربية