أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - صفحات من ملعب الزهر -














المزيد.....

صفحات من ملعب الزهر -


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3986 - 2013 / 1 / 28 - 01:00
المحور: سيرة ذاتية
    


من ملعب الزهر .. إلى روضة العلم
.. من صفحات الطفولة ...
... يومها لم نكن نعرف حواجز , ولا حدود , ولا ممنوعات , ولا قمع وإرهاب ومعتقلات ,
لا طوائف ولا أحزاب ولا حروب وأحلاف و مؤامرات . يومها كانت الصلاة للإله الواحد . وقصص أخبار القرية هي الحدث الوحيد الدائر بين الناس وحرية الرأي هي السائدة .
لا نخاف من جار وصديق وغريب أو زائر بعيد !
كانت البلدة كلها للجميع , كلنا طبقة واحدة مع اختلافات و فوارق ضئيلة . كانت البلدة حزب واحد هو حزب التعاون والإخاء والمحبة والإنسانية . مجتمع يموج بالحركة والتلاقي والنشاط الشعبي , تعرّفنا فيه على أرقى العلاقات الإنسانية والإجتماعية والتعاونية والإقتصادية الذاتية ..
في قريتي القديمة كل شئ صنع محلي وإنتاج أهل القرية المبدعين النشيطين , والإقتصاد عنوان !

لا نعرف حينها ما هو الحسد والأنانية والبرجوازية والكبرياء والفردية والعقلية الإقصائية . من خلال الواحد نعرف الجميع , في البناء والأعراس و الأحزان والأعمال الجماعية ... لا نعرف سوى النبل والعطاء والإنتاج والشغل والمحبة - لا نعرف سوى المشاركة رغم طفولتنا المبكرة رغم صغرنا , كنا نتبارى بعمل حياكة الصوف والغزل والتطريز والتخريم ( الأشغال اليدوية التراثية الشعبية ) , أو مباراة في الشعر العربي في سهرات الليل الطويلة عندنا أو عند الجيران أوالأصدقاء والأقرباء . هكذا كان يمر الليل حينها دون أن نشعر بثقله . كنا لا نعرف الهمّ ولا الغم والقلق والخوف والإبعاد والسفر والغربة والمعاناة , في منزلنا أو القرية عامة .
كنا نسهر يوميا والجيران يتوافدون إلينا والأقارب تأتي والأصدقاء إلى مضافة أهلي . الواقعة وسط القرية والسوق في الشارع الرئيسي للتلاقي والتجمع والتحاور ..,, كان يومها بيت أهلي مُضاء باستمرار , مضافة كريمة مفتوحة وحاضنة للأطفال والشباب والعجائز . كنا نحن الأطفال نزين السهرة بألعابنا نرقص ونلعب شتى الألعاب المسلية , حيث لا راديو وقتها ولا تلفاز ودعايات ومسلسلات وصرعة الإستهلاك والموضة , ولا أنتنرنت وفيس بوك وهواتف محمولة وغيره , بل كانت لعبة ( حفير وغمّق , أنا النحلة وأنت الدبور , وقص المقص , والكعب , والبلبل ( اليويو ) والورق الكوتشينا ) وغيرها الكثير المسلية والمضحكة باّن والتي تقرب الإلفة والترابط الإجتماعي وتفرّغ طاقات الأطفال والشباب بحركات رياضية وفكرية ..,, يومها لم تكن هموم ولا أحزان ولا أمراض في بيتنا كان الفرح يغتسل ويزف في شرفاتنا وأسطحتنا وعلالينا وأحواشنا وعتبات بيوتنا - يومها كانت العصافير تختبئ في شقوق الجدران و سقوف منازلنا الخشبية بكل أمان واطمئنان لا تخاف من صياد أو قنابل أو حجر أو متفجرات أو قناصة أو" شبيحة الأسد " ! ... كانت الأحلام سعيدة تتمدّد حتى الأفق في مرحلة ذروتها.. وطموحاتنا لا تنتهي .. كان ملاذاً للطير والإنسان .. للضيف القريب والبعيد , للعجوز لليتيم للحزين , للجدّة والخالة والعم والعمّة والصديق والجار , والمعلم الغريب وألأستاذ البعيد ... بيت أهلي كان مطعم ومدرسة ومضافة وروضة أطفال وملتقى إجتماعي وسياسي وأسري وعائلي , , قلب يخفق بالعطف والحنان بالكرم والحب والإنسانية , هكذا رضعت العلاقات الإنسانية الشعبية الأصيلة النقية وتربيت على الكف المفتوح والقلب الدافئ .
ما أروع الكتاب الأول الذي قرأت فيه أبجدية الحياة أبجدية الوجود والعلم الحقيقي والتربية الوطنية الحقيقية , والإيمان الحقيقي الذي يترجم بالأعمال والأفعال والمواقف ..

كانت اّذاننا تصغي لكل همسة وصوت وكلمة وترنيمة وأغنية ومَثل وحكاية وقصة , كنا نصغي للتكبير والاّذان والترنيم من مئذنة الجامع المجاورة وسط القرية ومن موسيقا أجراس الكنائس.... نختزن في صندوق الطفولة الذي يستقبل الإشارات ومفاتيح الأسرار .. وأثوابنا المدرسية " الكوستيم " , الصدرية الرمادية أو السوداء اللون , مع القبّة البيضاء المزركشة الأنيقة النظيفة نرتديها بفرح وشوق الصباح لحمل الكتاب والتباهي به في الطريق !
مريم نجمه – هولندة - 2012



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا سوريين - من اليوميات - 35
- من اليوميات - كاريكاتور أخضر! - 34
- من كل حديقة زهرة . منوّعات - 38
- الكرة الكرة , العالم أصبح كرة !
- الصراع الدولي على منطقة البحر الأحمر - 5
- تعالوا نزرع الطريق .. من اليوميات - رقم 33
- مهنتي المقدسة - 2
- صفحات من ثقافتي
- الأعياد على الأبواب - من اليوميات - 32
- متغيرات .. العيون اللاقطة ؟
- محطات استراحة .. من اليوميات ؟
- عيد منبر الحوار المتمدن 11
- دمشق تحت الراجمات .. سوريا في المخيمات ؟ من اليوميات - 31
- من يوميات الثورة : سوريا ليست للبيع . فلسطين لنا .. والجولان ...
- سريانيات - درس سرياني - 6
- وجهة نظر ؟
- من صفحات الطفولة .. زيزفون وخبز وعسل ..
- ماذا قدمت الثورات العربية ؟
- حُبّ في طقوس العبادة - أوراق متناثرة ..
- وما الثوار إلا أبناء هؤلاء ! من الثورة وإلى الثورة - 29


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مريم نجمه - صفحات من ملعب الزهر -