أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق















المزيد.....

الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 01:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم التدارك الذي اعقب حشود الشعارات والهتافات الطائفية الفاضحة في بداية التظاهرات التي كانت في البدأ ردود افعال على اعتقال حماية رافع العيساوي وزير المالية العراقي ثم اتخذت مسارا يقوده رجال الدين والعشائر، اقول رغم هذا التدارك بابعاد التظاهرات عن زخمها الطائفي كي تكتسب زخما وتاثيرا وتأييدا، الا انها بقت كما كانت عليه، تدور في حلقة الطائفة وتستند على اساسها المذهبي الذي يًُذكر دائما باتجاهاتها وارتباطتها السنية. لذلك لم تتطور ولم تسفر عن اي ابداع جماهري، وبقت رهن خطابها المقيد بقانون العشيرة وفروض المذهب.
وعندما نقول ذلك فاننا لا نلوم المتظاهرين على تمسكهم بالهوى المذهبي ولا نبخسهم تخندقهم خلف السواتر الطائفية، فهذا هو نتاج العملية السياسة المبني على المحاصصة، والحاكمون لهم ايضا متاريسهم وخنادقهم الطائفية، انما نريد الاشارة الى الواقع الحقيقي الذي يعيشه المجتمع العراقي المنقسم على نفسه كطوائف واشياع، ونبتعد عن واقع مزيف غير موجود الا في خيالات حمقاء وفي تصريحات والاعيب السياسين البلهاء، الذين لا يريدون رؤية تاثيرات سياساتهم الفاشلة التي ساهمت بتخريب وتفقير البلد.
ذلك ان عدم تشخيص المشكلة ومعرفة الواقع على حقيقته ككابوس مفزع وليس ورديا كاحلام العذارى، سوف لن يساهم بايجاد حلول للعلة الحقيقة التي مزقت البلد وساهمت في تخريبه واحلال البغضاء بين صفوف ابناءه، علة اتخاذ الاسلام، ليس كقاعدة للحكم فقط، انما كقاعدة للمعارضة ايضا، ومن هنا نرى ان رجال الدين السياسي هم الذين يحكمون وفي الطرف المعارض هم الذي يتزعمون ويقودون التظاهرات المعارضة او يؤثرون عليها. هم الذين لهم الكلمة المسموعة والرأي الذي يجد له صدا عند السياسين من الطرف الحاكم، اما التظاهرات الشعبية، التي تطالب بحقوق ليس لها صبغة طائفية ولا ملامح دينية، انما مطالب عامة تفيد الجميع، فلا تجد غير الاذن الصماء من حكومة المالكي ولا تواجه الا بالعنف المفرط الذي لن يعقبه تحقيق ولا تثار حوله ضجة ولا يتخذ اي اجراء سياسي اوبرلماني كردة فعل، فدماء الوطنيين في عراق المحاصصة رخيصة جدا.

رغم ان الارهاب قد فتك بالسنة مثلما فتك بالشيعة ولم يستثن لا المسيحين ولا اليزيدين ولا التركمان ولا الكورد، ورغم استمرار انفجارات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والقنص والاغتيال والاختطاف، الا ان التظاهرات في مدن الانبار والفلوجة وسامراء ونينوى لم ترفع شعارا واحدا ضد الارهاب ولا ضد تنظيم القاعدة، حتى ان تفجيرا اجراميا كبيرا مثل الذي حدث في طوز خورماتو حيث راح ضحيته اكثر من مئتي قتيل وجريح، لم يحدث اي صدا ولا اي ردة فعل ، لم يستنكره ولم يندد به وحتى لم يشر له لا منظمو و لا قادة التظاهرات، بل لم يطلب احد، لا رجل دين ولا شيخ عشيرة ان تخفض رايات الشؤم والشر رايات القاعدة ودولة العراق الاسلامية السوداء المسؤولة عن هذا التفجير والتي تخفق على رؤوس المتظاهرين كبرهان يثبت اتجهاهات التظاهرات.
ان من يريد تضامنا ومساندة من الشعب عليه ايضا ان يحمل شعارات واضحة معادية للارهاب ولرجاله ويهتف عاليا ضده وضد دولته الاسلامية وضد تنظيمات القاعدة لا ان يشير الى ذلك باشارات خجولة وبصوت يكاد لا يُسمع.
هذه التظاهرات والاحتجاجات هي في حقيقة جوهرها تمثل نسخة الاسلام المعارض للاسلام الحاكم، والاسلام بنسختيه المعارضة والحاكمة لا يمكن ان يعكس وطنية المطالبة ولا وطنية الحكم بل يعكس الايدلوجية التناحرية لكلا الطرفين، ولا يمكن ان يكون نموذجا ناجحا، بل نموذج لبلد سيجد نفسه بالمستقبل القريب اشبه ما يكون بافغانستان، متحارب، متنازع، متقاتل ومنهوب.
The enemy of my enemy is my friend
او عدو عدوي هو صديقي هذا القول الانجليزي يمثل القاعدة الاولى التي تميز العملية السياسية في وقتها الراهن، فالعملية السياسية في العراق مبينة على شراكة اعداء وليس على شراكة حلفاء.
افلم يتضح من مسارات هذه العملية ان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي يدير عصابة للقتل والاغتيال وتفجير المفخخات؟
الم يتهم رافع العيساوي وزير المالية هو وحماياته بالارتباط بحمايات طارق الهاشمي الاجرامية؟
الا ترتبط عصائب الحق، وهي المسؤلة عن خطف وقتل الكثيرين، الا ترتبط مع تكتل دولة القانون بروابط خفية؟
وكيف اصبح مقتدى الصدر صديقا ودودا للقوى التي طالما نعتته هو وجيش المهدي بالارهاب وطالبت القبض عليه ومحاكمته، اما الان فيشاد به ويُثنى عليه في تجمعات التظاهر، مع انه احد اطراف الحكومة المهمة والذي حال دون سحب الثقة عن السيد المالكي.؟
الم تحتوي القوائم الانتخابية للشيعة والسنة على بعثيين مشمولين بالاجتثاث؟
الم يستثن الضباط البعثيون الذين غيروا ولائاتهم لصالح حكومة السيد المالكي، من الاجتثاث رغم ان بعضهم اشترك في عمليات الانفال الاجرامية؟
ان مبدأ عدو عدوي صديقي هو الذي يحكم الصراعات ويحكم التحالفات والاصطفافات، وهو الذي يدفع قوى الاسلام المعارض وقوى الاسلام الحاكم الى البحث عن حلفاء متحاربين، متعادين ومتتناقضين بالمصالح ومتآمرين بعضهم على البعض الاخر. فالاسلام الحاكم يتحالف مع ايران ومع سوريا وحزب الله، مع ان هذه الاطراف الثلاثة لعبت دورا تخربيا في العراق لا يمكن انكاره، بينما الاسلام المعارض يتحالف مع السعودية وقطر وتركيا والجيش الحر وكل من يرتبط بهم من قوى وان كانت ارهابية مثل جبهة النصرة. لكن ميزة هذه التحالفات هي ان الاسلامين المتخاصمين والطائفين المتحاربين يكونون في اي تحالف هم الطرف الضعيف الذي يُبتز ويرضخ حتى على حساب الوطن.

يجب ان نشير ايضا بانننا ان تفهمنا سبب فشل وصول اليسار الى البرلمان، وذلك لضراوة الصراع السياسي وتدفق الاموال من الخارج على حملات المنافسين الانتخابية وعدائية حملة الاحزاب الاسلامية التشويهية الشرسة ضد اليسار، وعدم نزاهة الانتخابات بشكل عام، وسلاطة لسان الروزخونية المكرس لتسقيط المثقفين واللبراليين واليسارين، فاننا لا نتفهم اطلاقا عزوف وفشل اليسار والانتلجيسيا الذريع في لعب دور المعارض الفاعل والفاضح للاسلام الحاكم وللاسلام المعارض، مع ان كشف بؤر الفساد، مطلب كل الشعب بجميع طبقاته الدينية والسياسية والاجتماعية، خاصة وان الاحزاب الاسلامية المعارضة والاحزاب الاسلامية الحاكمة في اضعف اطوارها، اذ تنخرها الفضائح والفساد وتبدو غير قادرة على ادراة الازمة او حسمها، كما ان الفروق بين طبقة السياسين ووطبقة رجال الدين المترفين من جهة وبين عامة الشعب اصبحت اكبر من ان تخفيها بكائيات عاشوراء ولا مواعظ المساجد. انها فرصة سانحة للانتلجسيا ولليسار بان تستفيد من هذا الوضع والظرف السانح وتباشر بهجوم تثقيفي سياسي واجتماعي بين صفوف الشعب يهدف الى تنظيف العقول من الاوهام والادلوجيات الدينية الطائفية التي نشرها الاسلام الحاكم والاسلام المعارض.
لكن مع الاسف اننا نرى ان بعض المثقفين قد اصطفوا، وعلى عمى منهم مع الاسلام المعارض الذي يحمل راية القاعدة السوداء في تظاهراته متخذين من المثل اعلاه قاعدة للتكتيك. بينما البعض الاخر التحق بمسيرة الحكومة واصبح مغردا في سربها متجاهلا بان القطيع يسير نحو الهاوية.
ان المهمة الانية لقوى اليسار هي مناهضة الاسلام الحاكم والاسلام المعارض على حد سواء، وفضحهما واضهارهما على حقيقتهما البشعة التي ادخلت البلاد في صراع وقتال وتحارب طائفي ومذهبي سيسهم ان استمر الى تهديم العراق وليس تقسيمه فقط.






#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهميش المذهب السني في العراق.
- الانسلاخ من الطائفة الشيعية مع ضياء الشكرجي ونجاح محمد علي
- هل من مأخذ على المالكي ان تشبث بكرسي السلطة؟
- دولة بدين خامل
- ضرورة اعادة النظر بقانون الارهاب ككل وليس المادة 4 منه فقط
- هل الشخصية الشيعية اقل استقلال من الشخصية السنية؟
- حكومة مهتوكة العرض!!
- الطائفية ومظاهرات اهل السنة
- من اجل حفنة من الشرطة
- القانون وحماية العيساوي
- مام جلال قيمة وطنية لا يمكن تعويضها
- ضعف الشخصية العراقية كاظم الساهر نموذجا
- النقد بين الكاتب والقاريء والحوار المتمدن: في الذكرى الحادية ...
- الدولة العربية وفدرالية كوردستان
- قصيدة كلنا ثورة تونس وعورة قطر
- الرمز الحسيني وتناقضات الفكر الديني الشيعي
- اللغة والنعاج العرب والاخوان المسلمون.
- عراق الحكومة وعراق الشعب
- الأيمان والمؤمنون
- الدين والغريزة الجنسية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - الاسلام الحاكم والاسلام المعارض ومهمات اليسار في العراق